يحسب كثير من الناس أنه يجب على العالم أو المفتي أن يجيب عن كل سؤال يعرف جوابه، وهذا خطأ.. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يُسأل بل يكرَّر عليه السؤال فيعرض ولا يجيب.. قال إياس بن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يَسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب عنها.
وهذا إذا كان السؤال عما لا ينفع أو عما لم يقع، أو كان عقل السائل يقصر عن الجواب، وهذا كثير في زماننا، تجد السؤال أكبر من السائل، فهو لا يفهم سؤاله فكيف يفهم الجواب، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم، إلاَّ كان لبعضهم فتنة.
وكذلك إذا كان السائل يتفكه بالسؤال عما لا يعنيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة: انطلق فأفْتِ الناس، فمَن سألك عمَّا يعنيه فأَفْتِه، ومن سألك عمَّا لا يعنيه فلا تُفتِه؛ فإنَّك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس.
وتأمل قوله (ثلثي مؤنة الناس) لتعلم أن أكثر أسئلة الناس لا يجب الجواب عنها فهي فيما لا يعنيهم.