#الامام_الكاظم_وقضاء_حوائج_الناس
كان الإمام(ع) يباشر في قضاء حوائج الناس, فإنَّه كان يسعى لدى الآخرين لأجل ذلك.
ومن لطيف ما ورد في حياة الإمام(ع) قصّة ذلك الرجل من أهل الريِّ الذي كان مطالَباً بمالٍ لأحد الولاة الذي كان من شيعة أهل البيت(ع), وكان ذلك الرجل في ضيق من تسديد ذلك الدين, فكان الحلّ عنده ما عبَّر منه قائلاً:
"هربت إلى الله تعالى, وحججت, ولقيت مولاي الصابر - يعني موسى بن جعفر عليهما السلام - فشكوت حالي إليه, فأصحبني مكتوباً نسخته : " بسم الله الرحمن الرحيم, إعلم أنّ لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام " .
قال : فعدت من الحج إلى بلدي ، ومضيت إلى الرجل ليلاً واستأذنت عليه ، وقلت : رسول الصابر عليه السلام ، فخرج إليَّ حافياً ماشياً ، ففتح لي باب ، وقبّلني ، وضمني إليه ، وجعل يقبّل عيني ، ويكرّر ذلك ، كما سألني عن رؤيته عليه السلام ، وكلما أخبرته بسلامته, وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى .
ثم أدخلني داره وصدرني في مجلسه ، وجلس بين يدي ، فأخرجت إليه كتابه عليه السلام ، فقبّله قائماً ، وقرأه ، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني ديناراً ديناراً ، و درهماً درهماً ، وثوباً وثوباً ، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته ، وفي كل شئ من ذلك يقول : يا أخي هل سررتك ؟ فأقول : إي والله ، وزدت على السرور ، ثم استدعى العمل, فأسقط ما كان باسمي ، وأعطاني براءة مما يوجبه عليّ منه, وودعته, وانصرفت عنه.
فقلت: لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحجّ في قابل وأدعو له، وألقى الصابر عليه السلام, وأعرفه فعله ، ففعلت ، ولقيت مولاي الصابر - عليه السلام - وجعلت أحدّثه ، ووجهه يتهلّل فرحاً، فقلت : يا مولاي هل سرَّك ذلك ؟ فقال: أي والله لقد سرَّني، وسرَّ أمير المؤمنين ، والله لقد سرَّ جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولقد سرَّ الله تعالى.