#يَآغالِية ،، إذَا فَعلتِ معصِية و سَتَركِ الله بِهَــا،، فَلا تَجهَري بِــهَا بعدهَا و تَهتِكي سِترَ الله عزّوجل لَك،،، تُوبيِ الى الله و إستغفريِه لَكن لا تُخبريِ بِهَا أحد،،
~~~
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : \" كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ \" .
أخرجه البخاري 8/24(6069) و\"مسلم\" 8/224 .
قال النووي رحمه الله: \"يكره لمن ابتُلي بمعصية أن يُخبر غيره بها\"، يعني: ولو شخصًا واحدًا، بل يُقلع عنها ويندَم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخَه الذي يعلّمه أو الذي يفتيه أو نحوَه من صديق عاقلٍ صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجًا منها، أو ما يَسْلَمُ به من الوقوع في مثلها، أو يعرّفه السببَ الذي أوقعه فيها، فهو حسن، وإنما يحرُم الإجهار حيثُ لا مصلحة؟ لأن المفسدةَ حينئذ ستكون واقعة، فالكشفُ المذموم هو الذي يقع على وجه المجاهرة والاستهزاء، لا على وجه السؤال والاستفتاء، بدليل خبر من واقَعَ امرأته في رمضان، فجاء فأخبر النبي لكي يعلّمه المخرج، ولم ينكر عليه النبي في إخباره.
والمجاهرة بالمعاصي دليل على نزع الحياء من المرء الذي هو لب الدين وخلقه , عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا ، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ.أخرجه ابن ماجة (4181) .
يقول الشاعر :
إذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي * وَلَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
فَلاَ وَاَللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ * وَلاَ الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ * وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاء
ويقول آخر
إذا قل ماءُ الوجه قلّ حياؤه * * * ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما * * * يدل على وجه الكريم حياؤه
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)
ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة * * * والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها * * * إن الذي خلق الظلام يـراني
قال بعض السلف: من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.
إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا، وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم القدر.
إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. ... ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
دخل رجل على أحمد بن حنبل وأنشده :
إذا قال لى ربى * * * أما استحييت تعصيني
وتخفى الذنب عن خلقي * * * وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لما * * * يعاتبني ويقصيني
فكررها احمد بن حنبل وهو يبكى.
فنزع الحياء يجعل المرء يألف المعصية ويستمرأها فتخرج المرأة متعطرة متبرجة , ويشرب الناس المنكرات علانية كما نراهم يدخنون في الأماكن والطرقات , وكذا يستمعون إلى الأغاني الصاخبة ويسمعونها غيرهم .
اللهم استرنا بسترك الجميل
ُ