#سئلت:
عن أعظم شخصية صوفية في الإسلام؟
#قلت:
أتكلم على نحو ما أعلم، لا يوجد في تاريخ الإسلام شخصية أكثر تحقيقًا للمراد من هذا اللقب _ أعني التصوف _ من ابن تيمية، ولو أقسمت على ذلك ما حنثت ولا قاربت، ولا وجبت عليّ كفارةٌ، فالرجل ما طمع في دنيا: لا طلب مالًا، ولا زوجةً ولا ولدًا، ولا جاهًا، ولا وظيفةً، ولا خنع لحاكمٍ، ولا جامل صديقًا، ولا خشي عدوًا، ولا داهن مخلوقًا، وإليك بعض مواقفه وهي غيض من فيض:
1_ كان يقول للناس إذا رأيتموني من ذلك الجانب _ أي جانب التتار وكانوا يظهرون الإسلام _ وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجّع الناس وقويت قلوبهم ونياتهم.
2 _ قال: "ما يَصنع بي أعدائي؟ إنَّ جنَّتي وبستاني في صدري، أين رحت: فجنَّتي معي ولا تُفارقني، إنَّ حبسي خلوة، وإخراجي مِن بلدي سياحة، وقتلي شهادة"..
3 _ تعرض للضرب والإهانة والسجن والامتحان والتكفير والتضليل، والتشهير، فما تراجع عن حرفٍ ولا تردد ، وما أصابه وَهَن ولا يأسٌ ولا سخط.
4 _ من مقولاته التي سارت بها الركبان: " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي"
5 _ قال عنه أشد خصومه القاضي المالكي ابن مخلوف " ما رأيت كريمًا واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا .
6 _ قال ابن القيم: "كان يدعو لأعدائه، ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يومًا أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه وعدائه، فزجرني، وأعرض عني، وقرأ : "إنّا لله وإنا إليه راجعون" وذهب لساعته إلى منزله، فعزّى أهله، وقال: "اعتبروني خليفةً له ، ونائبًا عنه، وأساعدكم في كل ما تحتاجون إليه"، وتحدّث معهم بلطفٍ وإكرام بعث فيهم السرور، فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه.
7 _ يقول ابن عبد الهادي : "وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه" .
8 _ قال عنه الإمام الحافظ بن فضل الله العمري وهو ممن عاصره: "كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، فيهب ذلك بأجمعه، ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه، لا يأخذ من شيئاً إلا ليهبه، ولا يحفظه إلا ليذهبه". وقال كذلك: "كان يتصدّق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء"!
9 _ يقول عنه ابن قيم الجوزية : "وكنا إذا اشتد الخوف وساءت الظنون، وضاقت بنا الأرض بما رحبت، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه _ لشدة يقينه بالله_ فيذهب عنّا ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة".
10 _ وقال عنه عبدالله الزرعي وكان مسجونا معه متحدثًا عن اللحظات الأخيرة قبيل موته: إنه سامح جميع أعدائه وحللهم من عداوته وسبّه، ثم تفرغ لتلاوة القرآن وختمه ثمانين مرة ووصل عن قوله تعالى : (إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر )؛ ثم أشدت علته، وفارق الدنيا وهو سجين، بعيدًا عن أقلامه دفاتره.
11 _ كان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه _ يذكر ربه تعالى _ حتى يتعالى النهار جدًا، يقول: هذه غَدوتي، لو لم أتغدَ هذه الغَدوة ، سقطت قُواي.
ويكتب عن أخلاقه وحسن تعبده موسوعة، وفي هذا القدر كفاية، فالقليل يكفي المنصف والكثير لا يكفي المتعسف.
عن أعظم شخصية صوفية في الإسلام؟
#قلت:
أتكلم على نحو ما أعلم، لا يوجد في تاريخ الإسلام شخصية أكثر تحقيقًا للمراد من هذا اللقب _ أعني التصوف _ من ابن تيمية، ولو أقسمت على ذلك ما حنثت ولا قاربت، ولا وجبت عليّ كفارةٌ، فالرجل ما طمع في دنيا: لا طلب مالًا، ولا زوجةً ولا ولدًا، ولا جاهًا، ولا وظيفةً، ولا خنع لحاكمٍ، ولا جامل صديقًا، ولا خشي عدوًا، ولا داهن مخلوقًا، وإليك بعض مواقفه وهي غيض من فيض:
1_ كان يقول للناس إذا رأيتموني من ذلك الجانب _ أي جانب التتار وكانوا يظهرون الإسلام _ وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجّع الناس وقويت قلوبهم ونياتهم.
2 _ قال: "ما يَصنع بي أعدائي؟ إنَّ جنَّتي وبستاني في صدري، أين رحت: فجنَّتي معي ولا تُفارقني، إنَّ حبسي خلوة، وإخراجي مِن بلدي سياحة، وقتلي شهادة"..
3 _ تعرض للضرب والإهانة والسجن والامتحان والتكفير والتضليل، والتشهير، فما تراجع عن حرفٍ ولا تردد ، وما أصابه وَهَن ولا يأسٌ ولا سخط.
4 _ من مقولاته التي سارت بها الركبان: " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي"
5 _ قال عنه أشد خصومه القاضي المالكي ابن مخلوف " ما رأيت كريمًا واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا .
6 _ قال ابن القيم: "كان يدعو لأعدائه، ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يومًا أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه وعدائه، فزجرني، وأعرض عني، وقرأ : "إنّا لله وإنا إليه راجعون" وذهب لساعته إلى منزله، فعزّى أهله، وقال: "اعتبروني خليفةً له ، ونائبًا عنه، وأساعدكم في كل ما تحتاجون إليه"، وتحدّث معهم بلطفٍ وإكرام بعث فيهم السرور، فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه.
7 _ يقول ابن عبد الهادي : "وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه" .
8 _ قال عنه الإمام الحافظ بن فضل الله العمري وهو ممن عاصره: "كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، فيهب ذلك بأجمعه، ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه، لا يأخذ من شيئاً إلا ليهبه، ولا يحفظه إلا ليذهبه". وقال كذلك: "كان يتصدّق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء"!
9 _ يقول عنه ابن قيم الجوزية : "وكنا إذا اشتد الخوف وساءت الظنون، وضاقت بنا الأرض بما رحبت، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه _ لشدة يقينه بالله_ فيذهب عنّا ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة".
10 _ وقال عنه عبدالله الزرعي وكان مسجونا معه متحدثًا عن اللحظات الأخيرة قبيل موته: إنه سامح جميع أعدائه وحللهم من عداوته وسبّه، ثم تفرغ لتلاوة القرآن وختمه ثمانين مرة ووصل عن قوله تعالى : (إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر )؛ ثم أشدت علته، وفارق الدنيا وهو سجين، بعيدًا عن أقلامه دفاتره.
11 _ كان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه _ يذكر ربه تعالى _ حتى يتعالى النهار جدًا، يقول: هذه غَدوتي، لو لم أتغدَ هذه الغَدوة ، سقطت قُواي.
ويكتب عن أخلاقه وحسن تعبده موسوعة، وفي هذا القدر كفاية، فالقليل يكفي المنصف والكثير لا يكفي المتعسف.