لوحة "الإسكافي" للفنان الإيطالي فابيو فابي(1861-1946).
في هذه اللوحة، لا تحمل عينا الإسكافي مجرد نظرة عابرة إلى الفراغ، بل تنفتحان كنافذتين على أعماق روحه، حيث تتلاطم الأفكار الثقيلة، ويغرق في دوامة من الذكريات والندم.
إنه لا ينظر إلى شيء محدد، بل إلى كل شيء دفعة واحدة. إلى السنوات التي أمضاها منحنيًا فوق الأحذية التي أصلحها لآخرين، بينما لم يستطع إصلاح حياته. إلى القرارات التي اتخذها، أو التي فرضتها عليه الأيام. إلى الأيام التي عمل فيها حتى انحنى ظهره، متوهمًا أن الجهد سينقذه من هذا المصير، لكنه الآن يدرك أن التعب لم يكن جسديًا فحسب، بل شيئًا أعمق، أكثر إيلامًا، استنزافًا بطيئًا للروح حتى تذبل.
وبجانب كلّ هذا الإرهاق، يقف طفل صغير، بريء كنسمة صباحٍ لم تلوّثها قسوة الحياة، يمدّ يده إلى العجوز، يربّت عليه كمن يحاول بعفويته الطفولية أن يعيد إليه شيئًا نسيه: الدفء، الحياة، الأمل.
في هذه اللوحة، لا تحمل عينا الإسكافي مجرد نظرة عابرة إلى الفراغ، بل تنفتحان كنافذتين على أعماق روحه، حيث تتلاطم الأفكار الثقيلة، ويغرق في دوامة من الذكريات والندم.
إنه لا ينظر إلى شيء محدد، بل إلى كل شيء دفعة واحدة. إلى السنوات التي أمضاها منحنيًا فوق الأحذية التي أصلحها لآخرين، بينما لم يستطع إصلاح حياته. إلى القرارات التي اتخذها، أو التي فرضتها عليه الأيام. إلى الأيام التي عمل فيها حتى انحنى ظهره، متوهمًا أن الجهد سينقذه من هذا المصير، لكنه الآن يدرك أن التعب لم يكن جسديًا فحسب، بل شيئًا أعمق، أكثر إيلامًا، استنزافًا بطيئًا للروح حتى تذبل.
وبجانب كلّ هذا الإرهاق، يقف طفل صغير، بريء كنسمة صباحٍ لم تلوّثها قسوة الحياة، يمدّ يده إلى العجوز، يربّت عليه كمن يحاول بعفويته الطفولية أن يعيد إليه شيئًا نسيه: الدفء، الحياة، الأمل.