أنْ تحبّ شخصًا أشبه بالانتقَال إلىٰ منزلٍ جديد. فَفي البداية تقعُ في حبّ كلّ الأشيَاء الجديدة، مندهشًا كلّ صباح مِن أنّ كلّ هٰذا يخصّكَ؛ كمَا لو كنتَ خائفًا مِن أن يَاتي أحدهم فجأةً وَيقتحم البَاب ليقولَ لكَ: أنّ خطأ فظيعًا قد حدَث، وأنّه لم يكُن مقدّرًا لكَ في الوَاقع العيش في مكانٍ رائع كهٰذا. ثمّ علىٰ مر السنواتِ تتقشّر الجدرَان، وَيتشقّق الخشب هُنا وَهناك، وَتبدأ بحبّ ذلكَ البيت كثيرًا؛ ليسَ بسبب كلّ حسناته، وإنّما بالأحرىٰ بسببِ علّاته. وَشيئًا فشيئًا تُصبح علىٰ معرفةٍ بكلّ ركن مِن أركانهِ وَزاويةٍ من زواياه، وَكيفَ تتجنّب نسيان المفتَاح دَاخل القفل عندمَا يكون الطّقس باردًا في الخارج، وَأيّ مِن ألواح الأرضيّة يتحرّك قليلًا عندمَا يدوس أحدهم عَليه، أو بِالضبط كيفَ تفتح بَاب خزانة المَلابس دونَ إحدَاث صرير، هذهِ هيَ الأسرار الصّغيرة الّتي تجعلُ منهُ منزلكَ. 🧡