المرحلة الحالية هي مرحلة كشف لمعادن الرجال، ومرحلة غربلة للمواقف، ومرحلة اختبار للمبادئ والثوابت، وهي مرحلة ستتم فيها معرفة من هو الذي يتخذ من الإمام الحسين (ع) شعاراً مجرداً من المضمون، ومن هو الذي يتخذ منه نهجاً ثورياً حقيقياً يجد ترجمته في ميادين مقاومة العدوين الأمريكي والإسرائيلي.
أغلب القادة السياسيين الشيعة العراقيين يستخدمون، للأسف، الصرخة الحسينية المدوية "هيهات منا الذلّة" لإيصال رسالة لجمهورهم بأنهم ملتزمون بالنهج الحسيني، وبأن مثلهم الأعلى هو "حسين العصر" وسيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله، لكن عندما تكون الأمور على المحك، كما يحصل الآن، وعندما تحتاج عبارة "هيهات منا الذلّة" إلى مصاديق في الميدان والواقع، فإنهم يتذرعون بشتى الذرائع للنأي بأنفسهم عن المواجهات المشرفة التي سيخلدها التاريخ.
لقد جردتم عبارة "هيهات منا الذلّة" من محتواها عندما ارتضيتم الخضوع "التام" للأمريكان الذين اغتالوا قادة نصركم، وعندما قبلتم، تحت ضغط أمريكي، بتنفيذ مشروع أنبوب البصرة/العقبة الذي لن يخدم سوى ملك الأردن المطبّع وخادم الصهاينة، وعندما سلمتم إدارة ميناء الفاو للإمارات التي هي أداة الصهاينة الكبرى في المنطقة، وعندما تحاولون الآن التنصل والتبرؤ من عمليات المقاومة العراقية البطولية الساندة لغزة ولبنان.
لهؤلاء أقول: لم يطلب منكم أحد، ولم يلزمكم أحد بأن تكونوا "حسينيين" رافضين للذلّة. أنتم ألزمتم أنفسكم بذلك حين تبنيتم عبارة "هيهات منا الذلّة"، ولو كنتم تشعرون بأنكم غير قادرين على تحمل أثمان ومشقة هذه العبارة العظيمة، فكان الأفضل لكم عدم تبنيها أصلاً
احمد عبد السادة
https://t.me/dbabees