منها: ما يخصصه بعض الناس بصيام الخامس عشر من شهر شعبان، التي يسمونها (الشعبانية)! هذا لم يرد في كتاب ولا سنة تخصيص هذا اليوم بصيام من سائر الأيام ليس من السنة في شيء، بل هو عمل محدث عباد الله، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
ومن الأمور أيضا التي ينبغي التنبيه عليها: ما يصومه بعض الناس قبل رمضان يوم أو يومين ويسمونه يوم الاحتياط! هذا أيضا منهي عن صيامه عباد الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم» فقد عصى أبا القاسم، يقول عمار رضي الله عنه: «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» أي: كان من عادته أنه يصوم شهرا كاملا، أو من عادته أنه يصوم الاثنين والخميس، أو إلى غير ذلك، أما إنسان يتعمد الصيام قبل شهر رمضان بيوم أو يومين يسمونه احتياطا هذا ليس من الدين في شيء، لأن النبي عليه الصلاة والسلام علق صوم شهر رمضان بالرؤية، فقال: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما» هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام، عباد الله ينبغي على المسلم أن يكون في حذر.
وهكذا أيضا مما ينبغي أن يهتم به أن الإنسان الذي عليه قضاء من رمضان السابق أن يحرص على قضائه قبل أن يدخل الشهر الآخر، لأن هذا من المسارعة والمسابقة، ومن إبراء الذمة أيضا عباد الله، بل من تساهل في ذلك يخشى عليه من الأثم، ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها يكون عليها الصوم من شهر رمضان فتقضيه في شهر شعبان، فنقول للرجال والنساء: من كان عليه قضاء صوم من شهر رمضان الأول فليبادر إلى قضائه بهذا الشهر ولا يتوانى في ذلك لأن الذمة مشغولة، ودين الله أحق أن يقضى، نعم عباد الله.
وأيضا من المخالفات في هذا الشهر كما سمعتم أن بعض الناس يخصص يوما للمأكل والمشرب، وهذا ليس من السنة في شيء بل هذا من تقليد الكفار، ومن تقليد الأعداء عباد الله، لأنهم يشعرون الناس بأن الصوم هذا فيه من الضنك وفيه من التعب وفيه وفيه ما الله به عليم، عباد الله، الصوم عباده وطاعة وقربة، فإياك أن تقلد أعداء الإسلام بهذه المآكل والمشارب، وليكن حالك حال المسلمين الأوائل، نعم عباد الله.
ومما ينبغي التنبيه أيضا عليه حديث: «إذا انتصف الشعبان فلا تصوموا» حديث معل وضعيف، قد أنكره الحفاظ وكثير من العلماء، وقالوا: لم يصح لأنه يخالف ما في الصحيحين: لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم شعبان إلا قليلا، فهذا الحديث إذا انتصف شعبان فلا تصوم لا يصح لأنه يعارض ما في الصحيح فهو معل، نعم وهو قول أكثر أهل العلم على ذلك عباد الله أيها الناس عباد الله، ينبغي علينا جميعا أن نهتم وأن نقبل على الله عز وجل في هذا الشهر المبارك العظيم، لأن الحِفاظ على الطاعات والقربات في هذا الشهر بمثابة السنن الراتبة لأي صلاة من الصلوات، فالصلاة إذا اهتميت بالسنة القبلية والبعدية حافظت على الصلاة من بدايتها وقمت في الصلاة وأنت في غاية من الخشوع والخضوع والتذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى، واذا فرطت بالسنة القبلية او البعدية حصل ربما التفريط بعدها في الفريضة، نعم عباد الله، وهكذا من حافظ على الطاعات والعبادات والقربات في هذا الشهر فإنه بمثابة الرواتب لما سيأتي من شهر رمضان المبارك، لأنه بمثابة الرواتب القبلية بمثابة، نعم عباد الله، فمن اهتم بهذا الشهر من صيام وقراءة للقرآن وغير ذلك من أنواع الطاعات والقربات وهيأ نفسه لشهر رمضان فإنه يدخل عليه شهر رمضان وهو في غاية من التهيئة، وهذا أمر مهم عباد الله.
الله الله معاشر المسلمين في الإقبال على الله، وهكذا التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
أسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن ينفعنا وإياكم بما قلنا وما سمعتم.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وسائر بلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا متين.
ــــــــــــــــــــــــــ
🕌 مركز بشائر الخير - بصنعاء - حرسه الله
للانضمام إلى قناة شيخنا المبارك: أبي الحسن علي الحجاجي حفظه الله على التليجرام:
http://t.me/AliAlHajjajiوللانضمام إلى قناة الواتس آب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8G4Kp90x2qRSoVy81y*وانقر على هذا الرابط للانضمام إلى مجموعة الواتساب (1):*
https://chat.whatsapp.com/BqhoNnS3OVJ4lpx29wEdnQ*وانقر على هذا الرابط للانضمام إلى مجموعة الواتساب (2):*
https://chat.whatsapp.com/EFAGb2asjmK1mcIt4CPrmh