الغرفة غارقة في سكون قاتم، تُغلفها كآبة الليل، لولا شعاع الشمعة الضعيف في ركن بعيد.
تقول الشمعة بصوت يحمل حكمة الألم: "بما أوتيتُ من نورٍ ضئيل، أتحمل وزر هذا الظلام الثقيل. أحترقُ في صمت، نيراني تأكلني ببطء، لكن لا يعلم بحرقتها إلا من عاش مثلي، يحمل في داخله لهيبًا لا ينطفئ، وعلى كتفيه همًّا ثقيلًا لإنارة دروب الحيارى في هذا الليل اللا متناهي. أنا الأمل الضعيف الذي يقف شامخًا في وجه الرياح العاتية، لا رجاء لي إلا أن أبدد هذا الشقاء المترامي، ولهبي الصغير مشعل يضيء للناس طريقهم في العتمة."
وترد الفراشة، وقد خفتت نبضات أجنحتها تحت وطأة الليل الطويل: "أنا لا أنتظر شمسًا لتغمرني بنورها، فهذا الليل يمتد ويُثقل أيامي. لحظاته بطيئة، تتغذى على هدوئي، وتزرع في قلبي قلقًا لا ينقطع. لكن منذ أن تنفست السماء أول نفس من الليل، لم تغادر عيني ذلك الخيط الرفيع من النور الذي تبعثه نيرانك."
إبراهيم محمد
تقول الشمعة بصوت يحمل حكمة الألم: "بما أوتيتُ من نورٍ ضئيل، أتحمل وزر هذا الظلام الثقيل. أحترقُ في صمت، نيراني تأكلني ببطء، لكن لا يعلم بحرقتها إلا من عاش مثلي، يحمل في داخله لهيبًا لا ينطفئ، وعلى كتفيه همًّا ثقيلًا لإنارة دروب الحيارى في هذا الليل اللا متناهي. أنا الأمل الضعيف الذي يقف شامخًا في وجه الرياح العاتية، لا رجاء لي إلا أن أبدد هذا الشقاء المترامي، ولهبي الصغير مشعل يضيء للناس طريقهم في العتمة."
وترد الفراشة، وقد خفتت نبضات أجنحتها تحت وطأة الليل الطويل: "أنا لا أنتظر شمسًا لتغمرني بنورها، فهذا الليل يمتد ويُثقل أيامي. لحظاته بطيئة، تتغذى على هدوئي، وتزرع في قلبي قلقًا لا ينقطع. لكن منذ أن تنفست السماء أول نفس من الليل، لم تغادر عيني ذلك الخيط الرفيع من النور الذي تبعثه نيرانك."
إبراهيم محمد