قصة ما قبل النوم 💙


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: не указана


❀ بحر من القصص المفيدة : دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية وخيالية ➥
➪ للـتـواصـل ⇊
@sleepstory_bot
- صفوة قنواتنا { @O_020_O }

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


«سور الصين»

عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان ؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه ، ولكن ..

خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !
وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!

بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب .

لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !

فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم ..
يقول أحد المستشرقين :
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي :
1/ أهدم الأسرة
2/ أهدم التعليم.
3/ أسقط القدوات والمرجعيات.

لكي تهدم اﻷسرة :عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت" واسقط دور الأب بكونه قائد الأسرة وقدوتها

ولكي تهدم التعليم : عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.

ولكي تسقط القدوات : عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم ، شكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد .

فإذا اختفت (اﻷم الواعية)
واختفى (الأب القائد)
واختفى (المعلم المخلص)
وسقطت (القدوة والمرجعية)

فمن يربي النشئ على القيم ! .

غَين (غزة) المبين؛ لا يُذهبه إلَّا عين (عزَّة) المؤمنين؛ تصديقًا لوعد الله في قوله: ﴿ولن يجعل اللهُ للكـٰفرینَ على ٱلمؤمنين سبیلًا﴾؛ فحقِّقوا إيمانكم تُنصروا، وأقيموا دينكم تظفروا، واصبروا وسلوا الله نصره وفَرَجه، ولا تُشغلوا عن أعدائكم بعِدائكم، ولا تُغمضوا أعينكم عن أخطائكم.
اللهم انصر إخواننا في غزة ولبنان يارب🤲🏻


«صاحب أغلى بيت في فلسطين»

حين تتجول في أزقة البلدة القديمة بمدينة الخليل، ستمر بالسوق التجاري القديم، ستسمع أصوات التجار كلٍ ينادي باسم سلعته ومواصفاتها وبلهجةٍ خليلية "تفضلي يا عمي عنا كل أنواع المطرزات وبعملك سعر".

أصوات الناس تعلو في كل مكان وباللهجة الخليلية السائدة التي توارثها أصحاب الأرض، في آخر منعطف للسوق سترى حاجز الحرم الإبراهيمي، بوابة الكترونية مدعّمة بكاميرات المراقبة. هدوء عم المكان تلاشت أصوات الناس إلا من صوت جندي إسرائيلي مدجج بالأسلحة ينادي  بلغة عربية ركيكة "يلا واحد واحد  شوي شوي"، على الفلسطينيين الذين يعبرون الحاجز للوصول إلى بيوتهم في الطرف الآخر.

ربما تمر عن الحاجز وربما تعود من حيث أتيت، إذا اعتقدت أنك مررت بسلام عن الحاجز الأول فأنت مخطىء؛ لأنك ستخضع لعدة حواجز ونقاط تفتيش أخرى، فالبلدة القديمة بمدينة الخليل فيها 18 حاجزًا لا يبتعد أحدها عن الآخر عدة أمتار، وعند اجتيازها ستصل إلى شارع (السهلة) القديم، الواصل بين شارع الشهداء مع طريق الحرم الإبراهيمي الشريف، طريق فارغ إلا من جنود ومستوطنين مدججين بالأسلحة النارية، تمشي هناك فينظر إليك كأنك الغريب في وطنك لا هم الغرباء والمحتلين في وطننا.

عشرة أمتار لا تسمع فيها صوت فلسطيني، فقط أصوات خطوات الجنود العسكرية، في نهاية هذا الطريق القصير ستجد حاج فلسطيني مبتسم ينظر إلى القادمين فخور بهم، يجلس في محله التجاري المقابل للحرم الإبراهيمي يحرسه ويصلي به، ستسمع صوته يرحب بك " تفضل يا عمي أهلا وسهلا شو تشرب شاي ولا قهوة؟ فإكرام الضيف من صفات أهل الخليل.

هذا الفلسطيني اسمه عبد الرؤوف المحتسب (60 عاماً)، عانى الكثير من الصبر ومواجهة المستوطن، على الرغم من الاعتداءات المتكررة والأضرار المادية والجسدية التي ألحقها المستوطنين بعبد الرؤوف وعائلته، والمبالغ المادية الهائلة التي عرضوها عليه إلا أنه رفض ذلك كله

و قد ظهر في مقابلات صحفية تحدث عن عرض قدمه الاسرائيليين له بمبلغ 30 مليون دولار مقابل التنازل عن املاكه  في البلدة القديمة في مدينة الخليل ، وقال الفلسطيني الراحل في المقابلة انه بعد العرض دخل مع الاسرائيلي الى فناء المنزل وقال له "اي حجر تريد مقابل الـ 30 مليون"؟

وتحدث عن زوار من اميركا عرضوا عليه الحماية من حماس والجهاد او المقاتلين الفلسطينيين ، كما عرضوا عليه ان يسكن في مستوطنه كريات اربع التي اقيمت على اراضي الفلسطينيين، ومساعدته في فتح مشاريع وضمان امواله وحياته مقابل 100 مليون دولار

قال عبدالرؤوف المحتسب: كلما رفعو السعر تمسكت بارضي وعشقتها اكثر، المال حلو عندما يكون طاهر لن اخون اهلي وجيراني ، سأبقى مطمئن .

ومن أشهر كلمات الفلسطيني الراحل "سأرفض كل أموال الأرض، ولن أخون أرضي أو شعبي، المال جيد، لكن فقط عندما يكون نظيفاً" وظل المحتسب صامدا على مدار 40 عاماً رغم استخدام قوات الاحتلال كافة أساليب الترهيب والبطش بحقه ليرحل عن بيته

وتقع ممتلكات عبدالرؤوف المحتسب "منزلا ومحلا تجاريا" وسط منطقة السهلة في البلدة القديمة، وتطل على المسجد الإبراهيمي وقد عرض المستوطنون تسفيره إلى أستراليا أو كندا
ورفض كل متاع الدنيا مؤمنا بقضيته مرابطا في أرضه

وقد توفي في مدينته الخليل مرابطا محتسبا أجره عند الله
ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون

غَين (غزة) المبين؛ لا يُذهبه إلَّا عين (عزَّة) المؤمنين؛ تصديقًا لوعد الله في قوله: ﴿ولن يجعل اللهُ للكـٰفرینَ على ٱلمؤمنين سبیلًا﴾؛ فحقِّقوا إيمانكم تُنصروا، وأقيموا دينكم تظفروا، واصبروا وسلوا الله نصره وفَرَجه، ولا تُشغلوا عن أعدائكم بعِدائكم، ولا تُغمضوا أعينكم عن أخطائكم.
اللهم انصر إخواننا في غزة ولبنان يارب🤲🏻


«أهل اللّه وخاصته»

يقول: جلست أحفظ سورة المطففين أكثر من ثلاث ساعات ولمّا اشتكيت ذلك.
قال لي أحدهم:
يا سعدك تجلس مع القرآن أكثر منّا !!!

"ولربما أنت أيضا في اصطفاء ولكنك لم تلحظ"

يا طالب القرآن لا بأس ولا يأس، لا تحزن إن قيل لك (أعد)...
لا تتعب إن وجدت مشقة وأنت تتعتع في تصحيح لفظك، وما يدريك وأنت تجاهد لتصحّح نطقك إجلالاً لكلام الله ...ربما نظر الله إليك نظرة رضا لا يسخط عنك بعدها أبدا...

لن يُعذب الله عينًا قرأت آيات الله بحب، وقلبًا عرفهُ، وأُذن سمعتهُ، ويدًا أمسكتهُ، فـ الحيي يستحي أن يُعذب من أحب كلامه.

إنمّا هيَ أرزاق..فغيرك يقضي الساعاتفي اللهو واللعب وأنت تقضيها بمعية كتاب اللهفافرح واستبشر وداوم الصحبة حتى الشفاعة

طبتم يأ أهـــل القرآن وطـــاب سعيكم

غَين (غزة) المبين؛ لا يُذهبه إلَّا عين (عزَّة) المؤمنين؛ تصديقًا لوعد الله في قوله: ﴿ولن يجعل اللهُ للكـٰفرینَ على ٱلمؤمنين سبیلًا﴾؛ فحقِّقوا إيمانكم تُنصروا، وأقيموا دينكم تظفروا، واصبروا وسلوا الله نصره وفَرَجه، ولا تُشغلوا عن أعدائكم بعِدائكم، ولا تُغمضوا أعينكم عن أخطائكم.
اللهم انصر إخواننا في غزة ولبنان يارب🤲🏻


«قوم صدقوا ما عاهدوا الله عليه»

حكى لنا الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله أنه ذهب إلى مكان في أقاصي إفريقيا،حيث لم يكن يتخيل أن أحدا من الدعاة سبق إلى هناك، وانطلق يدعو الناس فيها إلى الإسلام كعادته رحمه الله..

ووصل في هذه البلدة إلى نهر صغير يفصله عن مقابر قديمة على الشاطئ الآخر من هذ النهر..
فسأل:
مقابر من هذه؟
فقالوا: هذه مقابر قديمة منذ مئات السنين، لذلك لا يقربها أحد مخافة أن تكون ملآى بالحيات والهوام والعقارب..
فألح عليهم أن يذهبوا به لحاجة في نفسه،فأبوا خوفا عليه..

فاستأجر رجلا منهم عبر معه النهر، ودخل معه المقبرة...
فإذا هي قبور قديمة جدا لأناس يبدو أنهم فعلا ماتوا ودفنوا فيها منذ مئات السنين...
قال الدكتور:
فبينما أمشي في المقبرة، وقعت عيني على قبر بسيط قديم جدا مكتوب عليه:
هذا قبر فلان بن فلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم..

قال:فهالني ما رأيت، وهزني القبر وصاحبه كثيرا...وأنا الذي كنت أحسب أنني سبقت الخلائق إلى هذا المكان داعية إلى الله، فإذا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبقوني إليه بلا طائرات ولا سيارات!!

والأعجب أنه كان صحابيا وحيدا في منافي الأرض جاء هاهنا وحده، وبذل حياته لله وحده، ومات بعيدا عن أهله لكنه مات قريبا من ربه!!

هزني الشيخ حينئذ بقصته وكلماته،فقد هالني ما نحن فيه من كلام،وما كان عليه الصحابة من عمل..
آلمني زعيق حناجرنا، ورصيص كلامنا مع قلة أعمالنا مقارنة بكثرة نواتجهم مع قلة مؤنتهم وندرة معينيهم..

آآآه من لوعات التندم وحسرات التوجع يوم العرض حين يأتي الناس ومعهم الصحاري والبلاد والعباد يشهدون لهم، ونأتي نحن بصحائف ليس فيها إلا قليل عمل!!

رحم الله الصحابة الذين ماتوا أغرابا في سبيل الله...

ورحم الله الدكتور السميط الذي ظل وراءهم حتى مات وفي أنفه غبار في سبيل الله كغبارهم..

وسامح الله أقواما بعدهم لا زالوا يتلكئون حتى أوشكت قوافل العز أن ترحل وليس فيها أسماؤهم!!

رب سلم سلم.

خالد حمدي

غَين (غزة) المبين؛ لا يُذهبه إلَّا عين (عزَّة) المؤمنين؛ تصديقًا لوعد الله في قوله: ﴿ولن يجعل اللهُ للكـٰفرینَ على ٱلمؤمنين سبیلًا﴾؛ فحقِّقوا إيمانكم تُنصروا، وأقيموا دينكم تظفروا، واصبروا وسلوا الله نصره وفَرَجه، ولا تُشغلوا عن أعدائكم بعِدائكم، ولا تُغمضوا أعينكم عن أخطائكم.
اللهم انصر إخواننا في غزة ولبنان يارب🤲🏻


‏۞إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا۞


هي جمعة الأنوار والبركاتِ

فأرح فؤادك عند (كهف) ضيائها
تغشاك فيه سوابغ الرحماتِ

وافرش بساط الحب حب محمدﷺ
وانثر عليه قلائد الصلواتِ

فعسى بها الرحمنُ جلّ جلاله
يدنيك منه على رُبا الجنّاتِ

يا رب صلّ عليه ما دمع جرى
شوقاً إليه وبلّل الوجناتِ


اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ 🌿🌤

لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم وجبر عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡


«إن مع العسر يسرا» (2)

متابعة💌

وفي المساء عاد سليم كعادته وبدأ باعداد طعام العشاء له ولأمه ثم سمع سليم طرقا على الباب وتوجه للباب وفتحه.

سليم : من أنت؟
الرجل الغريب: ضيفا جاءكم من دون سابق إنذار فهل تدخلني؟
سليم : طبعا طبعا تفضل حياك الله.
ام سليم : من هذا ياولدي؟
سليم : ضيف ياأمي.
ام سليم (وهي تضحك) : ومنذ متى يأتيك الضيوف ياولدي؟

الرجل الغريب: كيف حالك يا أم سليم؟
ام سليم(وهي مندهشه) : وكأني أعلم من هو صاحب هذا الصوت.
الرجل الغريب: ألم تتذكريني بعد؟
ام سليم : أيعقل أن تكون هو؟
سليم : من هو ياأمي؟
الرجل الغريب: نعم يا أم سليم أنه أنا.
ام سليم : لقد مضى ثلاثون عاما على رحيلك.
الرجل الغريب : نعم هو كذلك.
ام سليم: هذا صاحب أبيك السيد نعمان.

سليم : صاحب أبي؟
السيد نعمان: نعم ياولدي صاحب أبيك، وأحب أن أخبرك أن لأبيك دين في رقبتي
سليم :وأي دين هذا ياعماه؟
ام سليم: لا تقل كذلك فلقد كنتم إخوه وأكثر.
سليم : لا أفهم شيئا لو أن أحد يوضح الأمر؟

السيد نعمان : أنا أخبرك ياولدي، قبل ثلاثون عاما كان لدي متجر كبير لبيع الأخشاب ثم في ليلة واحده ذهب مني كل شيء فلقد إحترق متجري عن بكرة أبيه ولم يبقى لي شيء وكان للتجار ديون على عاتقي وكانوا سيحبسونني إن لم أسدد تلك الديون فقام أبوك رحمه الله بتسديد تلك الديون من ماله الخاص الذي تعب في جمعه طيلة حياته ثم أعطاني قسما أخر

وقال لي: إبدأ ثانية من جديد ولو كان رأس المال قليلا فإنك تاجر وسرعان ماسوف تستعيد مكانتك بين التجار، وفعلا أخذت المال وسافرت وبدأت من جديد ووفقني الله وأصبحت من كبار التجار والحمد لله وعدت اليوم أبحث عنكم لأسدد بعضا من ديوني وإن قبلت ياابن أخي فإني أعرض عليك عدة أمور

أولا: أن تكون شريكي في التجاره وهذا حق لكم بلا شك ولن أقبل خلاف ذلك

ثانيا: ولقد علمت أنك لم تتزوج الى الآن وإني أرغب أن أُزوجك من إحدى إبنتي إن أعجبتك إحداهن.

سليم (وبدت على وجهه علامات الخجل) : والله إنه ليسعدني ذلك وحتى من دون أن أختار لأنني أعلم جيدا أنهما ستكونان بنفس أخلاقك ودينك.

ام سليم (والدموع تنهمر من عينيها) : أما قلت لك ياسليم إنك صاحب أخلاق ودين وأن الله لن يضيعك أبدا

وبعد شهر دخل سليم على غرفة عروسه وأزال غطاء وجهها وهنا أحبتي في الله رأى سليم أجمل منظر في حياته كان وجهها منير كالبدر وهي تجمع كل صفات الجمال والحسن وكأنها لؤلؤة ثمينه أو جوهرة نفيسه كانت مخبأة لأجله تنتظره كل تلك السنين ومن نظرة واحده الى حسنها وجمالها إستطاعت أن تأسر قلبه لطيلة حياتهم.
وعلم بأن الله عز وجل قد عوض صبره خيرا والحمد لله.

بقلم الشيخ خالد اللفتاوي

اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم
سواك


«إن مع العسر يسرا» (1)

لقد مضى من عمري خمسة وثلاثون عاما ومازلت عازبا لم أتزوج، ولا أدري كيف سأتزوج؟ أو من أين؟
فالأمر أصبح كدرب من الخيال.

اسمي سليم وأنا أعمل في شركة تأخذ  يومي كاملا حيث أخرج من الصباح حتى المساء والمصيبه أنه بأجر زهيد يؤمن لي ولأمي الحبيبه التي مازلت أسكن معها قوت يومنا والإلتزامات من أجار البيت والكهرباء والماء وماشابه والقليل القليل من الأمور الجانبيه. وأظن أنك ستقول إبحث عن عمل أخر،أحب أن أقول لك أنني منذ اليوم الأول الذي عملت فيه في هذا الشركة وأنا في بحث مستمر عن عمل آخر أو فرصة أخرى لعلي أستطيع أن أقوم بجمع المال لأتمكن من الزواج ذات يوم.

ام سليم : هل عدت الى البيت ياسليم؟
سليم : نعم يا أمي عدت والحمد لله.

نسيت أن أخبركم أن أمي لا ترى للأسف فاقده لبصرها وأنا أقوم برعايتها وعندما أعود الى البيت فإني أنا المسؤول عن العناية بالبيت وإعداد الطعام.

ام سليم : لماذا لا تتزوج ياولدي؟ فتأتي من تخدمك وتريحك من عناء العمل في البيت
سليم: ومن تلك التي تقبل أن تعتني بي وبك يا أماه؟ الحقيقه أن بنات اليوم لا يقبلون مطلقا أن يعيشوا في بيت العائله
ام سليم: إنك ولد بار بأمك وبأبيك من قبل رحمه الله وتحافظ على صلواتك في وقتها ومعروف بالحي بحسن أخلاقك ووسامتك فأظن أن الله لن يضعك وإن تقدمت لأي فتاة في الحي فإنها ستقبل بك مباشره.

سليم : لا أظن ذلك يا أمي مطلقا فإن البنات يريدون الزوج الغني وأنا كما تعلمين لست كذلك مطلقا.
ام سليم: انت صاحب علم وشهادات
سليم : في هذا العصر تفضل الفتاة الزواج من صاحب المال الجاهل ولا تقبل بالعالم الفقير، لن يحقق لها الفقير طموحاتها وأحلامها.

ام سليم : ألا تلاحظ كل يوم بأننا نخوض نفس الحديث؟
سليم : نعم للأسف ياأمي وأنا أريد منك أن تصرفي نظر عن مسألت زواجي تلك فأنا لست جاهزا بعد.

ام سليم : هناك فتيات يقبلن بالرجل الصالح وإن كان فقيرا وأنت ياولدي تعمل ولديك بيت فلا ينقصك إلا أن تجمع المهر
سليم: أمي الحبيبه حتى ولو لدي بيت فأنه يحتاج الى الكثير من الصيانه والترميم وعفش البيت قديم جدا ويحتاج الى تجديد
وأنا لا أريد أن أحضر زوجة فتتعس معي بدلا من أن أسعدها.
ام سليم : إفعل كما يحلوا لك ياولدي.

وفي صباح اليوم التالي خرج سليم الى عمله كالمعتاد ورآه رجل غريب كان واقفا مع صاحب المتجر في نفس شارع بيت سليم.

الرجل الغريب : مارأيك بهذا الشاب سليم؟
صاحب المتجر : لماذا تسأل؟
الرجل الغريب: لا تخف أنا أريد الخير لهذا الشاب.
صاحب المتجر : ومن أين تعرفه؟ وكيف عرفت اسمه؟
الرجل الغريب: الحقيقه أنني كنت صاحب والد سليم، وكنت مسافرا وعندما رجعت علمت أن أبا سليم قد توفاه الله وترك ولده سليم وام سليم، والحقيقه أن له عندي دين وحان وقت السداد وأجبني على سؤالي رجاءا مارأيك بسليم؟

صاحب المتجر : ونِعم الشاب سليم هو صاحب أخلاق ودين وعلم وليس ذلك وحسب بل إنه رفض الزواج ليتفرغ لخدمة أمه الضريره ولم يقبل مطلقا أن يحضر زوجة فتقهر الدته الضريره بسوء معاملتها.
الرجل الغريب: كما توقعت لأن ابوسليم كان لي نعم الأخ والصاحب وكان معروف بين الناس بدينه وخلقه وله عندي حق ولابد أن أوفيه حقه رحمه الله، شكرا لك أخي والوداع الآن.

وفي المساء عاد سليم كعادته وبدأ باعداد طعام العشاء له ولأمه ثم سمع سليم طرقا على الباب وتوجه للباب وفتحه.

يتبع.... 💌

اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم سواك


«من ثراها»

امرأة مسافرة من حائل إلى حفر الباطن لوحدها تعطل عليها أحد الإطارات في طريق موحش..اتصلت بأمن الطرق وطلبت مساعدتهم فألقوا عليها أسئلة استغراب عن سفرها لوحدها في الليل في هذه المفازة ! ولم يقدموا لها أي مساعدة..بل اقترحوا أن تتصل بأحد أقاربها.
وفي تلك الأثناء أنجدها رجل وأصلح لها العُطل وتوجهت لحفر الباطن بعد هزيع من الليل.

وقبل أن تصل لوجهتها سَحَراً تعطل الإطار كرة أخرى فاستشارت صديقتها التي أشارت عليها من قبل  بأمن الطرق ولما علمت بتعاملهم معها اقترحت عليها أن تخاطبهم باللغة الإنجليزية وفعلاً كلمتهم برطانة أمريكية فصحى !!

واخبرتهم بأنها أمريكية الجنسية فتحرك القوم وتفاعلوا ورحبوا بها في "ساوديا إريبيا" وفي دقائق وصلها أسطول مكوّن من أربع سيارات وحين تأكدوا من جوازها الأزرق أخذتهم حميّة الشهامة ومشاعر النخوة و أكدوا لمرجعهم جنسيتها فما فتر عن الإيصاء بها..وقد جاءوا بمترجم يعرف اللغتين،وكانوا في غاية الأدب ويتكلمون بينهم ومعها بما هو احترام وتقدير وإعزاز ونخوة سعودية أصيلة !

وجاءوا بمصلح إطارات من الحَفْر وقدموا لها كامل الخدمة في انشراح وابتهاج يعبّر عن خالص الترحيب بها وبأمثالها !

ولما انتهى العمل قدمت لهم ٥٠٠ ريال مقابل سعر الإطار وشغل العامل فأبت لهم شيمتهم السعودية أن يقبلوا منها شيئا !

والمضحك أنهم كانوا يتحدثون باللاسلكي وينقل لها المترجم الفحوى وهي تسمع المتابعة الدقيقة والتوجيهات للعسكر بالتفاني في خدمتها !

وقبل رحيلها خاطبتهم بالعربية فوقعوا في "خاقا باقا" وشكرتهم على ماقدموه وأخبرتهم بما حدث لها قبل ساعات حين كلمت أمن الطرق باللهجة المحلية..وماذا حدث الآن حين حدثتهم بـ E وحين أبرزت لهم جواز الدولة التي يعلمون أنها ولية الأمر على وليّ أمرهم الذي يخشاها ويلوذ بها ويتوكّل عليها !

ووبختهم على تعاملهم مع ابنة البلد بذلك التعامل السخيف..وحين سمعوا الرطانة  ورأوا الجواز الأمريكي تفانوا في الخدمة ؟!

وقد سجلت المرأة قصتها في التيك توك.
فكلمها رجال "كلنا أمن"!! وطلبوا منها ان تتكرم فتزور مقر أمن الطرق وتسجل مقطعاً في ذلك وأن تحذف مقطعها السابق الذي يشرح قصتها..وقامت بما طلبوه وعادت إلى مرابعها سالمة ! والمقطع انتشر !

وهذا دليل إضافي على كرم التعامل والاحترام من دولة الأمن والأمان والعدل والمساواة !

ككرم تعاملهم مع المواطنات المستضافات ! في الحاير والطرفية وذهبان وشعار بسبب تغريدات  !

خاتمة : لا يصحّ في الإسلام حكم العبد المستلبة حريته وأذنه في يد النخّاس الغرقديّ دامية !


اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم سواك


«‏رسالة لقلب حي»

"ضاق الحال واشتد الكرب وعظمت المحنة وبلغ الخوف مبلغه وارتقى العشرات حرقاً في الشمال دون إبراز ذلك إعلامياً لأنه لا أحد يستطيع الوصول إلى مكان الاستهداف فلا زال توغل الاحتلال مستمراً وهناك المئات من الشهداء والجرحى ملقون في الشوارع منهم من نهشت الكلاب من لحمه، أضف لذلك من يصاب يبقى ينزف ومنهم من استشهد فلا مستشفى يعمل في الشمال بسبب الاستهداف المقصود من الاحتلال لمستشفى الاندونيسي وكمال عدوان والعودة مما أوقفهم عن تقديم الخدمات للمرضى أضف لذلك استهدافه لكل المراكز الصحية الأخرى بل وصل الأمر لاستهداف الطواقم الطبية والاسعافية وطواقم الدفاع المدني التي تعمل ميدانياً.

أحد جيراني قال لي وصلت إلى مكان حرق والدي بصعوبة بالغة وكدت أن أفقد حياتي فوجدت والدي عبارة عن كومة من اللحم المتفحم عبئته في كيس نايلون وحفرت حفرة ووضعته فيها.

القبور في كل مكان في المستشفيات ومراكز اللجوء وفي الأزقة والطرقات أينما يستشهد الشخص يتم دفنه لأن الطائرات تستهدف كل شيء تراه محمولاً.

وإذا تحدثنا عن النازحين من بيوتهم ومن مراكز اللجوء فلا نستطيع وصف هذا الأمر فهناك ربع مليون نازح الآن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل وضع مأساوي صعب لم نعايشه منذ بداية الحرب فمنذ أسبوعين والغالبية منهم دون مأوى ودون طعام وحتى المياة غير متوفره بالشكل الكافي ومن حيث النظافة الشخصية حدث ولا حرج فالجميع لم يغير ملابسه لأسبوعين لأن الغالبية خرجت هرباً من القصف والحرق فلم يستطع أن يحمل أحد معه شيئاً.

استنزف الجميع من كل شيء على مدار 235 يوماً من حرب الإبادة والتطهير العرقي.

تضاف لهذه المعاناة المستمرة معاناة الأهل والأحبة في رفح وما يتعرضون له من قتل وحرق أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ولم يحرك أحد ساكناً في ظل خذلان عربي وإسلامي رسمي وشعبي إلا ما ندر هنا وهناك وكأن ما يحدث من إحراق الخيام والناس نيام وما نتج عنها من تفحم الجثث والتصاق الخيام بأجساد الاطفال والنساء والشيوخ وأصبحت رماد لا تعنيهم.

نبارك كل جهد يبذل من أجل التخفيف من معاناة أهلنا وشعبنا ونقدر عالياً كل الوقفات والفعاليات الاسنادية في القارة الأوروبية وبعض العواصم والمدن العربية والإسلامية ونشكر كل الحريصين على مقاطعة المنتجات الأمريكية وغيرها الداعمة للاحتلال ومن يقفون خلف هذه المقاطعة".

د. حسن القانوع

اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم سواك


«صندوق البريد»

‏كان صندوق البريد الخاص بأحد المنازل التي أقوم بتوصيل الصحف اليها مقفولا لذلك طرقت الباب.

‏رجل مسن بخطوات غير مستقرة فتح الباب ببطء
‏سألت: "سيدي، لماذا صندوق البريد الخاص بك مقفول؟"
‏فأجاب: "لقد اقفلته عمدا"

ابتسم وتابع: "أريدك أن توصلني الصحيفة كل يوم. من فضلك اطرق الباب أو اقرع الجرس وسلمها لي شخصياً".
‏لقد حيرني وأجبت: "بالتأكيد، لكن هذا يبدو مزعجًا لكلينا ومضيعة للوقت."

‏قال: "لا بأس سأدفع لك مبلغًا إضافيًا كل شهر كرسوم قرع الباب".. وأضاف بتعبير متوسل:
‏إذا جاء يوم طرقت فيه الباب ولم تجد ردًا، فيرجى الاتصال بالشرطة.

‏صدمت من طلبه وسألته: لماذا يا سيدي؟
‏فأجاب: زوجتي ماتت، وابني خارج البلاد، وأنا أعيش هنا وحدي، ومن يدري متى ستأتي منيتي.

‏في تلك اللحظة رأيت عيون الرجل العجوز الضبابية والرطبة
‏وقال أيضًا: لم أقرأ الصحيفة مطلقًا
لقد اشتركت فيها لسماع صوت طرق أو رنين جرس الباب
لرؤية وجه مألوف وتبادل القليل من البهجه
ثم قال أيها الشاب، من فضلك اصنع لي معروفًا..
هذا هو رقم هاتف ابني في الخارج
إذا طرقت الباب يومًا ما ولم أرد، من فضلك اتصل بابني لإبلاغه.

‏الحكمــــة
أحياناً، قد تتساءل لماذا في شيخوختهم، ما زالوا يرسلون رسائل على الواتساب
وفي الواقع إن أهمية التحيات الصباحية تشبه معنى طرق أو قرع جرس الباب
إنها طريقة لتمني السلامة لبعضنا البعض ونقل الرعاية
‏في أحد الأيام إذا لم تتلق تحياتهم الصباحية أو رسائلهم، فقد لا يكونون على ما يرام أو ربما حدث لهم شيء ما


اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم سواك


«زمرا زمرا»

روي أن امرأة  أرادت أن تحفظ ابنها القرآن ، ولم يكن في قريتهم من يحفّظ القرآن فأرسلته إلى قرية بعيدة وكانوا فقراء لا يملكون المال
وصل الغلام إلى المعلم فوجد الحلقة مكتملة وقال له لا مكان لك فيها.

فحزن الغلام وانطلق عائداً إلى قريته فأدركه الليل في الطريق
فأستند إلى شجرة ونام
فرأى الرسول ﷺ في المنام،
فأخبره بما حدث له مع المعلم
فقال له رسول الله ﷺ
ارجع إلى الشيخ وقل له يقول لك رسول الله حفّظني القرآن.
فقال له الغلام قد لا يصدقني.
فقال له رسول الله بأمارة زمراً زمرا.

استيقظ الغلام وعاد إلى منزل الشيخ وقرع الباب فجراً،
ففتح له الشيخ وقال له : لِمَ عُدت
قال له الغلام : يقول لك رسول ﷺ حفّظني القرآن بأمارة زمراً زمرا
فبكى الشيخ وأكرم الغلام وجعل له مكاناً في الحلقة.

فسأله الغلام يا معلمي ما قصة زمراً زمرا .
فقال له الشيخ :رأيت النبي ﷺ في المنام فسألته كيف يدخل أهل القرآن الجنة فقال لي زمراً زمرا.
وقفة مع آيه قال تعالى :
{ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا }

الحكمــــه
يقول الامام ابن القيم -رحمه الله - معلقاً على هذه الآية .
” يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فُرادى ، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا ”
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن نكون صحبة نأخذ بعضنا بيد بعض وندخل  آمين يارب                                                                     

اللهُمَّ إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
‏اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم سواك


"أَولَى النَّاسِ بي يومَ القيامَةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً"


"أي: أولاهم بشفاعتي وأحقهم بِالْقربِ مني أَكْثَرهم عَليّ صَلَاة فِي الدُّنْيَا،
لِأَن هَذَا الَّذِي استكثر من الصَّلَاة على النَّبِيﷺ قد توسل إِلَى شَفَاعَته بوسيلة مرعية وتقرب بقربة مرضية،
وَلَو لم يكن فِي ذَلِك إِلَّا مَا سَيَأْتِي من أَنه من صلى عَلَيْهِ مرّة صلى الله عَلَيْهِ بهَا عشرًا،
فَإِن هَذِه الْمُكَافَأَة من رب الْعِزَّة سُبْحَانَهُ مستلزمة للثَّواب الْأَكْثَر".

-الإمام الشوكاني| تحفة الذاكرين.

اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين.

لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡


«قصـــــة حُـــــب»

تقرأ بقلبك في هذا الكتاب فتعيش في ظلال التربية النبوية لتتربى بحق!

كـــــعب بن مـــــالك رضيَ اللهُ عنه.

كعب الشاب الشاعر الفارس، الذي تربي على يد النبي ﷺ، كأبناء جيله من الصحابة رضوان الله عليهم، فخرج جيلًا فريدًا مُتألقًا.

كعب الذي تخلف فصدق فتاب الله عليه ببشرى من السماء ونزل فيه قرآنٌ يُتلى من ربِ الأرض والسماء!

كنت كلما قرأت قصة كعب بن مالك في الحديث الطويل المشهور أخذ بقلبي وفاض دمعي من كلمات كعب وهو يقول للنبي ﷺ:

(إنِّي واللَّهِ لو جَلَسْتُ عِنْدَ غيرِكَ مِن أهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أنْ سَأَخْرُجُ مِن سَخَطِهِ بعُذْرٍ، ولقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولَكِنِّي واللَّهِ، لقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليومَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى به عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، ولَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إنِّي لَأَرْجُو فيه عَفْوَ اللَّهِ، لا واللَّهِ، ما كانَ لي مِن عُذْرٍ، واللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أقْوَى، ولَا أيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ)

فيقول رَسولُ اللَّهِ ﷺ:
"أمَّا هذا فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ". 

حتى أتته البشرى ..
"أبْشِرْ بخَيْرِ يَومٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ ولَدَتْكَ أُمُّكَ"!

وبين هذا وذاك، الكثير والكثير..
صدق، حب، ابتلاء، معركة نفس، إخفاق، إحباط ثم فوز، أنس و وحشة، عزلة و بكاء، صدق التجاء ثم بشرى من السماء!

هنا تتربى النفس وتتعلم الكثير..

تتعلم كيف تخرج النفس من تقصيرها وتخلفها لتسبق الجميع بالحب والصدق..

نعم يمكنك اللحاق بالركب، بل وحيازة السبق بالصدق!

تتعلم كيف تواجه فشلك وتتغلب على إخفاقك، لتحقق النجاح بغاية الحب مع كامل الصدق.

تتعلم أن مواجهة النفس وترويضها، ثم قيادتها يحتاج إلى صدق، والانتقال  من دائرة الغفلة إلى دائرة الوعي والإدراك يحتاج إلى الصدق.

تتعلم أن من نارِ المحنة يأتي نورُ الأُنس بالله الذي يمُدك بالقوة التي تُهوِّن عليك الصعاب.

تتعلم أن المحن تحملك إلى أماكن من نفسك لم تزرها من قط؛ فتكتشف نفسك التي لم تتعرف عليها من قبل، فتبدأ بمواجهتها وتسعى لإصلاحها واستئصال ماترسَّب فيها، لتعيد ضبطها لصورتها الحقيقية  التي يريدها الله تعالى!

فإذا أردت أن تتعلم كيف تكون التوبة الصادقة بحب فعليك بقصة حب قصة كعب!

رضي الله عن كعب، وعن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وجمعنا بهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

وجزى الله د محمد حشمت خير الجزاء ونفع به وجعل هذه السلسلة في ميزان حسناته.


محمد حشمت

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


«خذلان أمة وتعاضد قلوب مؤمنة3»

صرت أصرخ وأقول لهم: أجل لقد أطعمتني بيديها، لا بد أنها كانت تعلم أني ساجوع بعد تلك اللحظة ..
نمتُ بجوارها تلك الليلة، لقد سمح لي أخي بآخر حضن لها، كان متأكداً أنه هو الذي سيفوز بحضنها للأبد ..

قمتُ مسرعة نحو جدهم أتوسل إليه بدموعي أن يقول لأهلي أني هنا برفقتهم، فلابد أنهم يبحثون عني ..
أنا يا جدي لا أستطيع فعل شيئ بدونهم..
ثم هرعتُ نحو أمهم أرجوها أن تتصل بالشرطة تبلغهم أني ضائعة..
أمسكتْ بي، وربتتْ على قلبي، وقالت: لا تقلقي يا حبيبتي، لابد أنك قد أضعتهم في مكان ما، ستجتمعين بهم، اصبري فقط حتى يأتي الخبر اليقين ..

جلستُ ألتمس اطمئنانا وأماناً بجوارها وأنتظر ..

إلى أن جاء رجل في المساء لم أرَ من ملامحه سوى عينيه اللامعتين، همس في أذن الجد شيئاً ثم ذهب واختفى..

ركضتُ نحوه أحاول الاستعانة بنظراتي لأستجديه ليقول البشرى..
لكنه مسح على كتفي وهزّ رأسه وقد تحشرج صوته بقوله: لؤي فقط...
قاطعته نعم لؤي هو توأمي..
قال: لؤي فقط من كانت جثته كاملة، أما البقية فقد ....💔
قلت له أرجوك يا عم لا تكمل..
انتظر سأعطيك عقدي هذا، إنه هدية أبي وأمي يوم نجاحي، خذه لك ولكن أوصلني إليهم ..
بكى بكاءً حرّاً، وقال لي نحن أهلك يا حبيبتي ..

صرختُ صرخة قد بكت من وجعها السماء، فأمطرتْ مطراً غزيراً حتى اختلطت دموع قلبي بدموع السماء..
....
كنتُ أظن يا بنان أن كل تعاسة ستصيبني ستتحول إلى قصة في اليوم التالي ..

لكن بالله عليكِ ماذا أفعل الان؟
قولي لي أي شيء ..

لم أستطع تمالك نفسي، حتى بكيت كالأطفال وأنا أعانقها..

قلت لها: حبيبة قلبي يا روان، صدقيني سيجبرك الله جبراً عظيماً..

لتصدقني وتقول لي وقد اختلطت دموعها بابتسامة ثغرها: أجل سيجبرني أليس كذلك؟
قلت لها بالطبع يا جميلتي، هذا وعد ليس مني، بل إنه وعد أرحم الراحمين ..

حتى وإن بقيت في الدنيا هذه وحدك، لكن عوض الله لكِ لن يتخيله عقلك..

وضعتْ رأسها على كتفي ثم سألتني: بنان.. هل تصبحين أختي ؟

قلت لها بل أنتِ كذلك مُذ رأيتك يا روانتي..

اللهم آنس وحشتنا ولا تذرنا في وحدتنا يا أرحم الراحمين ..

بنان عبدالله
من غزة

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


«خذلان أمة وتعاضد قلوب مؤمنة2»

حتى تقدم نحوي رجل عجوز ، أمسكني بحنان وبدأ يغسل لي وجهي، ثم أخذني إلى عائلته..
حاولوا تهدأتي والتلطف معي علّي أتذكر اسمي..
وما هي إلا ساعات قليلة، حتى سمعت صراخ الناس في الشارع تحذر أن الدبابات بدأت تتقدم نحو الحي..

خرجنا فزعين لا ندري أين السبيل، أضعتُ عائلة الرجل العجوز، صرتُ أركض من شدة الخوف باتجاه الدبابات، حتى بدأت طائرات كواد كابتر تطلق نيرانها علينا بشكل عشوائي، أجبرني الجنود على النزوح إلى الجنوب، وأنا التي لا أعرف المشي دون يد أبي، ولا أعرف الطريق دون رفقة شق روحي أخي ..

حتى وصلتُ بعد أكثر من 5 ساعات من المشي رعباً مع مئات النازحين إلى نقطة التفتيش، التي سمّاها الاحتلال "الممر الآمن"..
أمر الجنود الجميع برفع هوياتهم..
لكني لا أملك شيئاً، حتى أني أضعتُ اسمي، صرتُ أدس نفسي بين الناس لأحتمي بهم، كل من يسألني ما اسمك يا صغيرة؟ أجيبهم ببكاء شديد أنا خائفة أنا خائفة..

احتميت بمجموعة من الناس هدؤوا من روعي، وسمحوا لي بركوب شاحنة أقلّتهم جميعا نحو الجنوب، وبينما كنتُ أقف بينهم، انزلقت قدمي وسقطتُ من فوق الشاحنة على رأسي، وبقيت أتدحرج حتى فقدتُ الوعي، نُقلت للمستشفى لأصاب بنزيف في الدماغ، لكن لطف الله كان حاضراً، لينقذني مما أصابني برحمته وحده..
ثم أشفقتْ على حالي إحدى العوائل وأجلسوني معهم في خيمتهم ..

حاولوا أخذ أي معلومة عني ليستطيعوا مساعدتي، حتى تذكرتُ أخيراً أمي وهي تطعمني الخبز..

صرت أصرخ....

يتبع 🖌

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


«خذلان أمة وتعاضد قلوب مؤمنة1»

لمحتُها تجلس على باب إحدى الخيام ..
صبيةٌ بدا الحزن عليها، وقد حفر أخاديده على ملامحها الجميلة..
كانت تبتسم ابتسامة الجريح وفي عينيها دموع لو انهمرت لماتت ورود العالم كله ..
تقدمتُ إليها وكأن شيئاً يدفعني لأعانقها..
ابتسمتْ لي وامسكتْ بيدي تريد مني مشاركتها خلوتها..

سألتها أنتِ من الشمال؟
قالت وكيف عرفتي؟
قلت لها: لقد ورثتي من جمال ورد الشمال الشيء الكثير..
فإذ بدموع القهر تخونها وهي تبتسم وتقول لي: اسمي "روان".
قلت لها: وأنا على وزن اسمك "بنان" ..
صمتتْ لبرهة، ثم قالت: لقد تخرجت من الثانوية للتو بمعدل 98%..
قلت لها: يا لفخر والديكِ، أتخيل تماما نظرات السعادة وهي تشع من عينيهما فرحاً بك..

طأطأتْ رأسها، وبخفية صارت تُقطع منديلاً كان بيدها لقطع صغيرة، أدركت حينها أن هناك خطب ما، حاولتُ تغيير الموضوع بسؤالي لها ممازحة: كم عدد المرات التي هاجرتم فيها إلى الله؟
ضحكتْ وقالت: كانت هجرة إلى الله بمعناها الحقيقي ..

تقول لي بعد أن ركزت ناظرها نحو الأفق البعيد: نزحتُ مع أهلي لإحدى مدارس مخيم الشاطئ، لم ننم ليلتها من شدة قصف البوارج، فقررنا النزوح في اليوم التالي لننتقل لمدرسة أخرى قد يكون فيها الوضع أكثر أماناً، وبالفعل انتقلنا يوم الخميس، وبالكاد قمنا بترتيب ما تبقى لنا من أمتعة، في تلك الفترة كانت المجاعة بدأت تنهش في كل حي في الشمال، ولم نجد حينها ما نسد به جوعنا، فقررنا أن نؤجل مشروع الطعام لليوم التالي، إنه يوم الجمعة المميز، اجتمعتُ وأخي التوأم واخوتي الصغار مع أبي وأمي حول جدي وجدتي وأعمامي وأخوالي نتسامر ونتخيل كيف سيكون طعام الغداء غداً، وصار كل منا يتخيل ما يشتهيه على سفرة الطعام، فأخي التوأم اشتهى الدجاج المحشو، ليقاطعه خالي ويقول بل الدجاج المحمر سيكون ألذ، خاصة لو كان مع الأرز بالخضار، كانت ضحكاتنا تغطي على صوت قرقرة بطوننا..

في تلك الليلة تشاجرت مع أخي التوأم أينا سينام بجوار أمي، لقد كان يعرف تماماً كم أنا متعلقة بها، وبالفعل هزمْتُه بنظرات الاستجداء التي كنتُ أجيدها، وتنازل لي بحضنها ..
نمنا ليلتنا نحتضن بطوننا الجائعة، نحلم أن نستيقظ على مائدة من السماء تكون عيداً لأولنا و آخرنا..
في الصباح استيقظتُ على رائحة خبز أمي، ما أشهى رائحته ولو أنه من علف الحيوانات، لكنه يبقى من صنع أمي ..

صلى الجميع صلاة الجمعة، وبسرعة اجتمعنا لنأكل الخبز معاً، في تلك اللحظة قلت لأمي سأذهب للوضوء حتى أصلي الظهر، لكنها أصرّت علي أن تطعمني أولاً وقبل الجميع، لقد أطعمتني رغيفاً كاملاً بيديها، وما إن انتهيت حتى خرجت مسرعة لألحق دوراً للحمام..
جلستُ على مقاعد الانتظار 15 دقيقة..

وفجأة رأيتُ شيئاً أسود يسقط من السماء نحو الزاوية التي بها أهلي تماماً، وإذ بالأرض تموج بنا موجاً عظيماً، غابت الشمس في غير ميعادها، صراخ ورؤوس تطير بلا أجسادها، الجميع يركض وكأن القيامة قامت، والولدان من الهول قد شابت، لقد جحظت العيون وزاغت الأبصار مما ترى..

لم يكن ذلك صاروخاً ..
لقد كان برميلاً يزن أطناناً..
صرتُ أدور حول نفسي، ثم ركضت مع جموع الراكضين أنادي "أمي أمي"، سقطَ دَرَج الطابق الثاني ولا زلت أحاول القفز للأعلى ولكن دون جدوى، ثقل لساني وأظلمت الدنيا في عيني، وسقطت مغشياً علي وحدي بلا أي قريب أو عزيز يفزع إليّ، لا أحد ينظر لأحد، فزعت القلوب، وتفجرت الحناجر بصراخ الناس يا الله يا الله، حتى أفقتُ أخيراً ولكن بلا ذاكرة، لم أعد أذكر أمي ولا أبي ولا حتى اسمي أو من أكون..

حتى تقدم نحوي رجل...

يتبع 🖌

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


«رحلة إيمان»

{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}

عشت بكل جوارحي مع ذلك الرجل المؤمن وهو يسعى من أقصى المدينة ينصر الحق وحده..
وعشت معه وهو يدافع الحراس حتى يمنع الملك عن الرسل وحده…
وعشت معه وهو يتلقى غضب الملك مدافعا عن الرسل وحده…
ثم عشت معه وهو يتلقى جزاء الغيرة على الدين وحده..
تخيلتهم وهم يمسكون به وهو الرجل الأوحد وهم يقولون له: "وأنت تخالف ديننا... ثم يثبون عليه وثبة رجل واحد فيقتلونه. قال ابن مسعود: وطئوه بأرجلهم حتى خرجت أمعاؤه من دبره!!

تخيلت حاشية الملك وهي تضحك عليه مضروبا، وتشمئز من منظر جسمه المتهتك وأمعائه الخارجة من دبره ميتا!!
تخيلته وحيدا إلا من اعتزازه بدينه، وربط مصيره بمصيره…

عشت معه وهو الوحيد المؤمن في قريته، المدافع عن قضيته.. فعلمت أن الله لا يخلد ذكر الخاملين، إنما يخلد ذكر المتفردين المتفانين من أجل الدين..
فعل ما فعله وهو لا يعلم ما سيفعله الله من أجله، وما أعده له في جنته، فكيف لو كان يعلم؟!

ثم تخيلت هؤلاء الضاحكين من أهل القرية على أمعائه المتدلية، وهؤلاء المتحمسين لضربه حتى الموت من جند الملك وهم يفرحون قليلا، ثم يهلكون قريبا.. فقد جاءهم الهلاك أسرع ما يكون..
وما ضر مؤمن آل ياسين أن يضحك الناس عليه ميتا ثم يضحك هو في الجنة بعد قليل حيا..
ثم عشت معه في الجنة صارخا فينا موصلا صوته، موغلا في أسماعنا عبر آلاف السنين: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} يس. كأنه يصرخ في الأمم اللاهية والدعاة الخاملين، فكلاهما يستحق الصراخ!.
العاصي اللاهي، والداعية الخامل رغم ما يرى من بعد قومه عن الله…

وكأن الله سبحانه يوصل صوته عبر الآية إلى يوم القيامة لمن يريد أن يسمعه..
كأن الآيتين مكبر صوت يمسكه مؤمن آل ياسين يصرخ فينا من خلاله قائلا: انصروا دين الله وإن وطئتكم الأقدام، وتمزقتم أشلاء، وخرجت الأمعاء من الدبر. فمشهد الموت المروع اليوم يعقبه مشهد الحياة الآخرة الرائع..

ثم يصرخ في أولئكم المجرمين المبتسمين لفعال كل ظالم الساخرين من كل مؤمن، الساكتين على ظلم كل مظلوم. يا ليتكم تعلمون أن ضحكات الدنيا قصيرة، ومتعها حقيرة، وزوالها عاجل أمام ما عاينته من النعيم الخالد!!
إيه يا مؤمن آل ياسين! كم أقمت من حجة، وأسمعت من أصم. حتى قال عنك ابن عباس: نصح لله حيا وميتا!

لا يزال القرآن يفيض علينا من فيوضاته ولو قرأنا آياته ألف مرة، فالقرآن ذاخر بعطاءاته. سيما لو ربطنا أحداث اليوم بأخواتها من أوجاع الأمس.
فالأحداث مكرورة وإن اختلفت الأسماء.

خالد حمدي

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


«عن الذين لا يعرفُهُم عُمَر»

جاءَ السَّائبُ بن الأقرع إلى عمر بن الخطاب يُبشِّره بالنَّصرِ في معركة نهاوند!
فقالَ له عُمر: النُّعمانُ أرسلكَ؟
وكان النُّعمان بن مُقْرنٍ قائد جيش المسلمين في المعركة!
فقالَ له السَّائبُ: اِحْتَسِبِ النُّعمانَ عند اللهِ يا أمير المؤمنين فقد استشهد!
فقالَ له عمر: ويلكَ، ومن أيضاً؟
فعدَّ السَّائبُ أسماءً من أعيان الناس وأشرافهم، ثمَّ قال: وآخرون من أفناء الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين!
فبكى عمر وقال: وما ضرهم ألا يعرفهم عمر ؟! إنَّ الله يعرفهم!

في غزَّة الألوفُ من الذين لا يعرفهم أحدٌ، ولكن يكفيهم أنَّ الله يعرفهم!
مئاتُ الكيلومترات من الأنفاق حفرها الذين لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!
عشراتُ ألوفِ الصَّواريخ صنعها الذين لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!

أطنانٌ من قذائف الياسين اختلطتْ حشواتها المتفجِّرة بعرقِ رجالٍ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!
ألوفٌ من عبوَّات الشَّواظ صُنعتْ بينما كنتَ تلهو! صنعها رجالٌ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!
قنَّاصةُ الغول فخرُ الصِّناعة القسَّاميّة صنعها رجالٌ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!

أنتَ لم تُشاهدْ إلا المشهد الأخير من الحكاية، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على كلِّ شيءٍ!
أنتَ لم ترَ إلا بسالة الالتحام والمواجهة، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على آلاف ساعات التَّدريب!
أنتَ لم ترَ إلا ثباتَ قوَّاتِ النُّخبة، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على سنواتٍ من غرسِ العقيدة والإعداد الفكريِّ والنَّفسيِّ!

أنتَ رأيتَ صمودَ النَّاسِ، ولكنَّ ربَّ عُمر كان شاهداً على عُقودٍ من برامجِ تحويل غزَّة من مدينةٍ إلى مسجد!

أنتَ رأيتَ صفوةَ الحُفَّاظ، وألوفاً يسردون القرآن في جلسةٍ واحدةٍ، ولكنَّ ربَّ عُمر كان شاهداً على الجُهدِ والوقتِ والمالِ الذي بُذِلَ لترى أنتَ هذا المشهد!

أنتَ رأيتَ الشَّهيدَ السَّاجد، إنَّ للهِ عِباداً شاءَ أن يُظهرهم، وله عِبادٌ شاءَ أن يُخفيهم، ألوفٌ لم يوثِّقْ أحدٌ لحظة استشهادهم، لم يُسجِّلْ أحدٌ آخر أصواتهم وهم يقولون: اللهُمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى! ولكن يكفي أنَّ ربَّ عُمر رأى وسَمِعَ!

شبابُ كمين الزَّنةِ أنتَ لم ترَ إلا أياديهم، ولكنَّ ربَّ عُمر يعرفهم، ومعهم مئاتٌ من أبطال الكمائن الأخرى، غادرنا أبطالها خِفافاً دون أن تُسلَّطَ عليهم الأضواء، ودون أن يأخذوا نصيبهم من التَّصفيق، هكذا هي بعض البطولات قدرها أن تبقى خبيئةً إلى أن يُظهرَ ربُّ عُمر أصحابها على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، يُبعثون بجراحهم، اللون لون الورد، والرِّيح ريح المسك!

يُحدِّثنا الإمام الذَّهبيُّ في كتابه تاريخ الإسلامِ بفخرٍ أنَّه كان في جيشِ هارون الرَّشيد عشرونَ ألفَ مجاهدٍ لا يكتبون أسماءهم في ديوان الجُند، ولا يأخذون مرتَّباتهم، كي لا يعلمهم أحدٌ إلا الله!

للهِ غزَّة، وللهِ قسَّامُها، واللهِ إنَّ بعضهم كانوا يحفرون طوال الليلِ، فإذا أذَّنَ الفجر، خرجوا بغبارهم إلى المساجد، ثم عادوا إلى بيوتهم، فناموا ساعتين، ثم استيقظوا وذهبوا إلى جامعاتهم ووظائفهم!
أنتَ لا تعرفهم، ولكنَّ ربَّ عُمر يعرفهم!

منقول

بسم الله على غــزة وكل روح مؤمنة تنبض فيها، بسم الله على ترابها وبيوتها وحجرها، بسم الله على مجــاهديها والمرابطين على ثغورها، اللهم إنا نستودعكَ إياهم والأقصـى وما فيه
اللهم فتحا عظيما ونصرا عزيزا حكيما مكينا قويا متينا يارب


﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

«اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَإمَامِ المُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إمَامِ الخَيْرِ وَقَائِدِ الخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ العُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى كَمَا آتَيْتَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».


لاتنسوا إخوانكم في غزة والسودان من صالح دعائكم
نصر قريب وفتح عظيم ياذا الجلال والإكرام

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡


«مواجهة الإمام مع السفاح»

ومن الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر إمام أهل الشام الإمام الأوزاعي، سيد حمص وبيروت.

قال عنه الإمام الذهبي: قام إلى أبي العباس محمد بن علي، وكان ملكاً سفاكاً للدماء ظالماً غشوماً، قتل في صبيحة اليوم الذي دعا فيه الأوزاعي مائة وسبعين رجلاً من رجال بني أمية وأمرائها.

قال الأوزاعي: والله لئن تكلم معي لأسلقنه؛ واستبسلت للموت فجعلت أتخطى رقاب بني أمية المذبوحة أمامي حتى وصلت إليه، فقال له أبو العباس السفاح: ما جئنا من بغداد إلى دمشق إلا هجرة في سبيل الله، فقال له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) يعني: الله أعلم بنيتك، قال: فجعل ينكت بالخيزرانة والرجال أمامه شاهرون سيوفهم، قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).

فجعل ينكت بالسيف نكتاً أشد من الأول، قال: فما تقول في أموال بني أمية؟ قال: إن كانت حلالاً لهم فهي حرام عليكم، وإن كانت حراماً عليهم فهي أيضاً حرام عليكم.

ثم قال: أقاربك وأهلك كانوا أعلم بذلك منك، ولم يولوني القضاء، وإن لي حرماً وأهلاً هم في حاجة إلي، ثم قال لي: اخرج فخرجت، فوالله ما أخطوا خطوة إلا وأتوقع أن تقطع فيها رقبتي، فلما وصل إلى بيروت إذا بالرسول يسأل عنه، فقال الأوزاعي: كأن الرجل قد ظن في ظناً، أي: رجع مرة ثانية لكي يقتلني، فقال الرسول: قد بعث إليك بمائتي دينار، ففرقها في اليتامى والأرامل والمساكين.

ولذلك لما مات الإمام الأوزاعي وقف والي حمص على قبره فقال: يرحمك الله يا أبا عمرو، والله لقد كنت أهابك أعظم من الذي ولآني، فمن يظلم بعدك فليصبر.

حينَ تنتصر غزة، وستنتصر بإذن الله لا محالة، عليها أن تقف شامخةً وعلى رأسِها إكليلُ غار، وعلى إخوتها أن ينحنوا لها إجلالًا، فإنّها وحدها قالتْ للضّباع: لن تمرّوا، وللغربان لن تأكلوا، وللفئران لن تعي.
وحدها قاتلتْ من أجلنا جميعًا، وحدها صنعتْ نصرًا لا يصنعه إلا أهل البطولات الأُوَل.
أيمن العتوم

Показано 20 последних публикаций.