#تدبر_كل_يوم_آية
⭕سورة آل عمران - 44⭕
(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[آل عمران : 15]
*من فوائد الآية الكريمة:*
1 ـ أهمية هذا النبأ، وذلك من وجهين: *الأول* : تصديره بـ{قُلْ}، فهو أمر بتبليغه على وجه الخصوص، وهذا يدل على العناية به، وإلا فكل القرآن قد أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوله للأمة.
*والثاني* : إتيانه بصيغة الاستفهام الدالة على التشويق.
2 ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم عبدٌ يُؤمر ويُنهى؛ لقول الله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} وليس له حقٌّ في الربوبية أبداً، فهو لا يحيي ولا يميت، ولا يرزق ولا يدفع الضر عن نفسه ولا عن غيره، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}[الكهف: 110]
3 ـ عناية الله سبحانه وتعالى بخلقه؛ فإنه لما ذكر ما زُيِّن لهم من الشهوات في الأمور السبعة، أمر الله رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن ينبئهم بما هو خير من ذلك.
4 ـ حسن أسلوب التعليم والدعوة، وأنه ينبغي للإنسان في مقام الدعوة أن يأتي بالألفاظ التي توجب الانتباه؛ لأن الإنسان إذا قيل له: ألا أنبئك بكذا وكذا، سوف يتشوق وينتبه، بخلاف ما لو جاء الكلام مرسلاً.
5 ـ جواز المفاضلة بين شيئين بينهما فرق عظيم؛ لقوله: {بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ}؛ ومعلوم أن كل ما ذكر من الشهوات السبع لا يساوي شيئاً أبداً بالنسبة لثواب الآخرة.
6 ـ أن هذا الخير الذي شوَّق الله العباد إليه ثابت للمتقين؛ لقوله: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ} وفي ذلك الحث على تقوى الله.
7 ـ أن هذا الخير لهؤلاء المؤمنين في أكرم جوار، وهو جوار رب العالمين؛ لقوله: {عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ}.
8 ـ عظم هذه الجنات لكونها عند الله بجواره سبحانه وتعالى.
9 ـ عناية الله سبحانه وتعالى بهؤلاء القوم، حيث أضافهم إليه بالربوبية الخاصة في قوله: {عِنْدَ رَبِّهِمْ}.
10 ـ أن هؤلاء المتقين يتنعمون في ثواب الله بكل أنواع النعيم، بالأكل والشرب والنكاح، وهذه أصول لذائذ البدن.
11 ـ فضيلة الأزواج في الجنة بكونهن مطهرات حسًّا ومعنى.
12ـ أن تمام نعيم هؤلاء برضوان الله؛ لقوله:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ}، وقد بيّن الله سبحانه في سورة التوبة أن هذا الرضوان أكبر النعيم فقال:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}[التوبة: 72] .
13 ـ إثبات صفة الرضا لله تعالى، وهو من الصفات الفعلية؛ لأنه يتعلق بمشيئته؛ متى وجد سبب الرضا وجد الرضا، وكل صفة تكون معلقة بسبب فإنها من الصفات الفعلية.
14 ـ إحاطة الله سبحانه وتعالى بالعباد علماً ورؤية؛ لقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
15 ـ بيان حكمة الله عزّ وجل؛ حيث قسَّم الناس قسمين: متقين وعصاة، أخذاً من قوله: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ}، بعد قوله:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] .
16 ـ أن كل الخلق عباد لله، المتقي منهم وغير المتقي؛ لقوله: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}، بعد قوله: { {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ}.
17 ـ التحذير من مخالفة أمره؛ لأنه متى علم الإنسان أن الله بصير به، فسوف يردع نفسه عن مخالفة ربه؛ لأنه إذا خالف ربه فالله بصير به، وسوف يجازيه بحسب مخالفته.
💫تفسير ابن عثيمين 💫
———————————
https://t.me/Dorrlltdbr