يتأرجح العقل بين الواقع والحلم، بين ماضٍ يمضي وأثره لا ينفكّ يتسلل إلى اللحظة الحاضرة. ذلك الأثير الخافت، صوت نعاسها الذي لم يكن مجرد نعاس، بل سيمفونية من الأسرار، يكاد يكون انعكاسًا لحقيقتك أنت أكثر مما هو حقيقة لها. غرابة إجاباتها لم تكن إلا مرايا صغيرة تعكس لك الطريق الذي طالما خشيت مواجهته، الطريق الذي لطالما التففت حوله، تُخفي نفسك من وهجه وتسترق النظر إليه من حين لآخر كأنك تراقب خصمًا تعرف أنك ستواجهه يومًا ما.
في تلك اللحظات العابرة، عندما كانت كلماتكما تتقاطع مثل ظلال تحت ضوء شاحب، شعرت بأنك لست سوى متفرج على نفسك، تراقب رجلاً آخر، يشبهك لكنه أكثر جرأة أو ربما أكثر يأسًا. كانت الحياة آنذاك تبدو وكأنها تنتظر منك تلك القفزة التي تخرجك من دوامة الزمن، لعلها قفزة نحوها، لعل ضوء النافذة الذي أصررت أن يقتحم الغرفة يغسل وحدتك المتراكمة، تلك الوحدة التي لم تكن سوى انعكاس لذكرى مضت ولم تتركك.
تداعب كلماتك لها كما تداعب عازف مبتدئ أوتار كمانه، خائفًا من أن ينكسر الوتر أو يخفت اللحن. تدرك جيدًا أن الكلمات لن تصل إلى حيث تريد، إلى قلبها، إلى تلك الزاوية المخفية التي تشكل جوهرها. ومع ذلك، كان صوتها يأتِيك من وراء بُعد لا تراه ولكنه حاضر كأنفاسك، كأنه جزء من ذلك الفضاء اللامرئي الذي يحتضن العالم حين يغرق في سكون ما بعد منتصف الليل.
الذكريات تتداخل كما لو أن الزمن يذوب في كأس ماء، وتجد نفسك فجأة في أماكن لم تغادرها أبدًا وإن مضت سنوات طويلة. يدها، وهي تعزف الحروف التي تقرب بينكما، لم تكن إلا حياة أخرى، حياة مجيدة تستحق أن تُعاش لا مرة، بل ألف مرة. تلك اللحظات الهاربة، التي تمنحك شعورًا طاغيًا بالخلود، تصفعك فجأة بحقيقتك: الوحدة التي تعود لتبتلعك بعد أن ظننت للحظة أنك امتلكت العالم بأسره.
في تلك اللحظات العابرة، عندما كانت كلماتكما تتقاطع مثل ظلال تحت ضوء شاحب، شعرت بأنك لست سوى متفرج على نفسك، تراقب رجلاً آخر، يشبهك لكنه أكثر جرأة أو ربما أكثر يأسًا. كانت الحياة آنذاك تبدو وكأنها تنتظر منك تلك القفزة التي تخرجك من دوامة الزمن، لعلها قفزة نحوها، لعل ضوء النافذة الذي أصررت أن يقتحم الغرفة يغسل وحدتك المتراكمة، تلك الوحدة التي لم تكن سوى انعكاس لذكرى مضت ولم تتركك.
تداعب كلماتك لها كما تداعب عازف مبتدئ أوتار كمانه، خائفًا من أن ينكسر الوتر أو يخفت اللحن. تدرك جيدًا أن الكلمات لن تصل إلى حيث تريد، إلى قلبها، إلى تلك الزاوية المخفية التي تشكل جوهرها. ومع ذلك، كان صوتها يأتِيك من وراء بُعد لا تراه ولكنه حاضر كأنفاسك، كأنه جزء من ذلك الفضاء اللامرئي الذي يحتضن العالم حين يغرق في سكون ما بعد منتصف الليل.
الذكريات تتداخل كما لو أن الزمن يذوب في كأس ماء، وتجد نفسك فجأة في أماكن لم تغادرها أبدًا وإن مضت سنوات طويلة. يدها، وهي تعزف الحروف التي تقرب بينكما، لم تكن إلا حياة أخرى، حياة مجيدة تستحق أن تُعاش لا مرة، بل ألف مرة. تلك اللحظات الهاربة، التي تمنحك شعورًا طاغيًا بالخلود، تصفعك فجأة بحقيقتك: الوحدة التي تعود لتبتلعك بعد أن ظننت للحظة أنك امتلكت العالم بأسره.