قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: Религия


القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify
أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife
تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
Религия
Статистика
Фильтр публикаций


شاب ظاهره الخير انتحر بسبب دين عليه وتشديد من الدائنين (كذا بلغني، والله أعلم بحقيقة الحال).

والتعليق على هذا الحدث على عدة نقاط:

الأولى: الرحمة بالمنتحر حقاً بالتحذير من فعل المنتحر وبيان أنه لا يلتقي مع الحقائق الإيمانية، فإيمان المرء يحثه على الصبر والاحتساب عند الابتلاءات، ويحسب أن البلاء كفارات ويتجه لله عز وجل راجياً الفرج.

قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر].

والابتلاء ليس محصوراً بالمرض، بل السب والشتم وتشويه السمعة ابتلاء، بل ربما يكون من الابتلاء في أب أو ابن أو أم، كل ذلك يحتسب في الصبر عليه.

وعقلية (الضحية) التي تفرط بالتعاطف مع صاحب هذا الفعل قد تشجع غيره على سلوك هذا.

والنبي ﷺ لما ترك الصلاة على المنتحر فعل ذلك رحمة به، لئلَّا يكون قدوة في ذلك، فيعظم إثمه باقتداء الناس به في الشر.

الثانية: المرض أو الاعتقال أو حتى السحر كل هذه أمور برَّر بها بعض الناس فعله، ولا ينبغي التوسع في تبرير الجرم في حق النفس وفي حق الغير بمثل هذه الأمور، فالعذر عند الله، غير أن المطلوب تنفير الناس من هذه الذنوب.

الثالثة: أمر الحاجة هذا عظيم، وما أكثر ما تأتيني حالات حتى تزدحم ولا أعرف ما الذي أبادر بنشر حالته مِن الذي أؤخر حالته.

ومما أفسد على هؤلاء كثرة تشكك الناس، مع وجود محتالين حقاً.

وكنت أقول للإخوة: لو فرضنا أنك تصدقت على محتال فأنت مأجور عند الله عز وجل، وأذكر لهم حديث: «تُصُدِّق الليلة على غني» وخبر: «لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن»، وهذا من معاني حديث: «إنما الأعمال بالنيات».

وأقول لهم: اعتبروا بحال من استثمروا بمبالغ كبيرة ثم خسروا أموالهم باحتيال أو آفة، أرأيت لو وضعوها في صدقة فيها أجر؟ لكان أقل لندمهم أو حسرتهم لما في ذلك من الأجر، ولا أقول ألَّا يستثمر أحد، وإنما أقول إن أمر الصدقة المكسب فيه مضمون.

وقد أجهد الأمر تفكيري زمناً، حتى فكرت بتطبيق أسميه (كربة) أو (تفريج كربة)، يكون فيه آلية يقوم عليها أناس أو ذكاء اصطناعي، يرسل إليه المرء حاجته ويوثقها بتوثيقات يكشف فيها المحتال من المحق، وتنشر الحالة ويساعد الناس في ذلك من كل مكان.

أعلم أن الأمر تكتنفه عقبات كثيرة، لكن أرجو أن يفكر الناس بأمر يحفظ ماء وجه المحتاج وييسر على صاحب المال طرق الأجر وتفريج الكرب.

ومن الناس من يقول إن المتوفى ما كان مديوناً، والله أعلم.








عندما صدق المشركون 👇


رأيت هذا المنشور منتشراً، يضعون صورة كتاب الغزالي «فيصل التفرقة» ويضعون تلك الكلمة التي نقلها ابن قاضي الجبل عن ابن تيمية.

ويقولون: هذا ثناء ابن تيمية على هذا الكتاب وعلى مؤلفه الغزالي.

والحق أنك إن رجعت إلى كتب شيخ الإسلام ستجده يصف هذا الكتاب بأن فيه باطنية وإلحاداً، وهذا النقل إن كان دقيقاً فالقصد به الثناء على فصاحته، كما يُثنى على فصاحة الشاعر وسبكته وإن كانت المعاني التي يتكلم بها باطلة.

قال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» [10/270]: "فيقال: هذا الرجل يرى رأي ابن سينا ونحوه من المتفلسفة والباطنية، الذين يقولون: إن الرسل أظهرت للناس في الإيمان بالله واليوم الآخر خلاف ما هو الأمر عليه في نفسه، لينتفع الجمهور بذلك، إذ كانت الحقيقة لو أظهرت لهم لما فهم منها إلا التعطيل، فخيلوا ومثلوا لهم ما يناسب الحقيقة نوع مناسبة، على وجه ينتفعون به.
وأبو حامد (يعني الغزالي) في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في إلجام العوام والتفرقة بين الإيمان والزندقة (يعني كتاب «فيصل التفرقة» الموجود في الصورة) مبني على هذا الأصل، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علماً ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية، ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك، وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف".

فابن تيمية يرى كتاب الغزالي هذا مبني على معنى باطني إلحادي، وهو (التخييل)، ويُقصد به أن الأنبياء خاطبوا الناس بالباطل لأنهم لا يفهمون الحق، وهذه زندقة صرفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وما أكثر ما تُترك تقريرات الشيخ نفسه ويُعتمد على نقولات، وما أكثر ما يُقتطع من كلامه من مخالفيه وممن يزعم أنه مقتد به، والله المستعان.


أهل الإيمان أعظم الناس تلذُّذاً بالنعم!

عامة البشر ينظرون للناس في تفاوتهم في أمر النعم نظراً ظاهرياً، فيرون هذا معه مال كثير، وهذا معه مال قليل فيحكمون أن هذا أنعم من هذا.

وليس الأمر كذلك فإن هناك عوامل أخرى تحدد من منهما الأسعد بالنعم.

وأهم من ذلك مقدار التلذذ بالنعمة، وهذا في أهل الإيمان أعظم لمن تأمَّله، وذلك من عدة وجوه:

الأول: أن المؤمن يرى أن النعمة هبة من الله «أبوء لك بنعمتك علي»، وأما غيره فيرى أن الأمر بكدِّه وتعبه، وذلك يفتح عليه باب محاسبة نفسه في ذلك، وأنه ربما قصَّر أو أن هذه النعمة دون ما تعبه وبذله في تحصيلها.

الثاني: أن المؤمن يرى أن النعمة مفتاح للطاعة، والطاعة توجب نعماً أعظم في الجنة، فأنت إذا حمدت الله على الأكلة أو الشربة أو اللبسة، فتلك حسنات وموجبات لرضا الله عز وجل، وذلك يوجب الجنة حيث لا منتهى للنعم: {عطاءً غير مجذوذ} [هود].

الثالث: أن المؤمن حقاً حريص على تنقية قلبه من الحسد، لإيمانه بالقدر وأن الرزق مكتوب وأن تفاوت الناس في الدنيا لا يعكس مآلهم في الآخرة، فإن كثيراً من الناس ينغص عليهم التلذذ بالنعم حسدهم لمن هو أنعم منهم، وربما سعوا في أذيته أو انتقاص ما معه من خير، واشتغل بهم واغتمَّ هو الآخر.

الرابع: أن النعم عند المؤمن لا تُحصر بالمحسوسات، بل العلم النافع والحقائق الإيمانية وغيرها نعم يشهدها المؤمن، لا يشهدها الجاحد، فحتى الطاعات نعم، بل خلق الملائكة المستغفرين لأهل الإيمان نعمة، وعامة التشريعات نعم، لذا افتُتح الأمر في الفاتحة بـ{الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة].

بل حتى المصيبة فيها معنى النعمة من وجه، لأنها تكفِّر الذنب.

هذه المعاني وغيرها يغفل عنها كثير من أهل الإيمان، فضلاً عن غيرهم، غير أن نظرك في الكتاب والسنة يجدِّدها في قلبك، ومن غفل صار كنوداً حسوداً، فالكنود: الذي يعدد النقم وينسى النعم، والحسود: من يتمنى زوالها عن غيره، وما تمنى ذلك إلا لعدم قناعته بما معه.

ولذلك قال تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل].

فسَّرها جماعة من السلف بالقناعة، وذلك أن القنوع لا يحسد ولا يستقل ما معه من خير، بل يفرح به، وذلك يجعله أعظم التذاذاً بما معه من نعم، وتلك الحياة الطيبة التي تكون مفتاحاً لجنان الخلد مع طيبها.

وأما من خلا من هذه المعاني فربما تجد معه من الخير ما يكفي لإسعاد المئات وهو مهموم مغموم منشغل بغيره.

وهذا ليس فقط في النعم الحسية، بل حتى في النعم المعنوية، كالعلم، ولكن العلم صاحبه يستزيد منه ما عاش، ولكن لا يحسد.


قس قبطي في ألمانيا يحذرهم من هجرة المسلمين.

يقول: نحن كنا في مصر ملوكاً، والآن نكاد نعيش (في مصر).

أقول: هم لم يكونوا ملوكاً غير أن السؤال لمَ كثر المسلمون وقلَّ القوم جداً؟

لن يجيبوا على هذا السؤال، لأن هناك سببين:

الأول: أن أهل الإسلام يزيدون بزيادة من يؤمنون به، وهم كثرة.

والثاني: أن القوم عندهم نظام (الزوجة الواحدة)، وأهل الإسلام يعددون ويتكاثرون، فمع كل ما مر عليهم من غزوات وآفات وحروب واستعمار كانوا يعوِّضون العدد المفقود.

لذلك لا ينسى هؤلاء الأقباط هذا الأمر أبداً، وتراه مطروقاً عند الملاحدة واللادينيين، ويتغيظون أشد التغيظ من أحوال المسلمين في النكاح والطلاق.

ولا يريدون الاعتراف بالضعف التشريعي عندهم وعند النصارى في مقابل شريعة رب العالمين.

لذلك اتخذوا من ملف (حقوق المرأة) باباً للهدم وتفكيك الأسرة، حتى يفقد المسلمون نقطة الامتياز هذه.

فالشبهة في حقيقتها دليل نبوة، لأنها ضمنت لأهل الإسلام بقاءً، بينما يعاني غيرهم خطر الانقراض، وإنَّ من الغبن أن نشاركهم في بلائهم بسبب مطالبات سفيهة غير مسئولة، لمن لا يبالي بدمار المجتمع لأجل مصلحة شخصية متوهمة.


شاهد أحاديث فضل الفقر من القرآن الكريم...

مما انفرد به محمد الغزالي السقا المعاصر في كتابه: «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث» الطعن في أحاديث فضل الفقراء يوم القيامة.

وفي قناة العربية ظهر رجل يعيد كلامه.

وسبب إشكالية الغزالي أنه ظن أن هذه الأحاديث تحثُّ على البقاء فقيراً، وأن المرء قد يختار الفقر على الغنى مع المقدرة بسبب هذه الأخبار.

والواقع أن هذا ضيق في الفهم، فعامة البشر يسعون للكفاية ويأنفون عن السؤال والافتقار، والسنة فيها مدح الإنفاق بالخير والنهي عن سؤال الناس والحث على العمل والاكتساب، والأخبار في ذلك لا تحصى.

غير أن كثيراً من الناس الفقر فيهم كالمرض والآفات، لا خيار لهم فيه، وإنما هو أمر اضطروا إليه اضطراراً لظروف قهرت، ومع ذلك صبروا وما حملهم فقرهم على حسد أو سرقة أو أكل لأموال الناس بالباطل.

فهذا عند أهل العلم من يتناوله الفضل، لهذا يتناقشون من أفضل (الغني الشاكر) أم (الفقير الصابر)؟

وهذا باعتبار الجنس، وإلا قد يكون الغني صديقاً أو شهيداً، فيفوق الفقير بهذا الاعتبار، ولكن هذه حالة مفردة أو تفضيل جنس أعلى، فجنس الشهداء أفضل من غيرهم عدا الصديقين.

قال مسلم في صحيحه: "37- (2979) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: نعم، قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: نعم، قال: «فأنت من الأغنياء»، قال: فإن لي خادما، قال: «فأنت من الملوك».

37- قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد إنا، والله ما نقدر على شيء، لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة، بأربعين خريفا» قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئا".

هذا من أصح الأحاديث في الباب.

ولو تأمل منكر هذه الأحاديث في كتاب الله عز وجل لوجد لذلك شاهداً.

قال تعالى: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} [التكاثر].

قال الطبري في تفسيره: "حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال: عن كل شيء من لذة الدنيا".

قال الطبري في آخر كلامه على هذه الآية: "والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عم بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض".

وهذه الآية مع هذا التفسير يعضد القول بفضل جنس الفقراء على الأغنياء في الآخرة، فإن الأغنياء أكثر نعماً بدنية من الفقراء، فيقال (فلان صبر على الفقر) ولا يقال (فلان صبر على الغنى)، كما يقال (فلان صبر المرض) ولا يقال (فلان صبر على الصحة).

فدل على أن سؤال الأغنياء في الآخرة سيكون أكثر، وأحمال الفقراء أخف، لذا سيسبقون، هذا بشرط استواء الفريقين في العمل، وإلا من الأغنياء من هو سابق، لسخاء شديد فيه أو سابقة هجرة أو شهادة أو صديقية، كما هو حال عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما.

وللفقراء الجزاء الأوفى من كل خبر في القرآن الكريم في فضل الصابرين، فالغني والفقير يصبرون، ولكن صبر الفقير أكثر.

فالغزالي لا يعترض على كون المرض كفارة وأن المريض يجازى على مرضه يوم القيامة بما يُقدِّمه، ولو نظر إلى الفقر نظرته إلى المرض لذهب استشكاله.

وإن كان الفقر والغنى كلاهما ابتلاء باعتبار التكليف، غير أن ابتلاء الغنى أن يشكر، وابتلاء الفقر أن يصبر.








المشترك بين الخطابات الشرعية الحديثة 👇


هل كان هؤلاء وهابية؟

قال القسطلاني في «المواهب اللدنية» [3/230]: "وعن ابن مسعود: أن رسول الله ﷺ قال: «إذا تشهد أحدكم فى الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد». رواه الحاكم. واغتر قوم بتصحيحه فوهموا، فإنه من رواية يحيى بن السباق، وهو مجهول عن رجل مبهم، وبالغ ابن العربي في إنكار ذلك فقال: حذار مما ذكره ابن أبي زيد من زيادة وترحم، فإنه قريب من البدعة، لأنه ﷺ علمهم كيفية الصلاة بالوحي، ففي الزيادة على ذلك استدراك عليه. انتهى.
قال الحافظ ابن حجر: وابن أبي زيد ذكر ذلك في الرسالة في صفة التشهد، لما ذكر ما يستحب في التشهد، ومنه: اللهم صل على محمد وآل محمد، فزاد: وترحم على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد إلخ. فإن كان إنكاره ذلك لكونه لم يصح فمسلم، وإلا فدعوى من ادعى أنه لا يقال: وارحم محمدا، مردودة لثبوت ذلك في عدة أحاديث أصحها في التشهد: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»".

ثم ذكر ابن حجر مستنداً آخر لابن أبي زيد ونقده.

والكلام في تعقب الحاكم في تقويته للحديث أصله في «جلاء الأفهام» لابن القيم، ثم استفاده ابن حجر والمقريزي وتابعهما من تابعهما على ذلك.

فهنا صيغة في التشهد مروية في حديث لا يصح، كرهها بعض الناس وأوصلوا الأمر فيها للتبديع.

بماذا يذكرك هذا؟

نعم، يذكرنا بموضوع البدعة الحسنة، فأين هذه الصيغة من أوارد الصوفية أو الموالد أو مجالس السماع وغيرها من المحدثات التي بثها المنحرفون في الأمة؟

ومن عجيب أحوالهم أنهم على قدر حرصهم على البدع، بل ونشر الشرك في كثير منهم من الاستغاثة بالأنبياء والأولياء، تراهم ليسوا حريصين على ما ثبت من السنن ولا يظهر عليهم أثر السنن، بل يحرصون على ما توارثوه عن شيوخهم أكثر من حرصهم على السنن التي لا يتنازع الناس في ثبوتها.

الأمر لو تنازع فيه الناس هل هو بدعة أم جائز، فإنْ ترَكه بعدما تحيَّر في نزاعهم فإنه مأجور بلا نزاع، لأنه اتَّقى الشبهات، فالمستحب لا إثم في تركه والبدعة في فعلها الإثم، فترك ما اشتبه هنا هو عين اتِّقاء الشبهات الوارد في حديث النبي ﷺ: «فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه».

الورع عند كثيرين في ترك تكفير الواقع في الشرك، لا في ترك الشرك نفسه أو حثِّ الناس على تركه وحثهم على عدم السكوت عليه!

وعندهم الورع لا في هجران البدع والحرص على السنن، بل في ترك تبديع المبتدع.

النبي ﷺ لما سأله عبد الله بن عمرو بن العاص عما هو أفضل من صيام داود قال له: «لا أفضل من ذلك».

فعُلِم أن الزيادة على السنة فيما قام داعيه ولم يفعله النبي ﷺ لا فضل فيها، بل فيها الإثم ولو رآه الناس حسناً.

ولو أنصف الناس لعلموا أن كل ما يسمى بدعةً حسنةً لا يختلف عن الزيادة على ثلاث مرات في الوضوء ولا يختلف عن الزيادة على صيام داود ولا يختلف عن الأذان والإقامة للعيدين، مما ذهب عامة الناس إلى أنها لا أجر فيها.

وقد تجد في كلام كثير من المتأخرين إنكاراً لبدع، ثم تجد منهم إقراراً ومنافحةً عن أخرى، وذلك تناقض بُلوا فيه، ولو أنصفوا لأنكروا ذلك كله.


=

الأثر الثالث: قال سعيد بن منصور في سننه: "1170- حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن مغيث بن سمي؛ في قوله عز وجل {طوبى لهم وحسن مآب} قال: شجرة في الجنة ليس من أهل دار إلا يظلهم غصن من أغصانها، فيها من ألوان الثمر ويقع عليها طير أمثال البخت، فإذا اشتهى الرجل طائرا دعاه حتى يقع على خِوانه، فيأكل من أحد جانبيه شواءً، والآخر قديدا، ثم يطير فيذهب".

وهذا خبر صحيح، أول الإسناد كوفي ثم ينتهي إلى رجل شامي، وهو مغيث بن سمي تابعي من الشام.

الأثر الرابع: قال ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة»: "٢٤٧- حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله، قال: سمعت الحسن وسأله رجل عن أهل الجنة: هل فيها خيل؟ قال: «لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين»".

وهذا إسناد صحيح إلى الحسن البصري، وهو أصح شيء في الباب، وقد ساق ابن القيم أخباراً مرفوعة لا تثبت في الباب وبيَّنها.

وكثير من الناس ممن ربوا حيوانات وتعلقت نفوسهم بها يسألون عن هذا، وفي الدنيا أعمار الحيوانات قصيرة، أما في الجنة فخلود ولا موت، فلأهل الجنة دواب، كما أن لهم في الدنيا دواباً.

الأثر الخامس: قال ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة»: "٢٥٩- حدثنا خالد بن خداش، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد: أن الحور العين يتغنين لأزواجهن يقلن: نحن الخيرات الحسان أزواج شبان كرام، ونحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن المقيمات فلا نظعن. في صدر إحداهن مكتوب أنت حبي وأنا حبك، انتهت نفسي عندك فلا نرى مثلك".

وهذا إسناد مصري، عدا خالد بن خداش، وخالد بن يزيد المتكلم هنا هو فقيه إسكندراني والإسناد إليه قوي.


خمسة آثار نفيسة ثابتة في صفة الجنة لم يذكرها ابن القيم في «حادي الأرواح»…

من عجيب أمر صفة الجنة في دين الإسلام: أن الإنسان مهما سمت أمانيه وزادت رغباته فإنها تبقى دون الجنة، وكذا النار مهما علت مخاوفه فإنها تبقى دون النار، ولا عجب من غفلة كثير من أرباب الدنيا عن تذكرها والنظر في تفاصيل نعيمها، غير أن العجب من غفلة كثير من المشتغلين بالعلم عن ذلك، وهي الغاية التي حولها يدندنون، وكل شغلهم لا نفع فيه إن لم يكن قائداً إليها، حتى إن الفردوس الأرضي الفاني يُذكر ويطرق الأذهان أكثر منها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد جمع ابن القيم في كتابه النفيس «حادي الأرواح» جمعاً نفيساً غاية في صفة الجنة وما يتعلق بذلك من مسائل، وعلى عادته استوعب الباب، إلا شيئاً يسيراً أعرض هنا لشيء من ذلك، عسى الله عز وجل أن يكرمنا بفضله ومنِّه وكرمه وألا يجعل تشوُّقنا مآله الخيبة.

والاستدراك في الأحاديث المرفوعة (أحاديث رسول الله ﷺ) بل والموقوفة (أخبار الصحابة) عسير على ابن القيم، وإنما يتيسر ذلك في آثار التابعين، وقد نصَّ الدارمي في رده على المريسي: أن الناس ما زالوا يحتجون بآثار التابعين (يعني في الغيبيَّات)، وأمر الجنة لا يُستبعد فيه عامة ما يذكرون، ففي ذلك النص الجامع: أن الله أعدَّ لعباده فيها «ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر».

الأثر الأول: قال ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» "٥٦- حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول: «كم من أخ يحبُّ أن يلقى أخاه يمنعه من ذلك شغل، عسى الله عز وجل أن يجمع بينهما في دار لا فِرقة فيها».
ثم يقول مالك: «وأنا أسأل الله يا إخوتاه أن يجمع بيني وبينكم في دار لا فَرَق فيها، في ظل طوبى ومستراح العابدين»".

أقول: هذا إسناد في بعض رواته كلام يسير، غير أنهم رواة مواعظ مالك بن دينار.

هنا مالك بن دينار يذكر (نعيم الأخوَّة) ذلك النعيم المغفول عنه إذا تحدَّث الناس عن نعيم الجنة فغالباً يُذكر الطعام والشراب والقصور والحور وغيرها، ويُنسى هذا النعيم، مع ذكره في القرآن: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين} [الحجر].

يقول مالك إن المرء ربما اشتغل عن إخوانه بشغل، وهذا الشغل إما شغل دنيا، فهذا لا يقرِّبه إلى لقاء لا شغل فيه، وإما شغل آخرة، فهذا يقرِّب إلى لقاء لا فراق فيه ولا ملل، وذلك في الجنة، فلا يعتب المرء على أخيه في ذلك، والمؤمن بركته على أخيه عظيمة يدعو له في الدنيا ويصلي عليه إن مات ويشفع له في الآخرة إن حصلت شفاعة، وذلك خير من إعطاء الدنانير والدراهم لو كان الناس يعقلون.

الأثر الثاني: قال ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة»: "٢٩٣- حدثنا الحسن بن حماد الضبي، حدثنا ابن فضيل، عن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية الكلاعي، قال: «إن السحابة لتُظلُّ السرب من أهل الجنة فتقول: ماذا أمطركم؟ فما أحد يريد شيئا إلا أسالته عليه، حتى إن بعضهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا»".

أقول: هذا إسناد قوي، وأبو ظبية الكلاعي تابعي حمصي كبير، سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأدرك خطبته، فيغلب على الظن أنه حمل هذا الخبر عن أصحاب النبي ﷺ، إذ لا شيوخ له غيرهم.

وهذا الأثر في نعيم الحور والكواعب الأتراب، ومَن علِم عظيم فتنة النساء وأثرها على الناس فهم فائدة هذا التشويق وهذا الخير العميم، والذي حسدت النصارى أهل الإسلام عليه، فصيَّروه شبهةً وما في قلوبهم إلا الحسد.

ففي تفسير قول الله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} [النساء] أن اليهود حسدت النبي ﷺ على كثرة نسائه، فذُكر لهم ما ذُكر من شأن داود وسليمان -عليهما الصلاة والسلام- وقد كانوا أكثر نساءً.
=

9k 0 109 221







الحسن البخاري والإفراط بالفذلكة 👇

Показано 20 последних публикаций.