Valid

في هذا المشهد، لا يوجد حديث، بل محاولات لتجنب الحديث. الكلمات المنطوقة مجرد ضوضاء تصدرها الأقنعة، أما الأصوات الحقيقية فتأتي من الظلال، خافتة، مترددة، غير واثقة مما إذا كان يُسمح لها بالوجود. هناك اثنان يتحدثان، لكن أربعة يسمعان: القناع والقناع، والظل والظل. وحين يبتسم القناع، يشيح الظل بنظره بعيداً، وكأنه يخجل من خيانته.

إنها ليست علاقة بين شخصين، بل بين شخصين يخافان من أن يكونا نفسيهما. الرجل يقول إنه سينتظر، لكن ظله يعلم أنه لن يفعل. المرأة تتظاهر بأنها لم تكن تسأل بجدية، لكن ظلها يعرف أنها كانت تنتظر إجابة مختلفة. حتى عندما يضحكان، لا تضحك الظلال، بل تراقب بصمت ذلك التناقض القاسي بين ما هو حقيقي وما هو مقبول.

وحين تأتي القبلة، لا تتلاقى الشفاه، بل تتلاقى الأقنعة. حتى عندما يبتعدان، لا تزال الأقنعة تحتضن بعضها، كأنها ترفض أن تعترف بأن الجسدين قد افترقا. في النهاية، ليست المشكلة في أن أحدهما لا يحب الآخر، بل في أنهما يحبان فقط الصورة التي صنعها كل منهما عن الآخر. وما إن تصبح هذه الصورة أكثر واقعية، حتى يصبح التمسك بها أكثر استحالة.
أكثر العلاقات ألمًا ليست تلك التي تنتهي، بل تلك التي تستمر بأقنعة ثابتة، حيث الكلمات مطمئنة، والقلوب غريبة، والظلال تعرف كل شيء لكنها تبقى عاجزة عن فعل أي شيء سوى التحديق بصمت... في أكاذيب يصدقها الجميع.

"Für Elise" قيل عن

ليست مجرد معزوفة بيانو... بل حديث روح تبحث عن مفقود، تبدأ كهمسة حنين، ثم تتسارع كخطى عاشق يطارد ظلال الذكريات.
كل نغمة فيها وجع انتظار، وكل صمت بينها حكاية حب لم يكتمل... لكنها تعود دائمًا إلى البداية، وكأن القلب لا ينسى من أحب.