غُضّوا أبصارَكم لتجوز فاطمةُ بنتُ محمّد
:
❂ يقولُ نبيّنا الأعظم وهو يحدِّثُنا في روايةٍ طويلةٍ عن جانبٍ مِن عظمةِ مقامِ الزهراء في مشاهدِ ومواقفِ يومِ القيامة، يقول: (ثمَّ يقولُ جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ -أي اطلبي حاجتكِ- فتقولين: يا ربِّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ اللهُ: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلك يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين! فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أميرِ المؤمنين آمنةً روعاتُهم، مَستورةً عوراتُهم، قد ذهبت عنهم الشدائدُ وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهُم لا يخافون، ويظمأُ الناس وهُم لا يظمأُون فإذا بلغتِ باب الجنّة تلقّتكِ اثنا عشر ألفَ حوراء لم يتلقّين أحداً قبلكِ ولا يتلقين أحداً بعدكِ..) [تفسير فُرات]
[توضيحات]
• قولِهِ: (انطلقي فمَن اعتصم بكِ فهو معكِ في الجنّة) الذي سيعتصمُ بفاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ في يومِ القيامة هو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة يعني كان مِمّن نال حظّاً مِن معرفةِ حقِّ فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ وكان مِمّن وصَلَها ونَصَرَها ونصر وُلْدها الأطهار، ووالى أولياءها وعادى أعداءها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلدها صلواتُ اللهِ عليهم ولهذا قال رسولُ الله: (فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين)
❂ وفي روايةٍ أُخرى يقولُ نبيُّنا الأعظم: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعَثَ الخلائقَ مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرشِهِ: يا معشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنتُ محمّدٍ سيّدةُ نساء العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوزَ فاطمةُ على الصراط، لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمّدٌ وعليٌ والحسنُ والحسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم محارِمُها، فإذا دخلت الجنّة بقي مَرطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّةِ وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا يا أيُّها المُحبّون لِفاطمة تعلّقوا بأهدابِ مَرطِ فاطمة سيّدةِ نساءِ العالمين، فلا يبقى مُحِبٌّ لفاطمة إلّا تعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس- يعني مليون -) [تفسير الإمام العسكري]
• قوله: (تعلّقوا بأهداب مَرط فاطمة) المُراد مِن المرط هو شيءٌ مِن الثياب تلبسُهُ المرأة له ذيل، كالعباءة أو ما يُشبهُ العباءة وأمّا الأهداب فهي الخيوطُ التي في أهدابِ المرط وقطعاً الحديثُ هنا في الروايةِ عن مَرطٍ جناني وليسَ مَرطاً مِن سِنخِ ما هو موجودٌ في العالمِ الدنيوي
وهُنا ملاحظة لابُدّ مِن الإشارة إليها، وهي: أنَّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا فإنَّ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ مقامُها أعلى بكثير مِن هذه المعاني وهذهِ الروايةُ لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً فحين تقولُ الرواية: (يا معشرَ الخلائقِ غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت مُحمّد) فإنَّ غضَّ البصرِ هُنا ليس المرادُ مِنه غضُّ البصرِ الحِسّي قد يكونُ غضُّ البصرِ الحِسّي موجوداً لكنّ المرادَ مِن غضِّ البصرِ هنا: هو إشارةٌ إلى أنَّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصل رسولُ اللهِ إلى سدرةِ المُنتهى تركَهُ جبرئيل في تلك النُقطة، وقال له: (تقدّم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان، ولو دنوتُ أنمُلةً لاحترقت) مع أنّ جبرئيل ليس مِن البشر جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بين الملائكةِ هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طبيعةٌ ملكوتيّةٌ وليست طبيعةً تُرابيّة وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبين جبرئيل كان في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل يقولُ لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنّ نورانيّةَ نبيّنا الأعظم أسمى بكثيرٍ وكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء، فما بالك بسائر الخلق!
وكذلك الصدّيقةُ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ التي هي بضعةُ المُصطفى ورُوحهُ التي بين جنبيه فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة ولذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامة: (غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت محمّد) لأنَّ هذهِ الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ وأن تحتمل نُوريّتها ولو حاولت ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)..!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
:
❂ يقولُ نبيّنا الأعظم وهو يحدِّثُنا في روايةٍ طويلةٍ عن جانبٍ مِن عظمةِ مقامِ الزهراء في مشاهدِ ومواقفِ يومِ القيامة، يقول: (ثمَّ يقولُ جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ -أي اطلبي حاجتكِ- فتقولين: يا ربِّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ اللهُ: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلك يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين! فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أميرِ المؤمنين آمنةً روعاتُهم، مَستورةً عوراتُهم، قد ذهبت عنهم الشدائدُ وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهُم لا يخافون، ويظمأُ الناس وهُم لا يظمأُون فإذا بلغتِ باب الجنّة تلقّتكِ اثنا عشر ألفَ حوراء لم يتلقّين أحداً قبلكِ ولا يتلقين أحداً بعدكِ..) [تفسير فُرات]
[توضيحات]
• قولِهِ: (انطلقي فمَن اعتصم بكِ فهو معكِ في الجنّة) الذي سيعتصمُ بفاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ في يومِ القيامة هو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة يعني كان مِمّن نال حظّاً مِن معرفةِ حقِّ فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ وكان مِمّن وصَلَها ونَصَرَها ونصر وُلْدها الأطهار، ووالى أولياءها وعادى أعداءها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلدها صلواتُ اللهِ عليهم ولهذا قال رسولُ الله: (فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين)
❂ وفي روايةٍ أُخرى يقولُ نبيُّنا الأعظم: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعَثَ الخلائقَ مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرشِهِ: يا معشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنتُ محمّدٍ سيّدةُ نساء العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوزَ فاطمةُ على الصراط، لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمّدٌ وعليٌ والحسنُ والحسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم محارِمُها، فإذا دخلت الجنّة بقي مَرطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّةِ وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا يا أيُّها المُحبّون لِفاطمة تعلّقوا بأهدابِ مَرطِ فاطمة سيّدةِ نساءِ العالمين، فلا يبقى مُحِبٌّ لفاطمة إلّا تعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس- يعني مليون -) [تفسير الإمام العسكري]
• قوله: (تعلّقوا بأهداب مَرط فاطمة) المُراد مِن المرط هو شيءٌ مِن الثياب تلبسُهُ المرأة له ذيل، كالعباءة أو ما يُشبهُ العباءة وأمّا الأهداب فهي الخيوطُ التي في أهدابِ المرط وقطعاً الحديثُ هنا في الروايةِ عن مَرطٍ جناني وليسَ مَرطاً مِن سِنخِ ما هو موجودٌ في العالمِ الدنيوي
وهُنا ملاحظة لابُدّ مِن الإشارة إليها، وهي: أنَّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا فإنَّ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ مقامُها أعلى بكثير مِن هذه المعاني وهذهِ الروايةُ لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً فحين تقولُ الرواية: (يا معشرَ الخلائقِ غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت مُحمّد) فإنَّ غضَّ البصرِ هُنا ليس المرادُ مِنه غضُّ البصرِ الحِسّي قد يكونُ غضُّ البصرِ الحِسّي موجوداً لكنّ المرادَ مِن غضِّ البصرِ هنا: هو إشارةٌ إلى أنَّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصل رسولُ اللهِ إلى سدرةِ المُنتهى تركَهُ جبرئيل في تلك النُقطة، وقال له: (تقدّم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان، ولو دنوتُ أنمُلةً لاحترقت) مع أنّ جبرئيل ليس مِن البشر جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بين الملائكةِ هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طبيعةٌ ملكوتيّةٌ وليست طبيعةً تُرابيّة وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبين جبرئيل كان في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل يقولُ لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنّ نورانيّةَ نبيّنا الأعظم أسمى بكثيرٍ وكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء، فما بالك بسائر الخلق!
وكذلك الصدّيقةُ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ التي هي بضعةُ المُصطفى ورُوحهُ التي بين جنبيه فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة ولذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامة: (غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت محمّد) لأنَّ هذهِ الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ وأن تحتمل نُوريّتها ولو حاولت ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)..!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya