#مفاتيح_الخير
قال عبد اللّه بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون : بعـث إلي أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفـُه ، فوافيتـُه وأنا منه خائف مذعور . ودخل الحاجب بين يدي وأنا في أثـره، حتـى أدخلني إلى بيت مظلم ، فقال لي : سلـِّم على الأمير ! فـسلـَّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظـلام : لأي شـيء يصلح هذا البيت ؟ قلت : للفكر . قال : ولم ؟ قلت : لأنه ليس فيـه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه . قال : أحسنت ! امض إلـى ابنـي العباس ، فقل له : يقول لك الأمير اغد علي ، وامنعه من أن يأكل شيئًا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي. فقلت : السمع والطاعـة.
وانصرفت ، وفعلتُ ما أمرني به ، ومنعته من أن يأكل شيئًا. وكـان العباس قليل الصبر على الجوع ، فرام أن يأكل شيئًا يسيرا قبل ذهابه إلى أبيه ، فمنعته .
فركب إليه ، وجلس بين يديه وأطال أحمـد بـن طولون عمدا ، حتى علم أن العباس قد اشتد جوعه. وأُحضرت مائدة ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة ، فانهمك العبـاس فـي أكلها لشدة جوعه ، حتى شبع من ذلك الطعام ، وأبوه متوقـف عـن الانبساط في الأكل .
فلما علم بأنه قد امتلأ من ذلك الطعام ، أمـرهم بنقل المائدة ، وأُحضر كل لون طيـّب من الدجاج والـبط والجـدي والخروف ، فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل ، وأقبل يضع بين يـدي ابنه منه ، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه : إنني أردت تأديبـك في يومك هذا بما امتحنتك به. لا تـُلق بهمـَّتك على صغار الأمور بأن تسهـِّل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارهـا ، ولا تشتغل بما يقلّ قدره فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدره .
✍ بدر عبد الحميد هميسه
📕 قناة أبو تركي للرقائق ✏️
@abutrkeshmmre999
قال عبد اللّه بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون : بعـث إلي أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفـُه ، فوافيتـُه وأنا منه خائف مذعور . ودخل الحاجب بين يدي وأنا في أثـره، حتـى أدخلني إلى بيت مظلم ، فقال لي : سلـِّم على الأمير ! فـسلـَّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظـلام : لأي شـيء يصلح هذا البيت ؟ قلت : للفكر . قال : ولم ؟ قلت : لأنه ليس فيـه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه . قال : أحسنت ! امض إلـى ابنـي العباس ، فقل له : يقول لك الأمير اغد علي ، وامنعه من أن يأكل شيئًا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي. فقلت : السمع والطاعـة.
وانصرفت ، وفعلتُ ما أمرني به ، ومنعته من أن يأكل شيئًا. وكـان العباس قليل الصبر على الجوع ، فرام أن يأكل شيئًا يسيرا قبل ذهابه إلى أبيه ، فمنعته .
فركب إليه ، وجلس بين يديه وأطال أحمـد بـن طولون عمدا ، حتى علم أن العباس قد اشتد جوعه. وأُحضرت مائدة ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة ، فانهمك العبـاس فـي أكلها لشدة جوعه ، حتى شبع من ذلك الطعام ، وأبوه متوقـف عـن الانبساط في الأكل .
فلما علم بأنه قد امتلأ من ذلك الطعام ، أمـرهم بنقل المائدة ، وأُحضر كل لون طيـّب من الدجاج والـبط والجـدي والخروف ، فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل ، وأقبل يضع بين يـدي ابنه منه ، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه : إنني أردت تأديبـك في يومك هذا بما امتحنتك به. لا تـُلق بهمـَّتك على صغار الأمور بأن تسهـِّل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارهـا ، ولا تشتغل بما يقلّ قدره فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدره .
✍ بدر عبد الحميد هميسه
📕 قناة أبو تركي للرقائق ✏️
@abutrkeshmmre999