الحمد للّٰـه .. وبعد،
يرق قلبي لأولئك الذين يكابدون قسوة قلوبهم مع مرور ليالي هذا الشهر وساعاته التي تمضي إلى حيث الآخرة..
يكابدون الساعات الطوال في القراءة والصلاة والدعاء ولا تثنيهم الإحباطات واللذات الغائبة.
يلتمسون التأثر بالآيات فلا يجدونه إلا قليلًا، بل ولربما يمكث أحدهم الليالي ذوات العدد لا يعرف لذة ولا كثير خشوع؛ بيد أنهم يجاهدون؛ بل يقاتلون! هكذا أشتهي أن أسميه.
يلتمسون خشوع القلب قيامًا وسجودًا؛ فيأتيهم تارة ويفتقدونه عشرات!
لكن لا بأس هم يقاتلون في ساحات الشهر ولياليه بنفوس منهكة وقلوب محزونة وأعمار تنقضي وذنوب أحاطت بهم حسرات..
تشهد عليهم الملائكة أنهم صادقون في التماس ما عند اللّٰـه رغم قسوة قلوبهم..
يجابهون - دون جبن ولا خوار - سنوات من المعاصي أودتهم أُسارى في سجون الهوى وعزوف القلب عن الطاعات واستثقال العمل .. لكنهم أبوا إلا القتال أملًا في الخلاص! يعلمون أن لهم ربًا رحيمًا لن يضيع أعمالهم!
وكأني بهم يقولون: إليك ربنا نسعى ونحفد .. مساكين يا رب جئناك ببضاعة مزجاة فتصدق علينا.
_أحمد سيف