لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
الدُّعاءُ المستجابُ في خَمْسِ لَيالٍ
الصّبرُ على الأذى والمسامحة
"خَمْسُ لَيالٍ لَا تُرَدُّ فِيهِنَّ الدَّعْوَةُ: أوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ وَلَيْلَةُ الجُمُعَةِ وَلَيْلَةُ الفِطْرِ وَلَيْلَةُ النَّحْرِ" ذكرهُ السُّيوطيُّ في الجامعِ الصّغيرِ" حرف الخاء، صـ 241، (3952) (ابْن عساكر) عن أبي أمامة
وقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ الأُمّ: "وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مَنْ رَجَب، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ“ اهـ رَوَاهُ البيهقيُّ. وثمَّ قال: وَأَنَا أَسْتَحِبُّ كُلَّ مَا حُكِيَتْ فِي هَذِهِ اللَّيَالِيِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فَرْضًا.
فِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَريِمِ لَيْلَةٌ عَظِيمَةٌ بَرَكَاتُهَا، كَثِيرَةٌ خَيْرَاتُهَا هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَقَدْ وَرَدَتْ فِي فَضِيلَتِهَا أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ عَدِيدَةٌ تَحُضُّ عَلَى اغْتِنَامِهَا وَالتَّعَرُّضِ لَهَا، مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا” وَهَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا إِلا أَنَّ الْعُلَمَاءَ قَدْ قَرَّرُوا أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُعْمَلُ بِهِ إِنْ كَانَ فِيهِ حَثٌّ عَلَى فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَانْدَرَجَ تَحْتَ أَصْلٍ صَحِيحٍ مِنْ أُصُولِ الشَّرْعِ، كَذَلِكَ فَإِنَّ الإِمَامَ ابْنَ حِبَّانَ قَدْ صَحَّحَ بَعْضَ الأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي فَضِيلَةِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَأَوْرَدَهَا فِي صَحِيحِهِ، كَحَدِيثِ “يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْمُشَاحِنُ مَعْنَاهُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُسْلِمٍ ءَاخَرَ عَدَاوَةٌ وَحِقْدٌ وَبَغْضَاءُ لأمر الدُّنيا، أَمَّا مَنْ سِوَى هَذَيْنِ فَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ يُغْفَرُ لِبَعْضٍ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضٍ بَعْضُ ذُنُوبِهِمْ، وأَمَّا الكافر فلا يغْفَر لَهُ، قالَ اللهُ تعالى: (إِنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ﴾
فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ هِيَ لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ وَأَكْثَرُ مَا يَبْلُغُ الْمَرْءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَنْ يَقُومَ لَيْلَهَا وَيَصُومَ نَهَارَهَا وَيَتَّقِي اللهَ فِيهَا، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ التَّابِعُونَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَخَالِدِ بنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ وَلُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فِيهَا فِي الْعِبَادَةِ.
في هذه اللية المباركة ندعو اللهَ عزَّ وجلَّ
اللَّهُمَّ ارزقنا لسانًا ذاكرا وعينًا دامعة وقلبًا خاشعًا وعلمًا نافِعًا وجسدًا على البلاء صابرًا، اللَّهُمَّ أعنّا على ذكرك وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتك وطهّر أعمالنا من الرِّياء وقُلوبنا من النِّفاق وألسنتنا من الكذب والغيبة والنّميمة
اللَّهُمَّ أعتقنا من النّار وارزقنا شفاعة النَّبيِّ المختار وأدخلنا الجنّة مع الأبرار يا عزيزُ يا غفّارُ
اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لنا ذَنْبًا إلّا غفرتَه، ولا دَيْنًا إلّا قضيتَه ولا مريضًا مسلمًا إلّا شفيتَه، ولا حاجةً من حوائجِ الدُّنْيا إلّا قضيتَها ويَسَّرْتَها لنا يا أكرمَ الأكرمين يا رَبَّ العالمين
"اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"
"رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار"
"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعدَ إذْ هَديْتَنا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحمةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّاب"
"رَبَّنَا لَا تُؤاخِذْنَا إنْ نَسِيْنَا أوْ أَخْطَأْنا، رَبَّنَا وَلا تَحمِلْ عَليْنا إِصْرًا كَما حَملْتَهُ علَى الَّذِينَ مِنْ قَبلِنَا، رَبَّنَا وَلا تُحمِّلْنَا مَا لَا طاقَةَ لَنَا بِه، وَاعفُ عنَّا وَاغفِرْ لَنَا وَارحَمْنَا، أَنتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا علَى القَومِ الكَافِرِيْن"
اللَّهُمَّ إنّا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا يا اللهُ يا رحيمُ يا كريمُ
اللَّهُمَّ استجب اللَّهُمَّ استجب
https://t.me/KanzAlkhayrat