👈 وضرَبَ اللهُ لكم مثلًا آخَرَ لنَفسِه تعالى ، وللأصنامِ التي تُعبَدُ مِن دونِه ؛ كرَجُلَينِ أحَدُهما لا يَنطِقُ ، ولا يَسمَعُ ، ولا يَعقِلُ ، عاجِزٌ لا يَقدِرُ على فِعلِ شَيءٍ ؛ مِن جَلبِ نَفعٍ ، أو دَفْعِ ضُرٍّ ، -فكذلك الأصنامُ لا تَسمَعُ ، ولا تَنطِقُ ، ولا تَعقِلُ شَيئًا- وهو مع عدَمِ نُطقِه وعَجزِه ثَقيلٌ على مَن يلي أمْرَه ويَعولُه ، -فكذلك الصَّنَمُ ذو كُلفةٍ ومَشَقَّةٍ على من يَعبُدُه ؛ حيثُ يَقومُ بحَملِه ، ووَضْعِه ، وخِدْمتِه- أينما يُرسِلْه مَولاه في عمَلٍ لِيَعمَلَه ، لا ينجَحْ فيه ، فهو لا يأتي بخَيرٍ ، ولا يَقضي حاجةً ؛ لعَجزِه ، وعدَمِ فَهمِه لِما يُقالُ له ، وعَدَمِ قُدرتِه على التَّعبيرِ عمَّا يُريدُ ؛ -فكذلك الصَّنَمُ لا يَعقِلُ ما يُقالُ له ، ولا يَنطِقُ بشَيءٍ ، فلا يَستطيعُ أن يأتيَ بخَيرٍ ويَقضِيَ حاجةً- فهل يَستوي هذا الأبكَمُ الكَلُّ على مَولاه الذي لا يأتي بخيرٍ حيثما توجَّهَ ، ومَن هو ناطقٌ متكلِّمٌ قادِرٌ يأمُرُ بالحقِّ والقِسطِ ، ويدعو إليه ، وهو في نَفْسِه -مع ما ذُكِرَ مِن نَفعِه العامِّ- على طريقِ الحقِّ لا يَنحَرِفُ عنه ، عامِلٌ بما يأمُرُ به ، ويدعو إليه ، ولا يتوجَّهُ إلى مطلَبٍ إلَّا ويبلُغُه بأقرَبِ سَعيٍ وأسهَلِه ، فهو عادِلٌ في أقوالِه ، مُستقيمٌ في أفعالِه؟!
فإذا امتنَعَ التَّساوي بين هذينِ الصِّنفَينِ المَذكورَينِ ، فكذلك يمتنِعُ التَّساوي بينَ اللهِ سُبحانَه العادِلِ الذي يأمُرُ بالعَدلِ ، وهو قائِمٌ بالقِسطِ على صراطٍ مُستقيمٍ ، وبينَ ما يَجعَلونَه شُرَكاءَ له.
#يتبع
📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚
https://dorar.net/aqeeda/290
فإذا امتنَعَ التَّساوي بين هذينِ الصِّنفَينِ المَذكورَينِ ، فكذلك يمتنِعُ التَّساوي بينَ اللهِ سُبحانَه العادِلِ الذي يأمُرُ بالعَدلِ ، وهو قائِمٌ بالقِسطِ على صراطٍ مُستقيمٍ ، وبينَ ما يَجعَلونَه شُرَكاءَ له.
#يتبع
📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚
https://dorar.net/aqeeda/290