وماذا عسايَ أُجيب؟!
أنا "بخير"، فما زالَ صدري يَتسعُ لنسمةِ الهواء،
أذرُعي تُلاعبُ الفراغَ، وأقدامي تَسْبِحُ في الفضاءِ،
رغمَ ارتعاشاتٍ خفيّةٍ تَسرِي كالثعابينِ في أصابعي،
إلّا أنّي أستطيعُ الإمساكَ بشرارةِ الوُجودِ.
عيوني تلتقطُ الألوانَ، أبصرُ الأشكالَ بلا معانٍ،
أسمعُ الأصواتَ كأمواجٍ تَغمرُ ساحلَ وعيي.
وأنا... ما زلتُ أُخرِجُ الكلامَ مِن قفصِ الحنجرةِ،
أتعثّرُ في حروفِ الكلامِ، أَسْقُطُ مرارًا،
لكنّي أَنْهضُ بكبرياءِ مَنْ يُكمِلُ طريقًا.
أقاسي السهادَ، لكنّي أحيانًا أُجبرُ النومَ
بقرصٍ ملوَّنٍ يَخدعُ الساعاتِ لِتُغْمِضَ عينَيها،
وأنا... أصرخُ بألمٍ صامتٍ،
ثمّ أشتريه بصمتٍ مُسكَّنٍ.
نعم، ما زلتُ بخير!
أضيَعُ خيوطَ الذكرياتِ، أخلطُ الأسماءَ بالشوارعِ،
أنسى وجهي في المرايا، أترُكُ نفسي على عتباتِ الغُربةِ،
أجهلُ كيفَ تُحاكي حياتي سيناريو "الطبيعيّين"،
لكنّ العجلةَ تدورُ رغمَ كلِّ شيءٍ!
لا أملكُ رفاهيةَ السقوطِ،
لذا... هاهي ذا قدمايَ تقفانِ على حافةِ الانهيارِ،
وأنا -بِصبرِ الجبابرة- أقولُ:
"مَشيتُ طويلًا، ولن أتوقّفَ هنا!".