صَدِّقْ: لعلَّك تحملُ جوهرَ الحقيقةِ،
لكنَّها تتهاوى كالسرابِ إنْ نطقتَ بها بِصوتٍ مُتهدِّجٍ،
بينما يَصُولُ الباطلُ بِصَلفٍ،
يَرمي كلماتِ الزيفِ كسُيوفٍ،
وَعيناهُ تثقبُ جدارَ صمتِكَ بلا وَجَلٍ.
الحقيقةُ وحدَها لا تُنْجِيكَ،
فهيَ كطائرٍ أعزلَ يَحومُ في العاصفةِ،
حتّى تُنفخَ فيها نارَ القوةِ،
فتصيرَ درعًا يُحيطُ بِكَ،
أو جيشًا خلفَكَ يُرعدُ حينَ تهمسُ.
فالحقُّ لا يَحميكَ إلا إذا
صَيَّرتَهُ كَينونةً تُصارعُ مَعَكَ،
لا شاهدًا صامتًا يَتلاشى وَراءَكَ.