Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي

نقل بعض الأفاضل عن الإمام الكَوْثَري رحمه الله تعالى أنه كان يتناقش مع أحد الفضلاء فقال: قال ابن عَرَبِي، فردَّ عليه الإمام الكَوْثَري بقوله: (نريد كلامَ مُحمَّد العَرَبِي صلى الله عليه وآله وسلم لا ابن عَرَبِي).
...
قلتُ:
لا أدري ما السياق الذي سيقت له العبارة.

لكن
هي كقولنا قال الإمام أبو حنيفة وقال الإمام الشافعي.

فيرد الوهابي:
نريد السنة ولا نريد قول فلان وفلان..

وما أقوال الأئمة من الفقهاء والصوفية إلا فهم للسنة وتفسير لمرادات سيد السادات صلى الله عليه وسلم حق قدره ومقداره العظيم.

وأستغفر الله وأتوب إليه.

من درس الليلة
...

فيا خسارةَ نفسٍ في تجارتِها * لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ

وَمَنْ يَبِعْ آجِالًا منهُ بِعاجِلِهِ* يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ

إن آتِ ذنبًا فما عهدي بمنتقضٍ*منَ النبيِّ ولا حبلي بمنصرمِ
---
يقول رضي الله عنه مظهرًا الندم مشفقًا على حاله معترفًا بالتقصير والتفريط:

فما أشد خسارة نفسٍ في عملها، حيث لم تشتر الدين وهو ما به فلاح الآخرة الدائمة وتبيع الدنيا الدنية الفانية، بل لم تتعرض لمجرد لشراء الدين!!

قالوا: لو كانت الدنيا من ذهب وتفنى، والآخرة من خزف وتبقى لاختارها العاقل، فكيف والآخرة ذهب يبقى.

ثم يتم المعنى فيقول:

ومن يستبدل الآجل وهو الآخرة بالعاجل وهي الدنيا يظهر له الغبن وهو الخسارة والنقص في البيع وهو العاجل، والسلَم وهو الآجل.

ثم يؤانس نفسه رضي الله عنه، ويسكن من روعها بعد فزعها، فيقول:

إن وقعت في الذنب ثانية بعد ندمي عليه فليس ذلك يجعلني أيأس وأقنط؛ وليس ذلك بمبطل عقد ولائي للنبي صلى الله عليه وسلم.. ولا حبل وصلي به صلى الله عليه وسلم بمنقطع، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يهجر أمته وإن غلبتهم نفوسهم، إذ رحمته صلى الله عليه وسلم ذاتية لا تزول..

ولكمال محبتي له صلى الله عليه وسلم وإن غلبتني نفسي.

إنّنا ربِّ عِبادٌ ضُعَفَا*قد سُبِينا بجُيوشِ النُّوَبِ

أرهَقَ العِصيانُ مِنّا عُمرَنا*وبَلانا بصُنوفِ النَّصَبِ

ومَلَا الأجسامَ أسقامًا فلا*تَعرِفُ الأجسامُ غيرَ العَطَبِ

بأَتُونِ الكَرْبِ عِشْنا حَرَقًا*نَحنُ للنّارِ كِبارُ الحَطَبِ

فاكشِفِ الكَربَ سَريعًا سيّدي*أَطْفِأَنْ بالعَفْوِ نارَ الغَضَبِ

عُمَّنا مَولَايَ باللّطْفِ الخَفِي*أَسْبِلِ السِّتْرَ بزاكِيْ النَّسَبِ

وارْزُقِ القَلبَ صَفاءًا وهُدًى *واكْشِفَنْ عَنهُ ظَلامَ الحُجُبِ

وامْلأِ الرّوحَ بِحُبِّ المصطفَى * خَاتَمِ الرُّسْلِ رَفِيعِ الرُّتَبِ

واخْتِمِ العَيشَ على التّوحيدِ مَعْ*سَيرِ أقدامٍ علَى هَدْيِ النّبِي

قَد تَوَسَّلْنا إِلهي جُملَةً *بملاذِ الخَلْقِ طه العَرَبِي

وبِآلِ البَيتِ أعلامِ الهُدى* بكِرامِ النّاسِ جَمْعِ الصُّحُبِ

بِفتَى جيلانَ بازِ الأَولِيا*عَجِّلَنْ يا ربِّ نَيلَ الأَرَبِ
...

ذاكر الحنفي
الحضرة القادرية الشريفة ببغداد
١٤/ شعبان/١٤٤٦هـ
١٣ /شباط/٢٠٢٥م

ليلة النصف من شعبان
...
(ليلة من ليالي الله.. يكاد يكون ما يوجد أرقى منها غير الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط)

الشيخ محمد النبهان الحلبي رحمه الله تعالى ورضي عنه

من درس الليلة
...

خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ * ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَمِ

إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ * كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا * حَصلتُ إلّا على الآثامِ والنَّدَمِ
---
بعد ما مر من أبواب تخلص إلى مقصد آخر وهو التوصل إلى التوسّل بالجناب الشريف وخدمته والاستغفار مما مضى فقال:

خدمت الجناب الشريف صلى الله عليه وسلم بالمدايح قربة إلى الله تعالى ومحبة فيه صلى الله عليه وسلم لتكون سببًا في إقالة الذنوب التي ملأت عمري من خدمة غير بابه صلى الله عليه وسلم من أرباب الدنيا ونظم الأشعار فيهم. وأصل الإقالة الأخذ بيد العاثر.

ثم بين أثر هذا الشعر والخدمة لأرباب الدنيا فقال:

إذ قلداني أي: الشعر والخدمة لأبناء الدنيا، جعلا في عنقي قلادة هي ما تخشى عواقبه، وهي الآثام والذنوب، وعواقبها العذاب والعقاب، و(إذ) تعليل متعلق بـ أستقيل، حتى كأنني بما قلداني هديٌ من البقر والغنم، ووجه الشبه أن الهدي معلوم أنه هدي، وما يوضع في عنقه شيء حقير، ومعروف أن مصيره الذبح فكذلك أنا معروف، وما استفدته شيء من لعاعة الدنيا، ومعروف بأني أستحق الهلاك..
ثم راح يعتذر ويبين سبب ما وقع فيه من الاتصال بأهل الدنيا فقال:

أطعت أي: اتبعت، غواية الصبا أي: حداثة السن، والتي لا تهدي إلى رشد في حالتي الشعر والخدم وما حصلت من جرائهما إلا على الآثام والتي عاقبتها الندم والحسرة..

وفي ذلك قلتُ من أبيات قبل سنوات:

أستغفرُ اللهَ من شعرٍ قصدتُ بهِ*غيرَ النبيِّ، فذا بعضُ الخطيئاتِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي هل يمكن أن يموت شخص من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم على الكفر؟
وإن حصل ذلك ومات شخص ولم يُعلم إسلامه قبل الموت.. هل يعامل مثل المسلمين في الدنيا من غسل ودفن وما شابه أم لا؟
وجزاكم الله خيراً
...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

من حيث الإمكان ممكن.

وإن مات (يقينًا) على الكفر والعياذ بالله من ذلك. بأن أعلن ردته ومات عليها.. ولم يعلم منه عودة إلى التوحيد فيعامل معاملة المرتد.

والله الموفق.

#أسئلةالأفاضل

الحمدُ للهِ الذي شَرَحَ صُدورَ الصُّدُور، لِمَعالي المَعارِفِ وحَقائقِ الأمور، وجَعَلَ مَظاهِرَ خَزائِنِ عِلْمِهِ مِن صَفْوَةِ عِبادِهِ الصّدور، وحَباهُم ما لا عَينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ممّن أَلهَتْهُمُ الدُّثور، فأفْرَغَوا منها في قوالبِ التأليفِ منَ السطور، ما يَتيهُ نورًا على الثُّرَيّا ويُزري بِتِمِّ البُدور، وصلّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ وتَعَطَّفَ وتَكَرَّمَ على السّيّدِ السّنَد، الإمامِ الأوحَد، أَوّلِ التّعَيّنات، في هَباءِ عَماءِ التّجَلّيّات، أوّلِ ثاني اثنَين، قُرَّةِ كلِّ عَين، أبي العَالَم، آدَمِ آدَمَ، المَقصودِ مِنَ الوُجود، الدُّرّةِ المَكنُونَة، والجَوهَرَةُ المَصُونة، رُوحِ الأرْوَاح، فَيّاضِ مَدَدِ الفَتّاح، مَنْ أَعجَزَ الخَلائِق، فلَمْ يُدرِكْه سابِقٌ ولا لاحِق، سيّدِنا ومولانا أبي القاسِمِ مُحَمَّد، القاسمِ في البطونِ والظّهُور، وعلى آلِهِ شُموسِ الحَقيقَة، وأصحابِهِ أئِمّةِ الخَليقَة، وعلى الأولِياءِ السّادات، الأعلامِ الهُداة، ولا سِيّما أبي العَلَمَينِ، غَوثِ الثَّقَلَين، قُطبِ الفَريقَين، سيّدي ومولايَ الإمامِ الرّفاعي، ومَنْ تَعَلّقَ بِهِم، وسَارَ على مِنْوالِهم، ما مَرَّتِ السُّنُون، ودُوِّنَتِ الفُنُون.
---
مقدمة خدمتي لـ (تبيان أحمد للبرهان المؤيّد) والذي سيطبع في دار الشيخ الأكبر بإذن الله تعالى

الحمدُ للهِ الواحدِ الأحد، الفَردِ الصّمَد، الغَنيِّ عن أيِّ أحَد، تَنَزَّهَ سبحانَه عنِ الأهْلِ والوَلَد، والعَونِ والسَّنَد، وصلّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على سيّدِنا ومَولانا مُحَمَّد، بابِ فيّاضِ المَدَد، أوَّلِ التّعيُّنات، سيّدِ أهلِ الأرضِ والسّموات، سُلطانِ الأنبياءِ السّادات، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ النُّجومِ اللامِعات، والسّيوفِ القاطِعات، وعلى الأولياءِ الأكابرِ ذَوي البَراهِينِ السّاطِعات، ولا سيّما الأقطابُ الأربعَةُ الأئمّةُ الهُداة، الذينَ همْ لِلحياةِ كالرُّوحِ للجَسَد، وللدِّينِ العَمَد، وعلى مَنْ أحبَّهمْ، وطَربَ لِذكرِهِم ومَدحِهم، ما دارَ المَلوان، وكَرَّ الجَديدان، وما هُرِعَ إليهمْ مُحِبٌّ وحَفد، وما يَممَّ سُوحَهم عافٍ وقَصَد.
---
مقدمة مجموعتي الشعرية (منهل الأصفياء من مدايح الأقطاب والأولياء)، والتي ستطبع في دار النور المبين بإذن الله تعالى.

كان السلف رضي الله عنهم يقولون:

إذا شيعنا الجنازة لا ندري من ولي الميت فنعزيه.. لكثرة الباكين !!

قلت:

والآن كذلك..
لا ندري من ولي الميت فنعزيه.. لكثرة اللاهين المبتسمين المازحين!!

ما عاد للموت رهبة ولا للمقابر هيبة..

والأمر لله.