الوابل الصيب لابن القيم /عبدالرازق البدر


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: not specified


https://t.me/fekaha
_
قال أحد الصحابة : أنا أعرف متى يذكرني ربي عز وجل , فسئل متى ذلك؟ فقال عندما أذكره سبحانه , قال تعالى:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ".
https://t.me/fekaha

Related channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
not specified
Statistics
Posts filter






Forward from: Unknown
Video is unavailable for watching
Show in Telegram












البر: يجمع الدِّين كلّه، عقيدةً، وعبادةً، وخلقًا، وسلوكًا.
الكلمة فيها تزكية.

والله -سبحانه وتعالى- يقول:
{… فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ (٣٢)} [النجم].

فغير هذا الاسم لما فيه من التّزكية للنّفس.
والأسماء الأخرى غيّرها لما فيها من معاني مستكرهة، أو معاني قبيحة، مثل حَزن سمّاه سهل.

الحزونة الصّعوبة والشِّدّة.
وأتت في الدّعاء المأثور: (وأنت تجعل الحَزنَ إذا شئت سهلًا).

الحَزنَ: الصّعب العسر، فلا يسمَّى بهذ الاسم المولود، وإنّما يسمّى سهل أو سهيل أو نحو ذلك.

*=======📖=======*

_ وَنَسْألُ الله الكَرِيم رَبّ العَرشِ العَظِيمِ، بِأَسْمائِهِ الحُسْنَى، وَصِفَاتِهِ العُلْيَا، أَنْ يَنْفَعَنا أَجْمَعين بِما عَلَّمَنَا، وَأَنْ يَزِيدَنَا عِلْمًا وَتَوْفِيقًا.
وَأَنْ يُصْلِحْ لَنَا شَأْنَنا كُلَّهُ، وَأَلَّا يَكِلَنَا إِلى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَيْن.
وَأَنْ يَغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدينا وَلِمَشايِخِنا وَلِوُلَاةِ أَمْرِنَا، وَلِلْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِمَات، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات، الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَات.
_ سُبْحانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
_ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ.
_ جَزَاكُم الله خَيْرًا.

*=======📖=======*
https://t.me/fekaha


➖ الألوهيّة: التي نُعوت الجلال، وصفات الكمال، والعظمة، المستوجِبة لإفراده بالعبادة.
➖ والعبوديّة: التي ذلّ العبد، وخضوعه لله -سبحانه وتعالى-.
➖ وَالرّحمٰن: في ثبوت الرّحمة؛ رحمة الله -سبحانه وتعالى-.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 وعن أبي وهب الجشمي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "تَسَمَّوْا بِأَسْماءِ الأَنْبياءِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَسْمَاءِ إِلَى الله -عَزَّ وَجَلَّ-: عبد الله، وعبد الرّحمٰن، وأَصْدَقها: حارث وهمّام، وأقبحها: حرب ومُرَّة".
رواه أبو داوود والنّسائي.
-نعم.

_ هذا الحديث، حديث أبي وهبة الجشمي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:
✔️ "تَسَمَّوْا بِأَسْماءِ الأَنْبياءِ"
هذه الجملة في هذا الحديث، غير ثابتة، لأنّه تفرَّد بها عقيل، وهو مجهول، فهي غير ثابتة!

✔️ أمّا بقيّة الحديث، فله ما يشهد له، فهو ثابت.
✔️ قوله: "أَحَبَّ الأَسْمَاءِ إِلَى الله -عَزَّ وَجَلَّ-: عبد الله، وعبد الرّحمٰن"
هذا تقدّم معنا في الحديث الذي قبله، وفي صحيح مسلم.

✔️ "وأَصْدَقها: حارث وهمّام، وأقبحها: حرب ومُرَّة"
هذا كلّه ثابت، جاء ما يشهد له، ويدلّ عليه.

وأمّا قول: "تَسَمَّوْا بِأَسْماءِ الأَنْبياءِ"
أمره بذلك غير ثابت عن النّبيّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، غير ثابت عن النَّبيّ الكريم -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

⬅️ والتَّسمِّي بأسماء الأنبياء مباح.
يسمي ابنه صالح، أو شعيب، أو غير ذلك، هذه التّسمية كلّها مباحة، ويسمّيه نوح، أو نحو ذلك، فهذا كلّه مباح.

✔️ لكن ما جاء في هذا الحديث أنّ النَّبيّ ﷺ أَمَرَ بهذا؛ هذا غير ثابت عن النَّبيّ الكريم -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

وبالمناسبة؛ المصنِّف ابن القيّم -رحمه الله تعالى- له رسالة عظيمة النّفع، كبيرة الفائدة، سمّاها: "تحفة الودود في أحكام المولود"، فصّل فيها تفصيل واسع جِدًّا، ونافع، في الأحكام التي تتعلّق بالمولود، ومنها فصول عديدة تتعلّق بالأسماء.

-هل يُسمَّى بأسماء الملائكة؟
هذا فصل.
-هل يسمى بأسماء الأنبياء؟
فصل.
وهكذا يعني ذكر فصول عديدة تتعلّق بالأسماء.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 وَغَيَّرَ النّبيّ ﷺ الأسماء المكروهة، إلى أسماء حسنة، فَغَيَّرَ اسم بَرَّة إلى زينب، وَغَيَّرَ اسم حزن إلى سهل، وَغَيَّرَ اسم عاصية فسمَّاها جميلة، وَغَيَّرَ اسم أصرم إلى زرعة، وَسَمَّى حربًا سلمًا، وَسَمَّى المضطجع المنبعث، وَسَمَّى أرضًا يقال لها: عفرة، خضرة، وشعب الضَّلالة سمَّاه شعب الهدى، وبنو الزِّنية سَمَّاهم بني الرشدة.

قَالَ: قَالُوا: وَغَيَّرَ النّبيّ ﷺ الأسماء المكروهة، إلى أسماء حسنة.

قال العلماء -رحمهم الله- هذا يُستفاد منه أن الأسماء لها تأثير، لها تأثير في الإنسان، ولهذا كان أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرَّحمٰن.

الأسماء لها تأثير على الإنسان في نشأته، وفي سلوكه، وفي أخلاقه، وفي تعامله، ولهذا لمّا يُسمَّى إنسان أسماء سيِّئة، يسمى عاصي، أو يسمى فاسق، أو يسمى مثل هذه الأسماء، هذه يكون لها أثر عليه.

فكان من هدي نبيّنا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- تغيير الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة، إلى أسماء طيِّبة، فيؤخذ من هذا مشروعيّة تغيير الاسم.

يعني لو أنّ إنسانًا سمّاه أهله باسمٍ مكروهٍ، يُشرَع له أن يغيِّره، بل إذا كان الاسم فيه معاني محرّمة، يجب عليه أن يغيّر الاسم، ويجب أيضًا على أهله أن يغيّروا اسمه، وأحيانًا بعض النَّاس -ويكثر هذا في الأعاجم- يسمّون أسماء عربيّة وهو لا يدري عن معناها، للعُجْمَة، لأنها ليست لغته، فيسمي أسماء عربية، ثم فيما بعد يترجم له المعنى، فيجد أنه غير صحيح، خاصة في الأسماء التي تضاف إلى الله، كثير يأتي عند الأعاجم أسماء تضاف إلى الله، يظنّون إنها صحيحة، ويكون المعنى فاسد، وقبيح ومحرّم، فمثل هذا يجب أن يغيّر، يجب على أهله إذا تنبّهوا لذلك أن يغيّروا اسم ولدهم، والولد إذا كبر وتنبّه إلى أن هذا الاسم الذي سماه به أهله أنه خطأ، يجب عليه أن يغيّره.

📒 وأذكر من هذا قديمًا ذكر لنا الوالد -حفظه الله-
أنه زاره جماعة من إحدى الدّول، فعرّفوا بأنفسهم، فأحدهم قال -وهو يعرف نفسه- قال: أنا معين الله، فقال له الوالد: وهل لله معين؟؟!
هل لله معين؟؟!
هذا اسم فاسد، غير صحيح، وأمره بأن يغيّر هذا الاسم.

فأحيانًا يأتي مثل هذا القبيل أشياء كثيرة فيجب أن يغيّر الاسم إذا كان فيه معنى فاسد، أو معنى غير صحيح، أو معنى مخالف للنّصوص.

✔️ وقوله: "فَغَيَّرَ اسم برَّة إلى زينب".
"بَرَّة": هذا الاسم ليس قبيح، جيّد، برّة، لكنّه فيه تزكية، لأن البر كما يعرف في آية البر من سورة البقرة:

{۞لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ …(١٧٧)} [البقرة] إلى تمام الآية.


هذه ثلاثة أمور تفعل في السَّابع.
•السّابع، أي: اليوم السّابع من الولادة.

١)- الأمر الأوّل: التَّسمية.
التَّسمية؛ يُسَمَّى في يوم سابعه، وهذه سُنَّة ثابتة عن نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
لكن، قَالَ ابن القيم بعدها: وقدْ سَمَّى النَّبيّ ﷺ ابنه إبراهيم، وإبراهيم بن أبي موسى، وعبد الله بن أبي طلحة، والمنذر بن أسيد، قريبًا مِنْ ولادتهم.

ولد لي ولد اللَّيلة، فسمَّيته إبراهيم، فسمّاهم قريبًا من الولادة.

🫧 أخذ العلماء من ذلك أنّ الأمر فيه سعة.
هذا ثابت، وهذا ثابت، هذه سُنَّةٌ ثابتة، وهذه سُنَّةٌ ثابتة، فأخذ العلماء من ذلك أنّ في الأمر سعة.

إن سمّيته في يوم الولادة، أو ليلتها، أو سمّيته في سابعه، هذا كلّه سُنَّةٌ، هذا ثابت وهذا ثابت.

إن سمّيته في يوم الولادة، كان الاسم جاهز، أحيانًا يكون الاسم جاهز، وأحيانًا يحتاج إلى دراسة وتشاور وبحث، وكذا إلى آخره، فيجعله في السّابع.
وإن كان الاسم جاهز، مدروس مسبقًا، فيسمِّيه يوم ولادته، وإن أخر إلى السّابع أيضًا، هذا ثابت، فالحاصل أنّ هذا ثابت، وهذا ثابت، إمّا أن تكون التّسمية في يوم الولادة، أو تكون التّسمية في يوم سابعه، فهذا كلّه سُنَّةٌ ثابتة عن نبيّنا الكريم -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

✔️ قال: "ووضع الأذى عنه".
قيل: وضع الأذى عنه، أي: حلق شعر رأسه في يوم السّابع، بهذا فسّره بعض أهل العلم.
وقيل إماطة الأذى على عمومه، إزالة القذر إن كان عالقًا شيئًا ببدنه، أو غير ذلك، ويدخل في ذلك حلق الرأس.
-نعم.

✔️ قال: "والعقّ".
والعقّ، أي: ذبح العقيقة، وتكون في سابعه، وهي عن الذَّكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 وعن أبي الدَّرداء -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إِنَّكُم تُدْعَوْنَ يَوْمَ القيامة بأَسْمائِكم، وَأَسْمَاءِ آبائكم، فأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ".
ذكره أبو داوود.

_ قال وعن أبي الدَّرداء قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إِنَّكُم تُدْعَوْنَ يَوْمَ القيامة بأَسْمائِكم، وَأَسْمَاءِ آبائكم، فأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ".

✔️ "تُدْعَوْنَ يَوْمَ القيامة بأَسْمائِكم، وَأَسْمَاءِ آبائكم"
فلان ابن فلان، فلان ابن فلان.

{ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ ..(٥)} [الأحزاب].

فيُدعَى الرّجل لأبيه، ويُنسَب لأبيه، حين ينسب فلان ابن فلان ابن فلان.
وما يذكر عند العامة أن الناس يوم القيامة يدعون بأسماء أمّهاتهم، فلان ابن فلانة، فهذا غير صحيح، بل كلام فاسد، ومبني عند بعضهم عن سوء ظنّ وسوء فهم.
يقولون: الأمّ مضمون أنّه منها!
وهذا مبني على سوء ظنّ والعياذ بالله.

فالحاصل أنّ النَّاس يُدعَوْن في الدُّنيا منسوبين إلى آبائهم، ويُدعَوْن أيضًا يوم القيامة منسوبين إلى آبائهم: فلان ابن فلان.

✔️ وقوله: "فأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ".
هذا أمر مطلوب، اختيار الأسماء الحسنة، بل -كما سيأتي معنا- كان -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يغيِّر الأسماء غير الحسنة، الأسماء التي تحمل معاني سيِّئة، أو معاني قبيحة، أو معاني مستكرهة، كان -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يغيّر تلك الأسماء.
فتحسين الأسماء هذا أمر مطلوب.

والحديث غير ثابت؛ لأنّ بين من يرويه عن أبي الدّرداء بينه وبين أبي الدّرداء انقطاع، فهو غير ثابت، لكن كون النَّاس يوم القيامة يُدعَوْن بأسماء آبائهم، وأن الأسماء تُحسَّن، هذه معاني صحيحة.
-نعم.
*=======📖=======*

🍃 وذكر مُسْلِم عن عبد الله بن عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى الله عزّ وجلّ: عبد الله، وعبد الرَّحْمَٰن".

هذا الحديث، فيه أن أَحَبَّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرّحمٰن، أَحَبَّ الأسماء إلى الله؛ هذان الاسمان، وهذا ثابت عن نبيّنا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

وفي هذا التَّعبيد لله -عزّ وجلّ-، وأن ينشأ الابن يسمع دائمًا حين ينادَى عبد الله، عبد الرّحمٰن.

📒 أذكر أحد العلماء الأفاضل، توفي -رحمة الله عليه- سمّى جُلّ أولاده ربّما إلّا واحد معبدين لأسماء الله الحسنى!
فقيل له في ذلك، قال: أردت أن يكونوا عبيدًا لله، لا للشّيطان.
يعني: يرجو فعلًا، يرجو المرء بذلك أن ينشأ هذا فعلاً عبدًا لله.
عبدًا لله -سبحانه وتعالى- متفائلًا راجيًا أن يكون عبدًا لله، مُحقِّقًا العبوديّة.

🖌️ والأسماء في حدّ ذاتها تربية، ولهذا إذا قصّر وأخطأ وفرّط، وقلت له اتّق الله، أنت عبد الله، اتّق الله، حقِّق عبوديّتك لله، تُذَكِّره بمعنى اسمه.
فالأسماء هي تربية، ولها أيضًا أثر، الأسماء لها أثر على أصحابها!
فالحاصل أنّ هذه أحبّ الأسماء إلى الله -سبحانه وتعالى-: عبد الله وعبد الرّحمٰن.

الله: ذو الألوهيّة والعبوديّة: على خلقه أجمعين.


لكن الحديث غير ثابت عن نبيّنا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، فإذا لم يوجد له إلّا هذا الإسناد في الحديث الأوّل، إسناد ضعيف، وهذا الإسناد الذي في الحديث الثّاني، فيه من هو متّهم بوضع الحديث، فإذا لم يوجد له إلّا هذا، فإنّه لا يعمل به، لعدم ثبوته عن نبيّنا -صلوات الله وسلامه عليه-.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 وقالت عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "كَانَ النَّبيّ ﷺ يُؤْتَى بِالصِّبيان، فَيَدْعُو لَهُم بِالبَرَكَةِ، وَيُحَنِّكُهُم".
رواه أبو داوود.

✔️ قَالَ -رحمه الله تعالى- وقالت عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "كَانَ النَّبيّ ﷺ يُؤْتَى بِالصِّبيان، فَيَدْعُو لَهُم بِالبَرَكَةِ، وَيُحَنِّكُهُم".

هذا ثابت عن نبيّنا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، وفيه عُنية عمّا تَقَدَّم في الحديث الذي قبله.
فإنّ الصَّبيّ أوّل ما يولد، يُعتنى بالدُّعاء له بالبركة، يُدعى له بالبركة، والبركة تعني: النَّماء والزِّيادة في الخير.
أن ينمو على الخير، والصّلاح، والطّاعة، والاستقامة، وصِحّة البدن، وسلامة الأعضاء، إلى غير ذلك، هذا كلّه من البركات.

ولهذا أوّل ما يعتنى به في المولود؛ أن يدعى له بالبركة، وإذا بلغك عن أخ لك، أنه ولد له مولود، تدعو له بهذه الدّعوة، أن يبارك له في ولده، فهذا أعظم ما يعتنى به فيما يتعلّق بالمولود.
وأن تكون هذه البركة بركة عظيمة، يرجى أن تكون هذه البركة بركة عظيمة.

📒ولهذا ثبت عن الحسن البصري -رحمه الله- من أجلّة علماء التّابعين، أنه إذا دعا لمولود أو برَّك لمولود، قال لأهله: جعله الله مباركًا عليكم،
وعلى أمّة محمّد ﷺ.

فيدعى له ببركة عظيمة جدًّا، بركة على أهله، وبركة على الأمّة، بحيث يكون من أهل الخير، وأهل الفضل، وأهل الدّعوة، أهل الإمامة في الدِّين، أهل الاستقامة، هذه كلها تدخل تحت الدّعاء للمولود بالبركة.
✔️ قال: فيدعو لهم بالبركة، وَيُحَنِّكُهُم.
•تحنيك الصَّبيّ: بأن يأخذ من أراد أن يحِّنكه تمرةً، ويمضغها، ثم يأخذ من لعاب نفسه، ويدلّك به حنك الصَّبيّ، يدلّك بإصبعه حنك الصَّبيّ، حتى يكون أول ما يدخل في جوفه هذا الحلو.
هذا الحلو التمر الذي فيه فائدة وفيه منفعة عظيمة له.
ففي هذا مشروعية تحنيك الصبي.

_ فكانوا يأتون بصبيان إلى النّبيّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يدعو لهم بالبركة، وَيُحَنِّكُهُم بتمرة يمضغها هو -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، ثم يأخذ من ريقه -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، الذي اختلط بهذه التمرة التي مضغها ويدلك بها حنك الصبي، وكانوا يرجون أيضًا بركة ريقه -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
كانوا يرجون بركة ريق النبي -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

والسُّؤال هنا:
-هل يُشرَع مثلًا في مثل هذا الزَّمان مَنْ رُزِقَ بمولود، هل يُشرَع له أَنْ يذهب به إلى رجل صالح، معروف بالعبادة، أو عالم، معروف بالفضل والتَّعليم والدَّعوة، ليُحَنِّكه، ليطلب منه أن يحنِّكه، رجاء بركة ريقه؟!

الجواب: أنّ هذا لا يجوز، وأنه لا يُشرَع.
لأنّ هذه البركة في الرِّيق أمرٌ خاصٌّ بالنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
أمرٌ خاصٌّ بنبيِّنا الكريم -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

ولهذا بعده ﷺ، ما كان يُعرَف أنّ النّاس يأتون مثلًا لأبي بكر ليُحَنِّك صبيانهم، أو إلى عمر ليُحَنِّك صبيانهم، أو إلى عثمان ليُحَنِّك صبيانهم، أو إلى عليّ ليُحَنِّك صبيانهم، أو غيرهم من خيار الصَّحابة والسَّابقين، في الفضل والإمامة في الدِّين، ما كانوا يأتونهم، فعُلِمَ من ذلك، أنّ هذا من خصوصِيَّات النَّبيّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

⬅️ لكن التَّحْنيك مشروع: يُحَنِّكُهُ والده، تُحَنِّكُهُ أمُّه، لكن لا يُذهب به إلى شخص رجاء بركة ريقه، لأنّ هذا من خصوصِيَّات النَّبيّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

لكن التَّحْنيك مشروع: تُحَنِّكُهُ أمُّه، يُحَنِّكُهُ والده، تمضغ تمرة، ويأخذ من مضغه، مِنْ ريق نفسه، ويدلك بها حَنَك الصَّبيّ، فهذا فيه منفعة عظيمة، وفائدة كبيرة لهذا الصَّبيّ.
-نعم.

_ وقال أيضًا: لو لم يمضغ التّمرة، يعني: لو أخذ فنجانًا، وضع فيه ماء، ووضع فيه تمرة، وأخذ يحرّك بإصبعه التَّمرة، حتى تتحلّل في هذا الماء، ثمّ يأخذ منه، ويحنّك به الصَّبيّ، يحصل أيضًا بهذا المقصود.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 وقال عبد الله بن عمرو -رَضِيَ الله عَنْهُما-: "إِنَّ النَّبيّ ﷺ أَمَرَ بِتَسْمِيَةِ المولود يَوْمَ سابعه، ووضع الأذى عنه، وَالعَقّ".
قال التِّرمذيّ: حديث حسن.
-نعم.

🍃 وقدْ سَمَّى النَّبيّ ﷺ ابنه إبراهيم، وإبراهيم بن أبي موسى، وعبد الله بن أبي طلحة، والمنذر بن أسيد، قريبًا مِنْ ولادتهم.
-نعم.

✔️ قَالَ -رحمه الله-: وقال عبد الله بن عمرٍو بن العَاص -رَضِيَ الله عَنْهُما-: "إِنَّ النَّبيّ ﷺ أَمَرَ بِتَسْمِيَةِ المولود يَوْمَ سابعه، ووضع الأذى عنه، وَالعَقّ".


🕋‏﷽🕋
📔شرح كتاب / الوابل الصَّيِّب ورافع الكلم الطَّيِّب📔
《للإمام العلّامة / ابن القيّم -رحمه الله تعالى-》
📖المحاضرة: السادسة والثلاثون📖

*=======📖=======*

*≼ ✭ ✎ ﷽ ✎ ✭ ≽*
_☆ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبه أَجْمَعين.
☆_ أمّا بعد:

💬 فيقول العلّامة ابن القيّم الجوزيّة -رحمه الله تعالى- في كتابه "الوَابِل الصَّيِّب.

📜 (الفصل الخامس والأربعون):
في:
[[الذِّكر عِنْدَ الوِلادة والذِّكْر المُتَعَلِّق بالولد]].

🍃 يُذكَر أنّ فاطمة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- لمَّا دَنَا وِلَادُها أَمَرَ النَّبيّ ﷺ أمّ سلمة وزينب بنت جحش، أَنْ تأتياها فتقرَآ عليها آية الكرسي، و: {إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ …} إلى آخر الآيَتَيْن الأعراف: [٥٣-٥٤]، وَتُعَوِّذانها بِالمعوذتين.

بِسْمِ الله الرَّحمن الرَّحيم.
_ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِين.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلّّا الله، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ أَجْمَعين.

اللّهُمّ علِّمنا ما يَنفَعُنا، وانْفَعنا بِما عَلَّمْتَنا، وزِدْنا عِلْمًا، وَأَصْلِح لنا شأننا كلّه، ولا تَكِلْنا إلى أَنْفُسِنا طرفة عين.
أمّا بعد:

✒️ فهذا فصلٌ عقده المصنِّف -رحمه الله تعالى- لبيان الذِّكْر عِنْدَ الولادة.
-أَيْ: عندما تدنو ولادة المرأة؛ يدنو وضعها لحملها، لجنينها، بماذا تدعو في ذلك الوقت؟؟!
وكذلك الأذكار المتعلِّقة بالمولود، أَيْ: بعد ولادته.

_ أورد -رحمه الله تعالى- أوَّلًا هذا الحديث؛ الذي صدّره بقوله: "يُذكَر"، وهذه الصِّيغة؛ معروفة عند أهل العلم بصيغة (تمريض)، إشارةً إلى ضعف الحديث، وهو حديثٌ غير ثابت عن نبيّنا الكريم -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه-.
في إسناده مَنْ هو مُتَّهم بالكذب، وفي إسناده رجلان ضعيفان، فهو حديث غير ثابت، لا يُحتَجُّ به، لعدم ثبوته عن النَّبيّ الكريم -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
✔️ قَالَ: لمَّا دَنَا ولادها أَمَرَ النَّبيّ ﷺ أمّ سلمة وزينب بنت جحش، أَنْ تأتياها، فتقرَآ عليها آية الكرسي، و: {إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ …} إلى آخر الآيَتَيْن الأعراف: [٥٣-٥٤]، وَتُعَوِّذانها بِالمعوذتين.

وكما قدّمت، هذا غير ثابت عن نبيّنا -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-.
لكن اشتغال مَنْ دنا ولادها بالقرآن والذِّكر عمومًا، من غير تعيين، رجاء بركة ذكر الله -سبحانه وتعالى-، فلا شكّ أنّ هذا فيه مِنَ الخير والمنفعة الشّيء العظيم.
-نعم.

*=======📖=======*

🍃 قَالَ -رحمه الله- وَقَالَ أبو رافع: "رأيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أَذَّن في أُذُن الحَسَن بْنِ عَلِيٍّ، حين ولدته فاطمة بالصَّلاة".
قال التِّرمذي: حديث حسن صحيح.
-نعم.

🍃 ويذكر عن الحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى؛ لم تضرُّه أمُّ الصِّبيان".

هذان حديثان أوردهما -رحمه الله تعالى- فيهما الأذان في أذن المولود، والثاني فيه زيادة الإقامة.
➖ أذان في أذنه اليمنى
➖ وإقامة في أذنه اليسرى
وذلك عند ولادته.

قال أهل العلم في الحكمة من ذلك؛ أن يكون أوّل ما يدخل أذن هذا المولود، ولهذا يعني ظاهر الحديث أنّه في أوّل الولادة، فيكون أوّل ما يسمع ذكر الله، بهذه الألفاظ العظيمة، ألفاظ الأذان.

✔️ الحديث الأول حديث أبي رافع، قَالَ: "رأيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أَذَّن في أُذُن الحَسَن بْنِ عَلِيٍّ، حين ولدته فاطمة بالصَّلاة".
بالصَّلاة، يعني: بأذان الصَّلاة كاملًا، بألفاظ الأذان من أوّلها إلى آخرها.

لكن الحديث مداره على عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف، تفرّد برواية الحديث، وهو ضعيف، وحديثٌ في إسناده ضعيف غير محتجٌّ به، فهل يشهد له الحديث الذي بعده؟!
بحيث يتقَوَّى به، وهو حديث الحُسَيْن بْنِ عَلِيٍّ:
✔️ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى؛ لم تضرُّه أمُّ الصِّبيان".

هذا الحديث فيه من هو متّهم بالكذب، فلا يصلح شاهدًا.
فيبقى الحديث ضعيف الإسناد، بهذا السَّند الذي جاء في الحديث الأوّل، والسّند الذي جاء في الحديث الثّاني، الحديث ضعيف الإسناد، فلا يكون ثابتًا هذا عن النَّبيّ الكريم -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه-.

وقوله: "لم تضرُّه أمُّ الصِّبيان"، هذه ريح، يعني: تصيب الصّغير، تسبِّب الغشي والإغماء، ونحو ذلك.














Forward from: Unknown
Video is unavailable for watching
Show in Telegram

20 last posts shown.

8 004

subscribers
Channel statistics