#في_روضة_التفسير
قال الله تبارك وتعالى {لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة ٧٨-٧٩]
قوله تعالى (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)
بيان لشدة غضبه عزّ وجل على الذين كفروا من بني إسرائيل ولم يؤمنوا بالنبي وما أنزل إليه، واللعن هو البعد عن الرحمة الإلهية التي لا يستغني عنها المخلوق في حياته المادية والمعنوية
ولعنهم إنّما كان من الله تعالى على لسان أنبيائهم، ولعله لأجل ذلك أتى الفعل بالمجهول، إما لبيان الكبرياء والعظمة، أو لأجل أن الله تعالى منبع كل خير ورحمة، وقد لعنا (عليهما السلام) مَن كفر من بني إسرائيل بالله وواحد من رسله وفيه من التعريض لهم بأنهم ملعونون على لسان أنبيائهم أنفسهم، وذلك لعصيانهم وتمردهم على الحق وأحكام الله تعالى...
والآية تدلّ على أنّ اللعن كان بلسانهم دون الكتابة واللغة كما قيل، وهو أدلّ على تقبيحهم وبعدهم
قوله تعالى (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
تأكيد لما سبق، وبيان السبب في استحقاقهم اللعن، فإنه كان بسبب العصيان له عز وجل واستمرارهم على العدوان، والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل لبيان الامتداد والاستمرار الذي ذكرناه، والآية الشريفة تدلّ على أن اللعن إنما هو بحسب أعمالهم القبيحة، وتجاوز الحد في العصيان، واعتداءهم المتكرر المستمر دون غيرهما
قوله تعالى (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه)
بیان خصوصيات العصيان والاعتداء المستمر، فإنهم أصروا على ذلك غاية الإصرار ونهاية الاعتداء على حدود الله، وتجاوز الحد في العصيان والتناهي من التفاعل الدال على الشدّة في فعل المنكر وتماديهم فيهم، فهم جمعوا بين فعل المنكر والتجاهر به وعدم النهي عنه في ما بينهم، فكان لا ينهى بعضهم بعضاً ولا يتناهون عنه لو صدر منهم
والمنكر هو كل فعل منهي عنه والجملة مفسرة لما قبلها من المعصية والاعتداء ومفيدة لاستمرارها والنهي عن المنكر مما لا ريب في حسنه عقلاً ووجوبه شرعاً لما فيه من حفظ الدين والمنع عن تجرؤ الفساق على إظهار فسقهم وفجورهم، وإذا ترك سيتجرأ الكثيرون على اقتراف المنكرات، مما يوجب شيوعها في المجتمع الذي سيؤول إلى الضياع والفساد، ويستحق الطرد من الرحمة الإلهية التي بها حياة الفرد والمجتمع...
قوله تعالى (لبئس ما كانوا يفعلون)
تعجيب من سوء فعلهم، وتأكيد حاصل من القسم لذم ما كانوا يعملونه من المعاصي والآثام - وفي الآية الشريفة زجر شديد لمن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج12 ص130
السيد عبد الأعلى السبزواري
https://t.me/hikma313
قال الله تبارك وتعالى {لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة ٧٨-٧٩]
قوله تعالى (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)
بيان لشدة غضبه عزّ وجل على الذين كفروا من بني إسرائيل ولم يؤمنوا بالنبي وما أنزل إليه، واللعن هو البعد عن الرحمة الإلهية التي لا يستغني عنها المخلوق في حياته المادية والمعنوية
ولعنهم إنّما كان من الله تعالى على لسان أنبيائهم، ولعله لأجل ذلك أتى الفعل بالمجهول، إما لبيان الكبرياء والعظمة، أو لأجل أن الله تعالى منبع كل خير ورحمة، وقد لعنا (عليهما السلام) مَن كفر من بني إسرائيل بالله وواحد من رسله وفيه من التعريض لهم بأنهم ملعونون على لسان أنبيائهم أنفسهم، وذلك لعصيانهم وتمردهم على الحق وأحكام الله تعالى...
والآية تدلّ على أنّ اللعن كان بلسانهم دون الكتابة واللغة كما قيل، وهو أدلّ على تقبيحهم وبعدهم
قوله تعالى (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
تأكيد لما سبق، وبيان السبب في استحقاقهم اللعن، فإنه كان بسبب العصيان له عز وجل واستمرارهم على العدوان، والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل لبيان الامتداد والاستمرار الذي ذكرناه، والآية الشريفة تدلّ على أن اللعن إنما هو بحسب أعمالهم القبيحة، وتجاوز الحد في العصيان، واعتداءهم المتكرر المستمر دون غيرهما
قوله تعالى (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه)
بیان خصوصيات العصيان والاعتداء المستمر، فإنهم أصروا على ذلك غاية الإصرار ونهاية الاعتداء على حدود الله، وتجاوز الحد في العصيان والتناهي من التفاعل الدال على الشدّة في فعل المنكر وتماديهم فيهم، فهم جمعوا بين فعل المنكر والتجاهر به وعدم النهي عنه في ما بينهم، فكان لا ينهى بعضهم بعضاً ولا يتناهون عنه لو صدر منهم
والمنكر هو كل فعل منهي عنه والجملة مفسرة لما قبلها من المعصية والاعتداء ومفيدة لاستمرارها والنهي عن المنكر مما لا ريب في حسنه عقلاً ووجوبه شرعاً لما فيه من حفظ الدين والمنع عن تجرؤ الفساق على إظهار فسقهم وفجورهم، وإذا ترك سيتجرأ الكثيرون على اقتراف المنكرات، مما يوجب شيوعها في المجتمع الذي سيؤول إلى الضياع والفساد، ويستحق الطرد من الرحمة الإلهية التي بها حياة الفرد والمجتمع...
قوله تعالى (لبئس ما كانوا يفعلون)
تعجيب من سوء فعلهم، وتأكيد حاصل من القسم لذم ما كانوا يعملونه من المعاصي والآثام - وفي الآية الشريفة زجر شديد لمن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج12 ص130
السيد عبد الأعلى السبزواري
https://t.me/hikma313