🌙
كيف نستقبل رمضان؟ إن المؤمن الحق تجده دائمًا ساعيًا في مرضاة ربه ، مستثمرًا لمواسم الخير والبر ، فلا يفوت فرصة إلا وقد أحدثت فيه تغييرًا ؛ إما أن تُحدِثَ زيادة في إيمانه ، أو تقويمًا لسلوكه.
وشهر رمضان من أعظم مواسم الخيرات ، وأكثرها تأثيرًا في استقامة النفوس على طاعة خالقها ومدبرها ، ومَن هو أعلم بما يصلحها ويهذبها ؛ فمن صام رمضان بحقٍّ أحدث فيه ذلك تغييرًا ولا بد ؛ ولذلك كان لزامًا على المسلم أن يتفكر كيف يستفيد من هذه الفرصة العظيمة ، وألَّا يضيِّعها كما ضاعت في سنوات مضت.
ولذا كان هذا المقال المختصر في بيان كيف نستقبل رمضان بما يعين على قطف الثمار.
🌙
رمضان شهر التوبة :من أعظم مكائد الشيطان أن يوهمك أنك بلا ذنب ، وظنك أنك بلا ذنبٍ ذنبٌ ؛ وذلك لأن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم قال : ((كل ابن آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون)) ؛ [رواه الترمذي (2499) ، وحسنه الألباني] ، فدل ذلك على أنه لا يخلو عبدٌ من ذنب ، فإياك إياك أن يخدعك عدوك فيوهمك أنك بلا ذنب ؛ ظنًّا منك أن الذنوب مقصورة على الكبائر ؛ فإن الإصرار على الصغائر يجعلها كبائر ؛ كما قال بعض السلف : "لا صغيرة مع إصرار ، ولا كبيرة مع استغفار" ، وقلب المؤمن كالمرآة يغبرها أقل ضباب ويحجب رؤيتها.
وفي رمضان تتيسر فرصة التوبة أكثر من أي وقت آخر ؛ وذلك لأن الشياطين مقيدة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا جاء رمضان ، فُتحت أبواب الجنة ، وغُلقت أبواب النار ، وصُفدت الشياطين)) ؛ [متفق عليه].
فأبواب الرحمة مشرعة ، وأبواب العذاب موصدة ، ومردة الشياطين موثقة ، فما بقي عليك يا عبد الله إلا أن تسعى في علاج نفسك الأمارة بالسوء ، والدنيا المزخرفة بمتاع الغرور ؛
فتنجو وتسلم بفضل إعانة أرحم الراحمين لك : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] ،
وبتحفيز الملائكة الكرام لك : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30] ، فلا تظننَّ أنك تنجو بغير تمام الاستعانة بربك ، وتذكر دومًا : ((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ، فوالله لولا فضل ربنا ما اهتدينا ، وما صمنا ولا صلينا.
والتوبة أشرف الأعمال وأجلها وأحبها إلى الله ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (((لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرةً ، فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته ، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده ، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح)) ؛ [خ: 6308، م: 2747].
فأي شرف أعظم من أن يفرح ربك لعمل عملته؟ وأي سعادة تغمر قلب المؤمن حين يتأمل قلبه هذه الكرامة العظيمة؟ فإياك إياك أن تسوِّفَ التوبة ؛ فإن الموت يأتي بغتة ؛
قال ابن القيم : "منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، فمتى أخرها عصى بالتأخير ، فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير ، وقلَّ أن تخطر هذه ببال التائب ، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب ، لم يبق عليه شيء آخر".
✍
صلاح صبري الشرقاوي ┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍
معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲
https://telegram.me/gasas1