Forward from: د. عمرو عرفه
"مواقف من عيادة طبيب نفسي:
بعنوان: عندما يُصبح الأقربون جزءًا من التحدي والمرض.
منذ أيام قابلت في العيادة شابة تبلغ من العمر حوالي 27 عامًا، جاءت مع والدتها وخالتها بحثًا عن علاج. كانت الحالة واضحة جدا مع علاجها بالنسبة لي: الأعراض تشير إلى اضطراب ذهاني(اهلاسات وتوهمات واضطراب سلوك مع اعراض سلبية)، وهو ما يحتاج إلى علاج دوائي ورعاية دقيقة. لكن المفاجأة لم تكن في الحالة بحد ذاتها، بل في الطريقة التي اختارت بها الأم والخالة التعامل معي ومع الجلسة.
من اللحظة التي جلسنا فيها، بدأتا بالحديث عن نفسيهما، عن ذكائهما، عن ثروتهما، وعن مستواهما العلمي، بل حتى وصل بهما الأمر إلى مناقشة أدوية العلاج وكأنهما الطبيبان وأنا مجرد ممرض اساعدهم أو حتى طالب اتعلم منهم! كانتا تسيطران على الحديث، وكأن الهدف من الجلسة هو إثبات مكانتهما العالية و جلسة "تحدي" وليس فهم احتياجات المريضة وعلاجها.
ما الذي حدث هنا؟
تحليلي النفسي للموقف كالتالي
يوجد سمات نرجسية لدى الأم والخالة. فتركيزهما على إنجازاتهما ومحاولاتهما لتقليل دوري ينبع من حاجتهما للتأكيد على أهميتهما وقيمتهما، بالاضافة لتغطية مخاوف أو مشاعر ضعف داخلي..ربما لتصغير المرض وأنه رغم هذا المرض نحن بمكانة عالية
وفي نفس الوقت تلك السيطرة على الحديث وإصرارهما على توجيه العلاج يشيران إلى مستوى من التدخل في علاقتهما بالمريضة، حيث يجدان صعوبة في إعطائها المساحة للتعبير عن نفسها. هذا يحدّ من استقلاليتها وقد يعرقل عملية العلاج..وقد يكون احد اسباب المرض أساسا ،وهو بماحة لعلاج منفصل لاحقا.
وكل هذا يُعتبر آلية دفاعية للهروب من مواجهة مشاعر القلق التي قد تصاحب هذا النوع من الامراض ورفض المرض بحد ذاته...مع أن المرض قد يصيب أي انسان ولا أحد معصوم عن المرض سواءً كان عضوية او نفسياً
وهو لا يشكل انتقاصاً او انه رتبة ثانية
الحلول العملية في مثل هذه الحالات:
من المهم أن أضع الحدود بلباقة منذ البداية، للتأكيد على أن الهدف الرئيسي هو التركيز على المريضة، وليس على مشاعر و حياة الآخرين وانجازاتهم او مشاكلهم..فهذه الجلسة كرمال هالبنت مو مشانكن هلأ.
أشرح دوري بصفتي طبيبًا نفسيًا بوضوح، أوضح أن خطتي العلاجية تستند إلى المعرفة والخبرة، وأن دوري يتطلب التركيز على المريضة بالدرجة الأولى.
أسمح للعائلة بطرح أسئلة دون السماح بأن يصبحوا جزءاً مفرطاً من القرارات العلاجية. بهذا يتعزز لديهم الشعور بمسؤولياهم تجاه المريضة دون أن يُعرقلوا العملية العلاجية..ولا أستجيب بشكل كامل لهم في آرائهم الشخصية الغير مبنية على علم.
للأسف بسبب تصرفاتهما قد حرموا المريضة من فرصة علاجية مبكرة،فهذه خامس زيارة لطبيب نفسية مختلف خلال سنتين وكل مرة يفشل العلاج حسب تعبيرهما " لشي سبب مابعرفو غالبا الطبيب مافهم علينا"
د.عمرو عرفة
بعنوان: عندما يُصبح الأقربون جزءًا من التحدي والمرض.
منذ أيام قابلت في العيادة شابة تبلغ من العمر حوالي 27 عامًا، جاءت مع والدتها وخالتها بحثًا عن علاج. كانت الحالة واضحة جدا مع علاجها بالنسبة لي: الأعراض تشير إلى اضطراب ذهاني(اهلاسات وتوهمات واضطراب سلوك مع اعراض سلبية)، وهو ما يحتاج إلى علاج دوائي ورعاية دقيقة. لكن المفاجأة لم تكن في الحالة بحد ذاتها، بل في الطريقة التي اختارت بها الأم والخالة التعامل معي ومع الجلسة.
من اللحظة التي جلسنا فيها، بدأتا بالحديث عن نفسيهما، عن ذكائهما، عن ثروتهما، وعن مستواهما العلمي، بل حتى وصل بهما الأمر إلى مناقشة أدوية العلاج وكأنهما الطبيبان وأنا مجرد ممرض اساعدهم أو حتى طالب اتعلم منهم! كانتا تسيطران على الحديث، وكأن الهدف من الجلسة هو إثبات مكانتهما العالية و جلسة "تحدي" وليس فهم احتياجات المريضة وعلاجها.
ما الذي حدث هنا؟
تحليلي النفسي للموقف كالتالي
يوجد سمات نرجسية لدى الأم والخالة. فتركيزهما على إنجازاتهما ومحاولاتهما لتقليل دوري ينبع من حاجتهما للتأكيد على أهميتهما وقيمتهما، بالاضافة لتغطية مخاوف أو مشاعر ضعف داخلي..ربما لتصغير المرض وأنه رغم هذا المرض نحن بمكانة عالية
وفي نفس الوقت تلك السيطرة على الحديث وإصرارهما على توجيه العلاج يشيران إلى مستوى من التدخل في علاقتهما بالمريضة، حيث يجدان صعوبة في إعطائها المساحة للتعبير عن نفسها. هذا يحدّ من استقلاليتها وقد يعرقل عملية العلاج..وقد يكون احد اسباب المرض أساسا ،وهو بماحة لعلاج منفصل لاحقا.
وكل هذا يُعتبر آلية دفاعية للهروب من مواجهة مشاعر القلق التي قد تصاحب هذا النوع من الامراض ورفض المرض بحد ذاته...مع أن المرض قد يصيب أي انسان ولا أحد معصوم عن المرض سواءً كان عضوية او نفسياً
وهو لا يشكل انتقاصاً او انه رتبة ثانية
الحلول العملية في مثل هذه الحالات:
من المهم أن أضع الحدود بلباقة منذ البداية، للتأكيد على أن الهدف الرئيسي هو التركيز على المريضة، وليس على مشاعر و حياة الآخرين وانجازاتهم او مشاكلهم..فهذه الجلسة كرمال هالبنت مو مشانكن هلأ.
أشرح دوري بصفتي طبيبًا نفسيًا بوضوح، أوضح أن خطتي العلاجية تستند إلى المعرفة والخبرة، وأن دوري يتطلب التركيز على المريضة بالدرجة الأولى.
أسمح للعائلة بطرح أسئلة دون السماح بأن يصبحوا جزءاً مفرطاً من القرارات العلاجية. بهذا يتعزز لديهم الشعور بمسؤولياهم تجاه المريضة دون أن يُعرقلوا العملية العلاجية..ولا أستجيب بشكل كامل لهم في آرائهم الشخصية الغير مبنية على علم.
للأسف بسبب تصرفاتهما قد حرموا المريضة من فرصة علاجية مبكرة،فهذه خامس زيارة لطبيب نفسية مختلف خلال سنتين وكل مرة يفشل العلاج حسب تعبيرهما " لشي سبب مابعرفو غالبا الطبيب مافهم علينا"
د.عمرو عرفة