ينقل السيد محمد حسين الطهراني "ره": ذات يوم كنت في طهران فذهبت إلى مكتبة فوجدت فيها رجلاً قد جمّع بعض الكتب التي كان بحاجة إليها وأراد الخروج من المكتبة
فقال فجأة :
حبيبي الله ، طبيبي الله، رفيقي، رفيقي
روحي، روحي ففهمت أنه من أهل القلوب المنيرة
قلت له :
هذه الحالة قد تكون من عنايات الرب؛ ولكن هل تعرف سببها.
قال : نعم.
كانت أمي طاعنة في العمر و مريضة عليلة، و بقت نائمة في الفراش سنين؛ كنت أخدمها وأقضي حوائجها وأطبخ لها الطعام وأحضّر لها ماء الوضوء وعلی كل كنت في خدمتها .
ولكنها كانت سيئة الخُلق وأحيانا كانت تشتمني وأنا كنت اتحمّل و أتبسّم في وجهها.
بهذا السبب بقيت لم أتزوج لأن سلوك الزوجة مع هذا الخلق السيء امر صعب ولا يقدر عليه، لذلك تحملت هذه الحالة وطبقت نفسي علی هذه المعيشة.
أحياناً إثر تحمل الصعوبات التي تصيبني منها، فجأة كنت اشعر بتحولات في داخل ضميري، التي كان يتبعها بريق نور وأحوال طيبة ورائعة ولكن لم يكن لها دوام كانت تزول عني سريعاً حتى أن في ليلة في الشتاء وكان الجو بارد وأنا فرشت فراشي جنب فراشها حتى لاتكون وحدها وعند الحاجة لا تحتاج أن تصیح لي.
كنت اضع جرة ماء في جنبي حتى اسقيها فوراً عندما تعطش.
في منتصف الليل طلبت الماء، نهضت بسرعة وأعطيتها كأس من الماء وقلت لها تفضلي يا أماه وكان النعاس والنوم غالب عليها فلم تنتبه لسرعة وصول الماء اليها وتصورت أني تأخرت عليها فشتمتني بكلمة غريبة و ضربت الكأس على رأسي فصببت لها كأس آخر فوراً وقلت لها تفضلي يا عزيزتي، انا آسف، إعذريني، العفو ففجأة لم افهم ماذا حدث.
الحاصل؛ وصلت إلى أملي ومناي؛ ذلك البريق و تلك الأحوال الروحانية تحولت إلى انوار كالشمس المشرقة
وحبيبي ورفيقي وربي وطبيبي تكلم معي و لم تنقطع عني تلك الحالات وبقيت مستمرة منذ سنين.
┏━━━••⚘••━━┓
@majthde┗━━━••⚘••━━┛