قال تعالى : (( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ )) الأنفال ٢٢ .
تقول الآية التي قبل هذه الآية : ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون .
إن هذا التعبير الطريف يشير للذين يعلمون ولا يعملون، ويسمعون ولا يتأثرون، وفي ظاهرهم أنهم من المؤمنين، ولكنهم لا يطيعون أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله)، فهؤلاء لهم آذان سامعة لكل الأحاديث ويعون مفاهيمها، وبما أنهم لا يعملون بها ولا يطبقونها فكأنهم صم لا يسمعون ، لأن الكلام مقدمة للعمل فلو عدم العمل فلا فائدة من أية مقدمة .
وأما المراد من هؤلاء الأشخاص الذين يحذر القرآن المسلمين لكيلا يصيروا مثلهم، فيرى بعض أنهم المنافقون الذين اتخذوا لأنفسهم مواقع في صفوف المسلمين، وقال آخرون : إنما تشير إلى طائفة من اليهود، وذهب بعض بأنهم المشركون من العرب. ولا مانع من انطباق الآية على هذه الطوائف الثلاث، وكل ذي قول بلا عمل .
ولما كان القول بلا عمل، والاستماع بلا تأثر، أحد الأمراض التي تصاب بها المجتمعات، وأساس الكثير من التخلفات، فقد جاءت هذه الآية لتؤكد على هذه المسألة بأسلوب آخر، فقالت : إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون .
ولما كان القرآن كتاب عمل فإنه ينظر إلى النتائج دائما، فيعتبر كل موجود لا فائده فيه كالمعدوم، وكل حي عديم الحركة والتأثير كالميت، وكل حاسة من حواس الانسان مفقود إذا لم تؤثر فيه تأثيرا ايجابيا في مسيرة الهداية والسعادة، وهذه الآية اعتبرت الذين لهم آذن سالمة لكنهم لا يستمعون لآيات الله ودعوة الحق ونداء السعادة، كمن لا أذن له ولا سمع لديه، والذين لهم ألسنة سالمة لكنها ساكتة عن الدعوة إلى الحق ومكافحة الظلم والفساد، فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، بل يضيعون هذه النعمة في التملق والتذلل أمام الطواغيت أو تحريف الحق وتقوية الباطل، فهؤلاء كمن هو أبكم لا يقدر على الكلام، وكذلك الذين يتمتعون بنعمة الفكر والعقل ولكنهم لا يصححون تفكيرهم، فهؤلاء في عداد المجانين .
وتقول الآية بعدها إن الله لا يمتنع من دعوة هؤلاء إن كانوا صادقين في طلبهم وعلى استعداد لتقبل الحق: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم.
وقد ورد في الروايات أن بعض عبدة الأصنام جاءوا النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: إذا أخرجت لنا جدنا الأكبر (قصي بن كلاب) حيا من قبره، وشهد لك بالنبوة، فسوف نسلم جميعا! فنزلت الآية لتقول : إنه لو كان حديثهم صادقا لفعل الله ذلك لهم بواسطة المعجزة، لكنهم يكذبون ويأتون بأعذار واهية، بهدف التخلص من الإذعان لدعوة الحق ....
ويقول تعالى : ولو أسمعهم لتولوا وهو معرضون.
فالذين سمعوا دعوة الحق كثيرا، وبلغت آذانهم آيات القرآن، وفهموا مضامينها العالية، لكنهم أنكروها بسبب عتوهم وعصبيتهم، فهم غير مؤهلين للهداية لما اقترفت أيديهم، ولا شأن بعدئذ لله ورسوله بهم، فهم في ظلام دامس وضلال بهيم .
تقول الآية التي قبل هذه الآية : ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون .
إن هذا التعبير الطريف يشير للذين يعلمون ولا يعملون، ويسمعون ولا يتأثرون، وفي ظاهرهم أنهم من المؤمنين، ولكنهم لا يطيعون أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله)، فهؤلاء لهم آذان سامعة لكل الأحاديث ويعون مفاهيمها، وبما أنهم لا يعملون بها ولا يطبقونها فكأنهم صم لا يسمعون ، لأن الكلام مقدمة للعمل فلو عدم العمل فلا فائدة من أية مقدمة .
وأما المراد من هؤلاء الأشخاص الذين يحذر القرآن المسلمين لكيلا يصيروا مثلهم، فيرى بعض أنهم المنافقون الذين اتخذوا لأنفسهم مواقع في صفوف المسلمين، وقال آخرون : إنما تشير إلى طائفة من اليهود، وذهب بعض بأنهم المشركون من العرب. ولا مانع من انطباق الآية على هذه الطوائف الثلاث، وكل ذي قول بلا عمل .
ولما كان القول بلا عمل، والاستماع بلا تأثر، أحد الأمراض التي تصاب بها المجتمعات، وأساس الكثير من التخلفات، فقد جاءت هذه الآية لتؤكد على هذه المسألة بأسلوب آخر، فقالت : إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون .
ولما كان القرآن كتاب عمل فإنه ينظر إلى النتائج دائما، فيعتبر كل موجود لا فائده فيه كالمعدوم، وكل حي عديم الحركة والتأثير كالميت، وكل حاسة من حواس الانسان مفقود إذا لم تؤثر فيه تأثيرا ايجابيا في مسيرة الهداية والسعادة، وهذه الآية اعتبرت الذين لهم آذن سالمة لكنهم لا يستمعون لآيات الله ودعوة الحق ونداء السعادة، كمن لا أذن له ولا سمع لديه، والذين لهم ألسنة سالمة لكنها ساكتة عن الدعوة إلى الحق ومكافحة الظلم والفساد، فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، بل يضيعون هذه النعمة في التملق والتذلل أمام الطواغيت أو تحريف الحق وتقوية الباطل، فهؤلاء كمن هو أبكم لا يقدر على الكلام، وكذلك الذين يتمتعون بنعمة الفكر والعقل ولكنهم لا يصححون تفكيرهم، فهؤلاء في عداد المجانين .
وتقول الآية بعدها إن الله لا يمتنع من دعوة هؤلاء إن كانوا صادقين في طلبهم وعلى استعداد لتقبل الحق: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم.
وقد ورد في الروايات أن بعض عبدة الأصنام جاءوا النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: إذا أخرجت لنا جدنا الأكبر (قصي بن كلاب) حيا من قبره، وشهد لك بالنبوة، فسوف نسلم جميعا! فنزلت الآية لتقول : إنه لو كان حديثهم صادقا لفعل الله ذلك لهم بواسطة المعجزة، لكنهم يكذبون ويأتون بأعذار واهية، بهدف التخلص من الإذعان لدعوة الحق ....
ويقول تعالى : ولو أسمعهم لتولوا وهو معرضون.
فالذين سمعوا دعوة الحق كثيرا، وبلغت آذانهم آيات القرآن، وفهموا مضامينها العالية، لكنهم أنكروها بسبب عتوهم وعصبيتهم، فهم غير مؤهلين للهداية لما اقترفت أيديهم، ولا شأن بعدئذ لله ورسوله بهم، فهم في ظلام دامس وضلال بهيم .