🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*« وَلَكِــنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ*
*بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ »*
*للشـيخ/ أيمـن حمـدي الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*عناصر الخطبة:*
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ثانياً: أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان.
ثالثاً: التعايش السلمى.
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون:
لقد حثت جميع الشرائع على مكارم الأخلاق، لأن الأخلاق هى عنوان الأمم المتحضرة، والأخلاق مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله عز وجل الناس عليها، كالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح وغيرها من المعانٍ المحمودة، وهذا يعنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، حتى إن العرب قبل الإسلام كانوا يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته؛ ولقد علل سيدنا رسول ﷺ بعثته بقوله: «إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخْلاقِ» رواه أحمد.
وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.
فالأخلاق تمثل ركيزة أسياسية من ركائز ديننا الحنيف التي لا يلحقها نسخ ولا تبديل وهي العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات؛ وسوف نلقى الضوء على ذلك من خلال العناصر التالية:
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يمتاز بسمو الأخلاق التي لا يحيط بوصفها بيان، حتى فاضت القلوب بإجلاله، من ذلك:
- سيدنا رسول الله ﷺ أكمل البشر خُلقاً، قال تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(آل عمران: ١٥٩)، وقال تعالى:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾(التوبة: ١٢٨)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء: ١٠٧)، ولما سئلت أمنا عائشة رضى الله عنها عن خلق سيدنا رسول الله ﷺ قالت: «كان خُلُقُه القُرآنَ» رواه مسلم.
-
- ولقد استدلت أمنا خديجة رضى الله عنها بمكارم أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ على حسن عاقبته فى الأمور كلها فقالت له حين رجع من الغار خائفاً على نفسه: «كَلاَّ وَاللهِ لا يُخزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الكَلَّ، وَتَكسِبُ المَعدُومَ، وَتَقرِي الضَّيفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» رواه البخارى.
-
- وُصِفَ سيدنا رسول الله ﷺ فى الكتب السابقة بكمال الأخلاق، فعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة؟ فقال: «أجل؛ والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا» رواه البخاري.
-
- ولقد ملك سيدنا رسول الله ﷺ القلوب بمكارم أخلاقه، فعن عمرو ابن العاص قال: «كان رسول الله ﷺ يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟ فقال «أبو بكر»، فقلت يا رسول الله أنا خير أم عمر؟ فقال «عمر»، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عثمان؟ فقال «عثمان»، يقول عمرو: «فلما سألت رسول الله فصدقني فلوددت أني لم أكن سألته» شمائل الترمذي.
لقد ظن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه أحب الناس وأقرب الناس لقلب النبى ﷺ من حسن تعامله معه.
يا من يذكرني بعهدِ أحبتي
طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ
أعد الحديثَ علي من جنباته
إن الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ
*خطبة جمعة بعنوان:*
*« وَلَكِــنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ*
*بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ »*
*للشـيخ/ أيمـن حمـدي الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*عناصر الخطبة:*
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ثانياً: أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان.
ثالثاً: التعايش السلمى.
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون:
لقد حثت جميع الشرائع على مكارم الأخلاق، لأن الأخلاق هى عنوان الأمم المتحضرة، والأخلاق مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله عز وجل الناس عليها، كالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح وغيرها من المعانٍ المحمودة، وهذا يعنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، حتى إن العرب قبل الإسلام كانوا يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته؛ ولقد علل سيدنا رسول ﷺ بعثته بقوله: «إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخْلاقِ» رواه أحمد.
وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.
فالأخلاق تمثل ركيزة أسياسية من ركائز ديننا الحنيف التي لا يلحقها نسخ ولا تبديل وهي العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات؛ وسوف نلقى الضوء على ذلك من خلال العناصر التالية:
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يمتاز بسمو الأخلاق التي لا يحيط بوصفها بيان، حتى فاضت القلوب بإجلاله، من ذلك:
- سيدنا رسول الله ﷺ أكمل البشر خُلقاً، قال تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(آل عمران: ١٥٩)، وقال تعالى:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾(التوبة: ١٢٨)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء: ١٠٧)، ولما سئلت أمنا عائشة رضى الله عنها عن خلق سيدنا رسول الله ﷺ قالت: «كان خُلُقُه القُرآنَ» رواه مسلم.
-
- ولقد استدلت أمنا خديجة رضى الله عنها بمكارم أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ على حسن عاقبته فى الأمور كلها فقالت له حين رجع من الغار خائفاً على نفسه: «كَلاَّ وَاللهِ لا يُخزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الكَلَّ، وَتَكسِبُ المَعدُومَ، وَتَقرِي الضَّيفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» رواه البخارى.
-
- وُصِفَ سيدنا رسول الله ﷺ فى الكتب السابقة بكمال الأخلاق، فعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة؟ فقال: «أجل؛ والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا» رواه البخاري.
-
- ولقد ملك سيدنا رسول الله ﷺ القلوب بمكارم أخلاقه، فعن عمرو ابن العاص قال: «كان رسول الله ﷺ يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟ فقال «أبو بكر»، فقلت يا رسول الله أنا خير أم عمر؟ فقال «عمر»، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عثمان؟ فقال «عثمان»، يقول عمرو: «فلما سألت رسول الله فصدقني فلوددت أني لم أكن سألته» شمائل الترمذي.
لقد ظن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه أحب الناس وأقرب الناس لقلب النبى ﷺ من حسن تعامله معه.
يا من يذكرني بعهدِ أحبتي
طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ
أعد الحديثَ علي من جنباته
إن الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ