وقفة عند المعنى العميق لهذا الدعاء مِن أدعيةِ ليلةِ النصفِ مِن شعبان: (الّلهُمّ لا تُبدِّل اسمي ولا تُغيّر جسمي)
وبيان التشابهِ بين مضمونِهِ وبين مضمون أدعيةِ ليلةِ القدرِ الكبرى:
ليلةُ النصفِ مِن شعبان هي ليلةٌ مِن ليالي القدرِ في ثقافةِ العترة،
إنّها ليلةُ القدرِ المُحمّديِّ العلَوي،
في ليلةِ القدر هذه وُلِد إمامُ زمانِنا..فهي ليلةُ قدرٍ مهدويّةٍ بامتياز
وأمّا ليلة٢٣ مِن شهرِ رمضان(فهي ليلةُ القدر الكبرى الّتي تنتسِبُ لكُلِّ إمامٍ في زمانِه)
فنحنُ الآن في زمنِ قائمِ آلِ محمّد..فهذه ليلةُ القدرِ القائمي، وفي زمن الحسن المُجتبى هي ليلةُ القدرِ الحسني وهكذا
فليلةُ النِصفِ مِن شعبان وليلةُ الثالثِ والعشرين مِن شهرِ رمضان كِلاهما ليلةُ قدر، ولذا فإنّ المُتأمّلَ في مضامين الأدعيةِ لهاتين الّليلتين سيجدُ فيها مطالبَ مُشتركة تُطلَب بنحوٍ مُركّز في هاتين الّليلتين المُرتبطتين بأرزاقِ الخلائق
على سبيل المِثال:
✦ نقرأ في أحدِ الأدعية الّتي يُستحَبُّ قراءتُها ليلةَ النصفِ مِن شعبان هذه العبارة:
(
الّلهُمّ لا تُبدِّل اسمي ولا تُغيّر جسمي)
هنا يُطرحُ تساؤل:ما المُراد مِن الإسم الّذي نسألُ الباري في الدعاء أن لا يُبدِّلَهُ لنا؟
هل الحديثُ عن هذا الإسم الّذي يُكتَبُ في شهادةِ الميلاد؟
أو هي الأسماءُ الّتي يستطيعُ الإنسانُ أن يُغيّرِها في الوثائق الرسميّةِ إذا أراد تغييرَ اسمِهِ؟
أم هو الإسمُ الّذي سمّانا به آباؤنا بخلافِ الموجود في الوثائق الرسميّة؟
قطعاً ليس المُراد هذه الأسماء..فهذه الأسماء يُمكن أن تتغيّر..والحديثُ هنا في الدعاء عن اسمٍ ثابت،
أضف أنّ هناك مِن الشيعةِ مَن يحملُ اسماً مِن أسماءِ أئمّةِ النواصب..وأسماءُ النواصب في ثقافةِ العترة تُمثّلُ لوناً مِن القذارة،
فقد ورد في الرواياتِ أنّ أسماءَ أئمّةِ النواصب حين تتردّدُ على الألسنة فإنّ إبليس يرقصُ فرَحاً،
وعلى العكس مِن ذلك فإنّ إبليس حين يسمعُ أسماءَ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ تُردَّد على الألسنةِ فإنّه ينكمش ويزدادُ حُزناً وغمّاً
فإذا كان المقصود مِن الإسم الّذي نطلبُ مِن اللهِ أن لا يُبدِّلَه هي هذه الأسماءُ الّتي سُمِّينا بها في الدنيا..فهل سيذهبُ هذا الشيعيُّ بإسمِهِ الناصبي-الّذي هو لونٌ مِن القذارة- هل سيذهب به إلى الجنّة؟!
قطعاً لا..فإنّ القذاراتِ بكُلِّ أشكالها (الماديّة والمعنويّة وحتّى القذارات الاعتباريّة) ستكونُ في عالمِ جهنّم ولن تقتربَ مِن الجنّة
• أمّا المُراد مِن الإسم في قولِ الدعاء: (
الّلهُمّ لا تُبدِّل اسمي ولا تُغيّر جسمي) الإسم في الّلغة يعني سِمة، والسِمةُ هي العلامة..فالأسماء هي العلامات،
ونحنُ نقرأ في دعاءِ شهرِ رجب لإمامِ زمانِنا:
(
الّلهُمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به وُلاة أمرك، المأمونون على سِرّك المُستبشرون بأمرك، الواصفون لِقدرتك، المُعلنون لِعظمتك)
إلى أن يقول الدعاء:
(
فبذلك أسألك وبمواقعِ العِزِّ مِن رحمتِك وبمقاماتِك وعلاماتِك)
فهُناك علاماتٌ للهِ في محمّدٍ وآلِ محمّد وهي الّتي يُعبَّر عنها بالأسماء الحسنى،
فحين يقولُ إمامُنا الصادق: (
نحنُ الأسماءُ الحسنى)إنّه يتحدّثُ عن هذه العلاماتِ الإلهيّةِ مِن حيثيّةٍ مِن الحيثيّات،
إنّها علاماتُ اللهِ في محمّدٍ وآلِ محمّد،
وهناك علاماتٌ لمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ في أشياعِهم..هذه هي الأسماء الّتي نسألُ اللهُ تعالى أن لا يُبدِّلها،
إنّها جُذورُ الطينةِ العِلّينيّة الّتي تنتمي لأهلِ البيت في تكوين الشيعي..وعلى وجهِ الخصوص جذورُ الطينةِ الّتي تنتمي لإمامِ زمانِنا في تكوينِنا،
فكُلُّ شيعةٍ ينتمون لإمامِ زمانِهم
فالإسمُ علامةٌ وكُلُّ شيعيٍّ له علامةٌ من إمامِ زمانِهِ في تكوينِهِ
• وأمّا المُراد مِن عبارة: (
الّلهُمّ لا تُبدِّل اسمي) أي لا تُخرج اسمي مِن قائمةِ السُعداء إلى قائمةِ الأشقياء!
وهذا المضمون يتكرّر كثيراً في أدعيةِ ليلةِ القدرِ الكبرى(ليلة٢٣ مِن شهر رمضان)
فنحنُ نقرأ في أدعيةِ ليالي شهرِ رمضان، خصوصاً في الثُلث الأخير مِن شهرِ رمضان، وبنحوٍ أخصّ في ليالي القدر نُكرِّر هذا الدعاء: (
وأسألُك أن تجعلَ اسمي في هذه الّليلةِ في السُعداء)
هذا هو نفس الإسم الّذي نطلبُ مِن اللهِ في دُعاء ليلةِ النصفِ مِن شعبان أن لا يُبدِّلَه،
إنّه علامةُ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ في أصلِ تكوينِنا، فنحنُ نسألُ اللهَ أن يجعل علامةَ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ثابتةٌ في تكوينِنا، وهذا هو الإيمانُ المُستقِرُّ
• أمّا المُراد مِن قولِ الدعاء: (
ولا تُغيّر جسمي) أي لا تحشرني في القيامةِ بصُورةٍ تحسُنُ عندها القردةُ والخنازير، كما هو الحال مع أعداء الزهراء!
فالروايات تُخبِرُنا أنّ قتَلةَ الزهراء وكُلُّ مَن يمشي على الطريقةِ الحماريّة في الدنيا..سيُحشَرُ في القيامةِ بصورة حمارٍ جهنّمي!
تتمةُ الموضوع على #الرابط التاليوالّذي يُحدّثنا عن سِرِّ
هذا الاقتران في الدعاء بين الإسم والجسم
https://www.facebook.com/share/p/1A73AMdyAA/#الثقافة_الزهرائية