كنّا نظنّ أنّك ولدتَ هكذا ببساطة، أن ينشقّ الركنُ اليماني، وتخرجُ فاطمةُ بنت أسد منه، منهكةً من الطلْق، وهي تحملُ بيديها يدَ الله البيضاء على رؤوسنا، أو أنكَ بكيتَ كأيّ مولود آخر، ينتظرُهُ مؤمنُ قريش أبو طالب كما لم ينتظر شيئاً في حياته.
كنّا نظنّ ذلك، العقولُ البشرية البسيطة، عقولنا، تظنّ ذلك، تظنّ أن جدار الكعبة تعرّش بالريحان، وأن الطفلَ الذي خرجَ من ذلك الشقّ، لن يبقى بعده العالم كما كان.
هكذا حدثتنا الكتب، لكنها لم تحدثنا عن كسرة الظلّ في جانبك، عن اليدين السمراوين فوق هاماتِ مَن شهدوا أنّكَ وليّ الله، عن السيف الذي ظلّ يتبعُ ظلال بنيك، وخطواتهم الخائفة، من أمّ القرى وصولاً لكربلاء وليس انتهاءً بمسطر ساحة الطيران.
الكتبُ لا تقول أن القلبَ يمكن أن يكونَ أكبر من الجسد، وأن اسمك ذا الحروف الثلاثة أطول من الأبجدية، وأكبر من القواميس. تلك الكتب الغبية تجعلنا نعرف كيف نحبّ حبيباتنا وأهلنا وأنفسنا، لكنها لا تشرحُ لنا كيف نحبّك، ولا تشرح لنا كيف يمكن أن ينطبقَ عليكَ فعلٌ نقوم به، وإن كان الحبّ نفسه.
يا أبي، يا روحي من الخليقة، يا مقام السوى بكلّ ما فيه من خير، ويا حبل الله، أخبرتنا الكتب أنّكَ ولدتَ في الكعبة، لم تخبرنا أن الكعبة ولدتْ في أصابعك الغضّة، يا حبل الله المتين، يا كلّ النقاط تحت الباء وفوق النون، يا فارزةَ الحقّ والباطل، اغفر لقلوبنا الصغيرة، والكتب التي لا تعلّمنا شيئاً، والأبجدية التي تتقزّم أمام اسمك، يا بخت الله، يا ناموسَهُ، يا قصيدة السماوات السبع، اغفر لبنيك، فهم يحبّونك ولا يجيدون قول ذلك، ولهذا يكركر الرضيعُ في الفجر، ولهذا تتفتحُ الوردة في الندى، دون أن يقولا شيئاً، يا وجه الله الأخير، يا مسند عرشه، يا نعومة ريش الملاك، أقبّل أعتابك، وأسألكَ أن لا تقطعَ حبلك بي، حتى أردَ إليك ورود المشتاقين، لأستقر بكسرة الظل بجانب عباءتك، أنا وبنوك كلّهم، الذين يحبّون ولا تعلّمهم الكتب العقيمة كيف يقولون ذلك.
كل عام ونحنُ في خيرك، حيث لا خير سواه.
كنّا نظنّ ذلك، العقولُ البشرية البسيطة، عقولنا، تظنّ ذلك، تظنّ أن جدار الكعبة تعرّش بالريحان، وأن الطفلَ الذي خرجَ من ذلك الشقّ، لن يبقى بعده العالم كما كان.
هكذا حدثتنا الكتب، لكنها لم تحدثنا عن كسرة الظلّ في جانبك، عن اليدين السمراوين فوق هاماتِ مَن شهدوا أنّكَ وليّ الله، عن السيف الذي ظلّ يتبعُ ظلال بنيك، وخطواتهم الخائفة، من أمّ القرى وصولاً لكربلاء وليس انتهاءً بمسطر ساحة الطيران.
الكتبُ لا تقول أن القلبَ يمكن أن يكونَ أكبر من الجسد، وأن اسمك ذا الحروف الثلاثة أطول من الأبجدية، وأكبر من القواميس. تلك الكتب الغبية تجعلنا نعرف كيف نحبّ حبيباتنا وأهلنا وأنفسنا، لكنها لا تشرحُ لنا كيف نحبّك، ولا تشرح لنا كيف يمكن أن ينطبقَ عليكَ فعلٌ نقوم به، وإن كان الحبّ نفسه.
يا أبي، يا روحي من الخليقة، يا مقام السوى بكلّ ما فيه من خير، ويا حبل الله، أخبرتنا الكتب أنّكَ ولدتَ في الكعبة، لم تخبرنا أن الكعبة ولدتْ في أصابعك الغضّة، يا حبل الله المتين، يا كلّ النقاط تحت الباء وفوق النون، يا فارزةَ الحقّ والباطل، اغفر لقلوبنا الصغيرة، والكتب التي لا تعلّمنا شيئاً، والأبجدية التي تتقزّم أمام اسمك، يا بخت الله، يا ناموسَهُ، يا قصيدة السماوات السبع، اغفر لبنيك، فهم يحبّونك ولا يجيدون قول ذلك، ولهذا يكركر الرضيعُ في الفجر، ولهذا تتفتحُ الوردة في الندى، دون أن يقولا شيئاً، يا وجه الله الأخير، يا مسند عرشه، يا نعومة ريش الملاك، أقبّل أعتابك، وأسألكَ أن لا تقطعَ حبلك بي، حتى أردَ إليك ورود المشتاقين، لأستقر بكسرة الظل بجانب عباءتك، أنا وبنوك كلّهم، الذين يحبّون ولا تعلّمهم الكتب العقيمة كيف يقولون ذلك.
كل عام ونحنُ في خيرك، حيث لا خير سواه.