قصة ما قبل النوم 💙


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: not specified


❀ بحر من القصص المفيدة : دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية وخيالية ➥
➪ للـتـواصـل ⇊
@sleepstory_bot
- صفوة قنواتنا { @O_020_O }

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
not specified
Statistics
Posts filter


«صدق النية في العطاء»

يحكي صاحب القصة ويقول:

في صباح يوم مشرق، استيقظت مبكرًا، تناولت الإفطار مع أسرتي، ثم استعددت للخروج للبحث عن عمل.
لم يكن معي سوى مبلغ بسيط، بالكاد يكفي لوجبة الغداء لعائلتي. وبينما كنت أهم بالمغادرة، طرقت امرأة باب المنزل. فتحت زوجتي الباب، وتبادلت معها بضع كلمات، ثم عادت إليّ.
سألتها: "من هذه السيدة؟ وماذا تريد؟"
أجابت زوجتي: "إنها جارتنا، تسأل إن كان لدينا أي طعام لأطفالها الصغار، فقد نفد ما لديهم."
سألتها: "وماذا فعلتِ؟"
قالت: "بحثت في المطبخ، لكن للأسف، لم أجد شيئًا."
شعرت بغصة في قلبي، نظرت إلى المال القليل الذي بيدي، ثم مددت يدي به لزوجتي وقلت: "خذي هذا وأعطه لها، ليشتروا طعامًا لهم."
نظرت إليّ بقلق وقالت: "لكن هذا كل ما نملك لغدائنا اليوم، وأنت كما تعلم بلا عمل!"
ابتسمت لها وقلت: "نحن كبار وسنصبر، لكن الأطفال لا يحتملون الجوع."
أخذت المال وأعطته للجارة، بينما غادرتُ المنزل باحثًا عن عمل.

كنت أسير لساعات، حتى فكرت في اللجوء إلى صديق قديم، ربما يقرضني بعض المال. لكنني ترددت، كيف سأبرر له أنني بلا مصدر دخل؟
ماذا لو أحرجني؟ بعد تردد، قررت أن أذهب إليه.
طرقت بابه، ففتح لي مرحبًا. بعد حديث قصير، صارحته بحاجتي إلى المال، ووعدته أن أسدده عندما تتحسن ظروفي.
ابتسم وقال: "انتظرني قليلًا." دخل إلى الداخل، فانتظرت دقيقة، ثم نصف ساعة، ثم ساعة... لكنه لم يعد
فهمت أنه قرر التراجع، فغادرت محبطًا.
كنت أشعر بانكسار شديد، بالكاد تمكنت من حبس دموعي.

وأثناء سيري، سمعت أذان الظهر، فاتجهت إلى المسجد للصلاة.
بعد أن أنهيت صلاتي، جلست أسبّح وأستغفر، حتى اقترب مني رجل وجلس بجانبي.
التفتُّ إليه وسألته: "هل تحتاج شيئًا؟"
قال بهدوء: "أريدك في أمر بعد انتهائك من الذكر."
خرجت من المسجد فوجدته ينتظرني بسيارته، اقتربت منه وسألته: "كيف يمكنني مساعدتك؟"
قال: "أخرجت زكاة مالي وأريد منك توزيعها على الفقراء."
وافقت بسرور، فناولني كيسًا من المال وظرفًا مغلقًا، وقال: "هذا لك."
شكرته، ودعوت له بالبركة في ماله وأهله.

بدأت بتوزيع المال على المحتاجين في الحي، ولم أنسَ جارتنا المسكينة، فأعطيتها جزءًا مما رزقنا الله.
وبعد الانتهاء، فتحت الظرف فوجدت داخله مبلغًا كبيرًا، ورسالة صغيرة مكتوب فيها:
"أخي في الله، إذا انتهيت من توزيع المال، اتصل بي على هذا الرقم."
لم أكن أملك هاتفًا، فذهبت إلى كبينة الهاتف واتصلت به.
أجابني الرجل: "مرحبًا، من المتصل؟"
قلت: "أنا الشخص الذي طلبت منه توزيع الزكاة. وجدت رسالتك مع الرقم، فاتصلت بك.

قال الرجل: "كنت أريد اختبار أمانتك. الحمد لله، وجدتُك صادقًا، وهذا ما أبحث عنه. غدًا، تعالَ إلى هذا العنوان."
في صباح اليوم التالي، ذهبت إلى العنوان الذي أعطاني إياه، فاستقبلني بحفاوة ودعاني للعمل معه في مشروع خيري.
أخبرني أن المال الذي وزعته كان اختبارًا لأمانة عدة أشخاص، وبفضل الله، اجتزت الاختبار.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت مديرًا لمشروعه الخيري، وكان هذا بداية تحول حياتي من الفقر إلى الاستقرار
ومن العجز إلى القدرة على مساعدة الآخرين.

الحكمــــة
من أعطى بسخاء، أعطاه الله من حيث لا يحتسب. الإحسان لا يضيع، بل يعود بأجمل صورة.

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


«ختام الفصل السادس»

" بالأمس حينما كنت بالمشفى لرؤية صغيرتي الجميلة تعرفت على طبيب رائع متخصص في العلاج الطبيعي .. لقد كانت ابنة أخته في وحدة البسترة أيضا وقد جاء بصحبة أخته للاطمئنان عليها؛ لأن زوجها مسافر في رحلة عمل .. وحين تجاذبنا أطراف الحديث اكتشفت أنه طبيب بارع يعالج حالات السرطان المستعصية على الرغم من صغر سنه، ولما أخبرته عن حالة أمك رحب بها وأخبرني أنه يمكنه رؤيتها بعد أسبوع، ولكنه اتصل بي اليوم وأخبرني أن أحد المواعيد اليوم قد تم الغاؤه ويمكنه أن يراها اليوم، لذا آثرت ألا نفوت الفرصة، فهو طبيب ناجح وعيادته دائمة الازدحام وعلينا أن نسرع في اغتنام تلك الفرصة .. لذا هيا بنا لنصطحب أمك ونزوره فقد بقي ساعة فقط على الموعد، ولا زال علينا أن نعود للمنزل لكي تستعد أمك للذهاب ..

أصبت بحرج شديد فأنا لا أملك في جيبي ثمن أجرة السيارة فضلا عن كشف الطبيب والعلاج، وتوترت وقلت له شكرا لك يا صديقي .. لا تشغل بالك بهذا الأمر .. فأمي أحسن حالا الآن .. وهي ليست... ....

قاطعني ضياء بحدة فاجئتني وقد بدا على وجهه انزعاج شديد" : توقف عن معاملتي كشخص غريب يا فريد .. ثم إن هذا الطبيب رجل شريف لا يتاجر بطبه ودواؤه وأسعاره ليست مكلفة أبدا، وهو لا يحصل إلا على القليل من المال كأجر له .. دعني أشارك في هذا العمل فأنا طامع في الأجر من الله."

شعرت بوخزة تسري في عروقي حينما قال ذلك، فبادرته بأسلوب فظ: "نحن لا ننتظر عطفا من أحد، وأمي لا تأخذ الصدقات."

بدا الحزن على وجه ضياء: " مالذي تقوله يا فريد ؟ هل تظن أنني أعطف عليك وعلى أمك؟ أنت صديقي .. وتلك فقط المساعدة اليسيرة التي يمكنني
تقديمها لك .. والتي كنت سأنتظرها منك لو كنت في نفس مكانك .. لا تكن شديد الحساسية .. هيا قم معي الآن .. فأنا لا أخذ رأيك وإنما هو أمر ..

" لن أفعل."

" إذن دعنا نعتبر تلك النقود دينا عليك .. وأعدك أنني سأسترده منك بأكمله حين تتيسر أمورك."

بدا علي التردد هل سأقدر على رد دينه علي حقا، فجذب ضياء يدي، وحثني على السرعة، وقال لي : هيا .. لا تكن عنيدا .. إنها حياة أمك." " حسنا .. دعنا نفعل ذلك الآن .. ولكن عدني أنك ستسمح لي بسد هذا الدين حينما تتيسر أموري."

" أعدك بهذا .. هيا بنا .. وأسرع فالوقت يداهمنا ولو فاتنا ذلك الموعد لن نحصل على موعد آخر قبل أسبوع أو أكثر . "

أسرعت إلى المنزل وبشرت أمي بأمر الطبيب، ففرحت وحمدت الله وجهزتها أختي بسرعة، وأخذتها وذهبت لملاقاة الطبيب الشاب في عيادته.

تذكر ..
طريق النجاح لم يكن في يوم من الأيام سهلا ولا مفروشا بالورود.. فكل الناجحين قد واجهوا الكثير من المعوقات .. وكان إصرارهم وعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة أحد الدعائم التي قام عليها نجاحهم فلماذا لا تكون مثلهم؟ لماذا لا تتحدى كل المعوقات التي في حياتك الآن لتصنع نجاحك كما صنعوه؟

.. يتبع.. 🌺


«فارس المنابر»

الشيخ عبد الحميد كشك هو أحد أشهر خطباء المساجد في تاريخ مصر، عُرف بأسلوبه القوي والمميز في إلقاء الخطب التي كانت تجمع بين الدين والفكاهة والانتقاد السياسي الجريء.

وُلد الشيخ كشك عام 1933 في محافظة البحيرة، وفقد بصره تدريجيًا حتى أصبح كفيفًا تمامًا في سن المراهقة، لكنه لم يستسلم لهذا الابتلاء

حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن صغيرة، والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث كان من المتفوقين على زملائه.

أصبح إمامًا وخطيبًا لمسجد "عين الحياة" بالقاهرة، وكانت خطبه تجذب آلاف المصلين، حيث اشتهر بأسلوبه البسيط والقريب من الناس، فكان يتحدث عن القضايا الاجتماعية والسياسية بشجاعة

لكنه بسبب جرأته في نقد الفساد والظلم، تعرض للسجن أكثر من مرة، وقضى عدة سنوات في المعتقل.

ورغم ذلك، لم يتراجع عن قول الحق، وبقي رمزًا للصوت الحر في مصر. توفي الشيخ كشك في عام 1996وكانت المفارقة أنه
توفي وهو ساجد أثناء صلاته، وهو ما اعتبره الكثيرون "حسن خاتمة".

الحكمــــة
الشجاعة في قول الحق لا تحتاج إلى قوة جسدية، بل إلى قلب قوي وإيمان ثابت، فمن يثق بالله لا يخشى أحدًا.

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


«الفصل السادس»

أغمضت عيني وبدأت أتصور ذلك التصميم المميز الذي أريد أن أعده لأبهر به من أتقدم للعمل لديهم .. ثم ذهبت بخيالي نحو حظوة ذلك التصميم بانبهار المدراء وثنائهم عليه، وقبولي للعمل بشركة كبيرة، شعرت بالحماسة تدب في أوصالي، وتساءلت لم لا ؟ هل بدأت كل الإنجازات العظيمة إلا بفكرة .. مجرد فكرة عاشها أصحابها بكل قلوبهم وجوارحهم، وبذلوا لأجلها وضحوا وصبروا عليها؟ لم لا أكون واحدا من هؤلاء؟ إلم لا أفعل ذلك حتى لو لم أنجح؟ فلقد كنت أشعر بسعادة بالغة حين أصمم تصميما جميلا، وأرى إنجازي أمام عيني، فلماذا لا أفعل ذلك الآن وفورا ؟ ! وفجأة استولت تلك الصور على عقلي .. فوجدت نفسي مندفعا من جديد نحو العمل .. قمت فتوضأت وصليت ركعتين .. ودعوت الله أن يوفقني فيما عزمت عليه من أمر وأن يساعدني على إنجاز أهدافي، ثم شلغت حاسوبي من جديد .. وبقيت أعمل لساعات طويلة لا أقطع عملي إلا لأجل الصلاة .. ثم أعود إلى غرفتي فأغلقها وأواصل العمل .. ولم أنم في تلك الليلة إلا متأخرا .. وفي الصباحالباكر قمت الأصلي الفجر، ثم ألقيت نظرة على تصميمي .. وأجريت به بعض التعديلات .. ثم ذهبت لأجالس أمي قليلا وأطلب إليها الدعاء لي، وقبلت يديها ورأسها ثم انطلقت حاملا هدفي وأملي الجديد قبل تصميماتي، وذهبت لخمس شركات كبرى فقدمت فيها سيرتي الذاتية مع نماذج من تصاميمي ثم ذهبت لعملي الكادح من جديد .. هناك في الشارع المزدحم .. لأكمل عمل الأمس .. وجلست خلف كومة البضائع الرخيصة التي حطم أكثرها ذلك الرجل بالأمس .. ولكنني مع ذلك كنت أحمل نفسا جديدة .. تهفو نحو الأمل الكبير ...

جلست في موضعي أراقب بضاعتي القليلة بعيني .. بينما ذهني شارد في المعوقات التي تعرضت لها والتي سوف أتعرض لها فيما بعد... لقد تعرضت لحرماني من فرص كنت أحق بها، ولكن لعل ذلك كان خيرا لي، فلربما الطريق الذي أمامي الآن هو خير من الطريق الذي كنت سأسير فيه لو حصلت على فرصتي بالجامعة... لقد كان موت أبي وفقداننا ما نملكه من السيارة التي كنا نعيش بها واضطراري لتحمل مسئولية الأسرة، ثم مرض أمي و بيعنا الأرض التي كنا ندخرها لزواج أختي لأجل العلاج .. لقد كانت كلها معوقات وقفت في طريقي فجعلت منه صعبا شائكا .. لكن الاستسلام للمعوقات جبن وتخاذل وطريق النجاح لم يكن في يوم من الأيام سهلا ولا مفروشا بالورود كما قال ضياء .. فكل الناجحين قد واجهوا الكثير من المعوقات .. ولقد كان إصرارهم وعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة أحد الدعائم التي قام عليها نجاحهم ... فلماذا لا أكون مثلهم؟ لماذا لا أتحدى كل المعوقات التي في حياتي الآن لأصنع نجاحي كما صنعوا ؟ ما الذي يختلف في عنهم .. جميعنا واجه المعوقات والصعوبات .. فلماذا يستسلم بعض الناس ويصر آخرون حتى يصلوا .. لابد أن تكون إرادتي قوية وعزيمتي صلبة لا تفت فيها المحن .. ولا بد أن أمتلك ذلك الإصرار الذي قادهم من القاع نحو النور ...

وبينما أنا جالس في موضعي وذهني شارد في عالم الهدف الجديد فوجئت بضياء يقول منزعجا : ها قد عثرت عليك أخيرا .. لقد أتعبتني يارجل."
" ضياء ما الذي أتى بك إلى هنا الآن؟."

" أنا منذ ساعتين أدور في المكان باحثا عنك يارجل."

" ولماذا ؟! "

.. يتبع.. 🍀


«أبشروا خيرا وتفائلوا»

قلت لصاحبي: إن نسبة ليست صغيرة من الإسلاميين يتفنون في جعل مجالسهم عبارة عن اجترار متواصل للهموم والأحزان وأخبار الهزائم والانكسارات، وضياع الدين والأمة، و مكايد الأعداء وخذلان الأقرباء، مع (تتبيلة) من الشكوى من العجز والضعف وسوء التقدير والتخطيط وضياع الفرص..  وألاحظ في بعض الأحيان تنافساً بين الجالسين في الإيغال في كل ما ذكرت!

والنتيجة هي الحيرة واليأس، والشعور بالضياع ولو أننا خرجنا بشيء إيجابي، أو حصلنا على شيء مفيد لتفهَمنا الأمر، ولكن مع الأسف ليس هناك ما يُنتفع به!

ما هذا بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد كان  بسّاماً، داعياً إلى الاستبشار والتفاؤل والتيسير مع اللطف والرحمة، وكانت مجالسه زاخرة بالتعليم والتفقيه والإرشاد والدعوة إلى الخير.

لسنا مسؤولين عن صلاح العالم، ولا عن النهوض بأمة المليار ونصف المليار.

لتكن مجالسنا مجالس مذاكرة لطيفة مع الدلالة على الفرص المتوفرة وتبادل الخبرات وفتح طرق جديدة للتعاون على الخير.

إن التدين الحق هو الدليل للحياة الطيبة المباركة المطمئنة المستبشرة، وليس باعثاً للغم والهم والتقريع المستمر للذات؛ وقد قال سبحانه(طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).

اللهم اشرح صدورنا، ونجح مقاصدنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام برحمتك يا أرحم الراحمين!

د. عبد الكريم بكار

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


«الفصل السادس»

في طريقي لحجرتي مررت بحجرة أخي .. فسمعت صوت شيء يرتطم بالأرض بشدة وبكاء مكتوم ... فطرقت الباب ودخلت لأجده جالسا أمام طاولة المذاكرة وقد حتى رأسه بين يديه مستسلما للبكاء .. ووجدت كتابه ملقى على الأرض عند الجدار .. لم أقل شيئا .. وما كان عندي ما أقوله .. فأشحت بوجهي وأغلقت الباب واندفعت صوب حجرتي .. وأغلقت الباب على نفسي بسرعة وأسندت رأسي على الباب وكأنني أهرب من كل تلك العيون المتعلقة بي والمنتظرة مني ما يحل لهم مشكلاتهم وأنا عاجز عن كل ذلك .. ثم انزلقت جالسا على الأرض .. وأحنيت رأسي على ركبتي .. وقلت لنفسي بصوت يائس: "لا أمل .. لا أمل .. لقد كنت أحلم .. أحلم فقط .. لن يحدث أي شيء يغير تلك الحياة الصعبة .. أنا كما أنا سأبقى في القاع .. ولن تتغير أموري إلا للأسوأ " .. ثم دخلت في نوبة عارمة من البكاء الحار .. وكأن دموعي نارا تحرق في عيني وجلدي .. وتخترق جسدي فينتفض كله معها ... مشيت بخطى متعثرة وارتميت على فراشي .. ماذا أفعل يارب؟ .. أنا مكتوف اليدين .. لقد ضاقت علي الدنيا .. لا أجد أملا .. ولا أجد حلا .. لقد شدّت كل الأبواب في وجهي .. يارب اجعل لي مخرجا من كل هذا .. أوجد لي بارقة أمل في محني المتلاطمة من عندك أنت ... وظللت أدعو وأبكي حتى استغرقت في نوم عميق .. وحين استيقظت من نومي .. وجدت نفسي أتحسس جيبي لأخرج منه تلك الورقة التي كتبت فيها أهدافي لأنظر فيها .. فوجدت رقم هاتف صاحبي ضياء مكتوبا في أسفلها .. وقد كتب لي أن أتصل به في أي وقت أحتاج فيه لنصيحته...

رفعت سماعة الهاتف من دون تردد .. واتصلت به ... فبادرني بصوته الباسم الذي يحيي الأمل في نفسي .. قصصت عليه كل ما مررت به من أحداث في يومي .. متسائلا عما يمكنه أن يعيد لي الحماسة التي فقدتها، قال لي :

تفاءل .. إن التفاؤل في حد ذاته هو فعل إيجابي قوي .. يدفع حياتنا في اتجاه أفضل .. تيقن أن الخير آت .. وأن المشاكل كلها في طريقها للزوال اعلم أن أصغر الأشياء قد تدفع حياتنا في الاتجاه الأفضل .. قد تتعقد حياتنا وتزداد مشاكلنا حدة وسوء .. ولكن فجأة تنقشع المشكلات كلها .. وتيأتينا الفرج من حيث لا نحتسب... ثق في الله يا صديقي .. ثق في تدبير الله لأمرك ولأمور أسرتك .. ادع الله بيقين وتضرع له لكي يحول حياتك لطريق آخر .. ثق بأن الله لا يفعل لنا وبنا إلا خيرا .. وأن اختيار الله لأختك سيكون خيرا من اختيارها لنفسها .. لا
تستعجل .

أما علمت كيف اختار لنا الله الطريقة التي نتعامل بها مع المشكلات الحالكة واجتماع المصائب علينا؟ لقد قال في كتابه الكريم: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {{157) ، وقال جل جلاله واستعينوا بالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ {45} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {{46} استرجع، وقم الآن وصل لربك ركعتين .. وتأكد أنه سيجعل لك مخرجا، وسيشق لك من قلب محنك المظلمة طريقا نحو النور ...

تذكر أن المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا، فنحن في دنيا ولسنا في جنة ... وليس المهم ما يحدث لنا بقدر أهمية الطريقة التي نستقبل بها الحدث وكيف نفسره ونتعامل معه ...

تعامل مع المعوقات والتحديات والمشكلات لا تستسلم .. فالطريق ليس مفروشا بالورود .. إنه صعب وشائك وطويل."

قمت فشغلت حاسوبي .. وفتحت برنامج التصميم .. وبدأت أصمم .. لكنني ما إن بدأت العمل حتى شعرت أن الأفكار تهرب مني .. وأنني فاقد للقدرة على العمل والتركيز .. فاقد للحماسة وللهدف ... فأطفأت حاسوبي من جديد ...

وعدت إلى الفراش... شردت بذهني .. هل يمكن حقا أن يكون ما أفعله الآن ذا جدوى وقيمة؟ هل يمكن أن أنجح حقا كما يزعم ضياء ؟ أم أنني أعلق نفسي وأحلامي بخيط واه من خيوط العنكبوت؟

.. يتبع.. 🌻


«بصمة أبي»

لقد تقدّم والدي في السن، وأصبح يعتمد على الحائط أثناء المشي. مع الوقت، تغيّر لون الجدران حيث كان يلمسها، وبصماته أصبحت واضحة عليها.

اكتشفت زوجتي ذلك، وكانت تشتكي كثيرًا من الجدران المتسخة، متضايقة من آثار يديه.
في أحد الأيام، كان يعاني من صداع، فدلك رأسه ببعض الزيت. أثناء مشيه، تركت يداه آثارًا زيتية على الجدران.

عندما رأت زوجتي البقع، انفجرت غضبًا، وبدوري صرختُ على والدي بحدّة، وطلبتُ منه عدم لمس الجدران مجددًا.
نظرتُ إلى وجهه، فرأيتُ الألم في عينيه، لكنني لم أتراجع عن كلامي.
منذ ذلك اليوم، توقف عن لمس الجدران أثناء المشي.

وبعد فترة، سقط أرضًا. لم يعد جسده يتحمل، وأصبح طريح الفراش.
وبعد وقت قصير... رحل.
كانت كلماتي القاسية تلاحقني، وندمي يكبر يومًا بعد يوم.

بعد مدة قررنا طلاء المنزل.
وعندما جاء الرسامون، ركض ابني الصغير – الذي كان يعشق جده – نحو الجدار، ومنعهم من طمس بصماته.
حاولوا إقناعه، لكنه أصر، فقال أحدهم بابتسامة:
"لن نمحوها، بل سنجعلها جزءًا من تصميم فريد!"

وبالفعل، رسموا حولها دوائر جميلة، وأصبحت البصمات جزءًا من جدران منزلنا. كل من زارنا كان ينبهر بهذا التصميم المختلف، لكنني كنت أراه شيئًا آخر...
كنت أراه ذكرى لن تُمحى.

مرّ الزمن، وكبرتُ أنا أيضًا. أصبحتُ أحتاج إلى دعم الحائط للمشي، لكنني كنت أخشى أن أكرر خطئي.

ذات يوم، حاولت السير دون أن أستند، فرآني ابني فجاء مسرعًا، وأمسك يدي بلطف:
"استند على الجدار يا أبي، لا تخف، أنا معك."
كلماته اخترقت قلبي، لكنه لم يترك لي مجالًا للرد، لأن حفيدتي الصغيرة تقدمت نحوي بحنان وقالت:
"جدي، استند عليّ أنا، سأكون سندك!"
كادت دموعي أن تسقط، لكنني تماسكت.
لو أنني قدّمت لأبي ما يقدمه لي أبنائي الآن، لربما عاش أكثر ولربما غادرتُ دون هذا الندم الذي يثقل قلبي.
أجلستني حفيدتي على الأريكة، ثم أخرجت دفتر رسمها بحماس.
"جدي، انظر! رسمتُ شيئًا جميلًا!"
كانت رسمتها... بصمة يد والدي على الجدار، محاطة بدوائر مزخرفة.
قالت معلمتها عنها:
"أتمنى أن يحب كل طفل كبار السن بنفس هذه الطريقة."
في تلك الليلة، عدت إلى غرفتي وبكيت طويلًا، أطلب المغفرة من أبي الذي لم يعد هنا، لكن بصماته... بقيت.

الحكمــــة
نحن أيضًا سنكبر يومًا ما، فلنُحسن إلى كبارنا، ولنعلم أبناءنا أن القلوب أهم من الجدران فاهتم بالبصمات التي تبقى.

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


«الفصل السادس»

واجه المعوقات
"الحواجز وضعت من أجل هدف كبير"

انحدرت دمعة خاطفة من عينها فمسحتها بطرف إصبعها بسرعة، فخفق قلبي فزعا وانقطعت أنفاسي، ثم تنهدت وقالت : نعم إنها بخير والحمد لله ." استعدت أنفاسي وقلت لها مستاء" : إذن مابك ولم أنت واجمة هكذا؟ هل حدث شيء."

قالت وهي تداري عينيها الحزينة مني : لا شيء مهم، لقد اتصل خاطبي وقال إنه قد انتظر طويلا وأن ظروفنا لا يبدو أنها ستتحسن أبدا، لذا سيضطر لفسخ خطبتنا .. و ... تمنى لي حظا سعيدا " .. ثم استدارت وانصرفت مسرعة إلى حجرتها.

تغير وجهي وأظلمت الدنيا في عيني، وأحسست بدوار شديد وكأن أحدهم قد ضربني بحجر فوق رأسي .. وفجأة دار رأسي للوراء وفقد كل شحنة الأمل التي كانت تتدافع فيه منذ قليل، فسقطت من على جبل الأحلام لأصطدم بحدة بصخرة الواقع المرير ... بالمشكلات التي تطوقني وتحيط بي من كل جانب.

لحقت بها إلى حجرتها وطرقت الباب فأجابتني بصوت مبحوح من أثر البكاء وقالت : تفضل "لم أجد دموعا تسيل، لقد أخفت دموعها عني ولكن أثر البكاء لا يزال على عينيها ووجنتيها .. إنها تبكي .. وأنا أتألم لأجلها ولا أعلم ما الذي أستطيع أن أفعله لها .. ولا أملك لها حلا .. ولكنني تبسمت لها رغم ألمي وصعوبة الموقف .. وقلت لها أرجوك لا تحزني .. أنا ... ولم أعلم ما الذي أقوله .. وما الذي يمكنني أن أفعله لأجلها لأزيل هذا الحزن عنها ... ولكنها لحسن حظي هي من قاطعت كلامي وبادرت تواسيني وكأنني أنا المجروح لا هي .. فقالت لي وقد رسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها الحزين : لا تقل شيئا .. لست مضطرا لأن تقول شيئا .. لا بأس بما حدث لقد كنت أنوي أن أتركه على كل حال .. كان يجب أن أفعل ذلك .. فظروفنا الآن لم تعد تسمح بهذا الزواج .. نحن بحاجة للمال لأجل أمنا المريضة ...

وهذا أهم بكثير من أي شيء آخر . لم أجد ما أقوله .. ولقد قطع كلامها كل كلام يمكن أن يقال .. فتلك هي الحقيقة المرة .. ظروفنا لم تعد تسمح بالزواج .. هي محقة .. وأنا لا أعرف كيف أتصرف .. ولا حتى ماذا يمكنني أن أقول .. ومن الأفضل أن أصمت الآن .. قلت لها بصوت بانس: سأذهب لأطمئن على أمي."

و هممت بالانصراف .. ولكنها قاطعت خطواتي المتعثرة وقالت لي : دعها تستريح .. إنها نائمة الآن بعد ليلة طويلة من المعاناة .. فلقد كانت تتألم طيلة الليل ولم تذق طعم النوم .. اتركها تسترح قليلا ...

زادت كلماتها من معاناتي .. فلم أزد عن أن أومأت لها برأسي موافقا واندفعت بخطاي لحجرتي وأنا أشعر أنني أحمل جسدي فوق رأسي .. وأنني لا أقوى على السير .. ولكنني هدأت نفسي قليلا .. لعل هذا أفضل ألا أراها الآن .. فأين سأهرب من عينيها المتألمة لأجل أختي .. وهي بالتأكيد تشعر بالذنب لأن مال زواجها قد دفع لعلاجها هي .. لو علمت قبل أن ندفعه لمنعتنا تماما .. ولكننا فعلنا كل شيء من دون أن نخبرها .. وهل كان لدينا حل بديل ؟! هل كان علينا أن نتركها تموت ؟ !!

.. يتبع.. 🪻


«ازرع خيرا»

تحكي متقاعدة عن العمل وتقول
بعد أن منّ الله عليّ بالتقاعد، وانقضت سنوات العمل بحلوها ومرّها، تنوعت فيها التجارب بين مدارس مختلفة ومديرات وزميلات، وخرّجت خلالها أجيالًا من الطالبات…

انتهى كل شيء الآن، لم يعد هناك سباق لكسب رضا المديرة، ولا لهاث لتجاوز الخط الأحمر، ولا تنافس في توزيع النصاب، حتى جلسات القهوة والإفطار التي كانت تجمعنا، مضت بوقتها بحلاوتها ومرارتها.

مرت السنوات، وتغيّرت الأجيال، وواجهنا تحديات في التعامل مع الطالبات والزميلات الجدد، لكن كل ذلك أصبح من الماضي.
لا أجد اليوم مرارة التعب، ولا أستطيع تذوق حلاوة تلك اللحظات الجميلة كما كنت سابقًا…
لكن، ما الذي بقي؟

أبوح لكم اليوم بسرٍّ لم أُفصح عنه من قبل، لعلّه يكون نورًا لمن يقرأه، فيعمل به، فيكون له ولي أجرًا عند الله.

في بداية مسيرتي، وفي العشر السنوات الأولى من عملي، انتقلت إلينا معلمة يفيض وجهها بالصلاح، نحسبها كذلك والله حسيبها.

ذات يوم، سألتني:
"هل لديكم طالبات يتيمات؟ أو ممن فقدن آباءهن بسبب السجن؟
وماذا عن العاملات الكبيرات في السن في المدرسة؟"
أجبتها بتعجب: "لدينا ثلاث عاملات، ورابعة تعمل كحاضنة لأطفال المعلمات، لكني لا أعرف عن ظروفهن شيئًا!"
قالت بحنان: "هؤلاء اليتيمات والنساء المتعففات يكافحن بصمت، وفيهن أجر عظيم، فلا تنسي نصيبهن من الخير.
أعلم أن التبرع للجمعيات الخيرية أمر حسن، لكن هؤلاء بيننا، نراهم كل يوم، وهن أولى بالرعاية والاهتمام."

ومنذ ذلك اليوم
تغيّرت نظرتي للأمر… بدأت أهتم باليتيمات، أكافئهن ولو بمبالغ صغيرة مغلفة، أو أرتب لهن رصيدًا في المقصف ليشترين ما يحتجن إليه دون حرج.
أما العاملات، فصرت أقترب منهن، أستمع إليهن، وأحاول تلمّس احتياجاتهن.

ومن باب العادة التي أصبحت عبادة، خصصت من راتبي مبلغًا شهريًا، يختلف حسب ظروفي، لكنه دائم لمساعدتهن، دون تحويلات رسمية، فقط يدًا بيد.

ووالله، لمست بركة هذه الصدقة في حياتي…
في مالي، في ذريتي، في تيسير أموري.
  لم أجد يومًا صعوبة مع مديرة، ولم أتشاحن مع زميلة، ولم أتعكر من طالبة. وكلما تأملت في حياتي، أيقنت أن هذا من أثر الصدقة العاجل، نسأل الله القبول.

والآن بعد التقاعد، لا أحنّ لتلك الأيام بقدر ما أتلذذ بذكرياتها…
لحظات الفرح على وجه طالبة يتيمة، أو دعوة صادقة خرجت من قلب عاملة متعففة.

الحكمــــة
ازرع أثرًا… اترك بصمتك…
ولا تحقر أي عمل صالح، فربّ درهم يسير أو كلمة طيبة تترك أثرًا عظيمًا في حياة الآخرين.
وتذكروا حديث النبيﷺ
ما نقص مال من صدقه بل تزده بل تزده

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


«ختام الفصل الخامس»

عليك أن تعد تصاميم قوية لتعرضها على الشركات التي تتقدم لها، لتعلن عن ذاتك وعن إنجازاتك وعن نجاحاتك، وتقولها أنذا .. لتجعله راغبا حقا في الحصول عليك .....

" حسنا، ولكن."

" لا يوجد لكن .. إذا أردت أن تنجح فعليك أن تحذف كلمة لكن من حياتك .. وللأبد.. وتذكر ألا تكون كذلك الحطاب الذي قرأت قصته الرمزية في كتاب ستيفن كوفي" وقبل أن أسأله عن ذلك الحطاب كان الكتاب موضوعا في يدي مفتوحا على الصفحة المطلوبة.. فقرأت قصته بشغف .. كان هناك رجل قوي البنية يعمل خطاباً، وجد عملاً في شركة لتقطيع أشجار الغابة و في اليوم الأول لعمله، أعطاه رئيس العمال فأساً، وأخذه إلى المكان الذي يبدأ فيه عمله في تقطيع أشجار الغابة، و لشدة حماسة الحطاب، ولكي يبرهن لرئيس العمال على نشاطه و مهارته، قام بقطع ثمانية عشر شجرة كبيرة، فتعجب رئيس العمال وأثنى عليه وشجعه فمضى الحطاب فرحاً فخوراً. و في اليوم التالي، بدأ الحطاب عمله بهمة و نشاط و حماسة أكبر لكي يقطع عدداً أكبر من الأشجار، لكنه في نهاية اليوم لم يقطع سوى خمس عشرة شجرة ، و في اليوم الثالث كان الوضع أسوأ، إذ قطع نحو عشرة أشجار، وهكذا يوماً بعد يوم ينقص عدد الأشجار التي يقطعها هذا الحطاب قوي البنية، مع أنه لا يشعر بأي تعب، والأشجار هي نفس الأشجار، فذهب بعد عدة أيام يعتذر لرئيس العمال ويخبره بأنه لا يعرف ما الذي حصل فابتسم رئيس العمال و قال : متى كانت آخر مرة شحذت فيها فأسك؟ فاستغرب الخطاب و قال متسائلاً : أشحذ فاسي، لقد كنت مشغولاً جداً في قطع الأشجار !!"

" حسنا .. سأبدأ من اليوم بإذن الله في شحذ فأسي ونهضت بسرعة واقفا لأعود إلى بيتي لأعمل. فجذبني ضياء وأجلسني من جديد : اجلس اجلس .. لم تكمل غداءك بعد . "
ولكنني من فرط الحماسة التي أصابتني لم أعد قادرا على الجلوس ولا على تناول المزيد من الطعام، فقلت له بحماسة لم يستطع تجاهلها: "لقد شبعت والحمد لله .. يجب أن أذهب .. فعلي أن أبدأ بسرعة ..... توقدت عينه بابتسامة مشعة .. رأيت فيها بارقة الأمل تشع على حياتي أنا من جديد، وقال لي واثقا : تعجبني الحماسة .. انطلق وابدأ .. وكن مصرا على أن تنجح .. وسوف تنجح بإذن الله ..... أسرعت خطاي نحو باب المنزل فلحق بي ضياء وقال لي: "انتظر .. لقد أخذتك الحماسة ونسيت ورقة أهدافك .. ألا تريدها ؟." قلت بحماسة " بلى أريدها بالطبع .. إنها مهمة جدا ".. مددت يدي والتقطها منه، وضممت يدي عليها بقوة، ثم نظرت في عينيه وشعرت بالكثير من الامتنان وقلت له بالحاح: " شكرا لك ياضياء .. شكرا .. لقد غيرت في نفسي الكثير اليوم .. ولا أعلم لو لم أقابلك اليوم ما الذي كان سيصيبني. "... " ربما أكون قد ظهرت اليوم خصيصا لأنك فعلا كنت بحاجة لتلك الكلمة التي تساعدك .. لكن الفعل الآن في يدك أنت .. فكن إيجابيا .. ونفذ ما
تعلمته .. فالكلام لن يغير حياتنا .. ولكن الفعل الذي نقوم به هو ما يغيرها حقا"

" حسنا يا صديقي .. سأفعل بإذن الله .. السلام عليكم."

أغقت الباب وأسرعت نازلا عبر الدرج وكأنني أطير، وكنت سابحا في عالم جديد والأمل يحدوني نحو النجاح .. وانطلقت أحث الخطا حتى وصلت إلى
بيتي، ولكنني ما إن وصلت إلى البيت حتى وجدت الوجوم يحل على المنزل والوجوه كئيبة أكثر من العادة، فخفق قلبي وخفت على أمي، فبادرت أختي
بسرعة قائلا : هل أمي بخير ؟."

تذكر ..
ليس هناك ما يمنعك من تطوير ذاتك سوى ذاتك أنت سوى تخاذلك وسوء إدارتك لوقتك وعدم إدراكك لأهمية التعلم وعدم حرصك عليه... لكن يجب عليك أن تعلم وتفهم جيدا أنك من دون أن تطور ذاتك ستبقى قابعا في مكانك لن تبرحه ...

.. يتبع.. 🌷


«من دروس المقاومة في الأسر»

الأسير الكسندر تروبانوف : ‏جميلكم محفور في وجداني، فخلال 498 يومًا عشتها بينكم، تعلمت معنى الرجولة الحقّة، والبطولة الخالصة، واحترام الإنسانية والقيم، رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام.

كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم علي صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر.

لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار. مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة، فلن أجد من الكلمات ما يفيكم قدركم، وما يعبر عن دهشتي وإعجابي بسموّ أخلاقكم.

أهكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟
أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء!
لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في أحلك الظروف.

صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة

«اللهمَّ بلغنا رمضان بلاغًا مقرونًا بهمِّةٍ واجتهادٍ وتوفيق وعمل وأعِنَّا على صيامهِ وقيامهِ على الوجه الذي يُرضيك عنَّا».


‏۞إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا۞



"إن شئتَ أن يغـدو حديثُك سُــكَّرا
وشـذى حـروفِك كالعـبير معطّـرا

ويزولُ عنك دجى الهمـومِ وحزنُها
ويصير قلبُك مــرجَ حبٍّ أخضـرا

فامـلأ حديثَك بالصّـلاة على الذي
أهــــداه ربُّـك للوجــــود مبشــــرا"..

ﷺ💞💞

‏اللّـهُم تقبّـل أعمالنا وارحم من سبقونا إِلـيك وبلغنا رمضان بلوغ رحمة وبركة ويسر ومغفِرة وجبر وإجابة دعاء وتحقيق أمنيات وعتق من النـار .


#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡


جمعة مباركة  🕌📿


«الفصل الخامس»

" يحزنني أن أرى أمتي على هذا الحال يحزنني أن أتذكر كيف كان الرجال في أمتنا في كل مجال وكيف صاروا اليوم القد كان منا الصديق أبو بكر والفاروق عمر والأسد حمزة، وكان منا سيف الله خالد بن الوليد وداهية العرب عمرو بن العاص، وكان منا الفاتحون صلاح الدين وقطر ومحمد الفاتح، كان منا ابن عباس ومجاهد وقتادة، كان منا ابن كثير والطبري والقرطبي، وكان منا البخاري ومسلم ومنا الأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل، وكان منا سعيد بن جبير ويحيى بن معين وعلي بن المديني، وكان منا الحسن بن الهيثم والإدريسي والبيروني والخوارزمي، وكان منا المقريزي وابن النفيس وابن البيطار، وكان منا الخليل والأصمعي وابن منظور، وكان منا وكان منا ... واليوم صرنا أبطالا في الكرة والغناء وحتى الرقص مع الأسف... أهكذا يختزل معنى الرجولة ليصير ممتهنا ؟ !! لقد نجحوا مع الأسف في إكساب الرجال صفات الميوعة والدياثة، لقد نجحوا في أن يفقدوهم الهوية

الإسلامية وفي جعلهم تابعين لهم في كل شيء، بداية من تصفيفة شعرهم وشكل ملابسهم .. ومرورا بسلوكهم وأخلاقهم .. وحتى مفاسدهم ورذائلهم.". أوجعني ألمه، فأردت أن أغير اتجاه الحديث، فأخبرته" : تعلم ما الذي أثر

في أيضا في تلك القصة الجميلة؟." التفت نحوي، وقال ببسمة مصطنعة يكسوها حزن دفين" : ما الذي أثر

فيك؟"

قلت" : أثر في بشدة إصراره العظيم على تحقيق هدفه، وحبه العميق لبلده،

وحرصه على أن يرفع شأنه بصناعة وطنية قوية وتواضعه الذي دفعه لأن يقبل

أن يعمل في مهن تنظر لها مجتمعاتنا بتعجرف وامتهان على الرغم من أنه من

عائلة كبرى وبدل أن يعدّ رسالة الدكتوراه، قبل أن يعمل في تواضع كامل

تحت يد عامل ليتعلم كيف يصنع الماكينة التي يريدها، كما أعجبني وبشدة انهماكه في هدفه إلى الحد الذي نسي معه حاجات جسده فأخذ من وقت

طعامه ونومه ليعطي هدفه ." " معك حق .. هدف قوي استولى على كيانه بأكمله، فلم يسمح للعقبات أن تقف في طريقه، وأصر على تحقيقه مهما حصل .. وهذا المشهد بالتحديد الذي تكلمت عنه هو ما يعيدنا لشباب أمتنا الذي يتفنن في قتل الوقت.. ليس على حاجات الجسد وحسب، بل على نزوات وتصرفات خرقاء تضيع دينه وصحته وخلقه .. يستهلكون الساعات في الجلوس على المقاهي، وفي التنافس الغث على لعبة من ألعاب الحاسوب أو مباراة لكرة القدم .. فأنى لمثل هؤلاء الفارغين أن يصنعوا لأنفسهم نجاحا، فضلا عن أن يصنعوا لأمتهم

مجدا . "!

قلت مستسلما : " معك حق .. لكن ما الرسالة المحددة التي أردت أن توصلها لي بدفعك إياي لقراءة تلك القصة؟ ."

" إن القصة التي قرأتها تثبت لك أن تطوير الذات لا علاقة له أبدا بالظروف

فمهما كانت الظروف صعبة والعقبات كثيرة، فمن يرغب حقا في تطوير ذاته

سوف يتجاوز كل ذلك، ويوجد لنفسه الوقت والجهد والمال ليطور ذاته، لقد

حرم نفسه النوم وقلل من طعامه ودفع راتبه بأكمله ليشتري تلك الآلة التي

تساعده على التعلم، بل وتخلى عن مركزه في البعثة ومكانته في الجامعة

ورسالة الدكتوراه ليعمل في مهنة متواضعة تمكنه من تطوير ذاته بتعلم سر

صنع الماكينة .. هل فهمت ذلك؟ هل أدركت كيف تعمل تلك الروح المثابرة

التي لا تسمح لشيء أن يعيق تطويرها لذاتها؟."

" نعم وعيت وأدركت ."

" إذن الآن عليك أن تبدأ في اكتساب المهارات التي تنقصك، وتعلم ما

يجب عليك تعلمه الخبراء يؤكدون أن من يقرأ كتابا واحدا كل شهر في تخصصه فسوف يحرز تقدما كبيرا ومذهلا في مدة يسيرة، ويصير من المتمكنين في مجاله، يجب عليك أن تحرص ألا يمر عليك يوم جديد من

دون أن تتعلم شيئا جديدا يفيدك." " ولكن يا ضياء أنت ترى ظروفي ووقتي، وتعلم أنني لا أستطيع أن أجد وقتا لذلك، فأنا مضطر للعمل باستمرار لأوفر لأسرتي ما أستطيع توفيره لحاجاتهم

الأساسية، لا أستطيع أن أتخلى عنهم وأجلس لأطور ذاتي .. لا أجد وقتا"

" اسمعني جيدا يا فريد ليس هناك ما يمنعك من تطوير ذاتك سوى ذاتك

أنت .. سوى تخاذلك وسوء إدارتك لوقتك، وعدم إدراكك لأهمية التعلم وعدم حرصك عليه .. لكن يجب عليك أن تعلم وتفهم جيدا أنك من دون أن تطور ذاتك ستبقى قابعا في مكانك لن تبرحه .....

" حسنا سأضمن خطتي برنامجا لتطوير ذاتي وسأبدأ في إعادة جدولة وقتي لأدخل برنامج التعليم ضمن برنامجي اليومي قدر ما أستطيع، فلا يوجد

ما يمنعني من القراءة حتى وأنا جالس في الشارع أبيع بضاعتي الرخيصة." " أحسنت يا فريد، وهذا ما يجعلك تتعلم حقا وتكتسب قوة لا يستطيع أحد أن ينتزعها منك، وتصير مرغوبا حقا في سوق العمل، ولكن عليك أن تقدم

شيئا آخر للشركة التي تتقدم لها طالبا للعمل"

" وما هو ؟ ."

" عليك أن تصنع شيئا مميزا .. أن تريه نماذج من عملك ومن قدرتك الممتازة على التصميم، لقد كنت أكثرنا تميزا في التصاميم الهندسية، لقد كانت نماذجك تثير دهشة الأساتذة فضلا عن إعجابهم .. أنت متفوق

" هل تعني أن أرسم من جديد؟."

" نعم، عليك أن تفعل ذلك .. واليوم...

يتجدد لقاؤنا معكم إن شاء الله في الأسبوع القادم..


«المعين في الحياة»

ورد في نهاية قصة أيوب أنه ظل صابرا بتثبيت الله له، يعينه على ذلك شيئان:
زوجه الوفية...
وأخوان من أصحابه بقيا على عهد الوفاء له من كل إخوانه.

وما ضعف أيوب عليه السلام رغم شدة بلائه -طوال ثلاثة عشر عاما وقيل ثمانية عشر عاما- إلا لما أحس بضعف زوجته وقلة حيلتها، ثم خذلانه من أحد أخويه المتبقيين كما روى الحاكم وصححه من حديث أنس وفيه:
"فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان" فقال أحدهما للآخر يوما من الأيام:
"لقد أذنب أيوب ذنبًا عظيمًا، وإلا لكشف عنه هذا البلاء" يعني: ما هذا الذي نزل به إلا أن يكون أذنب ذنبًا عظيمًا، فذكره الآخر لأيوب فازداد حزنًا... إلى آخر الرواية.
سبحان الله!!

يهون كل بلاء في هذه الدنيا بزوجة وفية وصاحب وفي... فإذا خلت الدنيا منهما، تداعت الآلام إلى القلب قبل الجسم.

أيوب الذي تحمل تقرح الجراح وتقيحها وروائحها كل هاتيك السنين لم يتحمل ضعف امرأته أو خذلان صاحبه!!

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم رغم تأييده بالوحي، إلا أنه لم يستغن يوما عن خديجة الزوجة وأبي بكر الصاحب.

فحتى ولو كنت نبيا لا غنى لك عن كليهما.
لذا لا تستعجب ممن يستوحش الدنيا ويضيق صدره فيها وقد حرم الزوجة الودود والخل الوفي.

إبراهيم خليل الرحمن لم يكن معه في رحلة عذابه وهجرته ودعوته مؤمن غير زوجته، وكان مستغنيا بها عن الدنيا بأسرها..

وعمر بن الخطاب لما فارقه صاحبه ووديده أبوعبيدة للجهاد فكأنما انكسر ظهره!!

وهل في الدنيا أبهج لقلب المرء من زوجة تعين وصاحب في حبه يصدق؟!

فمن كان له نصيب من أحدهما أو كليهما فليخر ساجدا شاكرا، وليعض عليهما بالنواجذ، ومن حرمهما فلا يزال محروما وإن ملك أموال الدنيا.
زوجُكَ وصاحبُك، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس..

وهل يمسح ويهون وعثاء السفر، وعناء الطريق... إلا زوجة بحب وإخلاص خديجة وصاحب بوفاء الصديق؟!

خالد حمدي

غزّة، قلعة الصمود الذي تجسدت فيها معاني الصبر والإيمان، إذ تكتب فصول المجد بدماء أبنائها وتوكلها على الله. وشعبها لا يعرف الهزيمة، فهو يصبر ويجابه الظلم بثبات، ومؤمنًا بوعد الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).
اللهم كن لأهل غزّة عونًا ونصيرًا، وثبت أقدامهم، وارفع عنهم البلاء، وأبدل خوفهم أمنًا ونصرًا قريبًا يا رب العالمين.
د.علي محمَّد الصَّلَّابي


«الفصل الخامس»

ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد وصهر النحاس والألمونيوم فبدلا من أن أعد رسالة الدكتوراه كما أرادني أساتذتي الألمان، تحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغرا إلى جانب عامل صهر معادن كنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم، كنت أخدمه حتى في وقت أكله، مع أنني من أسرة ساموراي .. والأسرة السامورائية هي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان، لكنني كنت أخدم اليابان، وفي سبيل اليابان يهون كل شيء

قضيت في هذه الدراسة والتدريبات ثماني سنوات كنت أعمل خلالها بين 10 و 15 ساعة في اليوم . فبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة...

وعلم إمبراطور اليابان بأمري، فأرسل لي من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهبا. اشتريت بها عدة وأدوات وآلات لمصنع محركات متكامل وعندما أردت شحنها إلى الماضية لاستكمال إجراءات الشحن .. عندما وصلنا إلى نجازاكي قيل لي : إن الامبراطور

اليابان كانت النقود قد نفدت فوضعت راتبي وكل ما ادخرته خلال تلك السنوات

يريد أن يراني، قلت : لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشيء مصنع محركات متكامل . استغرق

ذلك تسع سنوات .. تسع سنوات من العمل الشاق والجهد المتواصل...

وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي 10 محركات صنعت في اليابان قطعة قطعة حملناها إلى القصر ووضعناها في قاعة خاصة بنوها لنا قريبا منه أدرنا جميع المحركات العشرة وانتظرنا دخول الامبراطور إلى القاعة، ولما دخل ابتسم وقال : هذه أعذب سيمفونية سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة .. هكذا ملكنا الموديل وهو سر قوة الغرب، نقلناه إلى اليابان، نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان، ونقلنا اليابان إلى الغرب .. وبعد ذلك

الحدث السعيد ذهبت إلى البيت فنمت عشر ساعات كاملة .. وهي أول مرة أنام فيها 10

ساعات كاملة منذ 15 عاما" ...

بعد أن قرأت هذا الكلام بقيت شاردا لبعض الوقت أحدق في الفراغ حتى جاء ضياء فجأة وقطع شرودي قائلا : فيم تفكر كل هذا؟ هل قرأت

القصة؟"

" نعم قرأتها، وهي سبب شرودي، فأنا أفكر في نفسي وفي شباب أمتي،

كيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من الهزيمة الداخلية والاستسلام، ولماذا

نحن هكذا وهم هكذا ؟ لماذا يفكرون بتلك الطريقة؟ ولماذا لا نفكر نحن بها؟
لماذا صرنا زائدين على الحياة؟ ولماذا لم تعد لنا قيمة؟ لماذا لا نكافح ونعرق

وننتج ؟ لماذا نبقى ضعفاء مستوردين عالة على الأمم، نجلس على المقاهي نشكو حالنا وننتظر أن تمطرنا السماء ذهبا، وأن تحل مشاكلنا من تلقاء نفسها من دون أن نبذل جهدا في حلها ؟" قال بحسرة ومرارة كانت تنزف من كلماته: " إنها الحرب يا عزيزي .. فقد اكتشفوا أن حربهم بالسلاح كانت تثير روح المقاومة والتعاون والإصرار على النصر، فأوقفوها .. ثم أشعلوا حربا باردة تستهدف دين الشباب وعقولهم وعزيمتهم وأخلاقهم وحتى صحتهم وأسرهم صارت حروبهم لنا عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تجعل من شبابنا غثاء تافها لا قيمة له على صفحة الحياة، تلك الحرب التي تقدم الرواية الغثة والفيلم الرخيص والمقطع الإباحي النجس، تماما كما تقدم كأسا من الخمر أو قطعة من المخدر، فجميعها

تعمل على نفس المستوى فتخدر العقل والروح وتميت الضمير الحي، وتترك

وراءها أشباحا كأشباه البشر، لا تنتفع منهم أمتهم بشيء"... نظرت لعينيه فوجدتهما مليئتين بالدموع، على عكس ما اعتدت أن أرى ضياء الذي أضاء حياتي بتفاؤله وإيجابيته وقوة عزيمته وكلماته .. فبادرته

لأقطع لحظة صمت ثقيلة : ألا ترى النور في آخر النفق ياضياء؟."

تبسم برغم الألم الذي ملأ وجهه، فأضاء وجهه ذو الملامح الشرقية الأصيلة، ثم ضاقت عيناه وهو ينظر للبعيد، وكأن دفعة من الحماسة تخرج منها .. وتحركت شفتاه في ثقة عميقة : بلى أراه بالطبع .. لقد جاءتنا بشارات قوية في القرآن والسنة، وسوف يبزغ الفجر وينقشع الظلام برغم كل ما يفعلوه بنا، وسوف يملأ النور الدنيا برغم أنف الخفافيش الكثيرة التي تعيث في

الظلام، ولكن.....

" ولكن ماذا ؟ ."

وبكل الحب والفائدة يتبع...


«من أنت؟»

بنت الشاطئ:

في مناقشة رسالة ماجستير كنتُ المشرفَ عليها تعمّدت الدكتورة عضو المناقشة أن تخالف وتجادل لمجرّد المخالفة، فإذا أردتُ مناقشتَها قالتْ: أنا تلميذة بنت الشاطئ، وكرّرتْ هذا مرّات، فقلتُ لها: تحياتي وتقديري لبنت الشاطئ، ولكن يا سيدتي بنتُ الشاطئ كانت تدخل القاعة وأمامها أكثر من 400 طالبة، فأيّ واحدة أنت منهنّ، لم أسمع باسمك من قبل، ما هي مؤلّفاتك وأبحاثك التي تجعل بنت الشاطئ تفخر بك، وتجعلك تنتسبين لها بحقّ.

يا سيدي: لا تقل لي أنا تلميذ فلان، وشيخي فلان، وشهادتي كذا، وجامعتي كذا، وأبي فلان، وجدّي فلان.
يا سيدي: هؤلاء نعرفهم، ولكن أنت لم نعرفك، فمن أنت.

د حسن العثمان

غزّة، قلعة الصمود الذي تجسدت فيها معاني الصبر والإيمان، إذ تكتب فصول المجد بدماء أبنائها وتوكلها على الله. وشعبها لا يعرف الهزيمة، فهو يصبر ويجابه الظلم بثبات، ومؤمنًا بوعد الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).
اللهم كن لأهل غزّة عونًا ونصيرًا، وثبت أقدامهم، وارفع عنهم البلاء، وأبدل خوفهم أمنًا ونصرًا قريبًا يا رب العالمين.
د.علي محمَّد الصَّلَّابي


ما رأيكم في محتوى القناة..؟!
Poll
  •   مفيد و توعوي
  •   رائع و جذاب
  •   عادي و مكرر
17 votes


العمل.... حملت النبأ إلى رئيس بعثتنا فقال : حسنا فعلت الآن أختبرك سآتيك بمحرك متعطل وعليك أن تفككه وتكتشف موضع الخطأ وتصححه، وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل كلفتني هذه العملية عشرة أيام عرفت في أثنائها مواضع الخلل، فقد كانت ثلاث من قطع المحرك بالية متآكلة صنعت غيرها بيدي صنعتها بالمطرقة والمبرد . لقد كانت هذه اللحظات من أسعد لحظات حياتي، فأنا مع المحرك جنبا إلى جنب ووجها إلى وجه، لقد كنت سعيدا جدا رغم المجهود الكبير الذي بذلته في إصلاح هذا المحرك .. قربي من هذا المحرك أنساني الجوع والعطش، لا آكل في اليوم إلا وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا القليل .. ثم تأتي اللحظة الحاسمة لاختبار أدائي في إصلاح هذا المحرك بعدما جمعت أجزاءه من جديد، وبعد قضاء عشرة أيام من العمل الشاق أخذت يدي تقترب لإدارة المحرك .. وكم كنت أحمل من القلق والهم في تلك اللحظات العصيبة، هل سيعمل هذا المحرك؟ هل سأنجح بعدما أدخلت فيه بعض القطع التي صنعتها؟ وكم كانت سعادتي واعتزازي بعدما سمعت صوت المحرك وهو يعمل .. لقد أصلحته .. لقد نجحت .. بعد ذلك

قال رئيس البعثة : عليك الآن أن تصنع قطع المحرك بنفسك، ثم تركبها محركا.

انتظرونا 🌺..


«الفصل الخامس»

طور ذاتك .. ونم مهاراتك ...

قال أحد الحكماء " : إن كثيرا من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه؛ لأن شخصا آخر ظنّ أنهم قادرون على ذلك."

" يجب أن تكون منطقيا وأنت تبحث عن وظيفة كتلك .. فما الشيء الذي سوف تقدمه أنت له لتجبره على قبولك في شركته .. يجب أن تقدم له شيئا مميزا ليكون راغبا في الحصول عليك والاحتفاظ بك .. أن تقدم نفسك له

بطريقة تجعله راغبا فيك. " " هل تقصد سيرتي الذاتية؟ لقد كتبتها، ولكن أنت تعلم .. لقد عانيت من ضيق ذات اليد طويلا .. مما منعني من الالتحاق بدورات تدريبية وكذلك الحصول على المزيد من الشهادات، لذلك فلن تكون سيرتي الذاتية قوية

ومطلوبة كما تعلم .. فأنا ليس لدي الكثير فيها ."

" أنا لا أقصد سيرتك الذاتية .. وها أنت ذا تعود لتركز على الجوانب السلبية

في حياتك .. ركز على الإيجابية قليلا ."

" حسنا .. حسنا .. ماذا تريدني أن أقدم له؟ وكيف سأقدم ذاتي إذن؟."
" يا فريد أنت تعلم جيدا أننا في عصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية يمكنك أن تتعلم كل شيء عن أي شيء بضغطة زر، كما يمكنك الحصول على دورات مجانية عبر الإنترنت الكثير من الكتب والمقالات الكثير من التجارب والخبرات يمكنك أن تكتسب المهارة الكاملة لكنك تفضل

الشكوى على التعلم والمحاولة."

" تعني أنني المخطيء من جديد."

قال وهو يتبسم: بالطبع يا فريد لقد عرفت قصصا تخلى أصحابها عن مراكز ومناصب قوية لأجل الحصول على التعلم مد يده إلي بكتاب

فالتقطته وهو يقول : " تفضل هذا الكتاب اقرأ القصة الأولى فيه." التقطت الكتاب ونظرت لغلافه فوجدت عنوانه " كيف أصبحوا عظماء للدكتور سعد الكريباني قلبت في محتويات الكتاب، وفتحت على القصة الأولى، فوجدتها معنونة بـ : تاكيو أوساهيرا" : يقول الياباني تاكيوا أوساهيرا : ابتعثتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورج بألمانيا، لأدرس أصول الميكانيكا العلمية ذهبت إلى هناك وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبدا، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، كنت أحلم أن أتعلم كيف أصنع محركا صغيرا . كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى موديلا، وهو أساس الصناعة كلها، فإذا عرفت كيف تصنعه فإنك وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها، وبدلا من أن يأخذني الأساتذة إلى المعمل أو مركز تدريب عملي، أخذوا يعطونني كتبا لأقرأها، وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها، ولكنني ظللت أمام المحرك أيا كانت قوته وكأنني أقف أمام لغز لا يحل، كأنني طفل أمام لعبة جميلة لكنها شديدة التعقيد، لا أجرؤ على العبث بها .. كم تمنيت أن أداعب هذا المحرك بيدي كم أشتاق إلى لمسه وتعرف مفرداته

وأجزائه، كم تمنيت لمه وضمه وقربه وشمه كم تمنيت أن أعطر يدي بزيته، وأصبغ ثيابي

بمخاليطه كم تمنيت وصاله ومحاورته والتقرب إليه، لكنها ظلت أمنيات .. أمنيات حية

تلازمني وتراودني أياما وأياما .. وفي ذات يوم قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع

كان ذلك أول الشهر وكان معي راتبي ذهبت إلى المعرض فوجدت فيه محركا بقوة

حصانين، ثمنه يعادل مرتبي كله فأخرجت الراتب ودفعته للبائع، حملت المحرك وكانثقيلا جدا، وذهبت إلى حجرتي ووضعته على المنضدة، وجعلت أنظر إليه كأنني أنظر إلى تاج من الجواهر، وقلت لنفسي : هذا هو سر قوة أوروبا !! لو استطعت أن أصنع محركا كهذا لغيرت اتجاه تاريخ اليابان ....ثقيلا جدا، وذهبت إلى حجرتي ووضعته على المنضدة، وجعلت أنظر إليه كأنني أنظر إلى تاج من الجواهر، وقلت لنفسي : هذا هو سر قوة أوروبا !! لو استطعت أن أصنع محركا كهذا لغيرت اتجاه تاريخ اليابان .... وطاف بذهني خاطر .. إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتی مغناطیس کحدوة الحصان وأسلاك وأذرع دافعة وعجلات وتروس وما إلى ذلك، لو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها ثم شغلته فاشتغل أكون قد خطوت خطوة نحو سر موديل الصناعة الأوروبية .. بحثت في رفوف الكتب التي عندي حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات، فأخذت ورقا كثيرا وأتيت بصندوق أدوات العمل ومضيت أعمل .. رسمت منظر المحرك بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمي أجزاءه، ثم جعلت أفكك أجزاءه قطعة قطعة وكلما فككت قطعة رسمتها على الورق بغاية الدقة وأعطيتها رقما، وشيئا فشيئا حتى فككته كله، ثم أعدت تركيبه من جديد .. وفي هذه اللحظة وقفت صامتا قليلا .. إنه وقوف وصمت المتشكك .. هل سأنجح في تشغيله؟ وبسرعة قطعت شكي وأدرت المحرك ... فاشتغل، وما إن غرد صوت المحرك حتى كاد قلبي يقف من الفرح .. استغرقت العملية ثلاثة أيام كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة


«العالم البطل الصغير»

المقداد حازم (12 عاما) في خيمته البالية الباردة، ينشغل بدورة تأهيل السند المتصل عن النبيﷺ، يدرس تحت القصف الشديد على بقايا شحنة جهازه المحمول لانقطاع الكهرباء.

المقداد:

• حافظ لكتاب اللّٰه وهو في عمر 10 سنوات.
• يحفظ المنتخب من رياض الصالحين 500 حديث.
• حافظ  للأربعين النووية.
• حاصل على السند في تحفة الأطفال (قارئ ومُقرئ)
• حاصل على دورات التمهيدية والتأهيلية والعليا بأحكام التلاوة.
• حلُمه أن يتعلم الهندسة ليعمّر غزة التي دمّرها الاحتلال.
• يقول المقداد: "ما يفكرش الاحتلال أنه هيدمر أحلامنا"

جيلٌ شاهدٌ على حقبةٍ عظيمة من تاريخ أمتنا، وُلدوا كباراً، وسيحيون -بإذن الله- عظماء.


غزّة، قلعة الصمود الذي تجسدت فيها معاني الصبر والإيمان، إذ تكتب فصول المجد بدماء أبنائها وتوكلها على الله. وشعبها لا يعرف الهزيمة، فهو يصبر ويجابه الظلم بثبات، ومؤمنًا بوعد الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).
اللهم كن لأهل غزّة عونًا ونصيرًا، وثبت أقدامهم، وارفع عنهم البلاء، وأبدل خوفهم أمنًا ونصرًا قريبًا يا رب العالمين.
د.علي محمَّد الصَّلَّابي

20 last posts shown.