بَرَكَةُ دُعَاءِ الوَالِدَيْن ❤️❤️
طَبِيبُ أسنانٍ سُورِيٌّ اسْمُهُ "مجد ناجى" تخَرَّجَ وسَافَرَ للإمَارَاتِ للعمَلِ وأنْشَأَ العيادَةَ الخاصَّةَ بِهِ، قَامَ بتأجِيرِ عيادَةٍ وبدَأَ يدْفَعُ إيجَارَهَا شهْرًا وَرَاءَ شَهْرٍ، ولكِنَّ العِيَادَةَ لَمْ يَأتِي إليْهَا أحَدٌ، حتَّى كادَتْ نُقُودُهُ المُتبَقِّيةُ تَنْفَذُ، وبالفِعْلِ بعدَ وَقتٍ قصِيرٍ نَفَذَ كُلُّ مَا مَعهُ مِنْ نُقُودٍ.
في هذَا الوقْتِ فَكَّرَ في الاقْتِرَاضِ مِنْ أصْحابِهِ، فلَمْ يُقْرِضْهُ أحَدٌ، فبَدَأَ يتَوَسَّلُ لِصاحِبِ البَيتِ الذِي بِهِ العِيادَةُ لِيؤَخِّرَ الإيجَارَ لبَعْضِ الوقْتِ، فأعْطَاهُ صَاحِبُ البيْتِ مُهْلَةً، وبعدَمَا انْتَهَتِ المُهلَةُ أخبَرَهُ صاحِبُ البيتِ بأنَّهُ سَيُحَوِّلُ المَوضُوعَ للمَحْكمَةِ، ورُبَّمَا طَردُوهُ خَارجَ البِلادِ بعدَ إغْلاقِ عِيادَتِه.
شَعُرَ الدكتورُ مَجدُ في هذا الوقْتِ أنَّ الدنيَا أصْبَحَتْ سَوْدَاءَ في وجْهِهِ، وفِي وسْطِ هذِهِ الظُّروفِ اتَّصَلَ بِهِ وَالِدُهُ مِنْ سُوريَا لِيَطْمَئِنَّ عليْهِ، ويخْبِرَهُ بأنهُ يحْتَاجُ لبَعْضِ الأمْوالِ لأنَّ الأوضَاعَ عنْدَهُ غَيرُ مُستَقِرَّةٍ، فمَدَّ الدكتورُ مَجْد يَدَهُ في جَيْبِهِ وأخْرَجَ آخِرَ مبلَغٍ مَعَهُ، وأخْبَرَ والدَهُ بأنهُ سَيُرْسِلُ لَهُ في الغَدِ مبْلَغًا، وهوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ: في كلِّ الحَالاتِ هُناكَ أزْمَةٌ.
بعدَمَا حوَّلَ الدكتورُ مجد المبلغَ لأبِيهِ في سوريَا، ذهَبَ إلى صاحِبِ البيْتِ يَسْتَعْطِفُهُ لِيؤَجِّلَ القضِيَّةَ، ولكنَّ صاحِبَ البَيتِ رَفَضَ طلبَهُ، فأدْرَكَ تَمامًا أنَّهُ كَطَبِيبِ أسْنانٍ انْتَهَى مِشْوَارُهُ تمَامًا في هذَا البَلَدِ قبْلَ أنْ يَبْدَأَ.
وأثْنَاءَ عَودَةِ الدكتورِ مجد مِنْ عندِ صَاحبِ البيْتِ، اتَّصَلَتْ بِهِ مُديرَةُ عِيادَتِهِ تُخْبِرُهُ أنَّ العيَادَةَ مُمْتَلِئَةٌ عَنْ آخِرِهَا بالمَرْضَى وطلَبَتْ حُضُورَهُ بأقْصَى سُرعَةٍ، فظَنَّ أنَّ مَدِيرَةَ عيَادَتِهِ تمْزَحُ معَهُ، وعندَمَا أقْسَمَتْ لَهُ أنَّها صَادِقَةٌ، أسْرَعَ وذَهَبَ للعِيَادَةِ، فَوَجَدَ مَا قَالَتْهُ مُديرَةُ عِيادَتِهِ صِدْقًا.
كانَ بالفِعْلِ رَجُلٌ وعائِلَتُهُ بأكْمَلِهَا، فَكَشَفَ عليْهِمْ وعَالَجَهُمْ، وكانَ ثَمَنُ الكَشْفِ والعِلاجِ هوَ بالتَّمَامِ أجْرَ العيادَةِ المُتأَخِّرَ، وأيضًا المبلَغَ الذِي أرْسَلَهُ لوَالِدِهِ، فَسبحَانَ اللهِ.
ومنْذُ هذَا اليوْمِ والعيَادَةُ تَمْتَلِئُ بالمَرْضَى، حتَّى أصْبَحَ الدكتورُ مجدُ أكبَرَ طَبِيبِ في الخليجِ، وأصبَحَ لَهُ بَرْنَامَجًا ثابِتًا علَى القَنواتِ الفَضائيَّةِ الخَليجِيَّةِ، بَلْ وأصبَحَ طَبيبًا شخْصِيًّا للكَثِيرِ مِنَ المَشاهِيرِ في الوطَنِ العرَبِيِّ بأكْمَلِهِ.
إنَّ مِنْ أَسْبَابِ الرِّزْقِ صِلَةَ الرَّحِمِ وبِرَّ الوَالدَيْنِ وصِلَةَ القَرابَاتِ، وصَدَقَ رَسولُنَا الكَريمُ صلى الله عليه وسلم، الذي قالَ: (مَنْ أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ ويُنْسَأَ لَهُ في أثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) مُتَّفَقٌ عليهِ.