وممن لهم علينا معروف عظيم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروا الله ورسوله وجاهدوا في سبيله ونشروا الدين حتى وصل إلينا غضا طريا، فمن حقهم علينا ومن شكرهم الذي أوجبه الله لهم علينا الدعاء لهم ومعرفة أقدارهم، ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾([13]).
وممن أهم علينا معروف آل بيته الذين جاهدوا معه ونصروه ونصروا سنته في كل زمان ومكان، «أذكركم الله أهل بيتي أذكركم الله أهل بيتي» أي المستقيمين الصالحين العدول منهم.
وممن لهم علينا حق ومعروف وإحسان الوالدان، أبوك وأمك، يا من فرط في حق أبيه وأمه! يا من عق والديه! أتدري من أبوك! أتدري من أمك! أتدري ما حقهما! إن حقهما أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾([14])، والله لو فعلت ما فعلت ما قمت بشكر والديك، لو بذلت لهم كل ما تملك، لو خرجت لهم من الدنيا، لو سُفِك دمك من أجلهما ما أديت حقهما، جاء في البخاري في الأدب المفرد «أن رجلا يمانيا طاف بأمه وهي على ظهره ثم قال لابن عمر: يا ابن عمر! تراني جزيتها قال: لا، ولا زفرة» أي: ولا ألم وصيحة من صيحات الولادة وألمها. هذه السنوات التي بررت أمك إلى هذه اللحظة التي تحج بأمك على ظهرك ما قد أديت حق زفرة من زفرات ولادتها. وفي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه». هل أبوك مملوك حتى تشتريه فتعتقه؟ لا والله، إذن لا يمكن أن تقوم بشكر والديك على وجه التمام مهما فعلت، ومهما أديت؛ ولكن سدد وقارب واشكر لوالديك وأعرف معروفهما. ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾([15]).
وكذلك شكر الجيران على إحسانهم القليل والكثير ولو شيئا يسيرا، تشكر ولا تحتقر ففي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحقرَن جارةٌ جارتها ولو فرسن شاه» قيل: هو اللحم الذي على أسفل عظم الرجل في الشاه، وقيل: الفرسن: الظلف، ظلف الشاه. مبالغةً في عدم احتقار الشيء ولو كان يسيرًا.
وممن لهم معروفٌ وحقٌ أيضًا يجب شكره ومعرفته الزوجة لزوجها، يجب على المرأة أن تعرف حق زوجها ومعروفه وإحسانه، «إني رأيتكن أكثر أهل النار. قالوا: بما يا رسول الله! قال بكفرهن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط».
وممن لهم معروف وحق يجب مقابلة ذلك المعروف بالإحسان الزوجة أيضا الزوجة كما سمعتم في أول الخطبة: «إنها كانت، وكانت، وكانت، وكان لي منها ولد» وقال عليه الصلاة والسلام في مسلم ([16]) عن أبي هريرة رضي الله عنه: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ» سخط منها خلق، أبغضت من امرأتك خلقا؛ لا تهدر محاسنها لا تنكر كل جميل فيها إن سخطت منها خلقا ففيها خلق آخر. فانظر «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً» أي لا يبغضها لخلق سيء فيها «إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ».
وممن لهم هذا الحق أيضا هم علماء المسلمين الصالحين المستقيمين الذين ينصحون الأمة ويوجهونها بحق، العلماء الذين يدعون الناس إلى الخير والهدى وإلى الكتاب والسنة، فلهم حق الشكر ومقابلة إحسانهم العظيم بالإحسان والذكر الجميل، لا كحال كثير من الناس، أصبح اليوم عند المسلمين شرارهم هم علماؤهم؛ ولو كانوا علماء صالحين، ولو كانوا دعاةً مُصلحين لكن ذلك لن يضرهم، وأنَّى يضرهم ومُعلمُ الناس الخير يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جُحرها حتى الحيتان في البحر تعرف قدر العالم وتعرف قدر معلم الناس الخير؛ لأن ما يصل إلى الناس من النفع والخير والرفق والبركة إنما هو بتعليم العلماء والدعاة إلى الله؛ لذلك يستغفر لهم من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحيتان في البحر. فيا عباد الله؛ الواجب علينا أن نعرف الإحسان والجميل لأهله فكما سمعتم «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ».
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا همَّا إلا فرَّجته ولا دينًا إلا قضيته ولا حاجةً إلا يسَّرتها. اللهم انصر الإسلام وعزَّ المسلمين. اللهم اخذ أعداءك أعداء الدين من اليهود والنصارى والكافرين والمنافقين. اللهم عليك باليهود فإنهم لا يعجزونك. اللهم اهزمهم ودمرهم يا قوي يا متين. اللهم انجِ المسلمين المُستضعفين في بلاد فلسطين وفي سائر أرضك يا رب العالمين. اللهم ادفع عن بلادنا شر اليهود والنصارى وسائر الكافرين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــ
وممن أهم علينا معروف آل بيته الذين جاهدوا معه ونصروه ونصروا سنته في كل زمان ومكان، «أذكركم الله أهل بيتي أذكركم الله أهل بيتي» أي المستقيمين الصالحين العدول منهم.
وممن لهم علينا حق ومعروف وإحسان الوالدان، أبوك وأمك، يا من فرط في حق أبيه وأمه! يا من عق والديه! أتدري من أبوك! أتدري من أمك! أتدري ما حقهما! إن حقهما أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾([14])، والله لو فعلت ما فعلت ما قمت بشكر والديك، لو بذلت لهم كل ما تملك، لو خرجت لهم من الدنيا، لو سُفِك دمك من أجلهما ما أديت حقهما، جاء في البخاري في الأدب المفرد «أن رجلا يمانيا طاف بأمه وهي على ظهره ثم قال لابن عمر: يا ابن عمر! تراني جزيتها قال: لا، ولا زفرة» أي: ولا ألم وصيحة من صيحات الولادة وألمها. هذه السنوات التي بررت أمك إلى هذه اللحظة التي تحج بأمك على ظهرك ما قد أديت حق زفرة من زفرات ولادتها. وفي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه». هل أبوك مملوك حتى تشتريه فتعتقه؟ لا والله، إذن لا يمكن أن تقوم بشكر والديك على وجه التمام مهما فعلت، ومهما أديت؛ ولكن سدد وقارب واشكر لوالديك وأعرف معروفهما. ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾([15]).
وكذلك شكر الجيران على إحسانهم القليل والكثير ولو شيئا يسيرا، تشكر ولا تحتقر ففي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحقرَن جارةٌ جارتها ولو فرسن شاه» قيل: هو اللحم الذي على أسفل عظم الرجل في الشاه، وقيل: الفرسن: الظلف، ظلف الشاه. مبالغةً في عدم احتقار الشيء ولو كان يسيرًا.
وممن لهم معروفٌ وحقٌ أيضًا يجب شكره ومعرفته الزوجة لزوجها، يجب على المرأة أن تعرف حق زوجها ومعروفه وإحسانه، «إني رأيتكن أكثر أهل النار. قالوا: بما يا رسول الله! قال بكفرهن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط».
وممن لهم معروف وحق يجب مقابلة ذلك المعروف بالإحسان الزوجة أيضا الزوجة كما سمعتم في أول الخطبة: «إنها كانت، وكانت، وكانت، وكان لي منها ولد» وقال عليه الصلاة والسلام في مسلم ([16]) عن أبي هريرة رضي الله عنه: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ» سخط منها خلق، أبغضت من امرأتك خلقا؛ لا تهدر محاسنها لا تنكر كل جميل فيها إن سخطت منها خلقا ففيها خلق آخر. فانظر «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً» أي لا يبغضها لخلق سيء فيها «إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ».
وممن لهم هذا الحق أيضا هم علماء المسلمين الصالحين المستقيمين الذين ينصحون الأمة ويوجهونها بحق، العلماء الذين يدعون الناس إلى الخير والهدى وإلى الكتاب والسنة، فلهم حق الشكر ومقابلة إحسانهم العظيم بالإحسان والذكر الجميل، لا كحال كثير من الناس، أصبح اليوم عند المسلمين شرارهم هم علماؤهم؛ ولو كانوا علماء صالحين، ولو كانوا دعاةً مُصلحين لكن ذلك لن يضرهم، وأنَّى يضرهم ومُعلمُ الناس الخير يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جُحرها حتى الحيتان في البحر تعرف قدر العالم وتعرف قدر معلم الناس الخير؛ لأن ما يصل إلى الناس من النفع والخير والرفق والبركة إنما هو بتعليم العلماء والدعاة إلى الله؛ لذلك يستغفر لهم من في السماوات ومن في الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحيتان في البحر. فيا عباد الله؛ الواجب علينا أن نعرف الإحسان والجميل لأهله فكما سمعتم «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ».
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا همَّا إلا فرَّجته ولا دينًا إلا قضيته ولا حاجةً إلا يسَّرتها. اللهم انصر الإسلام وعزَّ المسلمين. اللهم اخذ أعداءك أعداء الدين من اليهود والنصارى والكافرين والمنافقين. اللهم عليك باليهود فإنهم لا يعجزونك. اللهم اهزمهم ودمرهم يا قوي يا متين. اللهم انجِ المسلمين المُستضعفين في بلاد فلسطين وفي سائر أرضك يا رب العالمين. اللهم ادفع عن بلادنا شر اليهود والنصارى وسائر الكافرين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــ