Репост из: 🖋️تأبط عزا🖋️
عندما توفي الشيخُ المجاهد عبد الحميد بن باديس رحمه الله عام 1358هـ 1940م، كان صاحبُه ورفيقُ دَرْبِه وقَسِيمُه في العِلْم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله مَنْفِيًّا في قرية (آفلو) من الجنوب الوهراني بالجزائر، فلمّا بلَغَه خبرُ الوفاة حَزِنَ كثيرًا، فكتبَ رسالةَ تعزيةٍ طويلة مؤثّرة، مَلَأَها بعبارات أخوية صادقة، ودَبّجَها بأجمل الكلمات، والصور والعبارات، فكانت مقامةً أدبية رائعة .. ومما جاء فيها يُخَاطِب قَبْرَ الشيخ رحمه الله:
يا قَبْر! ما عَهِدْنا قبْلَك رَمْسًا، وَارَى شَمْسًا، ولا مساحة، تُكَال بأصابع الرّاحة، ثم تَلْتَهِم فلَكًا دائرًا، وتَحْبِس كوكبًا سائرًا.
يا قَبْر! قد فَصَل بيننا وبينَكَ خطُّ التواء لا خطّ استواء، فالقريبُ منك والبعيدُ على السواء.
يا قَبْر! أتدري مَن حَويت؟ وعلى أيّ الجواهر احْتويت؟ إنّك احتويت على أُمّة، في رِمَّة، وعلى عالَم في واحد.
يا قَبْر! أيدري مَنْ خَطَّك، وقاربَ شَطَّك، أيّ بحرٍ ستضُم حافَتَاك؟ وأيّ مَعْدنٍ سَتَزِنُ كِفّتَاك؟ وأيّ شيخٍ كشيخك؟ وأيّ فتى كَفَتَاك؟ فوَيْح الحافرين ماذا أوْدَعُوا فيكَ حين أوْدَعُوا؟ وويْح المُشَيِّعينَ ماذا شَيّعوا إليك يومَ شَيّعوا؟ ومَن ذا ودّعُوا منكَ إذْ وَدّعُوا؟ إنّهم لا يَدرون أنّهم أوْدَعُوا بَنَّاءَ أجيالٍ في حُفْرَة، وودَّعوا عامِرَ أعمالٍ بقَفْرة، وشَيّعوا خِدَنَ أسْفَارٍ، وطليعةَ اسْتنفارٍ إلى آخرِ سَفْرة... إلخ.
= آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
يا قَبْر! ما عَهِدْنا قبْلَك رَمْسًا، وَارَى شَمْسًا، ولا مساحة، تُكَال بأصابع الرّاحة، ثم تَلْتَهِم فلَكًا دائرًا، وتَحْبِس كوكبًا سائرًا.
يا قَبْر! قد فَصَل بيننا وبينَكَ خطُّ التواء لا خطّ استواء، فالقريبُ منك والبعيدُ على السواء.
يا قَبْر! أتدري مَن حَويت؟ وعلى أيّ الجواهر احْتويت؟ إنّك احتويت على أُمّة، في رِمَّة، وعلى عالَم في واحد.
يا قَبْر! أيدري مَنْ خَطَّك، وقاربَ شَطَّك، أيّ بحرٍ ستضُم حافَتَاك؟ وأيّ مَعْدنٍ سَتَزِنُ كِفّتَاك؟ وأيّ شيخٍ كشيخك؟ وأيّ فتى كَفَتَاك؟ فوَيْح الحافرين ماذا أوْدَعُوا فيكَ حين أوْدَعُوا؟ وويْح المُشَيِّعينَ ماذا شَيّعوا إليك يومَ شَيّعوا؟ ومَن ذا ودّعُوا منكَ إذْ وَدّعُوا؟ إنّهم لا يَدرون أنّهم أوْدَعُوا بَنَّاءَ أجيالٍ في حُفْرَة، وودَّعوا عامِرَ أعمالٍ بقَفْرة، وشَيّعوا خِدَنَ أسْفَارٍ، وطليعةَ اسْتنفارٍ إلى آخرِ سَفْرة... إلخ.
= آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي.