«البداية المشرقة»
كان سيف الدّين شخصًا حكيمًا عاقلًا ردم الاختلاف وأغلق الهوّة، ولعلّ ذلك أحد أسباب اهتمام نور الدّين فيما بعد بالوحدة.
لمّا فرغ سيف الدّين من إصلاح أمر السلطنة، وتحليفه وتقرير أمر البلاد، عبرَ إلى الشّام لينظر في تلك النّواحي ويقرّر القاعدة بينه وبين أخيه نور الدّين.
وقد تأخّر نور الدّين في الحضور عند أخيه، فخاف سيف الدّين ولم يزل يُراسله ويستميله وكلّما طلب نور الدّين شيئًا أجابه إليه استمالةً لقلبه..
فاستقرّ الأمر بينهما على أن يجتمعا خارج المُعسكر مع كلّ واحدٍ منهما ٥٠٠ فارس.. فخرج نور الدّين بـ ٥٠٠ فارس وخرج سيف الدّين بـ ٥ فوارس (ويدلُّ ذلك على حسن نيّة وحِكمة الرَّجل).
فلمّا التقيا؛ قبّل نور الدّين الأرض بين يديّ أخيه، فقال له سيف الدّين: "أكنت تخافني على نفسك..؟ والله ما خطر ببالي ما تُنكره، فَلِمَن أريد البلاد ومع من أعيش وبِمَن أعتضد إذا فعلت السّوء مع أخي وأحبّ النّاس إليّ؟!".
وقال سيف الدّين لنور الدّين بعد أن اقترح نور الدّين أن يكون في خدمته: "لا غرض لي في مقامك عندي، وإنّما غرضي أن يعلمَ الملوك (المسلمون) والفِرَنج اتّفاقنا فمَن يريد السّوء بنا يكفّ عنه".
فلم يرجع نور الدّين ولَزِمَه إلى أن قضى ما كان عليه ورجع كلّ واحدٍ منهما إلى بلده.
فكانت بداية مُبشّرة ومُشرقة!
كان سيف الدّين شخصًا حكيمًا عاقلًا ردم الاختلاف وأغلق الهوّة، ولعلّ ذلك أحد أسباب اهتمام نور الدّين فيما بعد بالوحدة.
لمّا فرغ سيف الدّين من إصلاح أمر السلطنة، وتحليفه وتقرير أمر البلاد، عبرَ إلى الشّام لينظر في تلك النّواحي ويقرّر القاعدة بينه وبين أخيه نور الدّين.
وقد تأخّر نور الدّين في الحضور عند أخيه، فخاف سيف الدّين ولم يزل يُراسله ويستميله وكلّما طلب نور الدّين شيئًا أجابه إليه استمالةً لقلبه..
فاستقرّ الأمر بينهما على أن يجتمعا خارج المُعسكر مع كلّ واحدٍ منهما ٥٠٠ فارس.. فخرج نور الدّين بـ ٥٠٠ فارس وخرج سيف الدّين بـ ٥ فوارس (ويدلُّ ذلك على حسن نيّة وحِكمة الرَّجل).
فلمّا التقيا؛ قبّل نور الدّين الأرض بين يديّ أخيه، فقال له سيف الدّين: "أكنت تخافني على نفسك..؟ والله ما خطر ببالي ما تُنكره، فَلِمَن أريد البلاد ومع من أعيش وبِمَن أعتضد إذا فعلت السّوء مع أخي وأحبّ النّاس إليّ؟!".
وقال سيف الدّين لنور الدّين بعد أن اقترح نور الدّين أن يكون في خدمته: "لا غرض لي في مقامك عندي، وإنّما غرضي أن يعلمَ الملوك (المسلمون) والفِرَنج اتّفاقنا فمَن يريد السّوء بنا يكفّ عنه".
فلم يرجع نور الدّين ولَزِمَه إلى أن قضى ما كان عليه ورجع كلّ واحدٍ منهما إلى بلده.
فكانت بداية مُبشّرة ومُشرقة!
شهدنا أنهم قد جاهَدوا صَيفًا وشِتاءً، في عِزِّ الصقيعِ، وتحتَ وهجِ الشمس، في أيامِ الفطرِ، وأيامِ الصيامِ، في الأشهُرِ الحُرُمِ، وغيرِها..
جَاهَدوا فوقَ الأرضِ وتحتها، علی اليابسةِ، وفي البِحار، في وسط الشوارعِ، وبينَ الرُّكام.
إن كانَ منهُم عِشرونَ صَابرونَ؛ فإنهم يغلِبوا مائتَين، وإن كانَ منهُم ألفٌ يغلِبوا ألفَين بإذنِكَ، فمُجاهِدٌ منهُم بمقامِ كتيبةٍ من كتائِبهم..
ورأَينا أنهُم أُخرِجُوا من دِيارهِم، وأُوذُوا في سبيلِكَ، وقَاتَلوا، وقُتِلوا، فما وهَنوا لِما أصَابهُم، وما ضعُفوا، وما استكَانوا، فانصُرهم يا ربَّنا نصرًا عزِيزًا، وافتح لهُم ولنا فتحًا مُبينًا.
اللهم نصرك لغزة ولبنان يارب