في خضم هذا الانتظار، تشعر أن الزمن نفسه صار شريكًا في لعبتك العبثية. ليس مجرد لحظات تتساقط واحدة تلو الأخرى كحبات الرمل في ساعة زجاجية، بل نسيج يتداخل فيه كل شيء: الذكريات، الأحلام، والأحاسيس التي تراودك في كل مرة تذكر تلك الندوب الصغيرة على أصابعها، علامات الحياة التي خاضتها، وكأنها خريطة سرية لنفسك أنت.
تغمض عينيك للحظة. هناك، خلف الجفون المطبقة، تبدأ الصور بالتشكل، متقطعة وغير مكتملة، لكنها حية. ترى شرفة غمرها ضوء شاحب، ترى وجهها هناك، تحاول تمييز ملامحها لكنها تذوب كألوان مائية تتلاشى مع أول لمسة. هل كانت تلك نافذتك، أم نافذتها؟ أم أنها مجرد نافذة لا تنتمي لأي زمان أو مكان، مثل الحلم الذي يرفض الانصياع لقوانين المنطق؟
تتذكر أول مرة أدركت أن صوتها ليس مجرد صوت، بل موسيقى خفية تسحبك نحوها كالموج الذي يلتف حول صخرة عنيدة. كان يومًا شتائيًا أيضًا، لكنها لم تكن مجرد سماء ملبدة بالغيوم. كان هناك دفء لا تفسير له، دفء ينبعث من كلماتها، من حضورها، حتى لو لم تكن حاضرة بجسدها. كانت أصابعك تتلمس الآن، ليس فقط مفاتيح البيانو، بل كل ذكرى اختبأت في زوايا الغرفة.
تغمض عينيك للحظة. هناك، خلف الجفون المطبقة، تبدأ الصور بالتشكل، متقطعة وغير مكتملة، لكنها حية. ترى شرفة غمرها ضوء شاحب، ترى وجهها هناك، تحاول تمييز ملامحها لكنها تذوب كألوان مائية تتلاشى مع أول لمسة. هل كانت تلك نافذتك، أم نافذتها؟ أم أنها مجرد نافذة لا تنتمي لأي زمان أو مكان، مثل الحلم الذي يرفض الانصياع لقوانين المنطق؟
تتذكر أول مرة أدركت أن صوتها ليس مجرد صوت، بل موسيقى خفية تسحبك نحوها كالموج الذي يلتف حول صخرة عنيدة. كان يومًا شتائيًا أيضًا، لكنها لم تكن مجرد سماء ملبدة بالغيوم. كان هناك دفء لا تفسير له، دفء ينبعث من كلماتها، من حضورها، حتى لو لم تكن حاضرة بجسدها. كانت أصابعك تتلمس الآن، ليس فقط مفاتيح البيانو، بل كل ذكرى اختبأت في زوايا الغرفة.