أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
هذا هو المقياس الرباني، وهو لا يقتصر على الفرز والتمييز في الآخرة بل يجري في الدنيا ومواقفها وتمحيصها واختبارها وأهوالها.
وهؤلاء الاولياء هم المؤمنون المتقون، المتوكلون على الله المفوضون إليه الراضون بقضائه المسلمون لأمره، لا تجد لهم السخط على ارادة الله ولا عتب ولا ضجر ولا اعتراض في المواقف المزلزلة والصادمة.
ومهما تعاظمت المصائب والصدمات والأهوال فهم لا يرون الا خيرا ولا يشاهدون الا جميلا، ويدركون تماما ان الابتلاءات العظيمة التي تحاصرهم ليست عليهم بل هي لهم، تشحذ ارادتهم وتقوي ارواحهم وتُرسخ تجاربهم وتبعث فيهم طاقة ربانية رهيبة تجعلهم يستهينون بالمصائب والصعاب والالام ويُدركون ان الذي يدبر امرهم هو الله القادر العظيم، الذي خضع كل شئ لعظمته!
لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ
وهذه عاقبة صبرهم وإيمانهم وتوكلهم وتسليمهم، يبشرهم ربهم بالفلج والرفعة والفوز، ويحقق لهم البشارة في الدنيا قبل الآخرة، في الدنيا قبل الآخرة!
د. حيدر اللواتي
https://t.me/dbabees