ليسَ حُباً..
إنه في الحقيقة أقرب إلى أيَّ شئٍ آخر غير الحُب!
لا أريد أن أصدمك..
لا تستمِع إلى ترهات أولئك الذين يخبرونكَ أن الحُب شعوراً يمكن أن تحِسّه من أول نظرَة ، ولا أولئك الذين يؤكدون لك أنهم هائِمون بشخصٍ ما وهو لا يُبادلهم الشعُور ، ولا حتى أولئك الذين يعرِف أحباءهم مشاعرهم جيّداً..
ليس حُباً صدّقني..
إنه لا يرقَى إلى هذه الرُتبة السّامية
لربُما يكون انعكاس مشاعرك وإسقاطاتَك على الآخرين ، إنه نواقصَك التي تتعثّر بها عند أحدٍ ما فتهِيمُ به..
ما إذا كنت واضحاً أكثر من اللازم ويجذبك الغموض
ما إذا كنت ضعيف الشخصية وتلفِتُ انتباهَك الثِقة
ما إذا كنت خجولاً وتبهِرُك الجرأة
ما إذا كنتَ منغلقاً على ذاتك وتذهِلُك قدرته على تكوين علاقات مع الجميع
ما إذا كنت ضَحل التفكير وتحيُّركَ ثقافته وسِعة إدراكه..
ما إذا كانت بينكما إهتمامات كثيرَة مشتركة بل متطابقة
ما إذا كنتَ تحِسّ أنه يشبهَك ، وتعتقِدُ أنه يفهمَك..
ليس حُباً إن كانت تلك الأسباب وما شابهها هي ما ترتكِزُ عليه في تأكيد هويَة ما تحِسّه تجاهه
أنتَ ما زلتَ على الشاطِئ ، كيفَ تكونُ واثقا هكذا من أنكَ تفهمُ المُحِيط؟
إن الحُب _عكس ما يُشاع_ أمرٌ لا يحدُث بسُرعة ، بل هو عملية بطيئة وتأخذُ وقتاً قد يستمرّ لسنوات..
إنه ذلك الشعُور الذي يسكُنك ويسيطر عليك بعدما تكون قد قطعتَ أشواطاً طويلة تجاه الآخر ، أشواطاً تجاوزت فيها ميزاتهُ المُبهِرَة وجمالهُ الجسدي/الروحي الأخّاذ ، إنه ذلك الإصرار على اختياره في كُل مرّة بعد أن تجلّت لك عيوبَه وعاشرتَ جوانبه المُظلمة والمُزعِجة بنفس القَدر الذي عاشرتَ فيه تلك التي تشِعُ ضياءً ونور.
إنه شعُور سيظلُ ينمُو بهدوء في داخلك حتى بعد أن رأيتهُ في أسوأ حالاته النفسية والجسدية والمِزاجية
إنهُ شعُور الإلفَة والرّاحة والكمَال بجانِب هذا الناقِص الذي أمامَك ، هذا الذي بالمُقابِل إحتوى ما تكرَهه في ذاتَك ورحّب بما ترَاه عيباً فِيك ، وأعانَك على إصلاح ما تستطيع مثلما أنتَ احتويتَ ورحّبتَ وأعَنت.
قبل ذلك ، وعدا ذلك .. سَمِّه ما شِئت ، سمِهِ إعجاباً ، سمِهِ إنجذاباً ، سمِهِ توافُقاً ، سمِهِ قَبُولاً ، سمِهِ كيمياء أو فيزياء.. سمِهِ أي شئ ، لكن لا تظلِم نفسَك بتسمِيتهِ حُباً ، فشعُورك خطوة ، والحُب طرِيق وشعُورُكَ درجَة والحُبُّ سلَّم ، وشعُورك قطرَة والحُبُ شلاّل .. شعُوركَ عنوَان ..والحبُ مجلدٌ كامل.
لأن الحُب في حقيقتهِ لا يُدرَك إلا بطُولِ العِشرَة وسِعَة المعرِفَة بالآخَر والتي من الإستحالة بمكَان أن تحدُثَ إلا تحتَ سقفٍ واحِد ، في بيتٍ واحِد له بابٌ يخُصّكما.
لقد وضعَ لك الإسلام معايير الإختيار الرئيسية ، أراكَ الإطار العام
معايير ما إن تتأكد من توفُرها (وأمامك كل الوقت وشتى الوسائل) فلن ينتهي بك الأمرُ إلى زيجةٍ تعيسة ، حتى وإن لم تكن لك به سابِق معرفة.
(الطيبونَ للطيبات..) ، هذا وعد ، مبنِي على التكافؤ
وحتى يتحقق سيتوجب عليك أن تبدأ بنفسِك أولاً!
ما أريدُ قوله بإختصَار ، أنّ الحُب شعُور تراكُمي ..بناء يبدأ من لبنةٍ صغيرَة ولا يُمكن أن نسمِيهِ بناءً لمجرّد أنه يمتلكُ أساساً فقط ، أو أبواباً ونوافذاً فحسب ، أو جدراناً غير مكتملَة..
أظنّ الفكرة إتضحَت صحيح ، إنه شعُور يبدأ يتخِذ معالمه وأبعادَه الحقيقية والصحيحة بعد زواجك بأحدهُم ، أما قبل ذلك وعدا ذلِك ليسَ حُباً بل برُوڤة والسّلام.
اسئلُوا الأزواجَ الذين ما زالوا يعيشون معاً
وأسئلوا أولئكَ الذين أنهوا كل شئ وقرروا أن لا يكمِلوا الرحلةَ معاً any more.
أسئلوا أهلَ التجربة إن كُنتم لا تعلمون.
آخيراً .. بعد صباح الخير
يقول د.ذاكر الهاشمي :
ما دمت خارج منظومة الزواج فأنت تميل ولا تُحِب.
#عن_أشياء_كثيرة(31)
#مريم_الشيخ♥
|مُعاد نشره من صفحتي على فيسبوك