نصٌّ عزيز:
«وإيَّاكَ ثمَّ إياكَ أن تظنَّ - وبعض الظنِّ إثم - أنكَ حصَّلتَ من هذا العلم قدرًا لا مزيدَ عليه، حتى تنتصب لأن يرجع الكلُّ إليك، فتقعد متكئًا على أريكة العُجْب، وتستلقي على كتفي الفراغ، وتمدّ على بساطِ الكسلِ رجليك، وتعدّ نفسكَ من جهابذةِ الفُضلاء، وتحسب نفسكَ من دهماء العلماء، وتظنُّ أنكَ أحرزتَ الفضائل بشطريها، وملكتَ الكمالات بقطريها، وفُزتَ من مارية بقرطيها، وتقول: ها أنا برزت علىٰ لداتي، وتفرغتُ من تكميلِ ذاتي، فيهبُّ في دماغك إعصار حبِّ الرياسة، وتهتاجُ إلىٰ تربية أشياعك لتقلُّد السِّياسة.
فهيهاتَ هيهات ما خطرَ ببالك، وهَجَسَ في خيالك، إنْ هو إلا طيشٌ يوجبُ الحرمان، بل همهمةُ الحسبان ووسوسةُ الشيطان، يتراءى منها مخايلُ الزور، ويتدسَّس فيها حبائلُ الغرور».
مفتاح السعادة ومصباح السيادة، طاش كبري زاده.