هل الشحوم الحيوانية صحية، ماذا عن شحم الشواء؟ هل تساءلت يومًا.
في كتاب تين شوكي تأتي محاولة الإجابة :
في زمن أجدادنا، الذين عاشوا في تناغم مع الطبيعة بفضل الأكل الصحي الطبيعي والحركة لم يكن هناك حديث عن الكوليسترول أو الأمراض القلبية.
كان شحم الضأن، جزءاً مهمًا من طعامهم، استخدموه بدل الزيت في أطباقهم بثقة ودون قلق.
أذكر قبل عيد الأضحى بيومين، وهي مناسبة تجمع العائلة حول مائدة مليئة بأطباق الشواء الشهية، عرفت من الطبيب أن ارتفاع مستوى الكوليسترول في دمي يستدعي أن أتجنب الشحوم.
كانت تلك النصيحة موجعة لأنني أحب الشواء شحما ولحمًا، لم أستطع قبول هذه الفكرة دون التحقق منها، فبدأت رحلة البحث والقراءة، وسرعان ما اكتشفت حقيقة جديدة عن شحم الضأن.
تبين لي أن الشحوم لم تكن الجاني الذي يتسبب في ارتفاع الكوليسترول كما كان يُعتقد. بدلاً من ذلك، أكدت الأبحاث الحديثة أن الدهون المشبعة، مثل تلك الموجودة في شحم الضأن، لا مشكلة فيها إن تم تناولها بشكل معتدل، لهذا قلت في نفسي لو كانت مضرة بالفعل لأضرت أجدادنا قبل أن يصل ضررها إلينا!
بالعكس فإن شحم الضأن، بمكوناته الغنية بالدهون المشبعة وغير المشبعة، يزود الجسم بالطاقة الضرورية ويساعد في امتصاص الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين A وD هذه الدهون المشبعة في شحم الضأن تشمل نوعًا يسمى حمض الستيارين، الذي لا يرفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم كما تفعل بعض الدهون الأخرى، كما تدعم صحة الجلد، وزيادة مرونته، وتوفير أحماض دهنية ضرورية لنمو الدماغ وصحة الخلايا العصبية.
اليوم، تقدم العلوم الحديثة رؤية جديدة حول قيمة الشحوم الحيوانية في النظام الغذائي. الدراسات الحديثة تُعيد النظر في الفهم التقليدي للدهون المشبعة، حيث تبين أن هذه الدهون ليست بالضرورة العدو الأول للقلب كما كان يُعتقد سابقاً، لقد سمحت البحوث الحديثة بإعادة النظر في السمعة السيئة التي لحقت بشحم الحيوانات عبر العقود الماضية والتي جعلت كثيرين ينصرفون عن هذه الشحوم.
التوازن والاعتدال هما المفتاح في استهلاك الشحوم الحيوانية. كما يُقال، "الفضيلة تكمن في الوسط". تناولها بشكل معتدل قد يعزز وظائف الجسم ويحافظ على مستويات الطاقة، شريطة أن تكون جزءًا من نمط حياة نشط ومتوازن، في حين الإفراط بطبيعة الحال له فاتورته.
الدكتور خالد البرقاوي، خبير التغذية من صميم تجربته الشخصية يقول إنه استطاع أنه منذ بدأ التركيز على الدهون في طعامه بما في ذلك شحم الضأن لاحظ أنه يحرق الدهون بشكل كبير؛ حيث يقول "فقدت الوزن والدهون الحشوية أيضا"، أما خلاصته فكانت: "كل الدهون الحيوانية رائعة جدا، يجب أن نقضي على الخرافة التي انتشرت منذ عشرين سنة بسبب شركات الأدوية أن الدهون هي المرض".
الخلاصة : الدهون الحيوانية ليست ضارة كما كانت تُصوَّر سابقًا، بل قد تكون مفيدة إذا تم تناولها بوعي وضمن نظام غذائي متوازن، وإذا كانت هناك مشكلة في شواء اللحم بالشحم فهي في المركبات التي تنتج عن عملية الحرق بالنار.
#كاتبه نجم الدين سيدي عثمان
في كتاب تين شوكي تأتي محاولة الإجابة :
في زمن أجدادنا، الذين عاشوا في تناغم مع الطبيعة بفضل الأكل الصحي الطبيعي والحركة لم يكن هناك حديث عن الكوليسترول أو الأمراض القلبية.
كان شحم الضأن، جزءاً مهمًا من طعامهم، استخدموه بدل الزيت في أطباقهم بثقة ودون قلق.
أذكر قبل عيد الأضحى بيومين، وهي مناسبة تجمع العائلة حول مائدة مليئة بأطباق الشواء الشهية، عرفت من الطبيب أن ارتفاع مستوى الكوليسترول في دمي يستدعي أن أتجنب الشحوم.
كانت تلك النصيحة موجعة لأنني أحب الشواء شحما ولحمًا، لم أستطع قبول هذه الفكرة دون التحقق منها، فبدأت رحلة البحث والقراءة، وسرعان ما اكتشفت حقيقة جديدة عن شحم الضأن.
تبين لي أن الشحوم لم تكن الجاني الذي يتسبب في ارتفاع الكوليسترول كما كان يُعتقد. بدلاً من ذلك، أكدت الأبحاث الحديثة أن الدهون المشبعة، مثل تلك الموجودة في شحم الضأن، لا مشكلة فيها إن تم تناولها بشكل معتدل، لهذا قلت في نفسي لو كانت مضرة بالفعل لأضرت أجدادنا قبل أن يصل ضررها إلينا!
بالعكس فإن شحم الضأن، بمكوناته الغنية بالدهون المشبعة وغير المشبعة، يزود الجسم بالطاقة الضرورية ويساعد في امتصاص الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين A وD هذه الدهون المشبعة في شحم الضأن تشمل نوعًا يسمى حمض الستيارين، الذي لا يرفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم كما تفعل بعض الدهون الأخرى، كما تدعم صحة الجلد، وزيادة مرونته، وتوفير أحماض دهنية ضرورية لنمو الدماغ وصحة الخلايا العصبية.
اليوم، تقدم العلوم الحديثة رؤية جديدة حول قيمة الشحوم الحيوانية في النظام الغذائي. الدراسات الحديثة تُعيد النظر في الفهم التقليدي للدهون المشبعة، حيث تبين أن هذه الدهون ليست بالضرورة العدو الأول للقلب كما كان يُعتقد سابقاً، لقد سمحت البحوث الحديثة بإعادة النظر في السمعة السيئة التي لحقت بشحم الحيوانات عبر العقود الماضية والتي جعلت كثيرين ينصرفون عن هذه الشحوم.
التوازن والاعتدال هما المفتاح في استهلاك الشحوم الحيوانية. كما يُقال، "الفضيلة تكمن في الوسط". تناولها بشكل معتدل قد يعزز وظائف الجسم ويحافظ على مستويات الطاقة، شريطة أن تكون جزءًا من نمط حياة نشط ومتوازن، في حين الإفراط بطبيعة الحال له فاتورته.
الدكتور خالد البرقاوي، خبير التغذية من صميم تجربته الشخصية يقول إنه استطاع أنه منذ بدأ التركيز على الدهون في طعامه بما في ذلك شحم الضأن لاحظ أنه يحرق الدهون بشكل كبير؛ حيث يقول "فقدت الوزن والدهون الحشوية أيضا"، أما خلاصته فكانت: "كل الدهون الحيوانية رائعة جدا، يجب أن نقضي على الخرافة التي انتشرت منذ عشرين سنة بسبب شركات الأدوية أن الدهون هي المرض".
الخلاصة : الدهون الحيوانية ليست ضارة كما كانت تُصوَّر سابقًا، بل قد تكون مفيدة إذا تم تناولها بوعي وضمن نظام غذائي متوازن، وإذا كانت هناك مشكلة في شواء اللحم بالشحم فهي في المركبات التي تنتج عن عملية الحرق بالنار.
#كاتبه نجم الدين سيدي عثمان