قصيدة : خيط البردة في خير البشرية
لما تصادمت الأقلام بالكلم
وفجرت أعين الأحكام والحكم
وفار تنور حرب العشق واستعرت
وراحت الحرب تغلي والوطيس حمي
والكل هب بما يحويه من لهف
عسى يفوز بما أوتي من القيم
وكل من جاء نال القرب منتصرا
ولم يعد طرف بالإنخذال رمي
راموا المرام فقد جدوا وها وجدوا
وكل من سيفه قلب هوى يرم
أتيت أسعى إلى ميدانهم ومعي
بعض الحروف وفي طياتها قلمي
عسى بأحمد ألقى القرب بينهم
لو فوق رأسي ما داسوه بالقدم
أتيت أنظم حبي للحبيب عسى
أنال نظرة خير الخلق كلهم
عسى أشرف أبياتي وقاىلها
عسى سيقبل عذري صاحب العلم
به الحروف ترقى إن مدحن به
وكل ذي عوج بهواه يستقم
به أمد إله العرش كوكبنا
بالحب والطهر والأخلاق والشيم
والله ما خلق الله الغرام ولا
أتا به الأرض إلا كي به نهم
والله لو جمعت كل اللغات لكي
تصفه ما بلغت خيط من القدم
به تشرفت الدنيا ومن حملت
والكون لولاه لم يوجد ولم يقم
كل المحاسن رب العرش قال لها
كوني محمد فاستعلى على النعم
أتى إلى الأرض فاخضرت مرابعها
وأنعش الخلق لما جاء بالهمم
و سل أمته من غمدها فغدت
دون البريات في بدءٍ وفي ختم
ناهيك عن مِنَحٍ في كفه جُمعت
ناهيك عن خلق ناهيك عن قيم
إلى السماء سرى في ليلة فسمت
وعاد يرقع ثوبا قد من قدم
وراحت الأرض تهوي تحت أخمصه
وعاش فوق ثراها حافي القدم
أتى قريش يتيما ضالا فهدى
به المهيمن أفواجاً من الأمم
وعال أمته ذاك اليتيم ولم
تصل إليه دواعي العجز والهرم
لما تسلم حمل الدين عاد إلى
خُدَيج يلهث ثقل الحمل والزمم
فجاءه الوحي قم ياذا العزائم قم
فليس غيرك من يقوى له فـقُم
بمن أحب هو المختار أنقذنا
أنجى العصاةَ وأحياهم من الرَمم
ويوم يجمعنا الجبار في ملإٍ
من الخلائق والأقوام والأمم
والكل جاء وقد أوتي صحيفته
يصيح نفسي نفسي والوطيس حمي
هناك يرفع فوق الفوق رايته
أنا لها مثلما قد كنت في القدم
رباه إن هنا في جيرتي أمم
وأنت رحمتك الكبرى من النقم
يا خير من ملأت بالصدق شِبْدِعُهُ
ويا نجاتي ويا حبلي ومعتصمي
أنا هنا وذنوبي أهلكت كتفي
خارت قواي ومالي أي محتزَم
أنا هنا ومعي يا سيدي صحفا
تلطخت بذنوبي واستوى سقمي
أنا هنا وهنا النيران تطلبني
يكاد ينضب من هول المقام دمي
فخذ بكفي وادرك مذنبا دنفا
قضى الحياة ولم يركع ولم يصم
يا خير من بلغ الآفاق منزلة
ومن دنى فتدلى فاصطفي وحمي
فقام تحت سنى الكرسي مأتلقا
وتحت رفعته العلياء لم تقم
أتت بزينتها الدنيا إليه فما
رأته يطعم غير الخَل والأدم
فهل سواه عسى أن يرتقي بشر
كما ارتقى هو من عرب ومن عجم
فليس يعرف قدرا خصه أحدٌ
سوى الذي أوجد الدنيا من العدم
فهل عساي ترى ألقاك يا سندي
وهل عساك حبيبي أن ترى سقمي
وكيف يمكن أن تلقاك أعين من
عصى الإله بها في الأشهر الحرم
ولي بوصلك لي يا سيدي حلما
وبئس ما سأرى إن لم يكن حلمي
فلا تدع بين أنات الهوى بشرا
يدعوك في لهف يشكوا من الندم
له مع زمر الأشواق معركة
متى تجيئ به الأقدار ينهزم
أتى يجر ذنوباً لا عداد لها
وأنت حيلته فاشفع له يسُمِ
ومس بكفك قلباً تحت أضلعه
تُرح جوانحه من خفقه النهم
وارحم حشاه وأطفئ ناراً اتقدت
شوقاً بوصلك يا من خص بالكرم
وجد ببردتك الغراء واكس بها
عار تشرد تحت البرد في الظلم
فقد فنيت وقد افنى الهوى جسدي
فارأف بما قد تبقى منه في سلم
فالشوق من جهة والبين من جهة
والبعض من جهة يرميه بالتهم
يا من يلوم من اعتادت مسامعهم
لم الجميع سوى العشاق لا تلم
فليس يملك من قدت جوارحه
عينا يراك بها والأذن في صمم
و ذم للنفس ما تشهي وما رغبت
إلا الغرام فمشتق من الغرم
فالحب قارعة إن قام قائمها
في قلب عبد ولو كالطور ينعدم
وليس يبقي له روحا ولا جسدا
فكيف تأمل أن يلقاك وهو عمي
وما ألذ عمى تلقى به وطنا
فيه الخلود وسعدا ليس منصرم
فدعك منه ودع ما قد دعاك له
وسر تراه على الذراة والجرم
فالنجم تحمله والبحر يحفضه
وكل ما كان في الأكوان منه نمي
به تشرفت الافاق إذ رفعت
وكل متصل بهواه لم يضم
هو الذي فرش الله السماء له
فقام فيها قيام الشامخ العلم '
هو الذي سطعت في الأفق أحرفه
وحلق النور في الوديان والأجم
محمد هو للتاريخ مصدره
إليه عودته في البدء والختم
والكون طه رسول الله مركزه
الحق منه أتى والظلم منه رمي
كم عذبوه وكم قد حاربوه وكم
قد قدموه لمحتال ومنتقم
ذاق العذاب صنوفا من قبائله
وفر تتبعه الأهوال بالنقم
من كان يعرف أن الدهر راجعه
وقد تمزق حبل الظالم الغشم
وراح يرفع في الافاق رايته
ولم يبالي بمغتاظ ومصطدم
دك الجبال وأفنى ما يعرقله
وشق مسلكه من جامد صمم
واصطف يتبعه قوم إذا وقفوا
تخر أنصية الأهوال تحتكم
تهتز تضطرب الدنيا إذا نطقوا
وإن هم صمتوا تزدان بالكتم
الحرب مسلكهم والسلم مذهبهم
لما تصادمت الأقلام بالكلم
وفجرت أعين الأحكام والحكم
وفار تنور حرب العشق واستعرت
وراحت الحرب تغلي والوطيس حمي
والكل هب بما يحويه من لهف
عسى يفوز بما أوتي من القيم
وكل من جاء نال القرب منتصرا
ولم يعد طرف بالإنخذال رمي
راموا المرام فقد جدوا وها وجدوا
وكل من سيفه قلب هوى يرم
أتيت أسعى إلى ميدانهم ومعي
بعض الحروف وفي طياتها قلمي
عسى بأحمد ألقى القرب بينهم
لو فوق رأسي ما داسوه بالقدم
أتيت أنظم حبي للحبيب عسى
أنال نظرة خير الخلق كلهم
عسى أشرف أبياتي وقاىلها
عسى سيقبل عذري صاحب العلم
به الحروف ترقى إن مدحن به
وكل ذي عوج بهواه يستقم
به أمد إله العرش كوكبنا
بالحب والطهر والأخلاق والشيم
والله ما خلق الله الغرام ولا
أتا به الأرض إلا كي به نهم
والله لو جمعت كل اللغات لكي
تصفه ما بلغت خيط من القدم
به تشرفت الدنيا ومن حملت
والكون لولاه لم يوجد ولم يقم
كل المحاسن رب العرش قال لها
كوني محمد فاستعلى على النعم
أتى إلى الأرض فاخضرت مرابعها
وأنعش الخلق لما جاء بالهمم
و سل أمته من غمدها فغدت
دون البريات في بدءٍ وفي ختم
ناهيك عن مِنَحٍ في كفه جُمعت
ناهيك عن خلق ناهيك عن قيم
إلى السماء سرى في ليلة فسمت
وعاد يرقع ثوبا قد من قدم
وراحت الأرض تهوي تحت أخمصه
وعاش فوق ثراها حافي القدم
أتى قريش يتيما ضالا فهدى
به المهيمن أفواجاً من الأمم
وعال أمته ذاك اليتيم ولم
تصل إليه دواعي العجز والهرم
لما تسلم حمل الدين عاد إلى
خُدَيج يلهث ثقل الحمل والزمم
فجاءه الوحي قم ياذا العزائم قم
فليس غيرك من يقوى له فـقُم
بمن أحب هو المختار أنقذنا
أنجى العصاةَ وأحياهم من الرَمم
ويوم يجمعنا الجبار في ملإٍ
من الخلائق والأقوام والأمم
والكل جاء وقد أوتي صحيفته
يصيح نفسي نفسي والوطيس حمي
هناك يرفع فوق الفوق رايته
أنا لها مثلما قد كنت في القدم
رباه إن هنا في جيرتي أمم
وأنت رحمتك الكبرى من النقم
يا خير من ملأت بالصدق شِبْدِعُهُ
ويا نجاتي ويا حبلي ومعتصمي
أنا هنا وذنوبي أهلكت كتفي
خارت قواي ومالي أي محتزَم
أنا هنا ومعي يا سيدي صحفا
تلطخت بذنوبي واستوى سقمي
أنا هنا وهنا النيران تطلبني
يكاد ينضب من هول المقام دمي
فخذ بكفي وادرك مذنبا دنفا
قضى الحياة ولم يركع ولم يصم
يا خير من بلغ الآفاق منزلة
ومن دنى فتدلى فاصطفي وحمي
فقام تحت سنى الكرسي مأتلقا
وتحت رفعته العلياء لم تقم
أتت بزينتها الدنيا إليه فما
رأته يطعم غير الخَل والأدم
فهل سواه عسى أن يرتقي بشر
كما ارتقى هو من عرب ومن عجم
فليس يعرف قدرا خصه أحدٌ
سوى الذي أوجد الدنيا من العدم
فهل عساي ترى ألقاك يا سندي
وهل عساك حبيبي أن ترى سقمي
وكيف يمكن أن تلقاك أعين من
عصى الإله بها في الأشهر الحرم
ولي بوصلك لي يا سيدي حلما
وبئس ما سأرى إن لم يكن حلمي
فلا تدع بين أنات الهوى بشرا
يدعوك في لهف يشكوا من الندم
له مع زمر الأشواق معركة
متى تجيئ به الأقدار ينهزم
أتى يجر ذنوباً لا عداد لها
وأنت حيلته فاشفع له يسُمِ
ومس بكفك قلباً تحت أضلعه
تُرح جوانحه من خفقه النهم
وارحم حشاه وأطفئ ناراً اتقدت
شوقاً بوصلك يا من خص بالكرم
وجد ببردتك الغراء واكس بها
عار تشرد تحت البرد في الظلم
فقد فنيت وقد افنى الهوى جسدي
فارأف بما قد تبقى منه في سلم
فالشوق من جهة والبين من جهة
والبعض من جهة يرميه بالتهم
يا من يلوم من اعتادت مسامعهم
لم الجميع سوى العشاق لا تلم
فليس يملك من قدت جوارحه
عينا يراك بها والأذن في صمم
و ذم للنفس ما تشهي وما رغبت
إلا الغرام فمشتق من الغرم
فالحب قارعة إن قام قائمها
في قلب عبد ولو كالطور ينعدم
وليس يبقي له روحا ولا جسدا
فكيف تأمل أن يلقاك وهو عمي
وما ألذ عمى تلقى به وطنا
فيه الخلود وسعدا ليس منصرم
فدعك منه ودع ما قد دعاك له
وسر تراه على الذراة والجرم
فالنجم تحمله والبحر يحفضه
وكل ما كان في الأكوان منه نمي
به تشرفت الافاق إذ رفعت
وكل متصل بهواه لم يضم
هو الذي فرش الله السماء له
فقام فيها قيام الشامخ العلم '
هو الذي سطعت في الأفق أحرفه
وحلق النور في الوديان والأجم
محمد هو للتاريخ مصدره
إليه عودته في البدء والختم
والكون طه رسول الله مركزه
الحق منه أتى والظلم منه رمي
كم عذبوه وكم قد حاربوه وكم
قد قدموه لمحتال ومنتقم
ذاق العذاب صنوفا من قبائله
وفر تتبعه الأهوال بالنقم
من كان يعرف أن الدهر راجعه
وقد تمزق حبل الظالم الغشم
وراح يرفع في الافاق رايته
ولم يبالي بمغتاظ ومصطدم
دك الجبال وأفنى ما يعرقله
وشق مسلكه من جامد صمم
واصطف يتبعه قوم إذا وقفوا
تخر أنصية الأهوال تحتكم
تهتز تضطرب الدنيا إذا نطقوا
وإن هم صمتوا تزدان بالكتم
الحرب مسلكهم والسلم مذهبهم