نُـورا نصر

قرأت مرّة على أحد الجدران،
"إنتِ مش محتاجة مراية، إنتِ حلوة كيف ما كنتِ"

أوافق هذه الفكرة إلى حدٍّ ما.
لكنّنا نحنُ النّساء حتّى وإن كنّا متأكدّات من أنفسنا،
نحتاج من يخبرنا بذلك.
ليسَ من أجل أن نتأكد أكثر،
بل كي نتذكر!

النّساء العاملات اللّواتي يخرجن للعملِ صباحًا -بكلّ أناقة- ثمّ يغرقن هناك فيرجعنَ في آخر نهارهنّ متعبات، يخلعن الكعبَ على باب البيت، ثمّ يدخلن بِلا طاقة.
هكذا ينتهي عندهنّ النّهار.
كيفَ سيتذكّرن أنّهن جميلات وسطَ تلك الفوضى والوِحدة أحيانًا؟

الأمّهات اللّواتي يقفنَ منذُ الصّباح، بينَ الطّبخ والتنظيف والتدبير والتربية، لا تنتهي نهاراتهنّ إلّا حين ينام الجميع. وبالطّبع تكون قد انتهت هي أيضًا.
مرّة جرّبتُ أن أكونَ بدلَ أمّي لمدة ٣ أيّام، وكنتُ عاملة في الوقت ذاته. كانت مهمّة مستحيلة بالنّسبة لي. وقتها نسيتُ أن أقف أمام المرآة ليومين.
كيفَ ستتذكّر الأمّهات؟

الفتيات اللّواتي لم يعشن تجربة حبّ -وإن فاشلة- حين يسمعن أحاديث صديقاتهن عن أزواجهنّ أو عن الحبّ مثلًا، كيف ستقتنع الواحدة منهنّ أنّها جميلة؟
وإن وقفت أمام المرآة نهارًا كاملًا.

الصّغيرات اللّواتي لم يُمسَكن من خدودّهن في صغرهنّ، ولم يبتسم أحدٌ في وجوههنّ أو يلاطفهنّ أحد.
هل سيكبرنّ وهنّ يفكّرن أصًلا أنّهنّ جميلات؟

نحنُ النّساء هكذا، إن كنّا عاملات، أمهات، طفلات،
نحتاجُ أن نسمع "شو حلوة اليوم" حتّى نتذكّر أن ننظرَ في المرآة دون خجلٍ أو خوف.
سمينة، قصيرة، طويلة، مريضة بُهاق، تعاني من بثور في وجهها، يلازمها تقوّس في ظهرها منذ الولادة...
تستحقّ أن تسمعَ كلمة تؤكّد لها أنّها مرغوبة.

وأنتَ تذكّر،
تستطيعُ أن تكون مرآة فتاتِك التي تُحبّ بكلمة واحدة
"كنتِ حلوة اليوم"

-زينب قاروط

‏" نُصلي عرفانًا للطريق الذي يبدو صحيحًا
‏للمرة الأولى منذ مدة طويلة."

🤎

اللهم صلِ وسلم على حبيبنا مُحمد
صلاة تطيب بها الجراح وتنجبر بها الخواطر

( أعمل إيه في الكاريزما ؟ ) 🪄

«لكنكِ الوحيدة
التي كلما اجتاحني شعور بهيج
أو مشيت في طريقٍ طويل
تمنيتكِ معي»

‏صباح الخير،
أن نبدأ آمالاً جديدة، تجدد الحُب فينا، نُقبل على الحياةِ طيورًا حرّة، أنَّ نجد من يشبهنا؛ شفافًا صادقًا مُخلصًا، نرافقه الدرب فلا نستوحشه أو نملّه، أنَّ ينمو فينا السعي كل صُبح وعشِيّة، ألا يجف فينا الشعور، وألا ينال منا الغرور ولا السخط، ياربّ!

كيفَ أقنعك أن غايتي كلها من الحب هي
إيجادُ الونس الذي افتقدتهُ طيلةَ حياتي ؟
رجلٌ أميلُ بتعبي عليه فيحملني بكل حنو،
رجلٌ أنظرُ إلى عينيه
فلا أجدُ إلا أنا، كل مرة، أنا فقط..
غايتي أن نتشاركَ ليالي الوحدة الثقيلة
ولحظات السعادة المُطلقة وأكوابَ الشاي الدافئة.

🤎

يتم التعبير عن الحُبّ بالأيدي: الإمساك، الطبخ، المعانقة، الكتابة، الرقص، قراءة الكتب معًا، تقبيل اليّد، إحتساء القهوة في الشرفة كل صباح، الضحك والجنون الذي ليس له حدود!

وكما يقول أوكتاڤيو باز: فإن العناق الجسدي والشِّعري يمنعنا من الوقوع في مآسي هذا العالم!

إِني أُطيلُ حديثنا إذ يبْتدِي
وأنا بِطَبعي لا أطيلُ كلامِي

خيرُ الكلام أقلُّه في مذهَبي
إلا حديثُكَ.. ملجَئي وسَلامِي

مساء الـ لا تقطع سُبل الكلام، انا أحبك
رغم انك مشكلة. ✨

على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل،
رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ،
أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف
الغزاة من الذكرياتْ.

على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ،
سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن،
غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات،
هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين،
وخوفُ الطغاة من الأغنيات.

(سأنتصر في النهاية، وسوف
تكونين إلى جانبي)

- جيمس جويس الى نُورا بارنكل

أكتب للنساء اللواتي
كن ذات يوم فتيات رأين أنفسهن
بعيون أرواح فشلت في تمييز
نورهن الساطع.

أكتب للنساء
اللواتي تلعثمن عند الكلام
ولمن أجبرن أنفسهن على الصمت
حين نعتن بكلمات قبيحة.

أكتب للنساء اللواتي
يبقين جاثيات، باكيات في الهواتف
حين يهجر العشاق
ويرحل الأصدقاء.

أكتب للنساء كلهن
اللواتي يظهرن صباحًا
مبتسمات
بعد محاربة شياطينهن
الليلة السابقة.

أنا،كذلك، أكتب
للنساء العابسات في الصباح التالي،
اللواتي بحاجة ليوم
أو أكثر
للشفاء من قسوة
العالم.

إجيوما أوميبىيو
ترجمة ضي رحمي