الحق

🤲 أذكار وأدعية مهمة في زمن الغيبة … {3}

أول الأذكار وأهمها (التكملة)
{اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم}

✍️ بعد ان تكلمنا عن المقطع الأول {اللهم صل على محمد وآل محمد} نتحدث اليوم عن المقطع الثاني وهو {وعجل فرجهم} ، وهو من أدعية طلب الفرج لإمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) ، وفي ما يخص أدعية الفرج أود الإشارة إلى ثلاث نقاط مهمة تخص دعاء الفرج وهي :

النقطة الأولى : وجوب دعاء الفرج
من الضروري جدا أن نعلم أن دعاء الفرج لإمام زماننا (عليه السلام) واجب عقائدي وألتزام أخلاقي يجب على جميع المؤمنين والمؤمنات الإلتزام به والمداومة عليه بل والإكثار منه في زمن الغيبة فقد ورد في أخر التوقيع الشريف الصادر بخط إمامنا صاحب الزمان (عليه السلام) إلى إسحاق بن يعقوب (رضوان الله عليه) : {وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى}

✍️ فكلمة {أكثروا} الواردة في النص فعل أمر موجه للجماعة ، أي أن الإمام المهدي (عليه السلام) يأمر جميع شيعته وأنصاره ومنتظريه بالإكثار من الدعاء له بالفرج وبناء على هذا الأمر الصادر من إمام زماننا (عليه السلام) نكون ملزمين بالإكثار من قراءة أدعية الفرج .

النقطة الثانية : تأثير دعاء الفرج
قد يعتقد البعض أن دعاؤه للإمام المهدي (عليه السلام) ليس له ثأثير فعلي على الإمام ، أي بمعنى أننا عندما نقرأ دعاء الفرج نكسب بذلك الاجر والثواب فقط واما بالنسبة للإمام (عليه السلام) فليس له أي تأثير وفائدة .

✍️ وهذا الاعتقاد غير صحيح أبداً ولا يمت بصلة إلى ثقافتنا الأصيلة المأخوذة من أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ، فالإمام الهادي (عليه السلام) في قصة عبد الرحمن الأصفهاني يؤكد لنا أن الدعاء له تأثير مباشر على الإمام المعصوم إذا كان خارج من القلب بصدق وإخلاص ، حيث قال لعبد الرحمن الأصفهاني الذي كان من قوم لا يدينون بالولاء لأهل البيت (عليه السلام) عندما دعا له في قلبه بالحفظ والسلامة : {يا عبد الرحمن استجاب الله دعاءك، وطول عمرك، وكثر مالك وولدك} .

وسأنقل لكم قصة عبد الرحمن الأصفهاني المتشيع مع الإمام الهادي (عليه السلام) كاملة في مقطع الفيديو التالي ⬇️⬇️

🍀 وسنكمل الكلام عن النقطة الثالثة في الحلقة القادمة وسيكون لنا تعليق حول القصة بإذن الله فانتظرونا … ⬅️

🔹مقطع من زيارة آل ياسين ... { 3 }

{اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ ، اَلسَّلامُ عَليَكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكبِّرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حِين تُصْبِحُ وَتُمْسِي} .

🤲 أذكار وأدعية مهمة في زمن الغيبة … {2}

أول الأذكار وأهمها
✍️ ومن أول تلك الأذكار والأدعية وأهمها على الإطلاق هو ذكر {اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم} ، ففيه من الثواب الجزيل والأثر الكبير ما لا يستطيع أحد أن يحصيه أو يعرفه حق معرفته سوى الله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) .

✍️ وهذا الذكر العظيم يتكون من دعاءين مجتمعين هما : {اللهم صل على محمد وآل محمد} و {عجل فرجهم} ، أما الصلاة على محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فقد ورد في فضلها وأترها الكثير الكثير الكثير وكل فضل أو أثر منها هو كنز عظيم ، وكيف لا يكون كنزاً عظيماً وهو عمل عبادي وذكر إلهي أول من أداه هو الله جل جلاله بنفسه ، وتبعته ملائكته بالعمل به ، ثم شرف المؤمنين بأن خصهم بالاشتراك فيه ، قال تعالى : {إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًاً}

✍️ ومن فضله وآثاره أيضاً قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : {من صلى علي مرة ، لم يبق من ذنوبه ذرة} ، تصور معي أن جبالاً من الذنوب كلها جميعاً تتلاشى وتذوب بشكل نهائي بحيث حتى ذرة واحدة من تلك الجبال لا تبقى (والذرة اصغر جزء مادي في الوجود بحيث لا يرى بالعين المجردة) ، وكل ذلك مقابل صلاة واحدة فقط على محمد وآل محمد فهل يوجد أجر أعظم من هذا أو فضل أكبر منه ؟؟!!!

وعنه ايضاً (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : {من صلى علي مرة فتح الله عليه بابا من العافية} ، وقد وصفت العافية في كلمات أئمتنا (عليهم السلام) على أنها : (أهنى النعم) و (أجمل لباس) و (أجلّ نعمة) ، وهذا ما ورد على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله : {العافية أهنى النعم} ، وقوله : {العافية أفضل اللباسين} ، وقوله : {لا لباس أجمل من العافية} ، وقوله : {يا أيها الناس سلوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، فإن أجل النعمة العافية} ، وكلّ تلك العافية بكل تلك الصفات وغيرها لا تجدها إلا في الصلاة على محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) .

✍️ إلى هنا وطلبا للإختصار نكتفي بهذا القدر من فضل وآثار الصلوات وهو غيض من فيض ومن شاء معرفة المزيد من فضل وآثار الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) فليراجع الكتب المختصة في ذلك وهي كثيرة جدا ومتوفرة .

✍️ أما ما يخص {وعجل فرجهم} فهذا ما سنتكلم عنه في الحلقة القادمة ان شاء الله فانتظرونا 🙏🏻

🍀إلى تكملة موضوع الذكر الأول فانتظروا … ⬅️

🤲 أذكار وأدعية مهمة في زمن الغيبة … {1}

✍️ نضع بين أيديكم أيها المؤمنون المنتظرون لإمام زمانكم (عليه السلام وعجل الله فرجه) مجموعة من الأذكار والأدعية المهمة التي وردتنا عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) الخاصة في زمن الغيبة ، والتي ينبغي للمنتظرين المداومة عليها في هذا الزمان زمان الفتن والبلايا والمصائب .

✍️ علماً أن هذه الأذكار والأدعية تحمل فضلاً كثيراً وأثراً كبيراً خصوصاً عند المداومة عليها ، ومن أهم تلك الآثار وأولها هو الثبات على الإيمان بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) والبقاء في ولايتهم وإن اشدت الفتن ، وكذلك من الآثار الاخرى دفع البلاء وأطالة العمر وغيرها من الآثار التي يكون المنتظرين في أمس الحاجة إليها في زمن الغيبة ، وسنذكر بعض هذه الأذكار والأدعية وبعض آثارها على شكل سلسلة حلقات توخياً للإختصار وعدم الإطالة ، فتابعونا ونسال الله تعالى لنا ولكم الفائدة والأجر والثواب .

🍀 إلى الذكر الأول فانتظروا … ⬅️

🔹مقطع من زيارة آل ياسين … { 2 }

{اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مِيثاقَ اللهِ الذي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذِي ضَمِنَهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ ، وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ}

🪵 الحقيقة التي غبنا عنها فغاب إمامنا عنا

✍️ ليعلم الجميع
أن جميع المصائب والمآسي التي تمر بها الأرض وجميع من عليها وما عليها من إنتشار فضيع للظلم والجور والحروب وجرائم القتل والإبادة الجماعية والأمراض والفقر وغيرها إنما هو بسبب غيبة إمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) …

✍️ وليعلم الجميع
أن بداية غيبة إمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) كانت بسبب جهل الناس وعدم معرفتهم لقدر الإمام المعصوم من آل محمد (صلوات الله عليهم) وابتعادهم عنهم والقبول بغيرهم بدلاً عنهم …

✍️ وليعلم الجميع
أن أمتداد فترة غيبة إمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) لأكثر من ألف عام ، واستمرارها إلى يؤمنا هذا هو بسبب الإعتماد الكلي على غيره (عليه السلام) في كل شيء وأكتفائنا بهم حتى في الحروب والدماء وأعظم الشدائد مع شديد الأسف …

والحل يكمن …
والحل ، والخلاص ، والفرج ، بل وكل خير منشود يكمن في ظهور إمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) فقط وفقط وألف فقط …

✍️ ولكن الظهور المنتظر لا يتحقق إلا إذا توجهنا بقلوبنا وكل جوارحنا بصدق وإخلاص إلى إمام الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) واعترفنا له بأن لا منقذ ولا منجي ولا مخلص ولا ملجأ لنا غيرك يا صاحب الزمان …

🌴 نعم ؛ من أجل الخلاص النهائي من كل الماسيّ نحتاج إلى لحظة توجه خالصة واحدة ، ولحظة دعاء صادقة واحدة نرفع فيها أيدينا إلى السماء نقول من أعماقنا :

🤲 اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر وفرج به عنا يا كريم يا الله 🤲

فهل نستطيع أن نفعل ذلك ؟؟!!!

🔹مقطع من زيارة آل ياسين ... { 1 }

(سَلامٌ عَلَى آلِ يسٓ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَدَلِيلَ إِرَادَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اللهِ وتَرْجُمَانَهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأطْرَافِ نَهَارِكَ) •

✍️ قال رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) :

{من صلى علي مرةً صلى اللهُ عليه عشراً ، ومن صلى علي عشراً صلى اللهُ عليه مائة مرة ، ومن صلى علي مائة مرة صلى اللهُ عليه ألف مرة ، ومن صلى علي ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبداً} .

{اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم}

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... {الأخيرة}

قال تعالى :
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

🍀 رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ

في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) التي ذكرناها في الحلقة {١} من هذه السلسلة ورد هذا النص : {وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ} ، ويفهم من هذا النص شيئاً غريبا وهو أن الأمان الثاني (الإستغفار) الذي هو عمل عبادي أخلاقي ينوب عن الأمان الأول وهو بشر (الرسول الأعظم - ص-) ويسد مسده، فهل من الممكن أن ينوب عمل من الأعمال العبادية عن بشر بل سيد البشر أجمعين وهو الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) ؟؟!!! وهل وقع مثل هذا في الأمم السابقة ؟؟!!!

✍️ نعم؛ نقلت لنا الآيات والروايات أن بعض الأعمال قد تسد عن بعض الأعمال الأخرى ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى : {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} ، ففي هذه الآية الكريمة نلاحظ أن القرآن الكريم جعل من الصيام أو الصدقة أو النسك أعمالا بديلة تسد عن عمل عبادي واجب من أعمال الحج وهو حلاقة الرأس ، وفي نفس الآية الكريمة أيضاً جعل الصيام عشرة أيام ثلاثة منها في الحج وسبعة إذا رجع الحاج إلى أهله عملا بديلا يسد عن الهدي (الذبح) ، وفي الروايات أيضاً ورد مثل ذلك كما في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة ، فعن يونس بن يعقوب بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: {من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين (عليه السلام) لم يفته ، وإن الله تبارك وتعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل عرفات ثم يخاطبهم بنفسه} ، وهذه الرواية العظيمة الجميلة واضحة الدلالة ولا تحتاج إلى تعليق .

🍀 لكن لم نسمع ولم يردنا شيئاً لا من آيات الذكر الحكيم ولا من كلمات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أن الأعمال العبادية سدت مسد المعصومين من أنبياء ومرسلين وأئمة ، أو أنها قد تسد عنهم في يوم من الأيام .

🍀 الخلاصة .
🌹 إذن، لا يستطيع شيء في الوجود كله لا من البشر ولا من غير البشر فضلا عن الأعمال العبادية كالإستغفار بمعناه العبادي وغيره أن يسد مسد الوجود المبارك للأمان الحقيقي الأول على الأرض وهو سيد الوجود والبشر الكامل رسول الله الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) إلا بشر كامل مثله وهم الأئمة الحجج المعصومون الأثنا عشر (عليهم السلام) وأولهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) واخرهم الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف) .

🌹 الإستغفار في الكتاب الحكيم والسنة المطهرة له ظاهر وباطن، وظاهره عمل عبادي أخلاقي عظيم الشأن كبير الأثر كثير البركة قد أخذ جميع تلك الآثار والقوة المعنوية من حقيقته الباطنية وهو الإمام المعصوم (عليه السلام) .

🌹 علينا أن نتعامل مع الإستغفار على أنه باب للدخول إلى الإمام المعصوم (عليه السلام) وهذا ما أكدته الرواية المعصومة التالية التي تستحق الكثير من التدبر والتأمل :

🍀 عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة قال : فكتب بخطه أعرفه: {أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطب شفتيك بالإستغفار}

🌹 نسألكم الدعاء 🙏

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... { ٥ }

🍀 من النتائج الأخرى .
لو عدنا إلى آثار الإستغفار في الحلقة {٢} نلاحظ أن من آثار الإستغفار الأخرى غير الأمان هي : {النجاة من الهلكة، المغفرة من الذنوب، زيادة في الرزق، للفرج ودفع الهموم، ... وغيرها الكثير} ، وهذه الآثار وجدناها في الروايات ونصوص بعض الزيارات أيضا معلولة إلى الوجود المبارك للإمام المعصوم (عليه السلام) أي إن وجود الإمام المعصوم سبباً في وجود هذه الآثار ومن ذلك نذكر ما يلي :

🍀 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
{ياعلي! مثلك في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق} .

وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً :
{مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك} .

🍀 عن الإمام الرضا (عليه السلام) :
{نحن حجج الله في أرضه وخلفاؤه في عباده، و امناؤه على سره، ونحن كلمة التقوى، والعروة الوثقى، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته، بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا، وبنا ينزل الغيث، وينشر الرحمة، لا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله} .

🍀 في الزيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام الهادي (عليه السلام) ورد :
{وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ} .

✍️ فبالإستغفار {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ، وبالإمام ينزل الغيث، والغيث مطر الرحمة، وبالإستغفار تجلى الهموم كما قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) : {من كثرت همومه فليكثر من الإستغفار} ، وبالإمام ينفس الهم ويكشف الضر، وبالإستغفار النجاة من الهلكة كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه اله) : {عليك بالإستغفار فإنه المنجاة} ، وعنه (صلى الله عليه وآله) في ولاية أمير المؤمنين علي والأئمة من ولده من بعده (عليهم السلام) : {من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي .....} ، وكما كان الإستغفار علة وسبباً للمغفرة فالإمام أيضا علة وسبباً للمغفرة فقد ورد في إحدى زيارات أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ما نصه : {وجعل ما خصنا به من معرفتكم تطهيرا لذنوبنا و تزكية لأنفسنا} .
وأمثال هذا كثير موجود في الزيارات والروايات من شاء المزيد فليبحث ويقرأ ويدقق .

🌹 انتظرونا في الحلقة القادمة إن شاء الله🙏

🌟زيارة إمام الزمان المخصوصة في يوم الجمعة

{يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ ، هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيْكَ ، وَقَتْلُ الكافِرِينَ بِسَيْفِكَ ، وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ ، وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ والإجارة فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ} .

اللهمَّ عجّل لوليك الفرج والعافية والنصر🤲

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... { ٤ }

🍀 أدلة أخرى في حقيقة الإستغفار .

نكمل اليوم في ذكر مزيد من الأدلة على أن حقيقة الإستغفار المشار إليه في قوله تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، وكذلك المشار إليه في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) التي ذكرناها في الحلقة { ١ } هو أمير المؤمنين علي وأبناءه الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده فنقول :

🍀 ورد عن أبي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) قال: {لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله} .
في النحو العربي كلمة (لو) تسمى حرف امتناع لوجود ، أي امتنع مواج الأرض بأهلها بسبب وجود الإمام عليها، وهذا يعني وبكل وضوح؛ أن الإمام المعصوم من آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) هو أمان الله تعالى الموضوع على الأرض ، والآن لاحظوا معي كيف ان الإمام الباقر (عليه السلام) يستخدم كلمة (رفع) مع (الإمام) في قوله : {لو أن الإمام رفع من الأرض} وقد استخدمها أيضا مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) في الرواية التي ذكرناها في الحلقة {١} في قوله : {أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ)} ، إذن الأمان الباقي على الأرض بعد رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو الإمام المعصوم (عليه السلام) بدلالة صريح الرواية وبدلالة التشابه في سياق الروايتين .

🍀 عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل له يقول في آخره : {ولولا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها ، إن الأرض لا تخلو ساعة من الحجة} ، ومن الثوابت عدنا أن مقام حجة الله هو من مقامات محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وبهذا يثبت مرة أخرى أن الأمان الإلهي الحقيقي على الأرض هو الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة المعصومين (عليهم السلام) إمامٌ بعد إمامٍ لكي لا تخلو الأرض من حجة لله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

🌹 نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله فانتظرونا🙏

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... { ٣ }

🍀 من نتائج ما توصلنا إليه .
من أهم النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا المتواضع هذا إلى هذه الحلقة هو : أن للإستغفار آثار إيجابية كثيرة جدا استخرجنا بعضها من آيات الذكر الحكيم ومن كلمات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والتي من أهمها : أنه - أي الإستغفار - أمان من عذاب الله تعالى باقٍ على الأرض وبه الأرض باقية، وعبارة الإمام الباقر (عليه السلام): (فدونكم الآخر فتمسكوا به) خير دليل على أن الإستغفار باقٍ مستمر ما دامت الأرض وإلا لو كان من الممكن أن يرفع من الأرض لما قال الإمام (عليه السلام) : (فتمسكوا به) فكيف يأمر الناس بالتمسك بشيء قابل للزوال ؟؟!!!

🍀 ومن هذه النتيجة نصل إلى نتيجة أكبر غاية في الأهمية وهي: أن الإستغفار وإن كان في ظاهره عمل عبادي أخلاقي إلا أنه في حقيقته وباطنه يمثل وجوداً مباركاً مقدساً دائماً على الأرض ولو رفع من الأرض أخذ الله تعالى أهل الأرض بالعذاب الأليم الذي لا يبقي ولا يذر .

🍀 وهذه الصفة هي من الصفات الخاصة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) أولا وللأئمة المعصومين (عليهم السلام) من ولده من بعده ثانياً ، فهم (عليهم السلام) الأمان الإلهي الحقيقي على الأرض لجميع من في الأرض، وعن ذلك تكلم الرسول الخاتم وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال : {النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي} ، وعن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال : {لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه، أن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه، *وأماناً في الأرض لأهل الأرض لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم، ...}

🌹 وللحديث بقية نكملها في الحلقة القادمة إن شاء الله فانتظرونا 🙏

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... { ٢ }

🍀 آثار الإستغفار
لكي تكون حقيقة الإستغفار واضحة أمامنا تعالوا معي لنقرأ أولاً عن الآثار الرهيبة للإستغفار التي ذكرت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) ونذكر من ذلك ما يأتي :

🌼 قال تعالى :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (١٢)} سورة نوح (١٠، ١١، ١٢) .

🌼 قال تعالى :
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} سورة هود : (٥٢) .

🌼 النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) :
{أفضل العلم لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الإستغفار ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)} .

🌼 الإمام الرضا (عليه السلام) :
{خير القول : لا إله إلا الله، وخير العبادة الإستغفار} .

🌼 رسول الله (صلى الله عليه اله) :
{عليك بالإستغفار فإنه المنجاة} .

🌼 أمير المؤمنين (عليه السلام) :
{العجب ممن يهلك، والمنجاة معه، قيل: وما هي ؟ قال: الإستغفار} .

🌼 رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
{من كثرت همومه فليكثر من الإستغفار} .

🌼 عن محمد بن الريان قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله أن يعلمني دعاء للشدائد والنوازل والمهمات وأن يخصني كما خص آباؤه مواليهم فكتب إلي : {ألزم الإستغفار} .

🌼 عن إسماعيل بن سهل قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : {علمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة فكتب: أكثر تلاوة إنا أنزلنا، وأرطب شفتيك بالإستغفار} .

🌼 النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) :
{من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} .

🌼 الإمام الصّادق (عليه السلام) :
{إذا أكثر العبد الاستغفار رفعت صحيفته وهي تتلألأ} .

🌼 الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال :
{إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكره بعد عشرين سنة، فيستغفر منه، فيغفر له، وإنما ذكره ليغفر له، وإن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته} .

🍀سأكتفي بهذا المقدار من الروايات علماً أن هناك الكثير الكثير من الروايات الأخرى التي تحدثت عن فضل الإستغفار وذكرت آثاره وفوائده أدعوكم للبحث عنها في الكتب المختصة وقراءتها والعمل بها .

🌹 نكمل في الحلقة الثالثة إن شاء الله فانتظرونا 🙏

🌴 سلسلة الأمان الحقيقي ... { ١ }

قال تعالى :
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

🍀 من صريح الآية الكريمة ووضوح معاني ألفاظها يخرج كل قاريء لبيب لها بمعلومة سريعة مفادها ؛ أن في الأرض أمانان من عذاب الله تعالى، أما الأمان الأول : فهو الوجود المبارك لبني الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله) على الأرض، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} ، وأما الأمان الثاني فهو الإستغفار، {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} .

وتأكدت هذه المعلومة بالرواية الواردة عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) حيث قال: {كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ)، وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالْإِسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ تَعَالى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

🍀 وهذا ما هو واضح من ظاهر ألفاظ الآية القرآنية وتأييد الرواية الباقرية، لكن ما هو ليس بواضح ويحتاج إلى البحث الجاد والتدقيق في معاني الألفاظ هو حقيقة الإستغفار، فما هي حقيقة الإستغفار حتى صار وجوده وحسب ألفاظ الآية الكريمة يساوي في قيمته الوجودية الوجود المبارك للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؟؟!!!
خصوصاً وأن الرواية قالت : (فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ) أي جعلت وجود الأمان مستمر في الأرض حتى بعد رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأرض لبقاء الإستغفار ثم دعت إلى التسمك به (أي الإستغفار) ؟؟!!!

🍀 إذن علينا أن نبحث عن حقيقة الإستغفار لكي نتسمك به كما أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم ودعانا إلى التمسك به الإمام الباقر (عليه السلام) .

🌹نكمل في الحلقة الثانية إن شاء الله فانتطرونا🙏

🌹 {إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ} 🌹

✍️ (يُصَلُّونَ) : فعل مضارع يدل على الزمن الحاضر والمستقبل ، ويفيد إستمرارية حصول فعل الصلاة ، و(واو الجماعة) فاعل للفعل (يُصَلُّونَ) ومن هذا نستنتج : إن الصلاة على النبي محمد وعلى آله (صلوات الله عليهم أجمعين) هي : صلاة جماعية ، عقائدية ، قائمة على نحو الإستمرارية (بمعنى أنها مستمرة مذ بدايتها وليس لها نهاية) ، وليس لها وقت محدد فتستطيع أن تؤديها في جميع الأوقات ، وفي جميع الأحوال قائماً أو قاعداً بل حتى وأنت مستلقٍ على فراشك تستطيع أن تؤديها ، ولا تحتاج لأدائها إلى تطهّر (وضوء) أو التوجه إلى القبلة فتستطيع أن تؤديها في جميع الإتجاهات ، وهي مقبولة ولا ترد ، وفضلها عظيم وأجرها كبير وكثير ، والدعاء الواقع بعدها مستجاب ، وأول من أداها الله تعالى ثم تبعه ملائكته ثم أمر المؤمنين بأدائها فقال : {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} .

فلنكثر من الصلاة على محمد وآل محمد ولنجعلها ذكر دائماً على ألسنتنا في جميع الأوقات .

{اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم}

مقطع من وصيّة الإمام الحسن العسكري

✍️ قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في وصيّته إلى شيعته : {أكثِروا ذِكرَ اللَّه وذِكرَ المَوتِ وتِلاوَةَ القرآنِ والصَّلاةَ علَى النَّبيِّ (صلى اللَّه عليه وآله) ؛ فإنّ الصَّلاةَ على‏ رسولِ اللَّهِ عَشرُ حَسَناتٍ} .

✍️ يفهم من قول الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : {فإنّ الصَّلاةَ على‏ رسولِ اللَّهِ (صلى اللَّه عليه وآله) عَشرُ حَسَناتٍ} أنه أشار (عليه السلام) إلى قوله تعالى : {مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظلمون} (الانعام ١٦٠)

✍️ ولو دققنا في الآية الكريمة لوجدنا أن كلمة (الحسنة) جاءت بصيغة المفرد ومعرفة بال التعريف مع أنها لم تذكر إلا مرة واحدة ، وهذا في اللغة يدل على أن هناك حسنةً واحدةً معروفةً ومشخصةً أشارت إليها الآية الكريمة دون غيرها من الحسنات الكثيرة ، فما هي تلك الحسنة العظيمة التي قصدتها الآية الكريمة وطالبت بها دون غيرها ؟؟

✍️ للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثاً شريفاً نقله الخاصة والعامة يكشف لنا فيه عن حقيقة هذه الحسنة العظيمة حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : {حُبُّ عَلِيّ ٍ حَسَنَةٌ لا تَضُرُّ معها سَيِّئَةٍ وبُغْضُهُ سَيِّئَةٌ لا تَنفعُ معها حَسَنَةٌ}

✍️ إذن الحسنة التي أشارت إليها الآية الكريمة هي حب الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وهي التي تضرب بعشرة أمثالها ، ومن هذا نستطيع أن نستنتج أن كثرة الصلاة على محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) تزيد من حب الإمام علي (عليه السلام) في القلب وتضاعفه عشرة أضعاف وبهذا أيضاً نعرف سبب عظيم الأجر وجزيل الثواب لمن صلى على محمد وآل محمد وكذلك نعرف سبب التأكيد الصادر من الرسول الكريم والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) على الإكثار من الصلاة على {محمد وآل محمد} في جميع الأوقات وخصوصا في الأوقات المباركة من الأيام والليالي كما في ليلة الجمعة ويومها وغيرها ، ولمزيد من الفائدة نذكر بعض الأحاديث الحاثة على الصلاة على محمد وآل محمد والإكثار منها :

🔹قال النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) :
{من صلى عليّ يوم الجمعة مائة مرة غفر الله له خطيئته ثمانين سنة} .

🔹وقال (صلى الله عليه وآله) :
{يا علي من صلى عليّ كل يوم أوكل ليلة وجبت له شفاعتي ولو كان من أهل الكبائر} .

🔹وقال (صلى الله عليه وآله) :
{أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة} .

🔹وقال (صلى الله عليه وآله) :
{من صلى عليّ مرة فتح الله عليه بابا من العافية} .

🔹وقال إمامنا الرضا (عليه السلام) :
{من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلوات على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما} .

🌹اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم🌹

☀️ أوجه الشبه بين الإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته والشمس خلف الغيوم … (4)

🖌️ ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام) أنه قال :
{وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب} .

6️⃣ هناك أوقات يكون فيها غياب الشمس خلف الغيوم أصلح للأرض ومن عليها من ظهورها، فهذه الغيوم إنما تكونت بسبب الشمس وحرارتها ومن الغيوم تنزل الأمطار التي تروي الأرض وتحييها قال تعالى : {وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ}، وكذلك غيبة إمام زماننا (عليه السلام) فيها من الصلاح للعباد والبلاد الكثير في وقتها ويمكن استنتاج ذلك من خلال عدة نقاط منها :
1- إن الغيبة وقعت بأمر الله تعالى الحكيم، والحكيم لا يصدر منه العبث أبداً ومن هذا نحكم بان الغيبة فيها صالح للإمام المهدي (عليه السلام) أولاً ولشيعته ومحبيه ثانيا ، ولبقية الموجودات ثالثا .

2- إن أحد أسباب الغيبة وكما نصت عليه الروايات هو لحفظ الإمام المهدي (عليه السلام) من القتل، فقد ورد عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : {إن للقائم غيبة قبل أن يقوم …..} قلت : ولم ذلك ؟
قال (عليه السلام) : {يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل} .
هذا يعني انه لولا الغيبة لقتل إمام الزمان (عليه السلام) واذا قتل تخلو الأرض من حجة الله، وإذا خلت الأرض من الحجة ساخت بأهلها، والأخبار في ذلك كثيرة ومتواترة نكتفي بذكر واحد منها، عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: {لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت}

3- إن وجود الإمام المهدي (عليه السلام) في الغيبة وبعيد عن أبصارنا وإن كان سببا للوعتنا وحزننا وانحرمنا من بركات وجوده ظاهراً بيننا لكن ما يهون ذلك هو حفظه وسلامته أضف الى ذلك إن عطاؤه (عليه السلام) لم ينقطع عنا أبداً، كيف ينقطع وهو سبب وجودنا وبقاؤنا واستمرارنا وسبب لكل خير يصيبنا ؟؟!!!

4- ان غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) سبباً مهما للأمة لإن تنتبه على نفسها وتعرف قيمة إمام زمانها (عليه السلام) وحقوقه عليها، فالأمة وبسبب جهلها وإتباعها لغير أئمتها من الحكام الظلمة وغير الظلمة أيضاً تسببت في ضياع حقوق الإمام المفروضة عليهم طاعته، فغاب إمام الزمان (عليه السلام) بسبب ذلك وغاب معه الحق والصدق والفضيلة وكل خير وتسلط عليهم الظلام وانتشر الجور وعمت الفوضى، فإذا انتبهت الأمة على حالها وعادت إلى إمام زمانها ظهر لهم وعاد إليهم وملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلما وجوراً .