﴿ *ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ٢ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ٣ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا٤* ﴾.
ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﻋﻬﻢ. ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻳﺨﻠﺺ ﻓﻴﻬﺎ لربه، ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﻭﻳﻜﺮﺏ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﺏ ﻭاﺗﺼﺎﻝ:ﺭﺏ.. ﺑﻼ ﻭاﺳﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻻ ﺣﺮﻑ اﻟﻨﺪاء. ﻭﺇﻥ ﺭﺑﻪ ﻟﻴﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻋﺎء ﻭﻻ ﻧﺪاء ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻤﻜﺮﻭﺏ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﺚ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﻜﻮﻯ. ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ اﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺜﻮﻩ ﻣﺎ ﺗﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ. ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ﴾ ﻟﻴﺮﻳﺤﻮا ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺐء اﻟﻤﺮﻫﻖ، ﻭﻟﺘﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻋﻬﺪﻭا ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻭﻟﻴﺴﺘﺸﻌﺮﻭا ﺻﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﺏ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻡ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺨﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ»
#الظلال
ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﻋﻬﻢ. ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻳﺨﻠﺺ ﻓﻴﻬﺎ لربه، ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﻭﻳﻜﺮﺏ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﺏ ﻭاﺗﺼﺎﻝ:ﺭﺏ.. ﺑﻼ ﻭاﺳﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻻ ﺣﺮﻑ اﻟﻨﺪاء. ﻭﺇﻥ ﺭﺑﻪ ﻟﻴﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻋﺎء ﻭﻻ ﻧﺪاء ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻤﻜﺮﻭﺏ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﺚ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﻜﻮﻯ. ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ اﻟﺒﺸﺮ، ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺜﻮﻩ ﻣﺎ ﺗﻀﻴﻖ ﺑﻪ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ. ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ﴾ ﻟﻴﺮﻳﺤﻮا ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺐء اﻟﻤﺮﻫﻖ، ﻭﻟﺘﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻋﻬﺪﻭا ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻭﻟﻴﺴﺘﺸﻌﺮﻭا ﺻﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﺏ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺎﻡ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺨﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ»
#الظلال