#مِيم
-الجزء الواحد والثلاثون-
ماقبلَ الأخيـــــــــــــر
تفرِد نُور سجّادتها على أرض "الحُوش" , وشفَقُ المغَيب إنحسَر ضَوءُه ؛ تُكبِّر , ويُطرَق الباب , تُسلِّم نُهى يُمنةً ويُسرة من داخِل غُرفتها , وتُنادي : آية.. شوفي الفي الباب منو
تُغلِق آية دفترها, ترتدِي وشاحًا وتُهروِل حافيَة , تفتح الباب , يبتسِم الطّارق ناظرًا إليها : مساء الخير
تتوارَى خلف الباب خجِلَه : مساء النور نادر.. كيفك
يُخفض بصَرَهُ : الحمدلله, معليش جيت في وقت ما مناسب , نور لسّه ماجات؟
آية : لالا جات , قاعدة تصلِّي ؛ إتفضل
يأتيها صوت والدتها من الداخل : منو يا آية
آية : دا نادر يا أمّي
تطوي نُهى سجّادتها وتنهض : حبابو
يدخُل نادر مُلقيًا التحيّة : خالتي نُهى , الصحّة والأخبار
تخرُج من غرفتها قادِمةً إليهم, بينما هروَلَت آية بإتّجاة غُرفتها
تسير نُهى بإتجاه الباب : حبابَك يا ولدي, أدخُل مالك واقف بعيد
يتقدَّم إليها , تُصافحهُ , ينظُر لنور مُفسِّرًا : في قضيّة كدا نور وصّتني أجمع ليها معلومات عنها قبل نهاية اليوم فَ..
تُقاطعهُ نُهى مُرحِّبة بهِ : عيب يا ولدي البيت بيتَك , تجي في أي وقت ؛ إتفضل أقعد
يجلِس مُمسكًا بيدِه ملفًّا مطويًّا
تتنهّد نُهى بِتعَب, تجلِس قِبالتهُ : الشغل أكَل عُمركم دا أكلو
يبتسِم : الحمدلله يا خالتي.. الله يعظِّم الأجر
تُسلِّم نُور , تلتفت إليه على نفس جلتها : نادر
نادر : أمسيتي كيف يا مديرة
تهزّ رأسها بِتعَب : الحمدلله ؛ إنتَ كيف
نادر : أنا تمَام , وعندي ليك أخبار كتيره
تلتفت إليه بإهتمام : أها؟ وصلتَ لي شي؟
نادر : أشياء
تنهض , تطوِي السجّادة , تأتي إليه : أها , أحكِي
تنهض نُهى
نادر لنُهى : خالتي نهى عليك الله ماتسوّي ولا شي .. جاييكم جاهِز
نُهى : شاي ساي ياولدي مابسوّي ليك شي
نادر : والله مليان
نُهى : خلاص مامشكلة , بدّيك مهلَه بعد شوية بجيب الشاي
يضحَك مغلوبًا على أمرِه : والله ما تتعبي ياخالتي
نُهى : مافيها تعب ياولدي , يلا الله يسهّل عليكم
تذهَب عنهُم , تسحَب نُور الكُرسي لتضعهُ أمامَه , تُعلِّق السجادة على طرفِهِ وتجلس : أها يا نادر
نادر : مبدئيًا , القضيّة الداخل فيها أبوك..
تُقاطعهُ كابحةً غضبها : الفاتح
نادر مُصحِّحًا : الفاتح .. قضيّة طلاق
تبتسِم هازئة
يُكمِل : وعايز ياخد منها البيت برضو
تهزّ نُور رأسها بأسَى
نادر : العرفتو إنّو مابينهم أطفال , بس هي عندها ولَد من راجل تاني
نُور : مامُهم, المهم هو موقفو كيف في القضية
نادر : كعب.. البيت بي إسمها والأوراق رسميّة أنا ماعارف هو ليه عشمان
نُور : والطلاق؟
نادر : هي الرافعه القضيّة , وغالبًا حتكسبها ؛ لأنو في واقعة خيانة
تتأفّف نُور بِضيق : أنا تعبت أتفاجأ من الإنسان دا , تعبت
يفتَح نادر الملفّ : المهم هسّي نركّز في قضيتنا .. هو أوراقو في القضيّة الأولى كلها خسرانة ؛ فَ ماحيستسلم ليكم في موضوع البيت بسهولة
نُور : والله البِقدر يسويه مايقصِّر
نادر : بس التوكيل القُلتي عليه ممكن يقلب اللعبة كلها يا نور
نُور بِتفكير : بس التوكيل للمطعم بس
نادر مُصحِّحًا : التوكيل عام يانور, توكيل عام بي إسم أستاذة نُهى
تُحيط نُور جبينها بِغضَب
نادر : أهدِي.. بنلقى ليها حلّ
نُور : حل شنو يا نادر ! كدا خلاص البيت ليهو بدون حتى ما يصل المحكمة !
نادر : صلاتك على النبي
نُور : ألف على الحبيب
نادر : إحنا بنقدر نطعَن في صحة التوكيل
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : كيف ؟
نادر : كالآتي .. أستاذة نهى كانت في وعكة صحيّة لما كتبت ليهو التوكيل صح ؟
نُور : أيوة.. بس الكلام دا من سنين
نادر : فاهم , خليك معاي بس
نُور بِتركيز : أها
نادر : مين الشهود ؟
نُور بتفكير : شهود؟ ماعارفَة !
نادر : بالضبط , الشهود من عندو , مع إنو التوقيع توقيعها , زي مابيزعَم
نُور : نادر أنا راسي جاط , مافاهمة عليك كيف زي مابيزعَم ما هي فعلاً وقّعت !
يهزّ رأسهُ نافيًا : ماوقّعَت
تنظُر إليه نور بتفكير
نادر : ما وقعّت , مافي شهود ؛ وحتّى لو جابهم .. ملكية البيت الأصلية لسّه معاها
نُور : حنكضّب يا نادر ؟
نادر : ماكِضِب ! هو أخد توقيعها على أساس وكالة للمطعم وهيّ وكالة عامّة , هوّ النصَب عليها !
نُور : طيّب لو طلع إنو حوّل ملكية البيت ليهو زي ماحوّل المطعَم , ما أظن إنو غبي لدرجة تفوت عليهو خطوة زي دي
نادر : صدّقيني حتكون فاتت عليهو .. وإذا ما فاتت في ألف مدخل تاني لدحض الوكالة دي
تزفُر نور بِضيق : ماعارفة يا نادر..
نادر : نُور .. الموضوع مافيهو أي ظلم , هو لو أخد البيت دا ياهو الظلم الحقيقي ! أستاذة نُهى وكّلتو على المطعم فقط وهوّ إستغل جهلها بالقوانين وأخد توقيعها , مافيها شي لما ننكِر إننا وقّعنا من الأساس
تستنِد نور إلى ظهر الكُرسي
ينظُر إليها نادِر بإصرار
وهيَ تُحاول ترتيب أفكارها
■■■
البحرين - المنامَة :
-الجزء الواحد والثلاثون-
ماقبلَ الأخيـــــــــــــر
تفرِد نُور سجّادتها على أرض "الحُوش" , وشفَقُ المغَيب إنحسَر ضَوءُه ؛ تُكبِّر , ويُطرَق الباب , تُسلِّم نُهى يُمنةً ويُسرة من داخِل غُرفتها , وتُنادي : آية.. شوفي الفي الباب منو
تُغلِق آية دفترها, ترتدِي وشاحًا وتُهروِل حافيَة , تفتح الباب , يبتسِم الطّارق ناظرًا إليها : مساء الخير
تتوارَى خلف الباب خجِلَه : مساء النور نادر.. كيفك
يُخفض بصَرَهُ : الحمدلله, معليش جيت في وقت ما مناسب , نور لسّه ماجات؟
آية : لالا جات , قاعدة تصلِّي ؛ إتفضل
يأتيها صوت والدتها من الداخل : منو يا آية
آية : دا نادر يا أمّي
تطوي نُهى سجّادتها وتنهض : حبابو
يدخُل نادر مُلقيًا التحيّة : خالتي نُهى , الصحّة والأخبار
تخرُج من غرفتها قادِمةً إليهم, بينما هروَلَت آية بإتّجاة غُرفتها
تسير نُهى بإتجاه الباب : حبابَك يا ولدي, أدخُل مالك واقف بعيد
يتقدَّم إليها , تُصافحهُ , ينظُر لنور مُفسِّرًا : في قضيّة كدا نور وصّتني أجمع ليها معلومات عنها قبل نهاية اليوم فَ..
تُقاطعهُ نُهى مُرحِّبة بهِ : عيب يا ولدي البيت بيتَك , تجي في أي وقت ؛ إتفضل أقعد
يجلِس مُمسكًا بيدِه ملفًّا مطويًّا
تتنهّد نُهى بِتعَب, تجلِس قِبالتهُ : الشغل أكَل عُمركم دا أكلو
يبتسِم : الحمدلله يا خالتي.. الله يعظِّم الأجر
تُسلِّم نُور , تلتفت إليه على نفس جلتها : نادر
نادر : أمسيتي كيف يا مديرة
تهزّ رأسها بِتعَب : الحمدلله ؛ إنتَ كيف
نادر : أنا تمَام , وعندي ليك أخبار كتيره
تلتفت إليه بإهتمام : أها؟ وصلتَ لي شي؟
نادر : أشياء
تنهض , تطوِي السجّادة , تأتي إليه : أها , أحكِي
تنهض نُهى
نادر لنُهى : خالتي نهى عليك الله ماتسوّي ولا شي .. جاييكم جاهِز
نُهى : شاي ساي ياولدي مابسوّي ليك شي
نادر : والله مليان
نُهى : خلاص مامشكلة , بدّيك مهلَه بعد شوية بجيب الشاي
يضحَك مغلوبًا على أمرِه : والله ما تتعبي ياخالتي
نُهى : مافيها تعب ياولدي , يلا الله يسهّل عليكم
تذهَب عنهُم , تسحَب نُور الكُرسي لتضعهُ أمامَه , تُعلِّق السجادة على طرفِهِ وتجلس : أها يا نادر
نادر : مبدئيًا , القضيّة الداخل فيها أبوك..
تُقاطعهُ كابحةً غضبها : الفاتح
نادر مُصحِّحًا : الفاتح .. قضيّة طلاق
تبتسِم هازئة
يُكمِل : وعايز ياخد منها البيت برضو
تهزّ نُور رأسها بأسَى
نادر : العرفتو إنّو مابينهم أطفال , بس هي عندها ولَد من راجل تاني
نُور : مامُهم, المهم هو موقفو كيف في القضية
نادر : كعب.. البيت بي إسمها والأوراق رسميّة أنا ماعارف هو ليه عشمان
نُور : والطلاق؟
نادر : هي الرافعه القضيّة , وغالبًا حتكسبها ؛ لأنو في واقعة خيانة
تتأفّف نُور بِضيق : أنا تعبت أتفاجأ من الإنسان دا , تعبت
يفتَح نادر الملفّ : المهم هسّي نركّز في قضيتنا .. هو أوراقو في القضيّة الأولى كلها خسرانة ؛ فَ ماحيستسلم ليكم في موضوع البيت بسهولة
نُور : والله البِقدر يسويه مايقصِّر
نادر : بس التوكيل القُلتي عليه ممكن يقلب اللعبة كلها يا نور
نُور بِتفكير : بس التوكيل للمطعم بس
نادر مُصحِّحًا : التوكيل عام يانور, توكيل عام بي إسم أستاذة نُهى
تُحيط نُور جبينها بِغضَب
نادر : أهدِي.. بنلقى ليها حلّ
نُور : حل شنو يا نادر ! كدا خلاص البيت ليهو بدون حتى ما يصل المحكمة !
نادر : صلاتك على النبي
نُور : ألف على الحبيب
نادر : إحنا بنقدر نطعَن في صحة التوكيل
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : كيف ؟
نادر : كالآتي .. أستاذة نهى كانت في وعكة صحيّة لما كتبت ليهو التوكيل صح ؟
نُور : أيوة.. بس الكلام دا من سنين
نادر : فاهم , خليك معاي بس
نُور بِتركيز : أها
نادر : مين الشهود ؟
نُور بتفكير : شهود؟ ماعارفَة !
نادر : بالضبط , الشهود من عندو , مع إنو التوقيع توقيعها , زي مابيزعَم
نُور : نادر أنا راسي جاط , مافاهمة عليك كيف زي مابيزعَم ما هي فعلاً وقّعت !
يهزّ رأسهُ نافيًا : ماوقّعَت
تنظُر إليه نور بتفكير
نادر : ما وقعّت , مافي شهود ؛ وحتّى لو جابهم .. ملكية البيت الأصلية لسّه معاها
نُور : حنكضّب يا نادر ؟
نادر : ماكِضِب ! هو أخد توقيعها على أساس وكالة للمطعم وهيّ وكالة عامّة , هوّ النصَب عليها !
نُور : طيّب لو طلع إنو حوّل ملكية البيت ليهو زي ماحوّل المطعَم , ما أظن إنو غبي لدرجة تفوت عليهو خطوة زي دي
نادر : صدّقيني حتكون فاتت عليهو .. وإذا ما فاتت في ألف مدخل تاني لدحض الوكالة دي
تزفُر نور بِضيق : ماعارفة يا نادر..
نادر : نُور .. الموضوع مافيهو أي ظلم , هو لو أخد البيت دا ياهو الظلم الحقيقي ! أستاذة نُهى وكّلتو على المطعم فقط وهوّ إستغل جهلها بالقوانين وأخد توقيعها , مافيها شي لما ننكِر إننا وقّعنا من الأساس
تستنِد نور إلى ظهر الكُرسي
ينظُر إليها نادِر بإصرار
وهيَ تُحاول ترتيب أفكارها
■■■
البحرين - المنامَة :