وهذا مثالٌ للقلوب حين ينزل عليها الوحي الذي هو مادةُ الحياة كما أن الغيث مادة الحيا؛ فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي تقبله وتعلمه وتنبُتُ بحسب طيب أصلها وحسن عنصرها، وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها؛ فإذا جاءها الوحي؛ لم يجد محلاًّ قابلًا، بل يجدها غافلة معرضة أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمرُّ على السباخ والرمال والصخور فلا يؤثِّر فيها شيئًا، وهذا كقوله تعالى: ﴿أنزل من السماءِ ماءً فسالتْ أوديةٌ بِقَدَرِها فاحتملَ السيلُ زبدًا رابيًا ... ﴾ الآيات.
-تيسير الكريم الرحمن
للسعدي -رحمه الله-.
-تيسير الكريم الرحمن
للسعدي -رحمه الله-.