من أوقع الشعر فوق قلبكِ!
كيف تركض القصائد غزالات في عُروقكِ؟
لا عليكِ..
أعرف كلّ هذا الحزن الذي تسمّينه حياتك
وأحفظ جيدا هذا الوجع
أحفظه أكثرَ حتّى مِن جدول الضرب.
أودّعه كلّ عام مرّتين
ولكنّي حين هربت منه في المرّة الأخيرة،
وغيّرت اسمي وقَصّة شعري
وكلّ قمصاني القديمة،
تركت له دون قصدٍ عنواني الجديد
وورقةً صغيرة كتبتُ عليها
"تعال.. تعال عندما لاتجد أحدا"
"حسنٌ هذا يكفي"
أوصيكِ بها
ردّديها كلّما صفعتك الحياة على خدّ وطلبت الآخر،
أنجبيها من فمك
واتبعيني أهدِك ظلامَ هذا الطريق.
"حسنٌ هذا يكفي"
ناديتها حتّى كبُر "حسنٌ"
وأصبح شابا غليظا يسند أباه
يخاف عليه من مكر الأيام
ويقف في وجه عداه.
وصار لديّ ممّايكفي كثيرا لدرجة أنّي أذرّها قمحا في ريح كلّ صباح
حتّى لاتقول الناس في يوم نَقصٍ خبّأها وراح.
ماذا تعرفين عن الصيّاد غير قسوته؟
غير قبّعته المفرودة مثل جناحي نسر ينقضّ على فريسة،
وبندقيّته الجاهزة للقتل!
الرجل الذي كلّما خانه قلبه
بكى بعين واحدة،
كلّما تردّد في سحب الزناد جاع ليال عديدة،
وكلّما رجفت أصابعه أمام غزالة
خلع ملابسه والصيّاد عن جلده
وعاد مُسرعا إلى كوخه الخشبي ليكتب الشعر.
قولي لي الآن..
من أوقع الشعر فوق قلبك!
كيف تركض القصائد غزالات في عروقك؟