#في_روضة_الاخلاق
• سوء الظنّ والوسوسة الفكريّة
هذه الرذيلة تنشأ من خبث الباطن، فصاحبها كمن يضع على عينيه نظارات سوداء فيرى الكون من منظر اسود وهو الذي ذكره التنزيل العزيز في معرض الهلاك، قال الله تعالى «وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً» فهو لا يرى الأقوال والافعال إلا سيئة حتى الأقوال والافعال التي لا جهة لهما إلا جهة الحسن
فهو كما لا يحمل ما يكون ذا وجهين من الحسن والقبح على الحسن ولا يلغي ولا يغفل عن جهة السوء، كذلك لا يجعل الحسن حسناً بل يلبّسه لباساً قبيحاً ويلفّق لذلك جهة قبحٍ وربّما تترتب عليها آثار تنتهى إلى الكفر والقتل والانتحار و...
وملخّص القول إن هذه الرّذيلة ضدّ حسن الظنّ، فكما أن المتّصف بحسن الظنّ يغفل عن السوء فكذلك من له سوء الظنّ يغفل عن جهة الحسن في الأعمال فلا يرى إلا سوءً ولا يقدر على أن يضع الأقوال والافعال على محملٍ حسنٍ فله سوء الظنّ حتّى بالنسبة إلى نفسه فضلا عن غيره وإلى الله تعالى فضلًا عن غيره تعالى وهوداء عظيم يتزايد يوماً فيوماً بل آناً فآناً
والسر في ذلك أنه ينشأ من تسلط قوة الخيال عليه، وإن شئت قلت من استخدام الشيطان تلك القوة لإضلاله وإسقاطه إلى الدرك الأسفل من الخسران في الدارين
فكلما يتابع تلك القوّة وان شئت قلت الشيطان يستحكم التسلط عليه حتى تؤثّر على أعضائه فيرى ويسمع ما لا واقع له و...
وقد اشتهر بين علماء معرفة النفس، انه داء لادواء له، فهو سرطان الروح يميت روح الإنسان كما أن السرطان يميت جسده ولكنه ليس بسديد، لأنه وإن كان داء عظيم ولكن دواءه في غاية السهولة وهو عدم الاعتناء به، والتلقين والبناء على ضده، وهو حسن الظنّ وعدم ترتيب الأثر عليه أصلاً، بل ترتيب أثر الضدّ فبمرور الزمان قطعاً يقلع عرق تلك المادة الخبيثة...
وعلينا ان ننبّه صاحب هذه الرذيلة على أن الشيطان يوسوسه أنّ هذه الرّذيلة مستمرة البقاء لا علاج لها مع أن التجربة تثبت انها داء له الدواء ودوائها سهل المؤنة وهو مخالفة هذه الرذيلة وكسر أنف الشّيطان بتلك المخالفة
نعم مخالفة الهوى .....يعدّ من الجهاد الأكبر صعوبة ولكنّها ممكنةٌ للانسان لو انضمّ إليها التبتّل إلى الله تعالى بالدّعاء وبأسمائه الحسنى وهم أهل البيت عليهم السلام، وإعادة كلمة «لا حول ولا قوة إلّاباللَّه العظيم» مؤثرة في ذلك
دراسات في الأخلاق وشؤون الحكمة العملية ج1 ص500
الشيخ حسين المظاهري
https://t.me/hikma313
• سوء الظنّ والوسوسة الفكريّة
هذه الرذيلة تنشأ من خبث الباطن، فصاحبها كمن يضع على عينيه نظارات سوداء فيرى الكون من منظر اسود وهو الذي ذكره التنزيل العزيز في معرض الهلاك، قال الله تعالى «وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً» فهو لا يرى الأقوال والافعال إلا سيئة حتى الأقوال والافعال التي لا جهة لهما إلا جهة الحسن
فهو كما لا يحمل ما يكون ذا وجهين من الحسن والقبح على الحسن ولا يلغي ولا يغفل عن جهة السوء، كذلك لا يجعل الحسن حسناً بل يلبّسه لباساً قبيحاً ويلفّق لذلك جهة قبحٍ وربّما تترتب عليها آثار تنتهى إلى الكفر والقتل والانتحار و...
وملخّص القول إن هذه الرّذيلة ضدّ حسن الظنّ، فكما أن المتّصف بحسن الظنّ يغفل عن السوء فكذلك من له سوء الظنّ يغفل عن جهة الحسن في الأعمال فلا يرى إلا سوءً ولا يقدر على أن يضع الأقوال والافعال على محملٍ حسنٍ فله سوء الظنّ حتّى بالنسبة إلى نفسه فضلا عن غيره وإلى الله تعالى فضلًا عن غيره تعالى وهوداء عظيم يتزايد يوماً فيوماً بل آناً فآناً
والسر في ذلك أنه ينشأ من تسلط قوة الخيال عليه، وإن شئت قلت من استخدام الشيطان تلك القوة لإضلاله وإسقاطه إلى الدرك الأسفل من الخسران في الدارين
فكلما يتابع تلك القوّة وان شئت قلت الشيطان يستحكم التسلط عليه حتى تؤثّر على أعضائه فيرى ويسمع ما لا واقع له و...
وقد اشتهر بين علماء معرفة النفس، انه داء لادواء له، فهو سرطان الروح يميت روح الإنسان كما أن السرطان يميت جسده ولكنه ليس بسديد، لأنه وإن كان داء عظيم ولكن دواءه في غاية السهولة وهو عدم الاعتناء به، والتلقين والبناء على ضده، وهو حسن الظنّ وعدم ترتيب الأثر عليه أصلاً، بل ترتيب أثر الضدّ فبمرور الزمان قطعاً يقلع عرق تلك المادة الخبيثة...
وعلينا ان ننبّه صاحب هذه الرذيلة على أن الشيطان يوسوسه أنّ هذه الرّذيلة مستمرة البقاء لا علاج لها مع أن التجربة تثبت انها داء له الدواء ودوائها سهل المؤنة وهو مخالفة هذه الرذيلة وكسر أنف الشّيطان بتلك المخالفة
نعم مخالفة الهوى .....يعدّ من الجهاد الأكبر صعوبة ولكنّها ممكنةٌ للانسان لو انضمّ إليها التبتّل إلى الله تعالى بالدّعاء وبأسمائه الحسنى وهم أهل البيت عليهم السلام، وإعادة كلمة «لا حول ولا قوة إلّاباللَّه العظيم» مؤثرة في ذلك
دراسات في الأخلاق وشؤون الحكمة العملية ج1 ص500
الشيخ حسين المظاهري
https://t.me/hikma313