بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الغر الميامين المعصومين لاسيما صاحب الذكرى صاحب العصر والزمان (عج )
نبارك لكم ولادة ولي العصر ومنقذ البشرية وناشر راية العدل سيدنا ومولانا وقائد مسيرتنا وولي نعمتنا الإمام الحجة بن الحسن المهدي (ع)
💠قضية الإمام المهدي (ع) تعتبر واحدة من أهم القضايا التي شكلت منعطفا من منعطفات العقيدة الإلهية، العقيدة التي تحمل بين طياتها فكرة ذلك المستقبل المشرق الذي يستشرفه جميع أبناء البشر على مختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية ، ولكن ليس بتلك الصورة التي نعتقد بها نحن الشيعة الإمامية، بل بصورة أخرى تتقاطع في الكثير من مشاهدها مع ما نعتقد به نحن
إلا أن أصل الإيمان بواقعية تحققها يشكل مورد التقاء بين كل من آمن بها كفكرة حتمية الوقوع
ولاشك أن هذا يكشف على أنها ليست فكرة وقضية مذهبية تفرد بها الشيعة الإمامية ، بل ولا حتى قضية إسلامية ، بل هي قضية عابرة لحدود الطائفة والدين
وهذا الأمر يعتبر واضحا لكل من لديه أدنى اطلاع ومتابعة قراءة وسماعا لقضيته (ع)
هذا وقد استعرض الدكتور محمد مهدي خان في الأبواب الستة الأولى من كتابه ( مفتاح باب الأبواب ) آراء الأديان الستة المعروفة بشأن المصلح العالمي وبين أن كل دين بشر بمجيء هذا المصلح ، كما وتحدث عن ذلك أيضا المرحوم الميرزا محمد الاسترابادي في كتابه ( ذخيرة الأبواب ) حيث نقل نصوصا وبشارات الكثير من الكتب السماوية لمختلف الأقوام بشأن هذه الحقيقة
وإليك بعض النماذج الدالة على أنها فكرة قد تجاوزت أسوار حدود الطائفة والدين
فالنصارى آمنوا بعودة عيسى على أنه هو المصلح المرتقبة عودته وظهوره
كما آمن الزرادشتيون بعودة بهرام شاه بناء على مايعتقدون به من أنه هو المصلح المرتقب
كما أن مسيحيي الأحباش يعتقدون أيضا بعودة ملكهم تيودور وأنه هو المصلح المبشر به
والمجوس يعتقدون بعودة فيشنو والبوذيون ينتظرون بوذا والأسبان ينتظرون روذريق وغيرهم ممن يعتقد أن فكرة المصلح هي حتمية التحقق في آخر الزمان
فالنتيجة أن الإيمان بأصل القضية يمثل عنصر اشتراك بين الجميع والاختلاف إنما هو في تحديد المصداق
ولابأس بنقل جملة من الروايات التي بشرت بظهوره (ع) عن لسان جده الأعظم(صلوات الله عليه )
عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً”. أي بالسوية – رواه أحمد في مسنده ١
وروى أبو داود في سننه أن النبي (ص) قال : “لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ٢
وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن زر بن حبيش عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي” ٣
في النهاية ينبغي للمؤمنين الذين يحيون هذه الذكرى العطرة أن يلتفتوا إلى أن هذه الليلة ليست ليلة فرح فحسب بل هي ليلة الإنابة والتوجه إلى الله ( عز وجل) لذا ينبغي أن يحيوها بالعبادة والتضرع إلى الله بتعجيل فرج إمامنا (ع) وأن يبتعدوا عن كل ماهو مخالف للشرع الحنيف وتعالميهم( صلوات الله عليهم )
__
١_مسند أحمد بن حنبل وكذلك الدر المنثور للسيوطي
٢_سنن أبي داود كتاب الفتن
٣_ مسند أحمد بن حنبل
https://t.me/joinchat/AAAAAEuWXHKwZP49Ducmaw