«إن مع العسر يسرا» (2)
متابعة💌
وفي المساء عاد سليم كعادته وبدأ باعداد طعام العشاء له ولأمه ثم سمع سليم طرقا على الباب وتوجه للباب وفتحه.
سليم : من أنت؟
الرجل الغريب: ضيفا جاءكم من دون سابق إنذار فهل تدخلني؟
سليم : طبعا طبعا تفضل حياك الله.
ام سليم : من هذا ياولدي؟
سليم : ضيف ياأمي.
ام سليم (وهي تضحك) : ومنذ متى يأتيك الضيوف ياولدي؟
الرجل الغريب: كيف حالك يا أم سليم؟
ام سليم(وهي مندهشه) : وكأني أعلم من هو صاحب هذا الصوت.
الرجل الغريب: ألم تتذكريني بعد؟
ام سليم : أيعقل أن تكون هو؟
سليم : من هو ياأمي؟
الرجل الغريب: نعم يا أم سليم أنه أنا.
ام سليم : لقد مضى ثلاثون عاما على رحيلك.
الرجل الغريب : نعم هو كذلك.
ام سليم: هذا صاحب أبيك السيد نعمان.
سليم : صاحب أبي؟
السيد نعمان: نعم ياولدي صاحب أبيك، وأحب أن أخبرك أن لأبيك دين في رقبتي
سليم :وأي دين هذا ياعماه؟
ام سليم: لا تقل كذلك فلقد كنتم إخوه وأكثر.
سليم : لا أفهم شيئا لو أن أحد يوضح الأمر؟
السيد نعمان : أنا أخبرك ياولدي، قبل ثلاثون عاما كان لدي متجر كبير لبيع الأخشاب ثم في ليلة واحده ذهب مني كل شيء فلقد إحترق متجري عن بكرة أبيه ولم يبقى لي شيء وكان للتجار ديون على عاتقي وكانوا سيحبسونني إن لم أسدد تلك الديون فقام أبوك رحمه الله بتسديد تلك الديون من ماله الخاص الذي تعب في جمعه طيلة حياته ثم أعطاني قسما أخر
وقال لي: إبدأ ثانية من جديد ولو كان رأس المال قليلا فإنك تاجر وسرعان ماسوف تستعيد مكانتك بين التجار، وفعلا أخذت المال وسافرت وبدأت من جديد ووفقني الله وأصبحت من كبار التجار والحمد لله وعدت اليوم أبحث عنكم لأسدد بعضا من ديوني وإن قبلت ياابن أخي فإني أعرض عليك عدة أمور
أولا: أن تكون شريكي في التجاره وهذا حق لكم بلا شك ولن أقبل خلاف ذلك
ثانيا: ولقد علمت أنك لم تتزوج الى الآن وإني أرغب أن أُزوجك من إحدى إبنتي إن أعجبتك إحداهن.
سليم (وبدت على وجهه علامات الخجل) : والله إنه ليسعدني ذلك وحتى من دون أن أختار لأنني أعلم جيدا أنهما ستكونان بنفس أخلاقك ودينك.
ام سليم (والدموع تنهمر من عينيها) : أما قلت لك ياسليم إنك صاحب أخلاق ودين وأن الله لن يضيعك أبدا
وبعد شهر دخل سليم على غرفة عروسه وأزال غطاء وجهها وهنا أحبتي في الله رأى سليم أجمل منظر في حياته كان وجهها منير كالبدر وهي تجمع كل صفات الجمال والحسن وكأنها لؤلؤة ثمينه أو جوهرة نفيسه كانت مخبأة لأجله تنتظره كل تلك السنين ومن نظرة واحده الى حسنها وجمالها إستطاعت أن تأسر قلبه لطيلة حياتهم.
وعلم بأن الله عز وجل قد عوض صبره خيرا والحمد لله.
بقلم الشيخ خالد اللفتاوي
اللهُمَّ إن عبادك في غ
زة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !
اللهُمَّ فرج عنهم ، وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، وتولى أمرهم ، فقد خذلهم القريب والبعيد ولا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لنا ولهم
سواك